رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

885

يحيى عقيل لـ"الشرق": 50 عملية استهداف شهرياً للقوات الأمنية في سيناء

21 يناير 2017 , 08:17م
alsharq

عضو مجلس الشورى عن محافظة سيناء..

ما يحدث في سيناء خطة مجهزة من قبل.. والسيسي جاء لتنفيذها

استمرار الصراع في سيناء يضعف الجيش ويخدم إسرائيل

السيناويون غاضبون لقتل مواطنيهم واحتجاز النساء وهدم بيوتهم

انتهاك النظام للحرمات حرك الشباب للثأر من أي شخص يلبس زياً عسكرياً

الانقلاب زاد عدد المتشددين الذين يقاومون عودتهم للسجون والمعتقلات

تضاريس سيناء وحدودها تجعل من المستبعد حسم الصراع فيها عسكريا

إلغاء السياسة الأمنية الحمقاء وتعويض المتضررين مقدمة لحل جميع القضايا

وجود "ولاية سيناء" على الأرض ضعيف ومبايعتهم البغدادي للحصول على المال والسلاح

الموساد موجود في كل سيناء وهناك تواجد أيضا للمخابرات الإيرانية

فرض تصاريح على المصريين لدخول سيناء مقدمة لعزلها وبيعها

المجتمع السيناوي ظل أكثر المجتمعات المصرية استقرارا قبل الانقلاب

السيسي يقف وراء عمليات قتل الجنود حتى يبعد الأنظار عن إخفاقاته

غضبة مشايخ القبائل خطوة إيجابية لكن أعتقد أنه سيتم احتواؤها

كشف يحيى عقيل عضو مجلس الشورى عن محافظة شمال سيناء عن وقوع أكثر من 50 عملية استهداف شهريا للقوات الأمنية الموجودة في سيناء.

وأكد عقيل في حواره مع "الشرق" أن المجتمع السيناوي مجتمع مختلف عن تركيبة المجتمع المصري، والقبيلة لا تزال صلبه، والأعراف والتقاليد تحكم السيناويين أكثر من القانون، وقضايا العرض والدم والأرض تعد بالنسبة لهم خطوطا حمراء لا يمكن لأي شخص تجاوزها، لافتا إلى أن انتهاك النظام لهذه الخطوط الحمراء أدى لردة فعل عنيفة من قبل السيناويين.

واعتبر عقيل أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتعمد بقاء الأوضاع كما هي من أجل أن يخفي إخفاقاته، كما أن أتباعه يقفون وراء بعض الحوادث الأمنية الكبيرة، لإبعاد الأنظار عن فشله، وشغل الناس بعيداً عن مشاكله الداخلية، وإخفاقاته في إدارة الدولة. وشدد عقيل على أن مبايعة "ولاية سيناء" للبغدادي كانت من أجل الحصول على المال والسلاح والتدريب، مؤكداً أن وجود التنظيم ضعيف على الأرض. وكشف عن وجود عناصر للموساد في كل انحاء سيناء، كما أن هناك وجوداً مخابراتياً إيرانياً، بجانب رجال محمد دحلان الاستخباراتيين.

وتحدث عقيل عن إمكانية الحل في سيناء قائلا: إذا ما أُلغيت السياسة الأمنية الحمقاء وتوسيع دائرة الاشتباه والتلفيق ومداهمة البيوت، وتم تعويض المتضررين، سيكون ذلك مقدمة لحل جميع القضايا، وسيُجبر عدد كبير من المسلحين على الانسحاب من المنطقة، ولو استمر بعضهم سيكون هناك مجال أيضا للتحاور معهم والنقاش، وسنصل إلى حل مُرضٍ للطرفين.

وإلى نص الحوار..

تتصاعد يوماً بعد يوم العمليات العسكرية ضد قوات الأمن والجيش في سيناء.. نريد أن نعرف ما الذي يجري هناك.. وهل المواجهات بين جماعات متشددة فقط أم هناك جهات أخرى؟

في الحقيقة من يعرف المجتمع السيناوي يجده مجتمعاً مختلفاً عن تركيبة المجتمع المصري، فالقبيلة لا تزال صلب هذا المجتمع، والأعراف والتقاليد تحكم السيناويين أكثر من القانون، وجميع أبناء القبائل معروفين من القبائل الأخرى، والأرض مقسمة على القبائل، والمسؤولية في القبائل تضامنية. وتعد أكثر القضايا تجريماً وتحريماً في المجتمع السيناوي هي العرض والدم والأرض والبيت، وهي خطوط حمراء لا يمكن لأي أحد تجاوزها، وهذا ما جعل المجتمع السيناوي أكثر استقرارا من المجتمعات الأخرى، وأقل في حجم الاعتداءات، كما جعل سيناء أقل المحافظات في معدل الجريمة طوال الـ32 سنة الماضية، حتى حوادث العنف لم تحدث سوى حادثتين فقط، وكانتا بفعل المخابرات. أما الآن فقد تصاعدت عمليات العنف، وازداد معدل استهداف القوات المصرية حتى أصبحت تزيد عن 50 عملية في الشهر، وهذا هو الفارق بين وضع سيناء قبل انقلاب السيسي، وبعده..

