رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

3387

تسجيل وتوثيق الوصية من اختصاصات الإدارة العامة للأوقاف

20 أغسطس 2019 , 07:00ص
alsharq
الدوحة ـ الشرق

 

 

الوصية لغة بمعنى العهد إلى الغير في القيام بفعل أمر

وفي اصطلاح الفقهاء تمليك مضاف إلى ما بعد الموت بطريق التبرع

" مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ، يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلاَّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ"

 

 

تشهد الإدارة العامة للأوقاف كل عام تسجيل العديد من الوصايا طبقا لما صرح به مركز خدمة الواقفين، كما نوه المصدر عن اختصاص الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتسجيل الوصايا بناء على مـادة (3) من قانون الوقف القطري التي حددت أنواع الوصية، وهي:

- وصية بوقف خيري أو أهلي أو مشترك.

- وصية بأعمال البر والخير.

وانطلاقا من أهداف صفحتنا الأسبوعية في إطار نشر الثقافة الوقفية يسعدنا أن نقدم لقرائنا ومتابعينا الكرام مجالا مهما في إطار العمل الوقفي وهو الوصية بالوقف وأعمال البر والخير؛ حيث إننا نجد اقبالا طيبا من أهل قطر الكرام رجالا ونساء على تسجيل وتوثيق وصاياهم بالإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، إدراكا منهم بأهمية الوصية في حفظ الحقوق، وما يترتب عليها من الأجر الدائم، والأثر المجتمعي المستمر، كما جاء في الحديث الشريف "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".

والوصية لغة بمعنى العهد إلى الغير في القيام بفعل أمر، وفي اصطلاح الفقهاء: تمليك مضاف إلى ما بعد الموت بطريق التبرع، سواء أكان المُملَّك عيناً أم منفعة.

يقول أهل العلم إن حاجة الناس إلى الوصية زيادة في القربات والحسناتِ وتداركًا لما فرط به الإنسان في حياته من أعمال الخير، وقد روي في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إِنَّ اللَّهَ تَصَدَّقَ عَلَيْكُمْ عِنْدَ وَفَاتِكُمْ بِثُلُثِ أَمْوَالِكُمْ زِيَادَةً لَكُمْ فِي أَعْمَالِكُمْ ".

وقد حث الإسلام على الوصية وكتابتها لأثرها العظيم في حياة الأفراد والمجتمعات ومن ذلك قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} [البقرة:180].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: {إِن تَرَكَ خَيْرًا} يعني مالًا.

والمراد بحضور الموت: حضور أسبابه وأماراته من العلل والأمراض المخوفة، وليس المراد منه معاينة الموت؛ لأنه في ذلك الوقت يعجز عن الوصية.

وقوله تعالى: {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ} [المائدة:106]، ففي الآية مشروعية الوصية، حيث بيَّن سبحانه مشروعية الإشهاد عليها، وعدد شهودها، فدلَّ ذلك على مشروعيتها وأهميتها.

ومن السنة الشريفة:

* ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ، يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلاَّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ".

وقال ابن قدامة: "وأجمع العلماء في جميع الأمصار والأعصار على جواز الوصية".

وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يوصون ببعض أموالهم تقربًا إلى الله، وكانت لهم وصية مكتوبة لمن بعدهم من الورثة، فقد أخرج عبد الرزاق بسند صحيح أن أنسًا رضي الله عنه قال: كانوا ـ أي الصحابة ـ يكتبون في صدور وصاياهم: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به فلان: إنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور، وأوصى من ترك من أهله أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم، ويطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين، وأوصاهم بما أوصى إبراهيم بنيه ويعقوب {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [البقرة:132].

مساحة إعلانية