محليات

430

مديرات التمريض: الإستراتيجية الجديدة ستؤدي لعزوف المواطنات عن المهنة

لاقى الموضوع الذي تناولته الشرق على صفحاتها في عدد أمس، والخاص باستراتيجية التمريض الجديدة، التي قد رفضها عدد من الممرضات القطريات اللاتي يعملن في المجلس الأعلى للصحة، تفاعلا كبيرا من مديرات التمريض في عدد من الأقسام المختلفة بمؤسسة حمد الطبية، نظرا لتعرضهم لنفس الإشكالية، وطالبن بضرورة تدخل الجهات المعنية بالدولة، وإعادة النظر في هذه الإستراتيجية الجديدة التي أصدرتها إدارة التمريض والتي سوف يتم تطبيقها في شهر أبريل القادم، مشيرات أنه في حالة تطبيقها ستؤدي إلى عزوف الكثيرات من المواطنات اللائي يرغبن في العمل بمهنة التمريض، وأكدن أن المشكلة تتلخص في أن الإستراتيجية "الهيكل الوظيفي الإداري" الجديدة تشترط على الممرضة، أن تحمل شهادة البكالوريوس بحد أدنى حتى تندرج فيها، ولكن الإستراتيجية تعاني من تناقض واضح، فحتى تحصل الممرضة على الترقيات والزيادات الخاصة بها، وجب عليها أن تحصل على درجة الماجستير، وأعلن عن رفضهن بشكل قاطع لهذه الإستراتيجية، ووصفهن لها بغير المنصفة واعتبروا الشروط المنصوص عليها تعجيزية للمواطنات اللاتي يعملن منذ أكثر من 12 عاما بمهنة التمريض، وتساءلن كيف لهذا العدد من سنوات الخبرة، ألا يكون سببا في الترقية؟

وقالت احدى مديرات التمريض أن الممرضات القطريات اللاتي يعملن في مهنة التمريض عددهن قليل جدا، ومشهود لهن بالكفاءة، وفي حالة تطبيق هذه الإستراتيجية ستؤدي إلى استقالة عدد كبير منهن فضلاً عن عزوف الكثيرات عن هذه المهنة وستصبح حكرا على الأجنبيات، وهذا غير منصف، حيث ان رؤية قطر 2030 تتطلع إلى أن تكون جميع الإدارات في الدولة قطرية، فكيف يمكن لهذا أن يتحقق بتعيين إدارات أجنبية واحدة تلو الأخرى للتمريض، موضحات أن الإدارة الحالية هي إدارة بريطانية، وشددت المديرات على دعم وتشجيع المواطنات العاملات في كل مكان بالدولة بدلا من وضع العوائق والعراقيل أمامهن، فضلا عن أن ترك الممرضات القطريات بدون ترقية لمدة يصل متوسطها إلى 15 سنة، يدل على تهميش واضح لهن وعدم تقدير لجهودهن المبذولة، وأعربت مديرات التمريض عن أملهن في النظر إلى شكواهن بعين الاهتمام من قِبل الجهات المسئولة بالدولة، وأن تقوم بعمل تحقيق في هذه الإستراتيجية ومناقشة بنودها وشروطها التعجيزية، مع ضرورة إنصاف المواطنات مما حل بهن في السنوات الماضية.

وقالت إحدى مسؤولات التمريض: "أنا ضد هذه الإستراتيجية قلبا وقالبا"، حيث أنها غير عادلة وغير منصفة، حيث ان الممرضات لا يخضعن لقانون الموارد البشرية، الأمر الذي يمنع تطبيق الترقيات الحكومية للمواطنين كل أربع سنوات، كما هو حاصل مع جميع الموظفين القطريين في الدولة، مما جعل من رواتب الممرضات القطريات ضعيفة جدًا، فلا يمكن أن تزيد رواتبهن إلا بالترقيات، وأوضحت أن الجامعة الوحيدة المختصة بعمل الماجستير للممرضات بالدولة، والتي تتعامل معها مؤسسة حمد هي جامعة كالجاري والتي تخصص فقط من 5 إلى 7 مقاعد كل عام، وهذا رقم قليل جدا مقارنة بعدد الممرضات القطريات، لافتة أن معظم المواطنات العاملات بالتمريض يعملن منذ سنوات طويلة، وهن أمهات ولديهن أسر وأطفال، فكيف يتسنى للأم في هذه الحالة السفر للدراسة بالخارج وترك أبنائها وزوجها، الأمر الذي يعتبر مخالفا للعادات والتقاليد القطرية، كما أن الحالة الاجتماعية للغالبية لا تسمح بانتقال جميع أفراد الأسرة وترك الأبناء لمدارسهم والزوج لعمله من أجل سفر الزوجة العاملة بمهنة التمريض لحصولها على درجة الماجستير، مما يجعل الأمل في الترقية يكاد يكون مستحيلا.

من جهتها أعربت إحدى الممرضات الأجنبيات عن رفضها للاستراتيجية الجديدة التي تحد من الترقيات، قائلة: أضم صوتي لجميع أصوات زميلاتي، لأننا فعلا نعاني، فلا يوجد مكان في قطر للحصول منه على درجة الماجستير، غير جامعة كالجاري والتي تخصص عددا محدودا جدا من الأماكن للممرضات القطريات، مشيرة إلى أنها حاولت أن تقدم للحصول على الماجستير من إحدى الدول، التي اشترطت بدورها أن تتواجد بصفة دائمة لمدة عام للحصول على التمهيدي، وهذا ما رفضته الإدارة، متسائلة عن عدم اعتماد الخبرة والأداء الجيد في العمل والتميز وإدارة المكان، وشهادة الرئيس المباشر، وكل هذه الأسباب عوامل مقنعة للترقية، وأن لا يكون الحصول على درجة الماجستير فقط هو السبب الوحيد للحصول على الترقي في الوظيفة.

بدوره تحدث مدير احدى الإدارات، وأعلن عن دعمه لجميع المواطنات، قائلا: يوجد موظفات قطريات ذوات كفاءة، ومشهود لهن بالتفاني في العمل، ولكن أنا كمدير لا استطيع ترقية أي موظفة أو ممرضة، بعد صدور هذه الإستراتيجية الجديدة، والتي تضع العوائق أمام المواطنات القلائل، واللاتي يعملن بمهنة التمريض، وعددهن قليل ومحدود جدا، ويحتجن للدعم والتشجيع من الجميع، متسائلا أنه في حالة سفر إحداهن للحصول على درجة الماجستير، فمن يضمن لها حق الحصول على الوظيفة، حيث يشترط بعد كل هذه الشروط التعجيزية أن يتوافر مكان شاغر!!

اقرأ أيضاً

المدينة الإعلامية قطر تطلق مبادرتها السنوية "يوم المشاركة 2025"

افتتاح معرض المرأة العربية بمشاركة واسعة من رائدات الأعمال

وزارة الصحة تغلق مطعماً 15 يوماً

أخبار ذات صلة

وزارة الأوقاف وجامعة قطر تنظمان مؤتمرين عالميين في مطلع أكتوبر المقبل

وزارة التربية والتعليم تعلن افتتاح مراكز مسائية لتعليم الكبار