خطوط حمراء

يُستنتج من كلامك أن ما يحدث في سيناء رد فعل على تعدي النظام المصري على الخطوط الحمراء للمجتمع السيناوي؟

بالضبط.. فعندما انتهك النظام الخطوط الحمراء، من قتل واحتجاز النساء كرهائن، وهدم للبيوت وتجريف الأراضي، كل ذلك دفع لحدوث نوع من الثارات ضد قوات الأمن، بل ومع كل من يلبس الزي الرسمي.

برأيك لماذا قبل كل مناسبة تحدث عملية كبيرة في سيناء؟

لأن السيسي تعّود منذ انقلابه على أن يخفي إخفاقاته بحوادث كبيرة تستهدف القوات الأمنية، حتى يلفت الانتباه ويشغل الناس بعيداً عن مشاكله الداخلية وإخفاقاته في إدارة الدولة، كما أنه أيضا يهدف من هذه العمليات إلى توجيه الأنظار إلى سيناء، لكسب التأييد الخارجي باعتباره يواجه الإرهاب، وكذلك قبل أن يتخذ قرارات اقتصادية وأمنية وسياسية مجحفة بالشعب، وهذا ما فعله مؤخرا عقب حكم تيران وصنافير مباشرة، عندما استهدف جنودا في كمين جنوب الصعيد، ليشغل الناس بأذرعه الإعلامية بعيدا عن الحكم.

عزل سيناء

بعد عملية استهداف الجنود الأخيرة أصدرت الدولة قرارا يمنع دخول المصريين الى سيناء إلا بتصاريح وإذن مسبق.. كيف تفسر هذه الخطوة؟

الخطوة تؤكد أن السيسي يتجه لعزل سيناء بشكل كامل، ثم التنازل عنها، وجميع إجراءاته تؤكد أنه في اتجاه عزلها عن عمقها المصري، وبالمناسبة هذه الإجراءات التي اتخذتها السلطات ضد المصريين لا تتم تجاه الإسرائيليين، فالإسرائيلي يمكنه الدخول إلى سيناء بمجرد إخطار فقط لا غير.

اعتصام القبائل

أعلنت عائلات وقبائل سيناء احتجاجهم على مقتل بعض المواطنين ودعوا للاعتصام إلى حين التحقيق في مقتلهم ومحاكمة الجناة.. كيف تقيَّم هذه الخطوة؟

بكل تأكيد هي خطوة إيجابية، فلأول مرة يتحرك مشايخ القبائل، ويحشدون الأعداد بهذا الشكل، لكن أعتقد أنهم لن يتقدموا أكثر من هذه الخطوة، لأنهم في الغالب أصحاب مصالح وأعمال مرتبطة بالدولة، وبالتالي أعتقد أنه سيتم احتواؤها، وهذا ما فعله السيسي باستدعاء بعض مشايخ القبائل وظهورهم على القنوات الفضائية، ومع ذلك هي خطوة جيدة قد أوصلت رسالة للسلطة.

لكن تظل الحقيقة التي يغفل عنها الكل، أن ردة فعل الشباب ليست متوقعة، وغير محسوبة، لأنها لا تخضع لحسابات، وهذا ما يستفيد منه المسلحون، وتكون حجة لتجنيد الشباب، وعمل نوع من ثورة الغضب، وهي بالطبع حجج أكثر إقناعاً.

هل تعتقد أن ما يحدث الآن كان مخططا له من قبل؟

نعم.. فمن الواضح أنه مخطط له سابقا، وخطة موضوعة من قبل، وهذا ما ظهر في التسريبات، على لسان السيسي شخصيا، فما كان يعتبره السيسي خطوطا حمراء في المجتمع السيناوي، هو نفسه ينتهكها بتعمد، وكأنه ينفذ المخطط المرسوم له.

ولاية سيناء

هل "ولاية سيناء" بالفعل منتشر بعمق على الأراضي السيناوية؟

قولا واحدا.. لا.

