محليات

1541

الجبيلان: الحوادث تكثر بشكلٍ ملحوظ قبل اذان المغرب في رمضان

في اطار فعاليات شهر رمضان والقيادة بأمان أقيمت ليلة امس على مسرح ادارة المرور بمدينة خليفة ندوة بعنوان شبابنا والإرادة برعاية مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني "راف"، والتي تاتي في اطار فعاليات الشهر الفضيل التي تقيمها وزارة الداخلية بشكلٍ عام وادارة المرور على وجه الخصوص، تحدث في الندوة الشيخ الفضيل سليمان الجبيلان من المملكة العربية السعودية وحضرها العميد محمد سعد الخرجي المدير العام للإدارة العامة للمرور والمقدم محمد راضي الهاجري مدير ادارة الإعلام والتوعية المرورية

كما حضرها طارق الغواشني ممثل مؤسسة راف ولفيف من الشباب الذي حرص على الحضور بكثافة لمعرفته السابقة بالجبيلان الذي يرسم الابتسامة دائماً على وجوه الحضور ويبث مشاعر البهجة في القلوب الجماهير مما يجعل المتلقي في حالة انتباه ولهفة لما يقوله هذا المحاضر الجليل ووسط اهتمام كامل وانصات تام من الجميع

بدأ الجبيلان حديثه بسؤال هام وجههُ للشباب فقال لهم دلوني على أية من القرآن الكريم تتطالبنا بضرورة الالتزام بقواعد المرور فتلقى الإجابة فوراً من أحد الجالسين والذي تلا من سورة الفرقان أية رقم 63 والتي تقول "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً" ومن هنا بدأ التفاعل بين الجميلان ومستمعيه الشباب في ندوة تضرب في عمق وجذور مشاكل المجتمع وأهمها قضايا الحوادث المرورية التي أصبحت مارداً يحصد الأرواح.

* الشباب هم الضحايا

كرر الجبيلان الأية الكريمة مرة أخرى وهو يشدد على مخارج حروفها وقال إن الشباب يا شباب الأمة هم أكثر ضحايا الحوادث المرورية الأليمة في حين تجد كبار السن هم أقل فئة يقعوا في هذا الخندق الأليم بما أنهم رشدوا وأكتلملت عقولهم أما كثير من الشباب هداهم الله معروفين بالاندفاع والتهور يفصلون عقولهم عن اجسادهم فيصبحوا وحوش مندفعة في الشوارع كاسرين كل القيود ومتخطين جميع الحدود.

ويستعجب الجبيلان من حال بعض الشباب وهو يطرح سؤالاً يخاطب العقول هل السيارة اداة نقل أم أداة قتل؟!

ويقول تكثر الحوادث بشكلٍ ملحوظ قبل اذان المغرب في رمضان وهذا ما أكده الملازم أول عادل حسين أن وقت الإفطار بدلاً من أن تبتل فيه العروق للأسف تنزف على الطرقات وعلى نفس الخط يقول المقدم محمد راضي الهاجري مدير ادارة الإعلام والتوعية المرورية بأن وقت ما قبل الإفطار والسحور يتهور بعض السائقين بشكل جنوني حتى يتداركوا الوقت قبل الأذان إلا أن الموت يدركهم.

وشدد على ضرورة مراعاة الله وشكره على النعمة الكبيرة التي أنعم الله بها علينا من سيارات وسهولة في التنقل، ويقول عايشت عصر الحمير والبغال والأبل وتذوقت قسوة الحياة وكيف كنا نعاني من أجل التنقل وقضاء مصالحنا ورغم كل هذه المعاناة إلا أننا لم نكن نرى الدماء تسيل في الطرقات والاعضاء تتناثر في الشوارع بتلك الصورة البشعة

وكما عودنا الجبيلان يستطرد ليكسر حدة المواقف بالضحك والفكاهة.. فيقول لم نكن نرى حماراً يصطدم بحمار فينقلب سائقه ويموت وييتم ابنائه وترمل زوجته.

