رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1730

الناشطة الحقوقية الأمريكية فاشتي فوكس لـ الشرق: كارثة غزة الإنسانية أفدح مما نتصور

21 مايو 2021 , 07:00ص
alsharq
واشنطن - زينب إبراهيم

 

أكدت الناشطة الحقوقية الامريكية ومؤلفة كتاب "قصة فلسطين الإمبراطورية والقمع والمقاومة"، وأحد الأعضاء المؤسسين لرابطة طلاب من أجل فلسطين فاشتي فوكس أن الأوضاع في قطاع غزة وما يعاني منه الفلسطينيون جراء القصف الإسرائيلي أصبحت فوق التصور الإنساني، ويجب أن يتيقظ الضمير العالمي لوضع حد لنزيف الأرواح والدماء في القصف الوحشي الذي حوّل حياة مواطني قطاع غزة إلى العيش بجوار الموت في كل لحظة وخوف ورعب خطف بريق الحياة من أرواح آلاف الفلسطينيين، معتبرة أن أرقام الضحايا لا تعبر عن الواقع المأساوي.

وحددت فاشتي فوكس في حوارها مع "الشرق"، محاور متعددة تفسر الانتفاضة الفلسطينية الجديدة وملامح السياسات الامريكية والإسرائيلية التي كان لها دورها في المأساة الإنسانية التي يعاني منها مواطنو قطاع غزة، معتبرة أن اليمين اليهودي المتطرف وسياسات إدارة ترامب وفشل حكومة نتنياهو كل تلك الأسباب عززت لدفع إسرائيل لحرب جديدة ضد الفلسطينيين بحثاً عن هروب من الفشل وتوطين دوافع عنصرية متطرفة تقودها منظمات فاشية يهودية تستهدف إبادة الفلسطينيين وتشريدهم، كما اعتبرت أن موجة المقاومة الفلسطينية الجديدة جاءت جراء ما يعاني منه الفلسطينيون من حصار غير آدمي لم يكن هناك معه أي حل سوى المقاومة.

◄ مأساة إنسانية

تقول الناشطة الحقوقية فاشتي فوكس: إن تراكم أعداد الضحايا ومواصلة إسرائيل عمليات قصفها الوحشي على المحاصرين بقطاع غزة ومواصلة نزيف الأرواح لهو مأساة إنسانية بكل المقاييس. الأرقام التي ترصد الضحايا المقدرة بالمئات ليست مجرد تقرير بالحقيقة فما يعتمل على أرض الواقع من كارثة إنسانية حقيقية أفدح بكثير مما تخبرنا به أرقام الضحايا جراء القصف الوحشي، دعونا نتوقف قليلاً أن هؤلاء الضحايا الذين كانوا منذ أيام وحسب أجسادهم نابضة بالحياة والآمال والأفكار وروابطهم مع أسرهم وبعضهم كانوا يتطلعون للزفاف وان آخرين في انتظار معانقة أطفالهم، الآن وفي قصف وحشي لا إنساني أصبحوا هم أنفسهم الآن شهداء، لم يبق من ذكراهم سوى ألم موجع في صدور كل من يعرفهم ولهذا يجب أن يتخطى النقاش أرقام وأعداد الضحايا، ودعونا نتأمل قليلاً أيضاً الآثار المحيطة بالعنف الإسرائيلي الوحشي على المواطنين الذين يعيشون في مناطق محاصرة مثل قطاع غزة ومدى الخوف والرعب من إنه وفي غضون ثوانٍ قليلة يمكن أن يخطف الموت أهلك وأصدقاءك وأطفالك.. واسترجع في ذهني دائماً مقولة والد أحد الضحايا بأنه كيف يمكنك أن تزرع الأمل لأناس يعرفون بأنهم سيقتلون حتماً، إذا ما لم يكن اليوم فسيكون غداً، هذا هو الواقع الذي يعايشه الفلسطينيون الآن، والبعض أتواصل معهم يخبرونني بأنهم يرتدون أفضل ملابسهم قبل أن يناموا في كل ليلة حتى إذا ما قتلوا وهم نيام يدفنون في ملابس استشهادهم، وأن الأمر لم يعد يتعلق بكيف سنموت ولكن بمتى سيحدث ذلك حتماً، تخيل كم هذه المعاناة والمآسي التي تعتمل في صدور من يعيشون تبعات القصف الإسرائيلي الوحشي وشعور مفزع يتعرض له الفلسطينيون ويعيشون في ظله يوماً بعد الآخر وكيف توصف تلك بالحياة ما بين احتمالية قتلك والعيش في انتظار الموت والخوف منه كل لحظة.

◄ ملامح تجدد العنف

وتوضح فوكس في حديثها لـ "الشرق": أن هناك العديد من المحددات والمحاور التي يمكنها أن تفسر تجدد العنف الإسرائيلي، منها ما يتعلق بمسار الأحداث السياسية، ومنها ما يتعلق بالتوجهات الإسرائيلية من الداخل، وهذه الأوضاع يمكن رصدها من خلال سياق زمني أكثر اتساعاً ويمكن ربط توجهات إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب وما خلقته في المنطقة من انحياز أمريكي مطلق إلى الجانب الإسرائيلي وتقويض أي حقوق للفلسطينيين بصورة تامة، وانتزاع القدس والجولان للسيادة الإسرائيلية، جانب آخر يتعلق بأن أكثر الأصوات تشدداً وتطرفاً داخل السياسة الإسرائيلية قد منحت متنفساً وموطئ قدم بتشجيع وتحريض من إدارة ترامب وهو ما عزز بداخلهم الطمأنينة بأن أمريكا ستظل تقف بجانب إسرائيل مهما كانت التجاوزات حتى برغم قدوم إدارة بايدن ما زال هذا المعتقد لدى تلك الأطراف سائداً، وجانب آخر يتعلق بأن مسار السياسة الخارجية الإسرائيلية نحو التطبيع في الأعوام الأخيرة عزز من التصور الدائم بإمكانية الإفلات من العقاب، وأيضاً ما يتعلق بالسياسة الإسرائيلية الداخلية ووضع رئيس الوزراء نتنياهو باتهامات التآمر والفساد ووجود انتخابات عديدة في خضم ذلك في العامين الأخيرين، وبعد فشل نتنياهو المتكرر في خلق تحالف يمكنه من الحكم الفعلي، ولكن في السياسة الإسرائيلية لا يوجد ما هو أكثر أهمية في اتحاد تلك القوى السياسية المتعارضة سوى بشن حروب جديدة ضد الشعب الفلسطيني، ذلك يأتي بجانب زيادة مساحة عناصر اليمين المتطرفة وتمحور السياسة الإسرائيلية نحو اليمين المتشدد بصورة كبيرة للغاية فوجدنا تنظيمات يهودية فاشية لا تقل في خطورتها عن جماعة كو كلوكس كلان ومناصري البشرة البيضاء العنصريين بأمريكا يصل أعضاؤها إلى دوائر اتخاذ القرار والكنيست الإسرائيلي.

◄ دوافع فلسطينية

وأوضحت فاشتي فوكس: إنه فيما يتعلق بالجانب الفلسطيني فإن الفلسطينيين ارتكب بحقهم كافة أدوات الضغط التي لم يعد هناك أمامهم خيار آخر سوى المقاومة، كما أن ما يميز موجة المقاومة الحالية أنها ضمت العديد من الشباب والصغار غير المنتمين لمجموعات المقاومة التقليدية، وأيضاً تأثرت المقاومة الفلسطينية الحديثة بموجات التظاهرات النظيفة التي اجتاحت العالم في الأعوام الماضية، وأيضاً هناك رفض عام للوضع العربي القائم واليأس الذي يتسرب كل مرة عبر المساومات والتنازلات وعقود من المفاوضات والنقاشات التي لم تفض إلى شيء في صالح الشعب الفلسطيني، كل تلك العوامل هي التي حركت موجات الاحتجاج الفلسطينية التي تعد تطوراً هائلاً في حرارة المقاومة لم نعهدها منذ موجة الانتفاضة الثانية، كما أنه علينا أن نتفهم ما يفعله الحصار في قطاع غزة وما يعانيه المواطنون هناك قبل التطرق إلى الصواريخ المطلقة على إسرائيل، إن الحصار دمر غزة والقطاع حسب المنظمات الدولية بات في شفا أن يصبح غير قابل للعيش في غضون الأعوام المقبلة، وهذا يمكن تقييمه من خلال الاحتياجات الآدمية من الوصول إلى مياه نظيفة ومحاصيل زراعية وطعام نظيف وشبكات الكهرباء والحق في الرعاية الصحية ووجود مستشفيات عاملة وفاعلة وتدمير القطاع بصورة ممنهجة في كل هذا خلال الأعوام الماضية، فبكل تأكيد كل هذا وضع سكان قطاع غزة في نقطة فاصلة زاد عليها القصف العنيف والوحشي من الجانب الإسرائيلي.

◄ الموقف الأمريكي

واختتمت فوكس تصريحاتها موضحة: انه بالفعل كان هناك حراك ديمقراطي فى أروقة الكونغرس وخطابات رفض وتنديد وعشرات التغريدات من شخصيات برلمانية وسياسية أمريكية، ولكن موقف إدارة بايدن للأسف لم يكن بمختلف عن الموقف الأمريكي المعتاد بصفة عامة وأن الدولة الأمريكية لن تتدخل عموماً بصفة فاعلة ضد تلك الجرائم، ربما يكون هناك بعض الخطابات والانتقادات والإدانات بين الحين والآخر ولكن في واقع الامر فإن تلك الانتقادات لا تعني الشيء الكثير في تغيير ما يجري على أرض الواقع وهذا ما يدركه القادة في إسرائيل في حملتهم الوحشية والمستمرة ضد الفلسطينيين، فهم يدركون أن أي انتقادات من السلطة الأمريكية لن تغير شيئاً فيما يتعلق بمنظومة التمويل والروابط العسكرية وغيرها من اللوجيستيات المحددة لشكل التحالف الأمريكي الداعم لإسرائيل، فيما جاءت تصريحات إدارة بايدن بعدم الرغبة في تفاقم الأوضاع بصورة أكبر مما هي عليها الآن، ولكن الموقف الأمريكي كان هزيلاً وصادماً كالمعتاد في الصمت الواقعي عما يعاني منه الفلسطينيون.

مساحة إعلانية