رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

953

عباس: الإمارات وجهت طعنة في ظهر القضية الفلسطينية

20 أغسطس 2020 , 07:00ص
alsharq
محمود عباس - ا ف ب
رام الله - غزة - وكالات:

كرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه اتفاق تطبيع العلاقات الإسرائيلي-الإماراتي، واصفا إياه بأنه "خدعة" و"طعنة في الظهر". وشدد عباس في مستهل اجتماع القيادة الفلسطينية الذي حضره ممثلو جميع الفصائل الفلسطينية وعقد في مقر الرئاسة في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، على أن الاتفاق "غير مقبول، ولا يجوز التطبيع إلا بعد حل القضية الفلسطينية". وبحسب عباس فإن الاتفاق الثلاثي بين أميركا وإسرائيل والإمارات "قائم على التطبيع بين إسرائيل والإمارات ثم ألحقوا به كلمة الضم". وقال الرئيس الفلسطيني "حاولوا أن يوهموا العالم أن الإمارات حققت إنجازا عظيما بوقف الضم، وكأن القضية الفلسطينية هي الضم فقط". وأضاف "لقد تنكروا لكل شيء، لحقوق الشعب الفلسطيني ولرؤية حل الدولتين والقدس التي ضمت وأعلن ضمها". وقف الضم

أشار عباس إلى أن وقف الضم "لم يأت من الاتفاق الثلاثي، بل العالم كله رفضه وأنتم لم تأتوا بجديد". وأكد الرئيس الفلسطيني لقادة الفصائل وحدة الشعب الفلسطيني تجاه "المؤامرة". وقال "كل الشعب الفلسطيني موحد ضد المؤامرة بغض النظر عن اختلافاتنا لأننا في الشدائد نقف صفا واحد ضد أي جهة تريد أن تعتدي على قضيتنا". وخاطب عباس العرب بالقول "إن أردتم أن تنفردوا بالعلاقة مع إسرائيل قولوا (...) ولسنا مسؤولين عن الآخرين" وأضاف "عليكم احترام القرارات العربية التي وقعتم عليها وقرارات الشرعية الدولية".وبحسب عباس فإن القضية الفلسطينية عربية وإسلامية لكن "عليكم مساعدتنا وأن تقفوا بجانبنا لا أن تحلوا محلنا". وقال "خدعة وأكذوبة كبيرة أن تبرروا ذلك تحت حجج وذرائع بأنكم جئتم بنصر للفلسطينيين وهو وقف الضم". وأشار عباس إلى التزام الفلسطينيين الشرعية الدولية وقرارات القمم العربية والإسلامية ومحاربة الإرهاب. وأكد عباس أن الرفض الفلسطيني للتطبيع سينطبق على أي اتفاقيات مستقبلية مماثلة. وأشار الرئيس الفلسطيني إلى إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التزامه بتنفيذ مخطط الضم. وقال عباس "خرج نتانياهو وقال لا يوجد شيء اسمه وقف الضم وأنا سوف أضم وسأفرض سيادتي على كل الأراضي التي أعلنت أنه سيتم ضمها وهي المستوطنات والقدس التي أصبحت منسية وبعيدة عن الذاكرة العربية والإسلامية".

ضوابط شرعية

وفي السياق، وضع الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى ضوابط شرعية لمن يريد زيارة الأقصى مؤكدا على حرمة زيارة القدس ومقدساتها من خلال التطبيع مع إسرائيل وذلك بعد الإتفاق الإماراتي الإسرائيلي لتطبيع العلاقات بين البلدين وقال المفتي في بيان "نؤكد على أن الصلاة في المسجد الأقصى مفتوحة، لمن يأتي من البوابة الشرعية الفلسطينية، أو من خلال الحكومة الأردنية الشقيقة، التي هي صاحبة الوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس الشريف". وأضاف أن الصلاة في الأقصى "ليست لمن يُطبّع، ويتخذ من هذه القضية وسيلة للتعاطي مع صفقة القرن الآثمة، والتطبيع من مظاهر هذه الصفقة، وكل ما جاء من خلالها ممنوع، وباطل،وحرام شرعا، لأنها تعني التفريط بالقدس، التي تعتبرها صفقة القرن عاصمة للكيان الإسرائيلي، بما فيها المقدسات بطبيعة الحال". وأوضح المفتي في بيانه "أن المسجد الأقصى المبارك للمسلمين وحدهم، وأنه لن يُسمح لأحد بالتفريط في ذرة تراب منه، لا من قريب ولا من بعيد، مع التأكيد على حرمة استقبال أي فلسطيني للمطبعين، أو التعامل معهم". وجاء في بيان المفتي أن من الضوابط الشرعية للصلاة في المسجد الأقصى "رفض تكريس الوضع الاحتلالي للأرض الفلسطينية والقدس والمسجد الأقصى المبارك...وتجنب التعاطي مع أي إجراء يصب في مصلحة تطبيع علاقات المسلمين مع الاحتلال، الذي يأسر أرضنا وشعبنا وقدسنا وأقصانا. "والتنسيق مع الجهات الفلسطينية المسؤولة، التي تتولى المسؤولية عن زيارات الأرض المحتلة". وشدد البيان على "أن تكون الزيارة للأرض الفلسطينية تأكيدا على هويتها العربية والإسلامية، ورفضا للاحتلال، وعونا للمرابطين فيها على الصمود حتى التحرير".

