رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1548

فلسطينية تُحوّل مخلفات البيئة لتُحف وهدايا

23 ديسمبر 2020 , 07:00ص
alsharq
غزة - حنان مطير

«ما رأيكنّ يا صبايا أن نفطر اليوم سويةً في ساعة الفراغ الجامعي؟».. «إنها فكرة ممتازة». لكنها لم تكُن ممتازة للطالبة «سناء شبات» التي لا تملك شيئًا من المال لمشاركتهنّ. ففي كثيرٍ من الصباحات في أروقة الجامعة الإسلامية بمدينة غزّة، كانت طالباتُ الهندسة يجتمعنَ على طاولةِ إفطارٍ واحدة في «الكافتيريا» أو تحت أشجار الكينيا، إنها من أجمل اللقاءات التي تجمعهن.

كانت سناء تشعر بالحرج فتعتذر على الفور بحجة أنها ليست جائعة أو أنّها مضطرة لاستثمار الوقت في المكتبة، أو أن عملًا ما لا بد من إنجازه.

تبتسم «للشرق» وتروي: «لقد تفنَّنتُ في اختراع الأسباب التي لا أصْلَ لها للتهرّب من موضوع الإفطار، فأمي بالكاد توفّر لي مواصلات جامعتي». وإنْ كانت سناء تتمنَى أن تشاركهنّ الإفطار يومًا، إلا أن عدم امتلاكها للمال وعدم مشاركتهنّ الإفطار لم يُضعِف من نفسيتها شيئًا، تعبر: «كنتُ أشعر بقيمة كل «شيكل» تقدّمه لي والدتي، لأنني أعرف مقدار الجهد الذي تبذله لتوفّر لي ولأخواتي الثلاث رسوم الجامعة والمواصلات». وكانت أم سناء حينها تعمل عاملة نظافةٍ في إحدى مستشفيات غزّة، وراتبها لا يزيد على 700 شيكل، أي ما قيمتُه 200 دولار فقط، أما والدها فمريض انقطع عن العمل منذ زمن.

اليوم وبعد أن أنهت سناء جامعتها وكالغالبية العظمى من الغزيين المحرومين من فرص العمل، تجلس في محلّها الصغير في بلدة بيت حانون الواقعة شمال قطاع غزة، وتُمسك بآلة قصّ الخشب الكهربائية، وتبدأ بقصّ لوحٍ وضعته مقابلها لتشكّل منه صورة «قلب» ويكون هديةً أوصاها بصناعتها شاب وفق حديثها. كان باب المحل مفتوحًا على مصراعيه، فلم تُعِقها نظرةُ المجتمع المُتعجبة من فتاةٍ تقص الخشب وتستخدم آلات نجارة أخرى.

تحكي: «ذات مرة انتبه شابٌ أنّ من تقصّ الخشبَ بتلك الآلة الكهربائية فتاةٌ وليس رجلًا، فدخل مستغربًا وسألني إن كنت أنا من أصنع كل تلك الهدايا دون مساعدة رجل أم لا، فأكّدت له ذلك، ولم يصدق، وحينها طلب مني هديةً خشبية ذات تفاصيل دقيقة، فكان الأمر بيننا تحديًا واضحًا بمقابل مادي جيد»، وتواصل: «قدّمت له هديته كما طلب تمامًا، فكان سعيدًا للغاية وكان الربحُ من نصيبي». وفي زاويةٍ من محلها تكوّمت الزجاجات الفارغة والأقمشة القديمة والأخشاب المُهشّمة وصناديق الكرتون وكثير من مخلفات البيئة التي نُعدّها «قمامة» ولسنا بحاجة إليها.

تبتسم سناء وتقول: «أحاول إخفاءها عن العيون لكن لا مفرّ، إنها كثيرة وأنا لا أملّ من جمعها من الطرقات، فهي أساس عملي».

وتعمل سناء على إعادة تدوير مخلفات البيئة لتصنع منها هدايا ومقتنيات جميلة، وتُعزّز بذلك فكرة «كل شيء له قيمة مهما كان بسيطًا»، أما السبب الأساس وراء عملها في إعادة التدوير فهو «الحاجة»، «والحاجة أم الاختراع» وفق تعليقها.

تروي: «كان عيد ميلاد صديقتي قريبًا، وكان من المُحْرجِ ألا أقدّم لها هديةً، كباقي الصديقات، وبالطبع فإنني لن أكلف والدتي مصروفًا جديدًا للهدايا، ففكّرتُ في هديةٍ لا تُكلّفني سوى جهد يدي»، وتواصل: «صنعت لها زهريةً من قنينة بلاستيكية بعد أن غلفتها بورق الفوم، وملأتها بالزهور، فكانت جميلة للغاية، أعجبت صديقتي جدًا وأثنت عليها خاصة أنها من صنع يدي».

اتّبعت سناء هذا النظام في كل الهدايا فيما بعد، فاستخدمت علب الفول والصلصة واللبن وصنعت أشياء جميلة ومفيدة، حتى تطورت لتصنع بالقش والخزف، وتحكي: «كنت إذا رأيت صغيرًا يلقي شيئًا على الأرض خاصة وأن متجري يقابل مدرسة أطفال، آخذه منه وأصنع له هديةً بسيطة وأطلب منه أن يقدّمها لوالدته أو أخته هدية، فيفرحون للغاية». ثم حصلت سناءُ على تدريب في أحد المشاريع الصديقة للبيئة وتقدّمت لمسابقة شارك فيها المئات من أصحاب المشاريع، فكان الفوز حليفها مع عدد قليل من المتسابقين. أثناء تعبئة الطلب للمشروع كانت تسأل الأقارب والأصدقاء عن أسماء آلات معينة يمكنها الاستفادة منها في أعمالها، فيسخرون منها ويضحكون، تعلق: «كانوا يقولون ما الذي ستصنعه من القمامة؟». واليوم تقف سناء في متجرها الصغير تعرض منتجاتها وتصنع ما توصي به الزبائن بحُبّ، توفر قوت يومِها وتساعد عائلتها ببعض الأساسيات، وتخرج برفقة والديها مريضي السّكّر في رحلاتٍ عائليةٍ يقضون فيها أجمل الأوقات، فقد كان ذلك غير متاحٍ أبدًا فيما قبل، إنه جزء من الجميل الذي قدّماه طيلة حياتِها، تعبّر: «يسعدني أنني اليوم سند لأهلي ولستُ عبئًا».

اقرأ المزيد

alsharq برنامج الأغذية العالمي يدعو لفتح جميع المعابر لتوسيع نطاق العمليات الإنسانية في غزة

دعا برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى فتح كافة المعابر مع قطاع غزة المدمر من أجل توسيع... اقرأ المزيد

72

| 05 نوفمبر 2025

alsharq ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار الفلبين إلى 46 قتيلاً

أعلنت السلطات الفلبينية ارتفاع حصيلة قتلى الإعصار كالماغي الذي ضرب البلاد إلى 46 شخصا، بينهم ستة أشخاص أفراد... اقرأ المزيد

84

| 05 نوفمبر 2025

alsharq وفاة نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك تشيني

أعلن اليوم عن وفاة ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي الأسبق عن عمر ناهز 84 عامام. وذكرت أسرة ديك... اقرأ المزيد

120

| 04 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية