رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

646

توافق تركي روسي على تنفيذ كافة اتفاقيات إدلب

21 فبراير 2020 , 11:14م
alsharq
أردوغان يتحدث للصحفيين في إسطنبول - الأناضول
عواصم - وكالات:

قادة أوروبا يطالبون بوقف هجوم الأسد وحلفائه على المدنيين..

** الأوروبي يدعو المحكمة الجنائية لمحاسبة منتهكي القانون الدولي

** منظمات حقوقية أمريكية تطالب بوقف هجمات النظام وحلفائه

أكد الرئيس رجب طيب أردوغان، اليوم، ضرورة كبح جماح النظام السوري في إدلب. جاء ذلك في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حسب بيان لدائرة الاتصال بالرئاسة التركية. وأضاف البيان أن "أردوغان أكد خلال الاتصال ضرورة كبح جماح النظام السوري في إدلب وإنهاء الأزمة الإنسانية هناك". وأوضح أن الرئيس أردوغان شدد على أن الحل في إدلب يكمن في تطبيق كامل لمذكرة سوتشي. ووفق البيان، "أكد أردوغان وبوتين التزامهما بكافة الاتفاقيات المبرمة حول إدلب". ووصف أردوغان ما يجري في إدلب حاليًا بأنه "حرب"، لافتًا إلى استشهاد جنديين تركيين وتدمير بعض المعدات جراء الاشتباكات العنيفة المستمرة هناك بين المعارضة السورية وقوات النظام. وأكّد أن خسائر النظام في مقابل ذلك أكبر بكثير، حيث تم تحييد نحو 150 عنصرًا من قواته.

كما أعلن عن تدمير 12 دبابة و3 عربات مدرعة و14 مدفعًا وعربتي دوشكا للنظام في إدلب، وفق أحدث المعلومات. ولفت إلى أن الكفاح في المنطقة مستمر بشكل حازم. وأضاف: "الانسحاب من هناك غير وارد ما لم يتوقف النظام عن اضطهاد سكان إدلب.. لا يمكننا تحقيق وقف إطلاق النار إلا بهذه الطريقة. هذا الظلم المستمر هنا سيتوقف". وشدّد الرئيس أردوغان على أن مليون شخص تقريبًا نزحوا من إدلب، باتجاه الحدود التركية. وأردف: "أين سنوفر السكن لهؤلاء.  من تدابيرنا في إدلب تأسيس منطقة آمنة، بطول 30-35 كيلومترا من حدودنا باتجاه الداخل السوري، وقد أقدمنا على خطوة جديدة حيال إقامة هذه المنطقة".

وأوضح أن هذه الخطوة تتمثل في بناء مساكن مؤقتة من الطوب مساحتها 25-30 مترا مربعا، وأن أعمال تركيا في هذا الصدد متواصلة. وتابع: "بذلك تكون مقاومة أشقائنا هناك قد ازدادت أكثر ضد المناخ الشتوي القاسي. هناك أيضًا أعمال مستمرة من قبل الهلال الأحمر التركي وهيئة إدارة الكوارث والطوارئ بشأن المواد الغذائية والإمكانات العلاجية".

وأشار إلى أن ميركل كانت قد وعدته بتقديم 25 مليون يورو لتركيا من أجل اللاجئين، وإيصال هذا المبلغ بواسطة الصليب الأحمر، لكن الإجراءات الشكلية تطول لأن المساعدات تأتي بواسطة لجنة اللاجئين، ولم تصل المساعدات بعد للهلال الأحمر التركي. وقال إنه اقترح نفس الشيء على ماكرون أيضًا، وهو أن تركيا تنتظر منهم الدعم على غرار ميركل. وأعرب عن أمله في اتخاذ خطوة جيدة خلال الاتصال المرتقب مع بوتين.

وأعلن أردوغان، عن اقتراح للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، من أجل تنظيم قمة رباعية (تركية، روسية، ألمانية، فرنسية) حول سوريا في إسطنبول بتاريخ 5 مارس المقبل. وبيّن أن ميركل وماكرون طالبا بوتين باقرار وقف إطلاق نار في إدلب، مردفاً: "لا أستطيع القول بورود الجواب المنتظر من موسكو على هذه الدعوة حتى الآن". وردًا على سؤال حول حقيقة الادعاءات التي تتحدث عن طلب تركيا أنظمة باتريوت من الولايات المتحدة، قال أردوغان إنه اقترح أصلًا لنظيره الأمريكي دونالد ترامب، شراء هذه الأنظمة عندما كان ملف أنظمة "إس-400" الروسية مطروحًا. وأوضح أن تركيا قالت للجانب الأمريكي إن بإمكانها استخدام النظامين في آن واحد ولكنها لم تحصل على رد إيجابي.

