رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

767

لا أضيق بالنقد.. وهويتي تحدد مسار إبداعاتي..

الفنانة فاطمة محمد لـ"الشرق": هويتنا الثقافية وحضارتنا القطرية غنيتان بإلهام الفنانين

23 مايو 2018 , 07:07ص
alsharq
حوار ـ طه عبدالرحمن

"عناج" شخصيتي المبتكرة لتحقيق التقارب بين الثقافات

الأعمال القطرية الأخيرة تعكس هوية المجتمع وثقافته

القطريون تستهويهم الفنون وتتسم أعمالهم بالتميز والتنوع

ثراء المشهد الثقافي ينعكس إيجاباً على تقييم الزائرين للدولة

فاطمة محمد فنانة قطرية معاصرة، لها العديد من التجارب التشكيلية، التي تجنح فيها إلى الخيال، ما جعلها تنجز شخصية "عناج"، التي مثلت فيها الشرق والغرب معاً في تمازج الثقافات، وتعلمهم معاً ثقافة بعضهم البعض، وهو العمل الذي شاركت به في معارض دولية.

في حديثها لـ الشرق، تتحدث فاطمة محمد عن هذه الشخصية، وغيرها من الأعمال الفنية التي تؤكد أنها تمارس عليها أحد أشكال النقد، حرصاً على تجويدها وتميزها، الأمر الذي منحها مشاركات دولية عديدة، انعكست على أدائها من ناحية، وعلى حضور الفن القطري في الوقت ذاته.

وتطرق الحوار إلى انعكاسات المشاركات الفنية القطرية في الخارج على المشهد التشكيلي بالدولة، ورؤية الآخر له، علاوة على جوانب أخرى، ذات صلة، جاءت على النحو التالي....

من خلال مشاركاتكِ الفنية بالخارج.. هل ترين أن مثل هذه الأعمال يمكن أن تسهم في مزيد من الحوار الثقافي مع الآخر؟

نعم، ففي حقيقة الأمر التفاعل الاجتماعي من خلال الرسم يقرب الأفكار بين الأفراد ويكسبهم معلومات عن ثقافة كل طرف، وكذلك تصبح هذه الأعمال الفنية جزءاً من ثقافة الآخر لأنه تعلمها، وهضمها، واستدخلها بفكره، ما يجعله يفهم ويدرك معنى العمل وقيمته، خاصة إذا ما قابل الفنان وشرح له الفكرة التي كانت وراء العمل. وإذا تقبلها الآخر، أصبح معجباً بها، وبالتالي صارت من مكوناته المعرفية.

هل ترين أن الفنان عليه التزام مدرسة فنية بعينها أم أن التنوع يثريه؟

لا أعتقد ذلك، فالفنان يبدع ويبتكر أعمالاً فنية من خلال فهمه وإدراكه لموقف معين، أو رؤى معينة، أو أن يفترض واقعاً آخر يراه من خلال منظوره الشخصي، ويحاول أن يعيد تصويره من خلال العمل الفني.

فلسفة الفنان

وعموماً، الإبداع لا يتطلب الالتزام بمدرسة فنية، ولكن ليس معنى ذلك عدم تتبع هذه المدارس ودراستها وفهمها، وتعلم خطوطها، لأن التمازج بين المدارس يثري العمل ويعيد صياغة مفاهيم جديدة قد تكون مدخلاً لمدرسة جديدة بإبداع مختلف، وهذا الابداع قد لا يعجب البعض لحداثته، وجديته، ولكن يمكن أن يصبح لاحقاً معروفاً ويدرس في المعاهد المختلفة للفنون الجميلة.

في هذا السياق.. لماذا يلزم بعض الفنانين أنفسهم التقوقع داخل رؤية فنية بعينها؟

هناك بعض الفنانين يرون أنفسهم من خلال رؤية وتبني مدرسة بعينها، ويتبعون خطوطها، باستخدام الألوان والأسلوب في العمل الفني تعبيراً مكثفاً عن العبقرية الإبداعية الفردية مع حدود المدرسة، لذلك هو يتبنى فلسفتها ورؤيتها للعمل الفني.

ولكل فنان طريق يسلكه ويعبر عنه، ويعتقد أنه مهم بالنسبة إليه. وذلك لا ينقص من عمله وفكره، فالاطلاع على خبرات الآخرين والتعلم منهم يعد إضافة للفنان، ويضيف إليه فكره وفلسفته التي تعكس أعماله الفنية.

في الوقت نفسه هل تحاولين من خلال تجاربك الفنية التلتزام بمدرسة فنية بعينها؟

لا أعتقد ذلك، لأنني أحاول أن أتعلم من جميع المدراس، وأعتبر نفسي ما زلت في طور التعلم، والبحث والتدريب والتجريب للوصول إلى مستوى أطمح إليه في حياتي، ومعنى ذلك أنني أطمح ليكون لي خط يمثلني ويمثل هوية عملي. ويكون تعريفاً لأعمالي مستقبلاً.

