رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

722

ميشيل كيلو: "جنيف1" يجب أن تكون نقطة إنطلاق لأي مفاوضات حول سوريا

23 نوفمبر 2015 , 10:22م
alsharq
أجرى الحوار: عبدالحميد قطب:

موسكو تجاهلت الأسد في عملية دخولها لسوريا ولم تستشره أصلاً

محادثات فيينا تتضمن نقاطًا إيجابية وأخرى سلبية تحتاج إلى نقاشات

مدة الـ18 شهرًا طويلة جداً وما نحتاجه شهران أو ثلاثة لإنجاز الإصلاح الدستوري

الأسد لن يبقى رئيساً لسوريا والحديث يدور حول المرحلة الانتقالية ريثما تتم الإصلاحات الدستورية

الروس أبلغوا الأسد أن الوضع الداخلي والدولي لن يساعد على بقائه رئيسًا

الإيرانيون لن يقبلوا برحيل الأسد لأنهم يعتبرون تغييره نهاية وجودهم ونفوذهم في سوريا

روسيا في حالة يرثى لها على المستوى الاستراتيجي والدولي بسبب العزلة الدولية

الأمريكان يبيعون لنا أجواء تفاؤلية ويعتقدون أن كل ما يقولونه نصدقه

ليس في ذهننا أبداً أن نشن حروباً على إيران مستقبلاً إذا ما احترمت سيادتنا كدولة مستقلة

النظام السابق ستكون له حقوق سياسية وسيتشارك في العملية الديمقراطية

كنا نتمنى أن يتركز جهد دول "فيينا" على إيجاد طرف داخل النظام يقبل بأن ينضوي في الهيئة الحاكمة الانتقالية

طهران تُخضع سوريا لحساباتها الشخصية ورحيل بشار سيفجر الوضع الداخلي لديها

أكد ميشيل كيلو المعارض السوري في حواره لـ"بوابة الشرق" أن "جنيف1" يجب أن تكون نقطة انطلاق لأي مفاوضات سورية، وأن المحادثات التي جرت في فيينا موخراً بها نقاط إيجابية وأخرى سلبية يجب أن يدار حولها نقاش.

وكشف كيلو أن موسكو تجاهلت الأسد في عملية دخولها لسوريا، بل لم يستشيروه أصلا، وأنها استدعته لتسترضيه ولتبلغه الإجراءات التي ستكون في المرحلة المقبلة، وتفهمه أن الوضع الداخلي والإقليمي والدولي لن يساعده في البقاء كرئيس لسوريا.

وعن محادثات فيينا الأخيرة، قال كيلو: كنا نتمنى أن يتركز جهد الدول المشاركة في "فيينا" على إيجاد طرف داخل النظام يقبل بأن ينضوي في الهيئة الحاكمة الانتقالية، وأن مدة الـ 18 شهرًا طويلة جداً لإجراء المرحلة الانتقالية وما نحتاجه شهران أو ثلاثة لإنجاز الإصلاح الدستوري.

وشدد كيلو على أن النظام السابق ستكون له حقوق سياسية وحزبية وسيتشارك معنا في إجراء العملية الديمقراطية في المرحلة المقبلة، وأن الأسد لن يبقى رئيساً لسوريا، وما يتم الحديث حوله الآن هو بقاؤه في المرحلة الانتقالية ريثما تتم الإصلاحات الدستورية.

ميشيل كيلو

وإلى نص الحوار...

انتقلت المحادثات الدولية الخاصة بسوريا من "جنيف" إلى فيينا، برأيك كمعارض للنظام السوري، هل كانت محادثات "فيينا" التي عقدت منذ أيام إيجابية بالنسبة للثورة أم سلبية، وما الذي كان ينقصها بوجهة نظركم؟

لا نستطيع أن نلخص محادثات "فيينا" بأنها كانت إيجابية أو سلبية؛ لأن بها نقاطا ربما هي إيجابية لا بأس فيها، ونقاطا أخرى سلبية ، أما النقاط الإيجابية فقد سبق أن قدمناها كوفد للائتلاف في محادثات "جنيف 2" ولمبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي آنذاك، لكن تبقى بعض القضايا المهمة جداً غامضةً، خاصة ما يتعلق بمصير الهيئة الحاكمة الانتقالية، والمرحلة الانتقالية ومداها ومكوناتها وهدفها، وكذلك مصير الأسد الذي كان واضحاً في "جنيف 1" بأنه سيزاح جانباً بمجرد تشكيل الهيئة الحاكمة الانتقالية.

