محليات

1410

عبدالله النعمة بجامع الشيوخ: قطيعة الرحم شؤم عظيم وضررها عاجل

أكد فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة أن الإسلام جاء ليربط المجتمع بنظام رباني يفضي إلى الألفة والمودة والمحبة، قال تعالى: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم".

وأوضح الخطيب خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ أن الله سبحانه أمر بعبادته وحده لا شريك له ثم أوصى بالإحسان وأداء الحقوق إلى أهلها وعلى رأس القائمة الإحسان إلى الوالدين ثم عطف بالإحسان إلى القربات واليتامى والجيران وغيرهم، وحذر من قطيعة الرحم، فإن شؤمها عظيم وضررها يصيب المسلم في العاجل قبل الآجل، قال تعالى: "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم"، وفي الحديث المتفق عليه عن عائشة رضي الله عنها قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله"، وفي الحديث المتفق عليه أيضا عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة قاطع"، قال سفيان: يعني قاطع رحم.

صلة الرحم من الثمرات

وأضاف: إن الشريعة حثت على صلة الرحم وجعلته ثمرة من ثمار الإيمان واليوم الآخر، أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه" وهي سبب للبركة في الرزق والعمر، جاء في الحديث المتفق عليه عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من سرّه أن يُبسط له في رزقه أو يُنسأ له في أثره فليصل رحمه"، وهكذا جاء الإسلام لينظم علاقات المجتمع على اختلاف طبقاته وسائر مستوياته بنظام رباني يقوي عُراه، ويجمع أفراده على كلمة سواء، مجتمع متكاتف مترابط، ومن أعظم ما يُكوّن هذا المجتمع هو الأسرة، هي نواته، بصلاحها يصلح المجتمع بأسره، وقوام هذه الأسرة هما الوالدان – الأب والأم- لهما حقوق عظيمة عظمها الرب سبحانه وتضافرت الآيات والأحاديث في برهما والتحذير من عقوقهما، وقرن الله سبحانه وتعالى حقهما بحقه وجعل شكرهما من شكره، فقال سبحانه: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا"، وقال: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً".

وذكر الشيخ عبدالله النعمة أن حق الوالدين عظيم ومعروفهما لا يُجازى وبرهما جاء في الإسلام مطلقا بدون قيد أو شرط، حتى ولو كانا مشركين، بل وأبعد من ذلك، حتى ولو جاهداك على أن تشرك بالله شيئا فلا يسقط حق الإحسان إليهما ومصاحبتهما في الدنيا بالمعروف، والوالدان باب من أبواب الجنة وبرهما طريق موصل إلى الجنة، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "ما من مسلم له والدان مسلمان يصبح إليهما محتسبا إلا فتح الله له بابين -يعني في الجنة- وإن كان واحد فواحد".

وقال الخطيب إنه حري بنا أن نلتمس الجنة عند أقدامهما ونسعى لبرهما وأداء حقوقهما، فإنَّ حقَّ الوالدينِ عظيمٌ، ولن يستطيعَ أحدٌ أن ُيوَفِيِهُما حقهما مهما عملَ من عملٍ، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يجزي ولدٌ والداً إلا أن يجده مملوكاً فيشتَريَهُ فيعتقه)، قال ابن عباس رضي الله عنهما: (إني لا أعلم عملاً أقربَ إلى الله عز وجل من برِ الوالدةِ).

ولفت إلى أن الشرعُ قد خص الأمَ بمزيدٍ من الوصيةِ ببرها، لما تُكابدُ من تعبٍ ومشقةٍ في الحملِ والولادةِ والإرضاعِ، جاء في الصحيحين: ‎عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله، من أحقُ الناسِ بحسنِ صحابتي؟، قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أبوك) متفق عليه.

وأخرج أحمد والنسائي من حديث عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أيُ الناسِ أعظمُ حقاً على المرأة؟ قال: "زوجها"، قالت: فقلتُ على الرجل؟ قال "أمه".

اقرأ أيضاً

عنوان خطبة الجمعة " التحذير من الشرك".. النعمة خطيبا في جامع الإمام والمحمود في جامع الشيوخ

عبدالله النعمة في خطبة الجمعة بجامع الشيوخ: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أهم عنصر للتمكين

النعمة خطيباً بجامع الإمام اليوم

أخبار ذات صلة

وزارة الاتصالات تشارك في درب الساعي بجناح تفاعلي لتعزيز السلامة الرقمية

مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد يستعرض تجارب المزيد من البلدان في مواجهته