عربي ودولي

718

إصابة 57 خلال اعتداء الاحتلال على المصلين في الأقصى

أصيب 57 فلسطينيا خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس، المسجد الأقصى المبارك، مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية خلال شهر رمضان. وكانت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال اقتحمت الأقصى المبارك من جهة باب السلسلة، واعتلى عدد من القناصة الأسطح الملاصقة للمسجد، واطلقوا الرصاص المعدني المغلف بالمطاط بشكل مباشر تجاه المعتكفين. وذكرت مصادر طبية أن عشرات المصلين والمعتكفين أصيبوا بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع.

وقال شهود إن قوات الاحتلال اقتحمت الحرم القدسي بعد صلاة الفجر وأطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الصوت على مئات المصلين والمعتكفين في المسجد المبارك. وقال مدير المسجد الأقصى إن قوات الاحتلال استخدمت أيضا طائرة مسيرة في إطلاق الغاز المسيل للدموع.

وأثار تصاعد العنف مخاوف من الانزلاق إلى صراع أوسع نطاقا على غرار الحرب التي دارت رحاها في العام الماضي بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. وقال مشير المصري المسؤول في حماس أمام حشد في شمال غزة "المقاومة يدها على الزناد وستدافع عن المسجد الأقصى بكل ما أوتيت من قوة".

وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إن ممارسات قوات الاحتلال يوم الجمعة الماضي عندما أصيب أكثر من 150 فلسطينيا في الحرم القدسي "تثير قلقا بالغا من أن استخدام القوة كان واسع النطاق وغير ضروري وعشوائي".

إلى ذلك، أدى عشرات الآلاف من الفلسطينيين، امس، صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان في المسجد الأقصى المبارك، رغم اعتداءات قوات الاحتلال عليهم منذ ساعات الصباح الأولى، حيث توافد الآلاف من سكان القدس والضفة الغربية والداخل المحتل، إلى المسجد الأقصى منذ ساعات الفجر لأداء الصلاة في الأقصى. وقدرت دائرة الأوقاف الإسلامية أعداد المصلين بنحو 150 ألف مصلٍ، لم تثنهم الاعتداءات الإسرائيلية، التي كانت حصيلتها عشرات الإصابات في صفوف المصلين، بعضهم وصفت إصابته بالخطيرة.

وكانت قوات الاحتلال قد فرضت إجراءات مشددة في محيط الأقصى، وأغلقت كافة الشوارع والطرق والأحياء المتاخمة للبلدة القديمة في القدس، حيث انتشر الآلاف من عناصرها على بوابات البلدة القديمة والطرقات والشوارع المؤدية للمسجد، وعلى بواباته الخارجية، وأجروا عمليات تفتيش لأغراض المواطنين، وفحص هوياتهم الشخصية، كما شهدت الحواجز العسكرية الثابتة المقامة على المداخل الرئيسة لمدينة القدس ازدحاما واختناقات كبيرة. وعقب صلاة الجمعة، احتشد العديد من المصلين على المدرج الجنوبي وهتفوا للأقصى والقدس والمقاومة.

وكان آلاف المواطنين أدوا صلاة فجر الجمعة الثالثة من رمضان في المسجد الأقصى، تلبية للدعوات لدعوات نشطاء مقدسيين، قبل أن تقتحم قوات الاحتلال المسجد وتعتدي على من فيه بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز، ما أدى إلى عشرات الإصابات بعضها وصفت بالخطيرة.

وفي سياق ذي صلة، في الأثناء، صعّدت الفصائل في غزة، على رأسها حركتا حماس والجهاد الإسلامي لهجتها ضد إسرائيل، مُحذّرة من التصعيد المُسلح "دفاعاً عن القدس والأقصى في حال استمرار استفزاز مشاعر المسلمين والإصرار على ذبح القرابين". ودعت الفصائل أهالي القدس والضفة الغربية إلى الاحتشاد اليومي في ساحات الأقصى، حتى انتهاء شهر رمضان، من أجل "التصدي للاقتحامات والاستفزازات الإسرائيلية". وجددت حركة حماس امس الدعوة لجماهير الشعب الفلسطيني إلى هبّة عارمة دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك ونصرة للمرابطين الذين لبّوا نداء الفجر العظيم وتعرّضوا لعنف الاحتلال الإسرائيلي وبطشه. وقالت حماس في بيان وزعته "نستنفر جماهير شعبنا المجاهد في أماكن وجوده كافة، وندعوهم إلى هبّة عارمة في مواجهة الاحتلال والمستوطنين".

وفي الضفة الغربية المحتلة، أصيب العشرات من الفلسطينيين، امس، بحالات اختناق خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي قمعت المسيرات الفلسطينية في عدد من المناطق.

واستخدمت قوات الاحتلال - خلال قمعها للمسيرات - الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز، مستهدفة المواطنين الذين ردوا من جانبهم برشق تلك القوات بالحجارة والزجاجات الحارقة.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه تعاملت مع 54 إصابة في بلدتي بيتا وبيت دجن قضاء نابلس، حيث اندلعت مواجهات عنيفة، أطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الغاز تجاه المواطنين ما أدى لإصابة عدد كبير منهم بالاختناق.

كما قمعت قوات الاحتلال أيضا المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان في بلدة كفر قدوم شرق قلقيلية، ما أدى لإصابة 4 مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بالاختناق.

وأفادت مصادر محلية بأن المواجهات اندلعت عقب انطلاق المسيرة الاسبوعية بعد انتهاء صلاة الجمعة باتجاه المدخل المغلق منذ عام 2003.