ويؤكد أن الشباب هم القيادة الحقيقية لهذه الأمة فهم من يبنوا الحضارات ويسطروا التاريخ هم اصحاب القوة والاندفاع، فالقيادة كانت ويجب أن تعود كما كانت للشباب، ويقول لكم في أسامة بن زيد العبرة والمثل فذلك الشاب الذي لم يتجاوز السبعة عشر عاماً حمله الرسول صل الله عليه وسلم بحملٍ ثقيل وكلفه بقيادة جيش المسلمين وما ادراك ما جيش المسلمين في ذاك الزمان المجيد ليقول الرسول صل الله عليه وسلم البركة بالشباب لأنهم اصحاب القوة والإرادة.

ويتابع فضيلته قائلاً ضف على القوة والإندفاع صفة الحكمة والتعقل هنا يكون الشاب أقوى ألف مرة من الرصاص، فهذا هو الأستثمار الحقيقي في أمة سوادها الأعظم من الشباب، ويؤكد الجميلان أن العقل نعمة كبيرة من فقده سقط عنه التكليف وأصبح ترس معطل في المجتمع فكيف لشاب حاباه الله بنعمة العقل ولا يستخدمه، ومتدبر القرآن يتضح له أن خطاب الله للبشر أغلبه خطاب للعقول إن لم يكن كله فمئات الأيات تدعوا الإنسان لإستخدام عقله، ويحذر فضيلته الشباب بقوله تعالى "لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير" فإعمال العقل هو طوق النجاة من دوامة الجهل والغفلة فاعتبروا يا أولى الألباب.

* التوعية تغلق باب الحوادث

لم تكتف الشرق بمتابعة الندوة بل بحثت عن برامج التوعية بادارة المرور في الشهر الفضيل حيث صرح الملازم أول عادل حسين ضابط التوعية المرورية بإدارة المرور أن حملة رمضان والقيادة بأمان تتضمن عدد من الأنشطة والفعاليات التي تهدف إلى الحد من الحوادث وتعديل السلوك المروري للمواطنين والمقيمين خاصة في وقت ما قبل الإفطار واستخدام صوت الشرع والدين في نشر الوعي المروري والحث على ضرورة الإلتزام بقواعد السلامة والحد من ظاهرة السرعة والإستعجال، هذا بجانب تدريب النشئ على الثقافة المرورية الصحيحة التي من شأنها أن تنجب جيل متحضر وراقي فكرياً متسلحاً بالعلم والإيمان.

وتستهدف الحملة الشباب تلك الفئة الأكثر تعرضاً للحوادث المرورية بإطلاق معرض مروري متنقل في المجمعات التجاري فيلاجيو ومول الخليج ليتضمن المعرض ورش تلوين للأطفال وافلام تعليمية للقيادة الأمنة، ومسابقات مرورية فضلاً عن برنامج توعوي ضخم مخصص للراشدين بعنوان ركز تسلم يتعرف من خلاله السائق على قواعد القيادة خلال الزحام المروري بإعتبارها مشكلة تواجه مرتادي الشوارع القطرية بجانب التعريف بقواعد القيادة في الظروف المناخية المختلفة.

ويضيف الملازم عادل أن ادارة المرور تنظم فعالية بسوق واقف بشعار "سيارة لحظة" وهي عبارة عن تدريب عملي للقيادة من خلال جهاز محاكاة "سميليتور" يتدرب من خلاله الشباب على أصول القيادة السليمة والأمنة التي يجب إتباعها تحت إشراف طاقم من المدربين عالي الكفاءة والتأهيل.

وكشف عادل حسين عن أن الادارة عازمة على استضافة عدد كبير من الشخصيات الرياضية والشبابية على امتداد ايام العطلات للمشاركة في تثقيف الشباب ونشر الوعي المروري وتوفير مناخ للتعريف بمخاطر القيادة غير الامنة على الطرقات، كما سيشارك فريق للدراجات النارية بقيادة عبدالله الحجاج وفريق "سول رايدرز" للتوعية بالقيادة الأمنة للدراجات وسيرفع هؤلاء الدراجيين شعار الحملة للاستدلال على أماكن تواجد الفعاليات كما يشاركون في توزيع التمر والماء على السائقين.