محليات

241

مؤسسة قطر.. مسيرة تعليمية متكاملة

نجحت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع في أن تغدو صرحاً تعليمياً يضاهي المؤسسات التعليمية العالمية، ويقدم تعليماً راقياً يواكب متغيرات العصر وتطورات التكنولوجيا لجيل جديد من الطلاب القطريين الذين تخرجوا مزودين بأحدث العلوم والمهارات المتطورة ليقودوا الدولة نحو التقدم والازدهار، وينافسوا أقرانهم في مختلف أنحاء العالم في ميادين البحث العلمي والمعرفة.

وقد كان إنشاء مؤسسة قطر، التي تحتفل بمرور عقدين من الزمان على تأسيسها، هو الترجمة العملية، وحلاً جذرياً وشاملاً لمشكلة جوهرية استشعرتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، كأم أرادت أن توفر لأبنائها تعليماً نوعياً متميزاً، ذا قاعدة متجذرة في إرث عريق، وأفرع ممتدة في كل الاتجاهات، ينهل من ينابيع المعرفة شرقاً كانت أم غرباً.

ومنذ انطلاقها عام 1995، حققت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع العديد من الإنجازات، فقد نجحت في إنشاء بيئة تعلّم متكاملة وشاملة في المدينة التعليمية، وتخرج منها آلاف الطلاب ليشاركوا بكل قوة في مسيرة التنمية والنهضة التي تشهدها دولة قطر في ظل قيادتها الرشيدة".

فعلى مدار 20 عامًا، شهدت مؤسسة قطر تخريج أكثر من 3300 طالب في مختلف مدارسها وجامعاتها، منهم 844 طالبًا تخرجوا في برامج مؤسسة قطر الثمانية، التي ينضوي تحت لوائها مدارس أكاديمية قطر بفروعها المختلفة، بالإضافة إلى أكاديمية قطر للقادة، وأكاديمية العوسج، وبرنامج الجسر الأكاديمي.. أما جامعة حمد بن خليفة والجامعات الشريكة لها فخرّجت أكثر من 2500 طالب انضموا إلى سوق العمل المحلي، في القطاعين العام والخاص.

وتقوم رسالة مؤسسة قطر على توفير دورة تعليمية متكاملة تبدأ من أطفال الستة شهور حتى مرحلة الدراسات العليا، وتحقيقاً لهذا الغرض تحتضن مؤسسة قطر العديد من المدارس والجامعات القطرية والعالمية، حيث يدرس فيها حالياً نحو 6 آلاف طالب في مسيرة تعليمية تعزز ثقافة العلوم والبحوث وتسهم تحقيق إنجازات وإسهامات ملموسة تصب في مصلحة المجتمع بأسره.

وتهدف المدارس في مؤسسة قطر إلى إعداد جيل من المواطنين الذين يتصفون بالتفكير الناقد والرغبة في التعلم مدى الحياة، ليصبحوا في نهاية المطاف قادة يسهمون إيجابياً في صنع مستقبل أفضل لدولة قطر.. وفي هذا الإطار تتبنى هذه المدارس منهجا تعليميا خاصا يوازن بين تقديم أفضل المناهج التعليمية الحاصلة على شهادات الجودة من مؤسسات الاعتماد الرائدة في العالم، والحصول على شهادات اعتماد برنامج دبلوم البكالوريا الدولية، إلى جانب تدريس اللغة العربية والدراسات الإسلامية لتنشئة جيل يعتز بلغته وهويته وثقافته العربية والإسلامية.

وقد حرصت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع على استقطاب نخبة من أبرز الجامعات العالمية الشريكة لجامعة حمد بن خليفة لتتيح لأبناء قطر والمنطقة برامج تعليمية راقية في مختلف التخصصات من خلال مسيرة تعليمية متكاملة وتعليم نوعي يرقي إلى مصاف العالمية على أرض قطر، دون الحاجة إلى السفر بعيداً عن الأهل والمحيط الاجتماعي طلباً للعلم.

وتقدم جامعة حمد بن خليفة مع الجامعات الشريكة نموذجاً فريداً من التعاون، يقوم على تصميم برامج تعليم عالٍ مبتكرة، تستند إلى أكثر البرامج تميّزاً في كل واحدة من الجامعات الشريكة، بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل القطري، ويتوافق مع الرؤية الوطنية 2030.

وتتميّز المدينة التعليمية بالتنوع والثراء الثقافي، إذ تضم طلاباً من أكثر من 90 دولة مختلفة، يتبادلون المعرفة والخبرات، وهو ما يمتد بالعملية التعليمية في مؤسسة قطر إلى خارج قاعات الدراسة، لتصبح حالة مجتمعية مترابطة، ينخرط بها جميع الطلاب. وتفتح جامعات مؤسسة قطر أبوابها لكل الطلاب ليس فقط من قطر بل من جميع أنحاء العالم، حيث يدرس بها مئات الطلاب من خارج دولة قطر.

وبخلاف نظم التعليم التقليدية، تحرص المدارس والجامعات التي تحتضنها مؤسسة قطر في المدينة التعليمية على تقديم تجربة متكاملة لا تقتصر فقط على الجانب التعليمي، بل تشمل بناء الشخصية، وتمكين الشباب وتوسيع مداركهم، وتحضيرهم ليكونوا قادة فاعلين يؤثرون إيجاباً في المجتمع المحلي.

لذلك، تحرص مؤسسة قطر على استفادة الطلاب من باقة متنوعة من الأنشطة غير الدراسية، ضمن خطة أكاديمية متكاملة تهدف إلى تمكين الشباب وتطوير قدراتهم ومدّهم بالخبرات والتجارب العملية، وتقدم لهم فهمًا أعمق وأشمل لمختلف أوجه الحياة العصرية، كما تغرس فيهم الثقة بالنفس واحترام الآخرين بالإضافة إلى تحسين مستوى التزامهم وانضباطهم وتحملهم للمسؤولية، وتنمي صفات جديدة في شخصيتهم مثل القيادة والعمل الجماعي والروح الرياضية، وتعزيز الشعور بالهوية الشخصية.

وتساهم هذه الأنشطة التطوعية في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، التي تركز على التنمية البشرية والاجتماعية، من خلال تحفيز الشباب القطري وتزويدهم بمجموعة من المهارات الرئيسية لخدمة المجتمع المحلي والعالمي.

وقد شهدت المؤسسة نماذج متعددة لطلاب قطريين التحقوا بالدورة التعليمية التي تقدمها مؤسسة قطر منذ صغرهم، فكانت أكاديمية قطر منطلقهم إلى مسيرة جامعية في إحدى جامعات المدينة التعليمية، وفيها تخرجوا مزودّين بأفضل الخبرات والعلوم، لخدمة المجتمع القطري، والمشاركة في نموه وتطوره.