وفي سياق متصل، طالب قادة الاتحاد الأوروبي بوقف الهجوم العسكري الذي يشنه النظام السوري وحلفاؤه على محافظة إدلب في شمال غربي سوريا. وقال القادة الأوروبيون، في بيان مشترك في ختام قمتهم ببروكسل، إن "الهجوم العسكري الجديد من قبل النظام السوري وحلفائه في إدلب، والذي تسبب بمعاناة بشرية هائلة، غير مقبول"، مؤكدين أن الاتحاد الأوروبي يدعو كل الفاعلين إلى وقف القتال فورا، ويطالب بإلحاح جميع أطراف النزاع بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل مباشر وبدون عوائق إلى جميع المحتاجين إليها. كما طالب قادة الاتحاد الأوروبي، في بيانهم، "بوقف دائم لإطلاق النار"، وبتوفير "ضمانات لحماية المدنيين"، داعين المحكمة الجنائية الدولية إلى النظر في الوضع في سوريا حتى "تتم محاسبة" منتهكي القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أدان "بأشد العبارات" هجمات النظام السوري في إدلب، معتبرا أن المنطقة تشهد "إحدى أسوأ المآسي الإنسانية". وقال ماكرون، لدى وصوله للمشاركة في القمة، إنه "لا يمكن أن نجتمع اليوم كأن لا شيء يحصل على بعد بضعة آلاف الكيلومترات منا"، موضحا أنه "منذ أسابيع عدة، ما يحصل هو إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في إدلب، حيث فر نحو مليون شخص من هجوم قوات النظام بإسناد جوي روسي".جدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة أكدت، في أحدث تقاريرها، فرار نحو 900 ألف شخص معظمهم نساء وأطفال منذ بداية ديسمبر الماضي، من الهجوم الذي تشنه قوات دمشق وموسكو ضد أهالي إدلب والمناطق المجاورة لها.

وميدانياً، أجرى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ورئيس هيئة الأركان يشار غولر، وقائد القوات البرية أوميت دوندار، زيارة تفقدية الى الوحدات المنتشرة على الحدود السورية. وأوضح مراسل الأناضول، اليوم، أن الزيارة جرت للوحدات العسكرية التركية المتمركزة في الحدود التركية السورية من جهة ولاية هطاي جنوبي البلاد. وأشار الى أنه كان في استقبال أكار في مطار هطاي، الفريق سنان يايلا، قائد الجيش الثاني.

وانسانياً، عبّر عدد من منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان الأمريكية عن إدانتهم لهجمات نظام الأسد وروسيا على إدلب السورية، مطالبين بتدخل فوري لوقف الهجمات. وفي هذا الإطار، شاركت كل من منظمات اتحاد التضامن مع سوريا، ومجلس العلاقات الأمريكية والإسلامية، وهيومان رايتس ووتش، وميد جلوبال، ومجلس الشؤون العامة الإسلامية في أمريكا، وفرقة عمل الطوارئ السورية، ومبادرة الإيمان السورية، في مؤتمر صحفي مشترك بخصوص إدلب في الكونغرس الأمريكي.

وقال رئيس مجلس العلاقات الأمريكية والإسلامية، نهاد عوض، إن روسيا وقوات نظام الأسد يرتكبان أفظع الجرائم ويتسببان في مأساة إنسانية هي الأكبر في القرن الـ21 أمام أنظار العالم أجمع. ودعا عوض الكونغرس والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوضع الشأن السوري ضمن أولوياتهما، والضغط على روسيا ونظام الأسد لوقف هجماتهما وإنهاء مأساة المدنيين في إدلب.

من جانبه، رئيس مؤسسة ميد جلوبال الطبية التطوعية، زاهر سحلول، لفت إلى قلة الخدمات الطبية المقدمة للمدنيين في سوريا، والصعوبات التي تعترضهم في سبيل الحصول عليها. وأوضح أن غارات قوات الأسد وروسيا أسفرت عن مقتل 910 اطباء سوريين، وتدمير 580 مشفى، مما أدى بالتالي إلى وفاة الكثير من الأطفال والنساء بسبب نقص العناية الطبية. كما دعا سحلول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لزيارة إدلب والإدلاء بتصريح للصحفيين بالقرب من الأطفال الذين يشعرون بالبرد هناك، كما فعل سابقا عندما أجرى زيارة إلى "الباهاما" عندما تعرضت لكارثة طبيعية. بدوره، رئيس المجلس السوري الأمريكي زكي لبابيدي، أعرب عن إدانته للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب مسؤوليته عن الهجمات على إدلب، داعيا رؤساء العالم للتعاون مع تركيا في مساعيها لحماية المدنيين في إدلب.

مساحة إعلانية