رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

716

خبراء لـ الشرق: زيارات دولية مرتقبة للدوحة لبحث تطورات المشهد العالمي

23 مارس 2022 , 07:00ص
alsharq
واشنطن- زينب إبراهيم

أكد خبراء ومراقبون كنديون أن زيارة فخامة السيدة ماري سيمون، الحاكمة العامة لكندا لدولة قطر ضمن جدول أعمال رسمي استمرت فيه من 20 إلى 22 مارس 2022، تضمنت مناقشات ثنائية مهمة مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وكبار القادة في دولة قطر، وكان لها دورها في التأكيد على تميز العلاقات المشتركة والحرص الإيجابي على توطيدها، وقد نقلت أيضاً في زيارتها الحرص الكبير من رئيس الوزراء جاستين ترودو على تطوير العلاقات المتميزة التي تجمع قطر وكندا على مختلف الأصعدة، وكانت فرصة مهمة في الوقت ذاته لفتح آفاق جديدة للشراكة بين الجانبين على صعيد التعاون الإستراتيجي الرياضي في ظل الحرص الكندي للتعرف على التجربة القطرية المتميزة في إطار استعداداتها المهمة لاستضافة المونديال، وكون كندا أيضاً مع أمريكا والمكسيك على الخط التالي لاستضافة البطولة في 2026، وفي الوقت ذاته تزخر العلاقات التعاونية الاقتصادية بين قطر وكندا بشراكات ناجحة على صعيد تنفيذ مشروعات التنمية الوطنية حيث يعكس مشروع مشيرب قلب الدوحة وجها إيجابياً للتعاون في المشروعات العقارية المهمة مع الشركات الكندية التي تمتلك خبرة تطوير متميزة.

◄ أهمية كبرى

تقول ريتا بريجون، أستاذة العلوم السياسية بمركز السلام والأمن بجامعة كيب بريتون الكندية: إنه بكل تأكيد من المتوقع أن تظل الدوحة كما هي بالفعل موطناً للعديد من الزيارات الرسمية المهمة للمسؤولين الغربيين، خاصة ان العديد من الجولات الدبلوماسية التي تستهدف المنطقة الخليجية ستكون حاضرة في الفترة المقبلة بصفة متجددة بصورة عامة، وبصورة خاصة ان قطر تنطلق من ضوء العديد من الخطوات الإيجابية التي وطدتها مع قوى دولية كبرى وعواصم غربية عديدة ساهم العمل الدبلوماسي المهم الذي قامت به في كثير من الملفات الدولية بصورة ملحوظة في الفترة الأخيرة أن يفتح آفاقا متعددة لاتفاقات مستقبلية طويلة المدى، وفرصا استثمارية مستدامة، وتعاونا إيجابيا بشأن القضايا العالمية الحديثة والتغيرات المتسارعة في الخريطة الدولية والاقتصاد العالمي بصورة واضحة ومباشرة.

◄علاقات متميزة

وتابعت ريتا بريجون تصريحاتها موضحة ان هناك علاقات مهمة ومتميزة تجمع دولة قطر مع كندا تسعى اللقاءات الرسمية والمباحثات الثنائية إلى تعزيزها والعمل المشترك على فتح آفاق جديدة لها، لاسيما في ضوء مشهد عالمي بحاجة واضحة إلى تبادل الرؤى بشأن مستجدات الأحداث وتعزيز العلاقات مع الحلفاء، وان كندا تسعى عموماً الى توطيد علاقاتها الخليجية بصورة عامة، ومع قطر تسعى كندا إلى التعبير المتجدد لامتنانها لما قامت به قطر من جهود حثيثة في عمليات الإجلاء من مطار كابول الرئيسي حامد كرزاي والتي أعقبت الانسحاب التاريخي للقوات الأمريكية من أفغانستان، واستضافة قطر للدبلوماسيين الكنديين وتقديم التسهيلات والخدمات اللوجستية المصاحبة لعملية التمويل، بجانب وجود العديد من المشاريع المهمة والفرص الاقتصادية التي تجمع بين قطر وكندا على أكثر من صعيد، كما ضمت المناقشات سبل بحث الأمن والسلم الإقليمي وزيادة آفاق التعاون والتباحث بشأن التداعيات المهمة في الأزمة الأوكرانية وامتلاك كل من قطر وكندا للموقف ذاته بشأن التصعيد الروسي في أوكرانيا بشأن رفض العنف والتصعيد العسكري وانتهاج السبل الدبلوماسية واحترام القوانين والأعراف الدولية لسيادة الدول.