وفيما يبدو لي أن مصير الأسد ليس واضحا في فيينا كما كان واضحا من قبل، والأنباء متضاربة حول وضعه، وما سيؤول إليه مصيره، ومع ذلك هناك نقاط إيجابية كما قلت تصلح كنقاط ارتكازية وأخرى يجب أن تدار حولها نقاشات وأن تكون هناك أيضا توضيحات نأخذها من مختلف الدول، كما علينا بدون أدنى شك أن نقوم بمجموعة من الاستعدادات والتغيرات كي نصل إلى وضوح في كل النقاط، انطلاقا من أن هناك اعترافا بأن "جنيف 1" مرجعية المفاوضات ومرجعية فيينا أيضا، لأن جنيف يعطينا حقوقا كاملة في نقل بلادنا للنظام الديمقراطي والتخلص من النظام الإرهابي.

وما الذي كنتم تتمنونه من الدول الراعية لمحادثات "فيينا" أو تطلبونه؟

كنا نتمنى أن يكون هناك تأكيد على أن "جنيف 1" بكل مكوناته هو نقطة انطلاق وهو الآلية والهدف لأي تفاوض يتم في سوريا، وكنا نتمنى أن يتركز جهد الدول المشاركة في "فيينا" على إيجاد طرف داخل النظام يقبل بأن ينضوي في الهيئة الحاكمة الانتقالية حتى نستطيع، نحن وهو، إجراء عملية الانتقال الديمقراطي لسوريا، وتكون هناك شراكة كاملة بيننا وبين من سيتعاون معنا من أهل النظام في سوريا في المرحلة المقبلة، لأنه بالطبع سيكون لهم حقوق سياسية وحزبية وكل شيء.

فيما يتعلق بمصير الأسد، فقد خرج كثير من المصادر أثناء إجراء محادثات "فيينا" تتحدث عن تحديد مكان لجوء الأسد، مثل استضافة سلطنة "عُمان" له، وكأن مصيره قد حسم، هل لكم أن تطلعونا على حقيقة هذا الأمر، وهل بالفعل تم حسم مصير الأسد؟

الأسد لن يبقى رئيساً لسوريا، ومصيره أصبح محسوما.

وما يتم الحديث حوله الآن هو عن بقائه في المرحلة الانتقالية، ريثما تتم الإصلاحات الدستورية وإنجاز التحول فيما يتعلق بالإصلاح الهيكلي للجيش وأجهزة الأمن، والإصلاح القضائي والسياسي وإلى آخره، لكن فيما يتعلق بالأسد، فقد تم الاتفاق على أن يكون جزءا من المرحلة الانتقالية، لكن في النهاية من المحتم أنه سيغادر السلطة شاء أم أبى، وهو الآن أصبح حالة انتقالية.

ونحن من جهتنا لن نقبل بأي حل طالما أن بشار الأسد جاثم على صدور السوريين ويمارس ضدهم كل أنواع القهر والإذلال، ويتعامل مع سوريا كسلطة محتلة لا حاكما للبلاد.

تتحدث المصادر عن فترة 18 شهرا كمرحلة انتقالية.. برأيك هل هذه المدة طويلة بالنسبة لكم؟

نعم هي طويلة جداً، فلسنا بحاجة إلى الـ18 شهرا لكي ننجز عملية الانتقال الديمقراطي في بلادنا، وإجراء الإصلاح الدستوري، الذي من الممكن أن نجريه من الآن ولدينا أدواته وآلياته، فما نحتاجه فقط شهران أو ثلاثة أشهر لا أكثر.

صرح وزير الخارجية الأمريكي عقب محادثات فيينا بأن سوريا ستشهد عملية تغيير في الأسبوع القادم.. ما الذي يقصده كيري بالتغيير؟

أعتقد أن الأمريكان يبيعون لنا أجواء تفاؤلية، وهم ربما لا يعرفون أننا لدينا وجهة نظر ونعرف كيف يتجه الوضع الدولي، وأن ليس كل ما يقولونه نصدقه، ونعتبره آخر الحقائق، فقد سبق وأبلغنا واشنطن بأن حزب الله "منظمة إرهابية" بتدخله في الشأن السوري، ومع ذلك تعاملت مع الأمر باستهانة مفرطة ولم تصدر أي بيان أو قرار يدين هذا التدخل، وهو ما يعتبر بكل المقاييس موافقة ضمنية على تدخل ميليشيا حزب الله في سوريا.

