رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان 1435

1384

القرضاوي: الملفات القرآنية المدمجة لاتأخذ حكم المصحف

23 يوليو 2014 , 01:31م
alsharq
الدوحة - بوابة الشرق

المؤلف : الشيخ يوسف القرضاوي

الكتاب: أدب المسلم مع الله والناس والحياة

الحلقة الخامسة والعشرون

— الترقِّي في تلاوة القرآن:

إذا كان القرآن الكريم يتعبد بتلاوته, فإنه يتعبَّد أيضًا بسماعه, وقد صحَّ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد استمع إلى القرآن من الصحابة.

استمَعَ إلى أبي موسى الأشعري, وهو يقرأ القرآن بصوته الجميل، فقال: "لقد أُوتِي هذا مزمارًا من مزامير آل داود". فبلغ ذلك أبا موسى, فقال: "لو علمتُ أنك تسمعُ لحبَّرتُه لك تحبيرًا"( ).

واستمع ذاتَ ليلة إلى عبد الله بن مسعود, ومعه أبو بكر وعمر, فوقفوا طويلًا, ثم قال: "من أراد أن يقرأ القرآن غضًّا طريًّا كما أنزل, فليقرأه على قراءة ابن أم عبد"( ). يعني ابن مسعود.

بل نراه صلى الله عليه وسلم يطلب من ابن مسعود أن يقرأ عليه شيئًا من القرآن. قال: قلت: أقرأ عليك, وعليك أنزل؟ قال: "إني أشتهي أن أسمعه من غيري". قال: "فقرأت (النساء). حتى إذا بلغت: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء:41]. قال: "كف" أو "أمسك". فرأيت عينيه تذرفان( ).

وروت عائشة قالت: أبطأتُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة بعد العشاء– تعني في المسجد- ثم جئتُ, فقال: "أين كنتِ؟". قلتُ: كنتُ أستمع قراءة رجل من أصحابك لم أسمع قبلُ قراءتَه وصوته من أحد! قالت: فقام وقمتُ معه, حتى استمع له. ثم التفتَ إليها فقال: "هذا سالم مولى أبي حذيفة, الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا".

وفي عصرنا غدت فرص الاستماع إلى القرآن ميسَّرة وكثيرة من قرَّاء مجيدين خاشعين, يلمسون بقراءتهم أوتار القلوب, وقد انتشرت قراءاتهم عن طريق الأشرطة المسجَّلة, والتي تباع بأثمان زهيدة. ثم هناك الإذاعات الخاصة بالقرآن في أكثر من بلد إسلامي, وهذا من فضل الله على الناس.

وهناك القرآن المسجَّل في (الكومبيوتر) والذي أصبح الهواتف المحمولة أو النقالة تحمله الآن، ويسمع فيها بيسر وسهولة. وفي السيارات أمكن لكل سائق يحب الاستماع إلى كتاب الله أن يسمعه.

وهناك مصحف مكتوب للمكفوفين، بطريقتهم التي يعرفونها ويتداولونها، وهي التي تسمى طريقة (بريل)، وقد روجعت هذه الطبعة، وأُقِرَّت من الأزهر وغيره، فيمكن لإخواننا- أنار الله بصائرهم- أن يستفيدوا منها، ويُصحِّح بعضهم لبعض ما قد يخطئون فيه.

هل لأشرطة القرآن والأسطوانات المدمجة حكم المصحف؟

وقد يسأل الناس اليومَ عن هذه الأشرطة التي سُجِّل فيها القرآن: هل لها حكم المصحف من حيث مسِّها وحملها؟

الظاهر أن قياسها على المصحف في كل شيء ليس مسلَّمًا, لوجود الفارق بينهما, فهذه صماء لا يعرف ماذا في جوفها، حتى توصَّل بآلة معينة, وتوصَّل الآلة بالكهرباء, حتى يُسمع ما فيها، بخلاف المصحف المقروء, فهو بمجرد النظرة إليه يعرف أنه قرآن كريم، ومع هذا يحسن أن تحترم هذه الأشرطة إذا علم أن ما بداخلها كتاب الله.

آداب الاستماع إلى القرآن:

وكما أن لتلاوة القرآن آدابًا تحدثنا عنها, فإن للاستماع إليه آدابًا أيضًا ينبغي مراعاتها.

الإنصات والإصغاء:

أول هذه الآداب هو: الإنصات والإصغاء عند ما يتلى القرآن. قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف:204].

ومعنى الإنصات: السكوت مع الاستماع, ولهذا فُسِّر بـ(إحسان الاستماع).

فالإنصات يساعد العقل على التدبر, والقلب على التأثر, وكلاهما يساعد الإرادة على التوجه.

وهذا ما فعله الجن حينما سمعوا القرآن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: تعالى: {إِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الأحقاف:29-31].

التدبر والتأثر والتجاوب:

وكل ما ذكرناه في آداب التلاوة؛ من وجوب التدبر وما قبل التدبر من تعظيم الكلام والمتكلم, وما بعد التدبر من التأثر والتجاوب مع كلام الله, وتطبيقه على النفس- كل هذا يقال في الاستماع أيضًا.

ولهذا وصف الله المؤمنين بقوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [الأنفال:2].

ووصف تعالى عباد الرحمن بقوله: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا} [الفرقان:73].