◄ فرص استثمارية

وفي السياق ذاته يقول فريد ديسبرغ المستشار المالي ومحلل البيانات المالية وخطط التمويل والإنشاء ومشرف مجلة رأس المال والاقتصاد التي أعدت تقريراً عن نجاحات شركة إس إن سي لافالين الكندية ومقرها مونتريال والتي تتولى أعمال الإشراف المشترك على المشاريع العقارية بمدينة «مشيرب»: إن شركات القطاع الخاص الكندية تنشط في مجالات مهمة بالشراكة مع قطر فيما يتعلق بخطط التنمية واستثمار الأصول وأيضاً مشاريع التطوير العقاري، منها تجربة شركة إس إن سي لافالين في مشروع مدينة مشيرب والتي يعد موقعها التاريخي بالدوحة مكاناً مميزاً استطاعت من خلاله أن تتحول إلى مدينة أخرى كاملة؛ حيث تحولت "مشيرب"، والتي كانت تحت الإنشاء منذ عام 2010، إلى واجهة حيوية بالأبنية المميزة والحديثة بأبنيتها اللامعة وأجوائها العصرية المميزة، كما أنه من عناصر تميز "مشيرب" أنها تقع في منتصف كل شيء بالدوحة ووسط الأماكن التجارية والمنشآت الرياضية وطرق النقل الجماعي، بالإضافة للبنية التحتية الأخرى بالمدينة التي بدأ المشروع الخاص بها منذ 2010 في خطة ضخمة تضمنت مشروعا مساحته 310 آلاف متر مربع أو 31-hectare فرنسي ويضم أكثر من 100 مبنى، عبر تكلفة تقديرية كبرى نجحت في أن المدينة باتت متكاملة تقريبا وهذا يتعلق بالجدول الزمني ولا يرتبط بالضرورة بحجم الأعمال، فمعدل التطوير والإنجاز المرتفع يؤكد أن المدينة اكتملت وجاهزة لاستضافة الملايين الذين سيتوافدون إلى الدوحة لمشاهدة مباريات كأس العالم للرجال في كرة القدم، وقد بلغت التكلفة التقديرية لعمليات الإنشاء والتطوير لنحو خمسة ونصف مليون دولار أمريكي مع توقعات بازدياد هذا الرقم فيما يتعلق بالتكلفة الإجمالية للمشروع بالكامل، كما يجب توضيح أن المشروع يتم تنفيذه بالكامل على مراحل مختلفة، وفي حين تشرف شركة "مشيرب العقارية" على أعمال البناء، فقد منحت عقد إدارة المشروع لشركة إس إن سي لافالين في مونتريال الكندية، وهدف ذلك أولاً للاستفادة من خبرات الشركة المهمة في أعمال التطوير، وأيضاً كأحد أوجه الروابط القوية والاستثمارية التي تجمع ما بين قطر والشركات الكندية في مجالات شتى، وهو أمر أيضاً يأتي في صالح حكومة جاستين ترودو رئيس الوزراء الكندي في فتح المجال للشركات الكندية للحضور العالمي في مناطق مهمة بمنطقة الخليج.

