رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1301

مسؤول أمريكي لـ الشرق: إستراتيجية تقارب يقرها حوار الدوحة وواشنطن

24 نوفمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
واشنطن- زينب إبراهيم

 

أكد البروفيسور مايكل ديفنسون، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية في عهد جون كيري، ومدير ملف الشؤون الخليجية بوحدة الأبحاث والدراسات بمكتبة الكونغرس الأمريكي سابقاً، ونائب المدير التنفيذي لمركز الدراسات الخارجية والإستراتيجية بواشنطن أن هناك العديد من القضايا المهمة التي تصدرت جدول الأعمال في النقاشات التي جمعت بين سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، وأنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، كان من بينها بكل تأكيد قضايا العمال وحقوق الإنسان والتي أشاد فيها وزير الخارجية الأمريكي بما قدمته قطر من خطوات ملموسة في تدعيم حقوق العمال ودور العمال الرئيسي في هذا الحدث المهم من استضافة قطر المهمة لكأس العالم، وإن كانت التصريحات الخاصة بقضايا العمال برزت في ضوء الهجمات الغربية بانتقادات مزعومة لحقوق العمال في قطر، وكانت القضايا المرتبطة بحقوق الإنسان بشكل عام والجهود القطرية- الأمريكية المشتركة في إطار شراكتهما الممتدة أيضاً مع الأمم المتحدة والأدوار اللافتة للبلدين في هذا الصدد من بين القضايا الموسعة التي تضمنتها المناقشات التي شملت كأس العالم المقام حاليا في قطر.

◄ تحديات ومخاطر

يقول البروفيسور مايكل ديفنسون، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية في عهد جون كيري، ومدير ملف الشؤون الخليجية بوحدة الأبحاث والدراسات بمكتبة الكونغرس الأمريكي سابقاً، ونائب المدير التنفيذي لمركز الدراسات الخارجية والإستراتيجية بواشنطن: إنه تم التباحث أيضاً في القضايا الإقليمية المشتركة والأهمية الخاصة لملف الاتفاق النووي الإيراني، خاصة في ظل ما يعتقده الخبراء بكون إيران لديها الآن ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 ٪ - وهي خطوة قصيرة من مستويات الأسلحة - لإعادة معالجته وتحويله إلى وقود لسلاح نووي إذا اختارت ذلك، وسواء صحت تلك التقارير أم لا فإن الجهود الواسعة لاستعادة الاتفاق النووي يجب بكل تأكيد طرح مسارات إضافية للنقاش حولها بين قطر وأمريكا انطلاقاً من دورهما البارز في هذا الملف، كما شملت المناقشات أيضاً الوضع في العراق والمخاطر الأمنية ودور قاعدة العديد الإستراتيجي في التحديات الأمنية وخطط مكافحة الإرهاب والتطرف، والمشهد الفلسطيني الذي ما زال محتدماً بتجدد الصراعات من حين لآخر في سياسات مثيرة للقلق وأهمية قضية فلسطين المركزية كما تراها قطر في هذا السياق، وتثمين الدور القطري البارز في المشاركة الدبلوماسية الفاعلة وجهود الوساطة التي ساهمت في احتواء الأوضاع في أكثر من مشهد إقليمي، والدور القطري الأكثر بروزاً في المشهد الأفغاني إنسانياً ولوجستياً ودبلوماسياً وإستراتيجياً في مساعدة الولايات المتحدة- بأكثر من صورة - في المشهد الأفغاني المتعقد وتطورات الأحداث المكثفة على سرعتها بكل تأكيد؛ حيث ساهمت قطر في تنفيذ أكبر جسر جوي في التاريخ إبان عمليات الإجلاء المعقدة التي أعقبت انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وتمكنت قطر من إجلاء نحو 80 ألف مواطن أفغاني ومن الجنسيات الأجنبية بأمان وكانت أكبر الدول التي استضافت اللاجئين على أراضيها، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إعلان قطر في يناير من العام الجاري، حليفاً إستراتيجياً رئيسياً من خارج الناتو كجزء من تطوير العلاقات المتميز ما بين البلدين، فضلاً عن المبادرات القطرية الإيجابية والتي كانت سريعة في استجابتها أمام أزمة الطاقة العالمية القائمة بتوسع قطر في عمليات الإنتاج ودفع مزيدا من مخزونها إلى الأسواق الأوروبية المتعطشة للطاقة عقب الأزمة مع روسيا ما ساهم نسبياً في تقليل حدة ارتفاع الأسعار وأيضاً توجيه الاحتياطات القطرية من الطاقة صوب أوروبا بغض النظر عن السعر الأعلى فيما يتعلق بالفائض المحدود من مخزونها من الإنتاج، وبحث التعاقدات بصورة تساهم فيها بدرجة مرنة من توفير بعض الاحتياجات لأوروبا بصورة من المتوقع تغييرها بصورة شاملة عن السابق حيث كانت قطر تضخ نحو 5 % فقط من إنتاجها من الغاز صوب الدول الأوروبية؛ كما أثبتت قطر دورها كشريك طاقة موثوق به حيث تعمل على توسيع إنتاج الغاز الطبيعي المسال من خلال مشروعها الضخم لتوسيع حقل الشمال، وهو الأكبر من نوعه في مجال الغاز الطبيعي المسال في العالم، وتعتمد شركات ودول أوروبية عديدة على الناتج الإضافي من الغاز القطري بحلول عام 2026 إلى توقيع عقود طويلة المدى تضمن احتياطات مستدامة من الطاقة في هذه الفترة العالمية العصيبة.

