رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

3750

جرحى الحرب في سوريا.. معاناة لا تنتهي

23 مارس 2021 , 07:00ص
alsharq
إدلب- سونيا العلي

خلفت الحرب السورية أعداداً كبيرة من الجرحى والمصابين بإعاقات دائمة، يواجهون مصيرهم لوحدهم دون أن يجدوا مَن يخفف آلامهم، ويضمّد جراحهم، جراء ضعف الدعم المادي والنفسي لهذه الفئة المهمشة، وتدهور القطاع الطبي الذي يحرم الكثيرين من العلاج ويفاقم سوء حالهم.

"كل رفقاتي بيركضوا وبيلعبوا إلا أنا" بهذه الكلمات اختصر الطفل أحمد أحلامه، وهو يواجه أوجاع الإعاقة التي سرقت خطواته وهو في مقتبل العمر. الطفل أحمد الصباغ (10 سنوات) هو أحد ضحايا الحرب السورية، نزح مع أسرته من ريف إدلب الجنوبي إلى مخيم عشوائي على الحدود السورية التركية، وقد تعرض لبتر قدمه جراء شظية قذيفة سقطت بجانبه أثناء عودته من المدرسة منذ سنتين، وعن ذلك تتحدث والدته لـ الشرق: "بعد وفاة زوجي اكتملت المعاناة بتعرض ولدي الأكبر أحمد لبتر قدمه اليمنى، وأصبح بعد ذلك يستخدم عكازين في التنقل والحركة. "تؤكد أم أحمد أن ولدها لم تشفع له طفولته البريئة، ليختبر ويلات الحرب، وآلام الإصابة، وحتى المدرسة لم يعد قادراً على ارتيادها بسبب الإعاقة وتعرضه للتنمر من قبل بعض زملائه، وكل ما تتمناه هو حصول ولدها على طرف صناعي، يعيد إليه جزءاً من الحياة التي سلبت منه، ويمكنه من إعانة نفسه وعيش حياته بشكل شبه طبيعي. تبين أم أحمد أن ولدها حصل على طرف صناعي من إحدى الجمعيات الخيرية المحلية، لكنه لم يكن مناسباً لحالة البتر، الأمر الذي عرض الطفل لصعوبة كبيرة في المشي، والشعور بآلام شديدة.

ويعاني جرحى الحرب في الشمال السوري من نقص الرعاية الصحية، وغلاء أسعار الأدوية، وقلة مراكز تركيب الأطراف الصناعية مقارنة بالأعداد المتزايدة، ما يفرض موتاً بطيئاً على كل مريض ومُصاب، فيضطر الكثيرون للسفر إلى تركيا للبحث عن علاج يُعيد إليهم القدرة على الحركة، وفرصة الشفاء من أوجاعهم، ليجدوا أنفسهم في دوامة الغربة والبعد عن الأهل.

إبراهيم الطعمة (33 عاماً) من مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، أب لثلاثة أطفال، اخترقت شظية من برميل متفجر عموده الفقري، فأصيب بالشلل، وبات عاجزاً عن الحركة والعمل، وعن معاناته يقول: "إصابة المعيل هي بمثابة شلل لكل الأسرة، حيث فقدت قدرتي على العمل والإنتاج، وأعيش مع أولادي ضحية الفقر والعوز. "يؤكد الطعمة أنه خضع لرحلة علاج طويلة استمرت أكثر من عام، ودخل إلى تركيا لمتابعة علاجه، لكن التأخر ساهم في عجزه مدى الحياة، حيث أخبره الأطباء باستحالة قدرته على المشي مجدداً. رغم آلام الإعاقة تسلح الكثير من المصابين بالإرادة ورفضوا الاستسلام لواقعهم، وتابعوا حياتهم بصبر وثبات، منهم وليد البكار (39 عاماً) من مدينة سراقب "شمال غرب سوريا" الذي تحدى إصابته بالعمل والإنتاج، وعن ذلك يقول: "تعرضت لبتر قدمي نتيجة انفجار قنبلة عنقودية بجانبي، ولكنني لم أفقد كرامتي يوماً، ومثابرتي على السعي لتحصيل رزق أبنائي الأربعة."يبين البكار أنه يبيع علب المناديل في السوق، وعن ذلك يقول: "أجني من عملي ربحاً بسيطاً يكفي لشراء مادة الخبز وحدها، ولكن ذلك خير من الجلوس في المنزل وانتظار المساعدات والصدقات".