◄ رؤية متميزة

ويتابع فريد ديسبرغ: إنه على الرغم من أن عقد شركة إس إن سي لافالين كان ينص على أن التعاقد يشمل ثلاث سنوات مع خيار التمديد لعام إضافي وذلك فيما يتعلق بعقد إدارة كاملة ومتكاملة إلا أن ما تحقق عموماً بالشراكة مع مشيرب العقارية أمر مميز والمدينة أصبحت بالفعل وجهة حديثة متكاملة، فقد كانت المدينة خلال الأعوام الماضية تبدو كموقع بناء هائل وتوضح صور الإنشاءات والتقارير المتتالية أنك بداخل مشروع دائم وذلك بجانب ما يتحقق في قطر من مشروعات مميزة في إطار استعداد قطر لاستضافة كأس العالم لعام 2022، كما انه كان هناك اهتمام لافت بتضمن المدينة روحا تاريخية إسلامية تنعكس على تاريخها القديم، فهي تضم متحفا مميزا، وأيضاً كانت المساجد والمراكز الإسلامية وساحات الصلاة أول ما تم افتتاحه بالمدينة، وتأتي خطط التنمية لتتوافق مع رؤية قطر 2030 والتي تؤكد التقارير أنها تهدف إلى تحويل قطر إلى مجتمع متقدم قادر على تحقيق التنمية المستدامة، وتنعكس التصميمات المميزة للأبنية في إظهار الوجه التاريخي المهم وذلك في اختيار موقع المتحف التاريخي المميز ليقع في منطقة كانت في وسط مدينة الدوحة القديمة.

وفي السياق ذاته فإن مشروع مشيرب قلب الدوحة حسبما تصفه شركة "مشيرب العقارية بأن المخطّط العام لضاحية “مشيرب قلب الدوحة” يتماشى مع الرؤى العامّة التي تسعى دولة قطر للوصول إليها، كما هي واردة في الرؤية الوطنية لدولة قطر 2030 بموجب هذه الرؤية الطموحة التي أطلقتها القيادة القطرية، تسير قطر بخطى حثيثة نحو المستقبل، سعياً لأن تكون دولة قادرة على تحقيق النموّ بشكل مستدام، توفّر للأجيال الحالية والأجيال المقبلة مستويات معيشيّة عالية. وتُعتبر ضاحية “مشيرب” مشروعاً رائداً فريداً من نوعه، يعيد الحياة إلى المركز التجاريّ القديم في العاصمة القطريّة، ويعيد الحياة أيضاً للأسلوب المعيشي الذي كان لطالما متجذراً في الثقافة القطريّة، وعلى خلاف الاتجاهات السائدة في معظم المدن والعواصم الكبرى، التي تشهد عزوفاً عن السكن في أواسط المدن والتوجه إلى ضواحيها الخارجيّة هرباً من الزحام والضوضاء، فإنّ ضاحية “مشيرب” تعمل على اجتذاب السكان إلى موقع في قلب العاصمة القطريّة، إنّ المخطّط الرئيسيّ لضاحية “مشيرب” هو ثمرة ثلاث سنوات من الأبحاث التي شاركت فيها كبرى الدور الهندسيّة وبيوت الخبرة العالميّة. فطوال هذه المدّة، عكف مهندسون معماريون، وأخصائيون في تصميم التجمّعات العمرانيّة المتكاملة، ومهندسون، ومصمّمون، وغيرهم من الخبراء من شتى أنحاء العالم، على دراسة الكيفيّة التي يمكن بها المزج بين أفضل المفاهيم الهندسية التي سادت في قطر قديماً، وبين حداثة الحاضر بكل ما فيه من ابتكارات، وتقنيّات، ومفاهيم. وهدفت هذه الأبحاث إلى التوصّل إلى لغة جديدة في مجال العمارة، تعكس مفرداتها الروح القطريّة الأصيلة، يهدف مشروع “مشيرب قلب الدوحة” إلى أن يكون نموذجاً يُقتدى به، ومعياراً تُقاس به المشاريع الأخرى حول العالم التي تسعى لتطوير أواسط المدن بشكل يوفّر لها مقوّمات الاستدامة. ومن أبرز معالمه أنّه يستخدم لغة معماريّة متعددة العناصر والركائز، فهي لغة عصريّة تستشرف المستقبل من جهة، وتستمدّ إلهامها من الماضي من جهة أخرى.

مساحة إعلانية