هل لك أن تطلعنا على خريطة المتشددين في سيناء؟

هناك تكفيريون في رفح والشيخ زويد حضروا إلى سيناء في الثمانينيات، وهؤلاء لا يواجهون الدولة، والدولة تتغاضى عنهم، وهناك فريق السلفية الجهادية الذين ظهروا عام 94، وقد ظهرت معهم عمليات مثل طابا وشرم الشيخ وإطلاق صواريخ على إيلات، وهؤلاء أكثر عنفا من التكفيريين، وقد كانوا لا يتعدون 20 شخصا، ولكن عندما وقعت حادثة طابا، جُن نظام حسني مبارك، فاعتقل ما يزيد عن 3 آلاف شاب سيناوي لمدة 7 سنوات، وبالتالي تزايد عدد منتسبي السلفية الجهادية، بعدما رأوا من السلطة كل أنواع التعذيب والإهانة لهم ولذويهم، وهؤلاء شعروا في عصر الرئيس محمد مرسي بالأمان والاستقرار، لكن عندما حصل الانقلاب تحسبوا له وأخذوا عهداً على أنفسهم ألا يعودوا للسجون مرة أخرى، وإذا ما حاولت السلطة ملاحقتهم سيواجهونها.أما "ولاية سيناء" فقد أعلنوا مبايعتهم للبغدادي من أجل المال والسلاح والتدريب.

تضاريس سيناء

من أين يأتي المسلحون بالسلاح؟

من يعرف تضاريس سيناء يعلم أنه لا يمكن التحكم فيها، فبها 700 كيلو متر حدود بحرية، كما أن بها دروباً وجبالاً وودياناً لا يمكن السيطرة عليها، وهذا ما يجعلني أستبعد حسم الأمور فيها عسكريا، فإسرائيل بكل إمكانياتها لم تستطع السيطرة عليها إبان احتلالها.

هناك تقارير تتحدث عن قيام النظام نفسه بعمليات قتل لعسكريين.. ما الذي يستفيده النظام بذلك وكيف نفرق بين عملياته وعمليات المتشددين؟

كما قلت سابقا ان النظام يلجأ لهذه العمليات من أجل التغطية على بعض قراراته، أو على أحداث معينة، أما بخصوص كيف نعرفها، فبكل بساطة عمليات النظام تكون بطابع هوليودي، كأن يصفَّ الجنود القتلى بطريقة متساوية!!، مثل قتل الجنود في رفح، كما أن العمليات تكون في مواسم يحتاجها النظام لتسويقها في الخارج والداخل أيضا، وكذلك بعض العمليات مثل عملية حرق باص به ضباط ولم تحرق متعلقاتهم!!.

وجود مخابراتي

برأيك هل هناك وجود لأجهزة مخابرات غير مصرية في سيناء؟

نعم.. فالموساد له وجود في كل سيناء، وهناك أيضا وجود للمخابرات الإيرانية، مصحوبا بعمليات تشيّع لمواطنين، وكذلك محمد دحلان له رجاله الاستخباراتيون.

برأيك هل يمثل الوضع المضطرب في سيناء قلقاً لإسرائيل أم تدعم عدم الاستقرار؟

إسرائيل من مصلحتها أن تكون هذه المنطقة غير مستقرة، لكن شريطة أن يظل المسلحون في نطاق معين، ومحصورين في مناطق بعينها، حتى لا يمثلوا تهديداً لأمنها، كما أنها تفضل أن تكون مواجهة المسلحين مع الجيش المصري، حتى تكون النتيجة إضعاف الطرفين.

حل المشكلة

أنت كنائب برلماني سابق عن سيناء.. هل من الممكن أن ترى حلا يؤدي لاستقرار المنطقة ومنع نزيف الدماء؟

لا شك أن هناك عزلة نفسية يمارسها النظام ضد أهالي سيناء، حتى بات الشعب المصري ينظر إليها باعتبارها المنطقة التي يقتل فيها أبناؤهم، ودعني أؤكد لك أن أبناء سيناء غير مؤدلجين، وليسوا جزءا من الصراع القائم حاليا، ولا يشغلهم التجاذب السياسي الحاصل، فالصراع في سيناء مختلف عن خارجها. لذلك لو حدث نوع من الحوار بين كل الأطراف، وألغيت السياسة الأمنية الحمقاء، مثل توسيع دائرة الاشتباه والتلفيق ومداهمة البيوت، ويتم تعويض المتضررين، سيكون ذلك مقدمة لحل جميع القضايا، وسيجبر عدد كبير من المسلحين على الانسحاب من المنطقة، ولو استمر بعضهم سيكون هناك مجال أيضا للتحاور معهم والنقاش، وسنصل إلى حل مُرضٍ للطرفين.

مساحة إعلانية