حملة المنبر

ندد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري خلال كلمته في مؤتمر حملة "أمناء المنبر" بالتطبيع الإماراتي الإسرائيلي، واصفا إياه بالانكسار.وقال عكرمة إن التطبيع بين دولة الإمارات والعدوان الإسرائيلي أمر مرفوض، ويدل على الهزيمة والانكسار. وفي كلمته بالمؤتمر، قال أكرم كلاش نائب وزير الشؤون الدينية التركي إن "موقف الشعب التركي المسلم من قضية القدس والقضية الفلسطينية كان وما زال نفسه الموقف الخالد للسلطان عبد الحميد الثاني الذي قال يوما "إن أرض فلسطين أرض مقدسة ووقف إسلامي ليس للبيع".من جانبه، عبر وزير الأوقاف اليمني أحمد عطية عن خيبته من عدم تطبيق قرارات الأمم المتحدة بحق فلسطين والقدس، وندد بما وصفها بالهرولة نحو التطبيع مع المحتل، حاثا الفلسطينيين على المصالحة. وفي البيان الختامي دعت المؤسسات المشاركة في حملة "أمناء المنبر" الخطباء والدعاة إلى التركيز في خطبهم -خاصة خطبة الجمعة المقبلة- على ذكرى حريق الأقصى وما تعانيه مدينة القدس هذه الأيام، مؤكدة في الوقت ذاته على الثوابت الإسلامية والوطنية المتعلقة بقضية المسجد الأقصى المبارك، ورافضة كل أشكال التهويد التي تجري في المدينة المقدسة، كما ندد البيان بكل أشكال التطبيع مع العدو مهما كانت صوره أو أشكاله.يذكر أن هذه الحملة بدأت اليوم، وستستمر عبر فعاليات مركزية في عدد من الدول الإسلامية على مدار أسبوع تختتم بمؤتمر شعبي يوم السبت المقبل.وقد نظمت عشرات المؤسسات العلمائية والدعوية بدعوة من مؤسسة منبر الأقصى الدولية -مقرها في تركيا- مؤتمرا لإطلاق حملة دولية بعنوان "أمناء المنبر"، بهدف تذكير الأمة بالحريق الذي تعرض له الأقصى قبل 51 عاما، ولفت الأنظار إلى المعاناة المستمرة لمدينة القدس وأهلها.

مسيرة غزة

شارك المئات من الفلسطينيين، امس، في مسيرة، نظمتها الفصائل الفلسطينية، بمدينة غزة، رفضا لاتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل. وتوافد المشاركون في المسيرة التي حملت عنوان "التطبيع خيانة"، من جميع مناطق قطاع غزة، ورفعوا أعلام فلسطين، ولافتات كُتب عليها عبارات، رافضة للتطبيع، كما رددوا شعارات منددة به. وتقدم المشاركون في المسيرة، قيادات فصائلية، أبرزهم، خليل الحية نائب رئيس حركة "حماس" بغزة، وأحمد حِلّس، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال الحية في كلمة خلال المسيرة "نقف مجدداً في وقفة مِلئها الغضب، والثورة، والاحتقان، على كل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية". وأضاف "الشعب الفلسطيني موحد بكل أطيافه وفصائله، في غزة والضفة الغربية، لمواجهة مسلسل التطبيع الآثم، ومسلسل الهرولة الآثمة". وتابع "نقول، اليوم للمطبعين: لا تفرحوا، فنحن نختلف في مواجهة الاحتلال، لكننا نتوحد لأجل حقوقنا، ولا تظنوا أننا شعب مشتت، نحن شعب متجذر في أرضه". بدوره، ندّد أحمد حِلّس القيادي في حركة "فتح"، باتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي. وقال في كلمة خلال المسيرة "الشعب الفلسطيني لن يُجامل ولن يسمح لأحد، بتجميل التطبيع مع الكيان الإسرائيلي". وأضاف "من يحاول تبرير التطبيع هو شريك بالجريمة، فالأرض الفلسطينية كلها مقدسة، وستبقى كذلك". وتابع "الشعب الفلسطيني على قدر التحدي، ولا يمكن أن يسمح بأن تغتصب حقوقه وهويته". وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني "موحّد في وجه المؤامرات التي يتعرض لها". وأضاف "حين يكون المستهدف من عملية التطبيع، هو الوطن والقضية والمقدسات، فكل الاختلافات تتنحى جانباً". وتابع "ما يجمعنا حركة فتح مع حركة حماس، أكثر مما يفرقنا". والخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات واصفا إياه بـ "التاريخي". ويأتي إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبو ظبي، تتويجاً لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين.

وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من الفصائل الفلسطينية، فيما عدته القيادة الفلسطينية، عبر بيان "خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية".

مساحة إعلانية