واعتلى جنود الاحتلال أسطح المنازل القريبة من المواجهات لإطلاق النار على المشاركين في المسيرة، كما تم نصب الكمائن بين أشجار الزيتون وتم اعتقال الشبان المشاركين في المسيرة.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، امس تسعة شبّان فلسطينيين من أنحاء متفرقة في مدينة القدس المحتلة. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن قوات الاحتلال اقتحمت فجر امس، بلدة العيسوية شمال شرق مدينة القدس المحتلة، وتصدى لها الشبّان بإشعال الإطارات المطاطية وإطلاق الألعاب النارية صوب الجنود. وخلال المواجهات، اعتقلت قوات الاحتلال شابا فلسطينيا، عقب الاعتداء عليه ورشه برذاذ الفلفل. كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة جبل المكبر جنوب شرق المدينة، واعتقلت ستة من شبانها.

وفي بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، اعتقلت قوات الاحتلال شابين من حي رأس العمود.

ووسط هذه الأجواء، شيّع مئات الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية، جثمان شهيد توفي امس، متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإثنين الماضي. وانطلق موكب تشييع الشاب إبراهيم اللَّبَدي (20 عاما)، من مستشفى جنين الحكومي، باتجاه بلدة اليامون، حيث ووري جثمانه الثّرى بعد صلاة الجمعة.

وتخلل موكب التشييع إطلاق نار كثيف في الهواء من قبل ملثمين فلسطينيين. وتقدم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية بتعازيه لوالدي الشهيد اللبدي وعائلته وأهالي بلدة اليامون.

وشهدت مدينة جنين في الفترة الأخيرة خلال شهر رمضان المبارك، اشتباكات بين شبان وقوات الاحتلال خلال اقتحام الأخير للمدينة ومخيمها، أسفرت عن ارتقاء شهداء ووقوع جرحى بين صفوف المواطنين، بالإضافة إلى اعتقال العشرات.

والإثنين الماضي، أُصيب اللَّبَدي وشاب آخر بجراح خطيرة، خلال مواجهات اندلعت عقب اقتحام قوة إسرائيلية لبلدة اليامون، نُقل على إثرها إلى المستشفى، وفق وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".

وفي حينه، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن "إصابتين حرجتين بالرصاص الحي في الرأس والرقبة، وأخرى في الظهر، وصلتا مستشفى ابن سينا التخصصي".

سياسيا، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأمم المتحدة إلى حشد الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وتمكينه من العيش بحرية وسلام وأمن وكرامة في وطنه، مشددا على وجوب عقد مؤتمر دولي للسلام على اساس قرارات الشرعية الدولية.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي امس بين الرئيس الفلسطيني والأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة انطونيو غوتيريش. وأطلع عباس غوتيريش على الاعتداءات الوحشية لقوات الاحتلال الإسرائيلي ومجموعات المستوطنين المتطرفين التي تقوم بشكل يومي باقتحام المسجد الأقصى في مخالفة صارخة للوضع التاريخي والقانوني الذي يؤكد وجوب تنسيق الزوار الأجانب من غير المسلمين من خلال دائرة الأوقاف الإسلامية.

بدوره، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنه سيواصل اتصالاته مع الأطراف الاقليمية والدولية كافة لوقف التصعيد، مشيرا إلى أهمية خلق الأفق السياسي، مشددا على مواصلة الجهود لدعم حقوق الشعب الفلسطيني.

الأمم المتحدة تدعو لفتح تحقيق في عنف الشرطة الإسرائيلية بالقدس

من جهتها، دعت منظمة الأمم المتحدة، امس، لفتح تحقيق فوري في أعمال العنف التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين بالمسجد الأقصى.

وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني، في مؤتمر صحفي بجنيف إن أعمال العنف التي شنتها قوات الأمن الإسرائيلية على الفلسطينيين في محيط المسجد الأقصى خلال الفترة من 15 إلى 17 أبريل، أسفرت عن إصابة 180 شخصا، بينهم 27 طفلا. وأضافت "تعرض العديد من الفلسطينيين، بمن فيهم مسنون ونساء وأطفال وصحفيون، للضرب بالهراوات والاستهداف بالرصاص المطاطي من مسافات قريبة، رغم أنهم لا يشكلون أي تهديد على قوات الأمن الإسرائيلية".

وأشارت إلى أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت خلال الفترة المذكورة نحو 470 فلسطينيا بينهم 60 طفلا.

وأعربت عن قلق المنظمة العميق إزاء تصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي إسرائيل خلال الشهر الماضي.

واستطردت "يجب إجراء تحقيق فوري ونزيه ومستقل وشفاف فيما يتعلق بعنف الشرطة الإسرائيلية، الذي أدى إلى إصابة المصلين في المسجد الأقصى، ومحاسبة المسؤولين عن أعمال العنف".

اقرأ أيضاً

ترامب يطالب الجمهوريين في مجلس الشيوخ بتفعيل "الخيار النووي" لإنهاء الإغلاق الحكومي

طبيبة نرويجية: ما شاهدته في غزة أفظع من أفلام الرعب

عشرات الآلاف من الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى المبارك

أخبار ذات صلة

 استقالة المدعية العسكرية الإسرائيلية إثر تسرب فيديو لتعذيب وحشي لأسير فلسطيني

تحويل مسار طائرته بهذه الطريقة.. تفاصيل خطة أمريكية لخطف أحد الرؤساء