التدخل الروسي

منذ أكثر من شهرين تدخلت روسيا في سوريا عسكرياً بحجة ضرب معاقل "داعش"، لكن تبين عكس ذلك، فقد بدأوا يستهدفون المعارضة المعتدلة والشعب أيضا .. برأيك ما أهداف التدخل الروسي في سوريا تحديداً؟

هناك هدفان لبوتين يريد تحقيقهما من هذا التدخل، الأول هو الحفاظ على مصالحه عبر إنقاذ النظام أو عبر الوصول إلى صياغة تؤدي إلى تسوية مع النظام الجديد، والهدف الثاني هو يريد استعمال الساحة السورية لتصفية حساباته مع الغرب.

فروسيا الآن بحالة يرثى لها على المستوى الاستراتيجي وعلى المستوى الدولي، وهي في عزلة شديدة ، لذا فإن بوتين أراد أن يستغل سوريا لهذين الغرضين، يوطد قدمه في سوريا، ويحافظ على مصالح روسيا فيها، ثم يجبر الدول الغربية على الوصول إلى تسوية معه.

وفي ظني الشخصي هناك فرصة لأن يكون هناك طريق مفتوح نحو السلام، إذا قدم الروس قراءة لجنيف تتفق مع موقفنا وهدفنا، ووافقوا على الانتقال الديمقراطي في سوريا، وأن تكون هناك هيئة حاكمة انتقالية، فإنه بلا شك ستنتقل بلادنا إلى مرحلة جديدة، وإلى حل قريب، أما إذا كان الروس يريدون أن يكرروا ما فعلوه في جنيف، مثل أن يوافقوا عليها، ثم فيما بعد يتنكرون لها ويرفضونها، بل ويحبطون تنفيذها، فأعتقد أن ذلك سيعيق الأمور كثيراً وسيدفعنا إلى حالة جديدة تفرض علينا أن نقاتل كي نحسم المسألة بأيدينا.

وهل وضعية سوريا بالنسبة للغرب والأمريكان هامة، حتى تجعلهم يجلسون مع بوتين ويتفاوضون معه .. بمعنى أنها مهمة بالنسبة للغرب، أم أن شأنها شأن جميع أزمات المنطقة؟

الغرب دائما يبحث عن مصالحه، ولا أعتقد أنه سيضطر لعقد صفقة مع بوتين خاصة بسوريا.

زيارة الأسد لروسيا

زار الأسد موسكو الشهر الماضى واستقبله الرئيس الروسي بوتين ...كيف تنظر إلى هذه الزيارة، وهل هي بالفعل استدعاء لبشار أم زيارة رسمية؟

هذه الزيارة من المفترض أنها كانت تسبق دخول الروس إلى سوريا، لكن الروس على ما يبدو من كثرة تجاهلهم له دخلوا إلى سوريا وبدأوا يقصفون دون أن يستشيروه أو يحصلوا على موافقته مسبقاً، وبالتالى هم أرادوا أن يتداركوا هذه المسألة، من أجل أن يوجدوا انطباعا بأنهم يحترمون الأسد كرئيس، فقاموا باستدعائه إلى موسكو، في صورة زيارة بروتوكولية.

وهل استطاعوا تحسين الصورة؟

أعتقد أنهم حاولوا، لكنهم فشلوا في إظهار صورة الأسد أمام شعبه كرئيس يتعامل معه بالند، وأنهم يحترمونه كرئيس، فكونهم يدخلون إلى البلاد دون أن يبلغوه، أعتقد أنها مسألة صعبة جدا، بل ويصعب إصلاحها.

على كل حال، أعتقد أن ما يهمنا هو ما دار في الزيارة، فقد أفهموه في زيارته ما سيجري في المرحلة القادمة من مفاوضات وغيره مثل محادثات "فيينا" التي جرت مؤخراً، وأنهم أفهموه أن الوضع الداخلي والدولي والإقليمي لن يساعده في البقاء فترة أخرى كرئيس لسوريا.