تجارب تشكيلية

ظهرت بعض التجارب الفنية أخيراً بالساحة القطرية، هل ترينها بحاجة إلى نضج فني أم أنها يمكن أن تكون متماشية مع الرؤى العصرية فيما يتعلق بالتجريب؟

هناك كثير من الأعمال القطرية المبدعة والمبتكرة، والتي تعكس هوية المجتمع القطري وثقافته، وهي أعمال يُشار إليها بالبنان لجودتها وجمالها، وهذه الأعمال كانت نتاجاً للتعلم والتدريب والمثابرة للوصول إلى مستويات فنية راقية.

وأتوقع في المستقبل القريب أن تكون هناك مدرسة تسمى "المدرسة القطرية للفنون الجميلة" لما يتصف فيه شباب وشابات قطر من إبداع في أعمالهم الفنية المبتكرة والأصيلة.

كانت لكِ مشاركة أخيراً في معرض "رواد" بواشنطن عبر شخصية اسمها "عناج".. فما رمزية هذا العمل؟

يعتبر العمل الذي صممته عملاً يرمز إلى شخصية ابتكرتها اسمها "عناج"، وتُمثل الشرق والغرب معاً في تثاقفهم، وتعلمهم معاً ثقافة بعضهم البعض. لذلك جمعت غطاء الوجه "البطولة" في ثقافتنا القطرية مع صورة النسر الأمريكي، والثقافات المختلفة والمتنوعة إلينا، وتبني بعضها في حياتنا المعاصرة. وبالرغم من ذلك لم ننس هويتنا الثقافية، وحضارتنا الغنية القطرية، بما تحمله من قيم وأخلاق، ودفء في العلاقات بين الأسر والعائلات القطرية، وكذلك بين كل فرد يعيش على أرض قطر. ولقد شاركت في لندن ببعض هذه الرسومات والتصميمات التي لاقت اعجاب الحضور، وطلبوا مني تفسيرات لتلك المعاني.

تمازج الثقافات

وما توصيفك لتعاطي الأمريكيين مع المعرض؟

لاقى المعرض تجاوباً جيداً من الجمهور الأمريكي، الذي تعلم من الرسومات والتصميمات فكراً جديداً لهم، والذي يتمثل بتزاوج الثقافات وتمازجها، وأن التأثير هو تبادلي، أي أننا نتأثر بهم وهم يتأثرون بنا.

وما مدى معرفتهم بالفن القطري؟

أعتقد بوجود جامعة فيرجينيا كومنولث أتاح ذلك فرصة لتعريف المجتمعات الغربية بما فيها أمريكا بالفنون القطرية، خاصة وأن الفن في قطر فن أصيل وقديم، وله تاريخ طويل، ولدينا فنانون قطريون أصيلون، ومعروفون على مستوى العالم، ولهم إسهاماتهم الفنية والإنسانية الكبيرة.

وهل لاحظت إطلاعهم على الإبداعات القطرية؟

أعتقد ذلك، لأن هناك جمعيات فنية، متنوعة لعل أبرزها مطافئ وجاليري المرخية، وكتارا وغيرها من صروح فنية وثقافية، فكل هذه الصروح الفنية تزورها جنسيات متنوعة ومختلفة، بمن فيهم الجالية الأمريكية، الأمر الذي انعكس على مستوى إطلاعهم على الفن القطري، علاوة على وجود تبادل ثقافي بين الدولتين، ما يجعل مثل هذه المعارض تشكل أحد أوجه التعريف بالفن القطري.

تنوع الفن القطري

وهل مثل هذه المشاركات تعكس صعوداً عالمياً للفن القطري؟

بالطبع، تشكل هذه المشاركات صعوداً عالمياً مهماً، وله مؤشرات إيجابية تعكس مدى اهتمام الدولة بالتعريف بالثقافة القطرية من خلال الفنون الجميلة والتشكيلية، والعروض التي تتسم بالاختلاف والتنوع. وأحب أن أضيف أن الفرد القطري هو فنان بالفطرة، وهي حقيقة لمستها من خلال دراستي في الجامعة أن الفرد القطري يحب الفن، ويهواه ويميل إليه، لذلك فعمله يتصف بالتميز والاختلاف، ويمثل هويته التي يعتز بها.

أهمية النقد

هل تقومين بممارسة دور الناقد على أعمالك؟

نعم أمارس ذلك دائماً، ولطالماً لم تعجبني بعض الأعمال، أقوم بتغيير ملامحها، وشكلها، وأسال الآخرين عن رأيهم، ولقد تعلمنا في جامعتي فيرجينا كومنولث أن نتقبل النقد من الآخرين، بهدف تحسين مستوانا، وكذلك أن نفهم كيف يفهم الآخرون أعمالنا.

مساحة إعلانية