سماع المؤمنين المتأثرين بالقرآن:

وقد ذكر لنا القرآن من السماع المحمود الذي أثنى عليه أصحابه بالتجاوب السريع مع كتاب الله؛ أنهم إذا تلي عليهم: خرُّوا سُجَّدًا وأذعنوا, وبكاء وخشوعًا, وتسبيحًا وثناء على الله تبارك وتعالى، وهذا ما وصف الله سبحانه الذين أوتوا العلم من أهل الكتاب من قبل, ونطقت بذلك آيات كتابه العزيز تصفهم أبلغ الوصف, وتصور حالهم أصدق التصوير.

ولقد مر بنا هذا الوصف والتصوير ونحن نتحدث عن آداب التلاوة, ولا بأس أن نعيده هنا ونحن نتحدث عن آداب الاستماع, فهؤلاء إنما سمعوا القرآن يتلى عليهم ولم يتلوه هم، فالاستشهاد بهذه الآيات هنا أحق وأولى.

يقول تعالى: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا * قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء:106-109].

ومثل هذا ما جاء في وصف جماعة ممَّن آمنوا من النصارى: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ * وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ * فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة:83-85]

المعرضون عن القرآن:

وهناك من لا يريد الاستماع إلى القرآن أصلًا, خشية أن يؤثر في عقله وقلبه, وكذلك لا يريد لغيره أن يسمع له, خوفًا من أن تنفذ أشعَّة القرآن إليه, فيستجيب له, ويغير ما بنفسه.

وهذا ما حكاه القرآن عن المشركين, الذي كانوا يشوِّشون على النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلا القرآن, حتى لا يتأثر به شبابهم ونساؤهم, ومن بقي على الفطرة منهم.

يقول الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} [فصلت:26].

الذين سمعوا ولم يسمعوا:

ومنهم من يستمع إلى القرآن, وقلبه مغلق, وأذنه صماء, فلا يفقه منه شيئًا, فإن الجحود والمكابرة والعناد قد أقامت سدًّا سميكًا بينه وبين كتاب الله, فلا يسمع ولا يعقل.

وهؤلاء هم الذين وصفهم الله في آيات كثيرة من كتابه, مشيرًا إلى الأسباب التي جعلتهم يصمُّون الآذان, ويغلقون القلوب.

يقول تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا * وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا * نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا} [الإسراء:45-47].

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [الأنعام:25].

{وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [الجاثية:7-9].

ومن ثَم يعتبر القرآن هؤلاء المكابرين لم يسمعوا للقرآن؛ لأن أجهزة الاستقبال معطلة لديهم، فلا أذن تسمع, ولا فؤاد يفقه.

يقول تعالى: {حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ * وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ} [فصلت:1-5]

فالمعرض لا يسمع, وإن سمع لا يعي؛ لأنه يحضر بجسمه لا بعقله, بل هو يحاول أن يعطل عقله حتى لا يفكر، وإذا عطَّل الإنسان عقله الذي ميزه الله به, غدا أحط من البهيمة العجماء, وأصبح من شر الدواب, كما عبر القرآن: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [الأنفال:22-23].

وقال تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ} [محمد:16].

فهؤلاء حضروا بأبدانهم, وعقولهم غائبة, فهم يسمعون الأصوات فقط, دون أن يعوا مضمون القول، ولا عجب أن يقولوا لأهل العلم: ماذا قال آنفًا؟ وأن يعقِّب القرآن عليهم بما عقَّب، وهذا هو سماع المنافقين.

هذا هو سماع الذين جعلوا بينهم وبين القرآن حجابًا, صنعه الكبر أو الحسد, أو اتِّباع الهوى, أو الجمود والتقليد, فهم يسمعونه بآذانهم أصواتًا, لكن لا تسمعه قلوبهم معانيَ.

عطَّل الجحود واتِّباع الهوى أسماعهم, كما عطَّل أبصارهم وقلوبهم, كما قال تعالى: {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا} [الأعراف:179]. وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ} [الأحقاف:26]. وقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} [البقرة:6-7].

هؤلاء الجاحدون سمعوا, ولم يسمعوا, سمعوا بالأذن, ولم يسمعوا بالعقل والقلب, وفيهم يقول القرآن: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [الأنفال:21-23].

سماع المحرفين للكلم:

وذكر لنا القرآن نموذجًا آخر مذمومًا, من الذين يسمعون كلام الله ثم يحرِّفونه عمدًا, لهوى أنفسهم, وفسادٍ في قلوبهم.

وهو ما حكاه القرآن عن اليهود, إذا قال تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ * أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} [البقرة:75-77].

وكل هذه أنواع مذمومة من السماع؛ أما السماع المطلوب, فهو سماع المؤمنين الذين يسمعون بآذانهم وعقولهم وقلوبهم، وهم الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله, وأولئك هم أولو الألباب.

%MCEPASTEBIN%

اقرأ المزيد

alsharq أحداث غزة تخفي مظاهر البهجة بعيد الفطر هذا العام

يحل عيد الفطر هذا العام بلا اي مظاهر استعداد للاحتفال بقدومه ولسان الحال يقول " عيد بأي حال... اقرأ المزيد

866

| 27 يوليو 2014

alsharq قطريات يسوقنّ إنتاجهنّ اليدوي للعيد بمواقع التواصل

ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي من الفيسبوك والأنستجرام والواتساب والرسائل النصية والبلاك بيري في تسويق إنتاج قطريات احترفنّ الأشغال... اقرأ المزيد

2826

| 27 يوليو 2014

alsharq د.العربي: الإصابة بالتلبك المعوي الأكثر شيوعا خلال العيد

يلتزم الصائمون خلال ايام شهر رمضان بنظام غذائي يختلف في التوقيت والنوعية عنه في الايام الاخرى. وقد يؤدي... اقرأ المزيد

4568

| 27 يوليو 2014

مساحة إعلانية