الطبيب كمال شرف الدين (44 عاماً) من مدينة إدلب يقول لـ الشرق: "المصابون والجرحى هم الفئة الأكثر تضرراً في الحرب السوري، يعيشون أوجاعهم وهم على قيد الحياة، وتتنوع حالاتهم بين الإصابات الخفيفة وصولاً لبتر الأطراف والإعاقات الدائمة"، وعن احتياجات هذه الفئة يضيف: "يحتاج مصابو الحرب لمراكز طبية مجهّزة، فكثيراً ما يضطر الأطباء لبتر أطراف بعض المصابين لعدم توافر المعدات اللازمة لعلاجهم، والنقص الحاد في الأدوية والرعاية الطبية، إلى جانب القصف المستمر للمشافي الميدانية، الأمر الذي أدى لتحول الإصابات الطفيفة إلى كوارث يدفع فيها المصاب جزءاً من جسده". ويؤكد الطبيب أن تكلفة تركيب الطرف الصناعي تتراوح بين 800 وحتى 1500 دولار حسب جودته وتلاؤمه مع الإصابة، وهو سعر خيالي بالنسبة للسوريين الذين يعانون من تردي الواقع المعيشي جراء الفقر والغلاء وشح فرص العمل، مما دفع ببعض العاملين في هذا المجال لصناعة أطراف محلية، نظراً لتكلفتها القليلة نسبياً مقارنة بالأطراف المستوردة.

كما يقع الكثير من الجرحى والمصابين فريسة للضغوطات والأمراض النفسية، ويجدون أنفسهم غير قادرين على التأقلم مع حياة الإعاقة. المرشدة النفسية رانية الدياب (31 عاماً) من مدينة إدلب تتحدث عن الأثر النفسي للإعاقة بقولها: "الكثير من المصابين لا يمكنهم التأقلم مع الحياة مجدداً بسهولة، بسبب قلة الوعي المجتمعي وغياب ثقافة الاعتراف بالشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة وحقوقه، فنظرة المجتمع الشرقي للمصاب على أنه عاجز، وعدم تركه يمارس حياته الطبيعية، هو بحد ذاته قتل للروح قبل الجسد، مما يفرض على المصابين العزلة والانطواء والاكتئاب، ويؤخر تعافيهم من الصدمة النفسية التي يمرون بها بعد الإصابة." وتشير الدياب إلى أن المصابين يحتاجون إلى دعم نفسي لإعادة الثقة بأنفسهم، والتخلص من شعورهم بالنقص، ومحاولة تأمين فرص عمل تلائم إمكانياتهم، وتمكّنهم من تقبل ذاتهم، وممارسة دورهم في المجتمع". من نجا من الموت لم يسلم من الإصابة بشظايا قذيفة أو صاروخ أو برميل متفجر، أمطر بها النظام السوري المدن والقرى المعارضة لحكمه، حيث ساهمت العمليات العسكرية والقصف الممنهج على الأحياء السكنية في ازدياد أعداد مصابي الحرب، لتكتمل معاناتهم مع ضعف مقومات العلاج والدعم النفسي الذي يمكنهم من العودة لحياتهم الطبيعية، وينهي معاناتهم ويمنحهم أملاً جديداً بالحياة.

اقرأ المزيد

alsharq الرئيس المصري ورئيس وزراء النرويج يؤكدان أهمية التنفيذ الكامل لبنود اتفاق شرم الشيخ

أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ويوناس غار ستور رئيس وزراء النرويج ،في اتصال هاتفي اليوم، أهمية التنفيذ الكامل... اقرأ المزيد

54

| 19 أكتوبر 2025

alsharq أوكرانيا: روسيا شنت هجوماً بإطلاق أكثر من 3270 مسيرة و50 صاروخاً خلال الأسبوع الماضي

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم، أن روسيا شنت هجوما واسعا على بلاده خلال الأسبوع الماضي بإطلاق أكثر... اقرأ المزيد

64

| 19 أكتوبر 2025

alsharq إصابة فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال شمال رام الله

أصابت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، فلسطينيين اثنين بالرصاص الحي، واعتقلت آخر، خلال اقتحامها مخيم الجلزون شمال رام الله.... اقرأ المزيد

30

| 19 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية