رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

337

لماذا أخفقت السلطات البلجيكية في صد هجمات بروكسل؟

23 مارس 2016 , 12:46م
alsharq
القاهرة - وكالات

طرح موقع أمريكي عدة تساؤلات، حول تفجيرات بروكسل التي وقعت أمس الثلاثاء، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.

ووجه موقع فوكاتيف الأمريكي، تساؤلاته على العديد من الخبراء عما إذا كان هناك أي وسيلة كانت السلطات البلجيكية تستطيع من خلالها منع تلك الاعتداءات.

وكان من أهم التساؤلات التي وضعها الموقع وراد الإجابة عليها، هل جاءت تفجيرات بروكسل انتقاماً لاعتقال صلاح عبد السلام القيادي بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الخميس الماضي، وهو أحد المتهمين في تفجيرات باريس؟ هل كان الدافع يتمثل في تضييق السلطات الخناق بحيث عدّل القائمون على التفجير خططهم بشأن تنفيذ الاعتداءات قبل أن يتم العثور عليهم؟ أم أنها مجرد مصادفة؟

توقيت الاعتداءات

وفي مجمل إجابته على التساؤلات، قال المستشار الأمني وزميل مشروع ترومان للأمن القومي ريان جرير: إن "من السابق للأوان حالياً أن نتعرف على ما إذا كان هناك أي علاقة. ومع ذلك، هناك العديد من الأسباب تجعلنا نمعن النظر، ليس جراء توقيت الاعتداءات فحسب، بل بسبب الوسيلة المتطورة التي تم التنفيذ بها". ويتمثل التساؤل الأكثر إزعاجاً فيما إذا كان ذلك قصاصاً أو "أنه جزء من اعتداءات أوسع نطاقاً".

وبدوره قال الأستاذ بكلية سانت أنسيلم وخبير الإرهاب في أوروبا، إريك كليفن: "من المستحيل أن تأتي الاعتداءات رداً على العقبات التي واجهها داعش أخيراً".

ترقب الاعتداءات

وفي رده على سؤال لماذا لم تحصل السلطات البلجيكية على المعلومات اللازمة لترقب الاعتداءات، مع الأخذ في الاعتبار تمكن اثنين من المعتدين من الفرار؟، قال كليفن، "السلطات الأوروبية ليس لديها نفس التنسيق الاستخباراتي أو الموارد المتوفرة لدى أجهزة مكافحة الإرهاب الأمريكية"، وفي ذات الوقت، تم إحباط اعتداء بحي مولينبيك البلجيكي الأسبوع الماضي، حينما تم اعتقال عبد السلام، "ومع ذلك، فإن واقع مكافحة الإرهاب يتمثل في استحالة منع كل الاعتداءات حتى إذا كنت تبذل قصارى جهدك".

وتابع: "ذلك بالإضافة إلى حقيقة وجود عددٍ أقل من مسؤولي تنفيذ القانون اللازمين لإجراء تحريات سليمة حول المقاتلين الأجانب بمجرد عودتهم من سوريا أو غيرها".

ويقول الخبراء إن القدرة على جمع المعلومات من مناطق النزاعات كسوريا صعبة للغاية.

وقال ريان جرين: "نتيجة ارتفاع أعداد البلجيكيين الذين يقاتلون في سوريا ويعودون إلى الوطن، فمن الصعب للغاية متابعتهم جميعاً".

تكثيف التأمين

ومن جانب آخر ذكر بعض مراقبي الأمن القومي البلجيكي، أنه كان يتعين على المسؤولين البلجيكيين "ممارسة الضغوط على عبد السلام" للحصول على المعلومات، وخاصة أن المسؤولين قد أشاروا إلى أنه كان سيشارك في اعتداءات الثلاثاء، ورغم ذلك، أخبر محاميه الشهير وسائل الإعلام أنه كان "يتعاون" مع الشرطة.

ويذكر آخرون أن هناك حاجة دائمة إلى تكثيف التأمين في نقاط الانتقال الرئيسية وأن الخطر قائم دائماً، وليس في أعقاب عمليات الاعتقال فقط.

الجدير بالذكر أن بلجيكا، لا تزال مخفقة نظراً لأن إجراءات الفحص السيئة تعوق تأمين الدولة وتأمين بقية بلدان أوروبا أيضاً، وفي غضون ذلك، يذكر ريان جرين قائلاً "إننا في عصر الاعتداءات الإرهابية في أي مكان وبأي وسيلة ولا يمكننا التظاهر بأن هناك سياسة تحول دون وقوع كافة الاعتداءات".

خيوط التطرف

ومن جانب آخر، قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير لها حول هذه الهجمات إنه برغم أن الأحداث تبدو صادمة، إلا أن من يراقب بروكسل على مدى السنوات القليلة الماضية سوف يدرك أن ما حدث ليس صادماً، ففي حين كانت تعد بروكسل عاصمة للثقافة والسياسة في أوروبا فقد تغيرت صورتها على وقع ارتباطها بخيوط التطرف ومخططات الإرهاب.

وتعتبر الصحيفة أنه تم القضاء على بعض من خيوط الإرهاب في بلجيكا الأسبوع الماضي، وذلك عندما ألقت السلطات أخيراً القبض على أحد المشتبه بتورطهم بجرائم متعلقة بالإرهاب "صلاح عبد السلام" في مقاطعة مولنبيك في أحد الأحياء التي يقطنها المسلمون بمدينة بروكسل.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في الوقت الحالي تبقى الأمور غير واضحة حيال وجود علاقة بين المشتبه به في هجمات باريس و بين هجمات بروكسل، إلا أنه من المنطقي جداً أن ترى العديد من الناس يظنون ذلك.

الجدير بالذكر، أن الوقت لا يزال مبكراً للتعرف على ما إذا كانت الهجمات التي استهدفت العاصمة البلجيكية بروكسل أمس الثلاثاء 22 مارس 2016، جاءت كنتيجة مباشرة للحملة الأمنية التي أدت إلى اعتقال أحد أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، المتورّط في اعتداءات باريس خلال نوفمبر 2015.

مساحة إعلانية