يتردد دائما أن بوتين يريد توحد المعارضة السورية كشرط للتفاوض معها .. برأيك هل هذا المطلب هو الذي يعطل المفاوضات مع الروس؟

أعتقد أن الروس لا يريدون الحوار مع المعارضة أصلاً، وأنهم يعلنون هذا الشرط من أجل عدم التفاوض، لأنهم يعلمون أن الائتلاف معترف به كممثل للسوريين من 123 دولة، فهل هذا لا يصلح أن يتفاوض معه الروس؟ .. بوتين يريد أن يتحاور مع أشخاص صوتهم فضائي وغير قادرين على تقديم أي خطوات إيجابية؛ لأنهم أصلا معزولين ولا وجود لهم على الساحة، ولن يقبل أحد بتفاهماتهم مع بوتين، حتى وإن اعتبرت هذا التفاهمات تخدم المصلحة الوطنية.

وفي نهاية كل أمر، سيتوقف تحقيق الحل العادل على اقتناع روسيا بأن معركتها خاسرة حتماً، وبأنها لن تستطيع إنقاذ الأسد ونظامه، وأن عليها البحث عن حل يلبي مصالحها، ليس لأنه ينقذ الأسد، بل لأنه يتفق مع ما يطالب به الشعب السوري، صديقها التاريخي الذي باعته لمجرم يقتله بثلاثين من الفضة، في صفقة هي الأسوأ في تاريخ روسيا الحافل بالصفقات السيئة.

وماذا عن الموقف الإيراني .. هل ستقبل طهران برحيل الأسد؟

الإيرانيون لن يقبلوا برحيل الأسد، لأن تغييره بالنسبة لهم هو نهاية وجدودهم ونفوذهم في سوريا، ونحن في الثورة السورية لا نريد أن يكون هناك عداء بين سوريا وإيران مستقبلاً، ولا نريد أن نشن حروباً على إيران، فهذا ليس في ذهننا أبداً، ولا في صالح شعبنا، ففي ذهننا فقط أن تتعامل معنا إيران كدولة مستقلة لها سيادة وقرار وشعبها يقرر شؤونه بنفسه، ونحن من جهتنا أيضا سنقرر حجم ومدى الصداقة التي ستربطنا بإيران، دون أن ننسى أن إيران دولة إسلامية، وأن هناك التزامات تجاهها دينية وثقافية وأخلاقية وتاريخية وأنها دولة شقيقة بهذا المعنى.

وهل إيران تبادلكم نفس الشعور؟

بالطبع لا!.

ميشيل كيلو يتحدث لـ"بوابة الشرق"

لماذا؟

لسببين .. الأول لأنهم يعتقدون رحيل الأسد سيفجر الوضع الداخلي لديهم، وأنا محورها في المنطقة، سيقطع في الحلقة السورية، وبالتالي سيسبب انهيار داخلي لديهم، لأن الإيرانيين يُخضعون سوريا لحساباتهم الداخلية، والثاني لأن هناك تيارات متصارعة داخل إيران بعضها متشدد وبعضها غير متشدد، بعضها يميل إلى الحل السياسي وبعضها مع الحل العسكري، لكنهما في المحصلة يجمعان على أن بقاء سوريا موحدة ضروري لوحدة هذه التيارات المتصارعة، وبقاؤها خاضعة لإيران شرط لاتفاقهما، ولهذا المعنى فإن إيران إذا غيرت موقفها من سوريا فإن وضعها الداخلي سينفجر وسيكون هناك خلاف كبير جداً سيطفو على السطح، بعدما كانت المسألة السورية توحده، وستُفتح التحقيقات والمساءلات عن الأسباب التي أدت إلى ضياع سوريا، وهل يعني ذلك فشل الاستراتيجية الإيرانية؟، وسيصير هناك صراع بين جناح الأمن والعسكر والدولة العميقة والأجنحة الأخرى الذين يتصورن أنهم يقدمون نتائج جمهورية وخارجية مثل جواد ظريف.

أخيراً، ما تعليقك على سقوط الطائرة الروسية في الأجواء المصرية، وهل لهذا الحادث علاقة بالثورة السورية؟

ربما يكون لي تعليق على طريقة عمل لجنة التحقيق المصرية في تحطم الطائرة الروسية، والإعلام المصري الوضيع المرافق لها، ذكّراني بلجنة التحقيق السورية في اغتيال الحريري التي لم يصدر عنها شيء ولا نعرف مصيرها، وبالإعلام السوري الأكثر وضاعة الذي كان يدافع عن النظام آنذاك.

تحاول الأنظمة الفاسدة والمستبدة أن تتشبه بالدول المتحضرة، لكن وضاعة مسؤوليها تفضحها دائماً، ربما لأن هذه الوضاعة موجودة على صبغياتهم ولا يستطيعون إخفاءها أو الفكاك منها.

مساحة إعلانية