◄ اتفاقات مهمة

واختتم البروفيسور مايكل ديفنسون، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية في عهد جون كيري، ومدير ملف الشؤون الخليجية بوحدة الأبحاث والدراسات بمكتبة الكونغرس الأمريكي سابقاً، ونائب المدير التنفيذي لمركز الدراسات الخارجية والإستراتيجية بواشنطن تصريحاته مؤكداً: إن مذكرة التفاهم المشتركة بشأن توسيع قاعدة العديد يؤكد أيضاً مزيداً من الأهمية الكبرى لقاعدة العديد العسكرية كجزء من المكانة القطرية كحليف إستراتيجي رئيسي للولايات المتحدة، والتي تعززها الحوارات الإستراتيجية في سياق تدعيم روابط الدفاع والأمن وتطوير العلاقات الثنائية المشتركة، خاصة أن قاعدة العديد الجوية العسكرية كانت المقر الرئيسي للضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت تنظيم داعش الإرهابي، وتساهم الشراكة الدفاعية الإستراتيجية في تعزيز مكانة قطر الكبرى بالنسبة لأمريكا، حيث ستعمل مخرجات الحوار الإستراتيجي على مناقشة فرص إضافية للاستثمارات الضخمة والمصالح الاستثمارية والاقتصادية الكبيرة للغاية التي تجمع بين كل من الدوحة وواشنطن، كل هذا فضلاً عن الجهود الكثيرة والمشتركة التي تجمع ما بين المسؤولين الأمريكيين ونظرائهم من المسؤولين القطريين في مباحثاتهم المهمة خلال الحوار خاصة فيما يتعلق بمجالات مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وهو تعاون مهم للغاية بالنسبة لواشنطن، كما أن التعاون العسكري المتواصل بين قطر وأمريكا له أبعاد مهمة ويتميز بحيوية كبرى يبقى محورها الرئيسي قاعدة العديد للقوات العسكرية الأمريكية وتكمن في كونها تضم القيادة الأمامية للقيادة المركزية الأمريكية USCENTCOM وهي القيادة القتالية على مستوى المنطقة لجميع العمليات في منطقة الشرق الأوسط الأوسع التي تمتد من أفغانستان إلى شمال أفريقيا، كما أنها أهم قيادة قتالية لهيكل القيادة الموحدة، وكان لها دور رئيسي في قيادة وتنسيق العمليات العسكرية لمكافحة الإرهاب في المنطقة، وتتباحث بصورة دائمة على خط اتصال مباشر بواسطة القيادة المركزية الأمريكية مع مقرها في تامبا، فلوريدا، والتي هي في اتصال دائم مع مقر القيادة الأمامية في قطر، مع وجود 13000 من الأفراد العسكريين الأمريكيين، ويتم وصفها بأنها واحدة من القواعد العسكرية الأكثر ثباتاً والأفضل في موقعها الإستراتيجي، كما تستضيف العديد الجناح 379 للقوات الجوية التابعة لسلاح الجو الأمريكي، والذي يُعتبر أهم قيادة جوية خارجية في أمريكا، وجاءت مذكرة التفاهم المشتركة بشأن الخطط القطرية لمباشرة التوسعات بصورة استحقت الإشادة الأمريكية لمساهمتها في جعل حياة الأفراد العسكريين بالقاعدة أكثر راحة ما يسهم في كفاءة القاعدة العسكرية الأهم خاصة في السلاح الجوي الأمريكي في المنطقة، وأيضاً تأكيداً للثقة الأمريكية المتجددة في ظل التقدير الرفيع للبنتاغون لجهود قطر التي تباشرها في قاعدة العديد على مدار السنوات الماضية، ودورها الفاعل في ملف مكافحة الإرهاب، وكل تلك المحطات المهمة من الشراكة تؤكد على المسار الإيجابي لعلاقات الدوحة وواشنطن على مختلف الأصعدة وسط التقدير الأمريكي المتزايد لأدوار قطر العالمية وأهمية ما تقوم به من حرص سيادي ورغبة متميزة على تطوير العلاقات مع الإدارة الأمريكية بصورة متبادلة وهو ما يتحقق بأكثر من صورة دبلوماسية وإستراتيجية وتنموية متعددة ومختلفة.

مساحة إعلانية