عربي ودولي

320

العطية: لم يعد مقبولاً أن تشن إسرائيل العدوان متى شاءت

شدد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية على أن دولة قطر انطلاقا من مسئولياتها الأخلاقية والإنسانية تجاه أهلنا في غزة والشعب الفلسطيني عموما وقضيته العادلة قد كثفت جهودها مع جميع الدول الفاعلة والمنظمات على المستوى الإقليمي والدولي منذ بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وما يمثله من انتهاك صارخ للقانون الدولي والقيم الإنسانية وحقوق الإنسان.

وأضاف سعادة الدكتور العطية في بيان للصحفيين الليلة بفندق "الفور سيزونز" بحضور سعادة السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة "أننا في قطر لا ندعي أن لدينا مبادرة خاصة.. نحن فقط نقلنا مطالب الشعب الفلسطيني وليس من المهم عندئذ من يحقق شروط الشعب الفلسطيني، إذا تحققت له العدالة وإن كانت نسبية".

ونوه سعادته بأنه في هذا الإطار شاركت دولة قطر في الاجتماع الوزاري الطارئ لجامعة الدول العربية وكانت ضمن الإجماع العربي وفقا لما تضمنه البيان الصادر عن هذا الاجتماع. وقال إننا تلقينا العديد من الاتصالات من الدول الشقيقة والصديقة وذلك للقيام بدور فعال يساهم في وقف هذا العدوان.

ولفت سعادة وزير الخارجية في سياق متصل إلى أن المشاورات لا زالت جارية من أجل وقف إطلاق النار حيث يفترض على الجميع العمل والمساهمة في ذلك لأن الشعب الفلسطيني لم يعد يقبل بحالة الحصار الطويل وهو يرى عدم اهتمام المجتمع الدولي.

وأوضح أن دولة قطر تابعت ومازالت ببالغ القلق التطورات الخطيرة على الساحة الفلسطينية، وأدان في هذا الصدد كافة الأعمال العدوانية التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وآخرها مجزرة الشجاعية اليوم التي كان أكثر ضحاياها من الأطفال.

كما أكد على المسؤولية القانونية لإسرائيل بشأن كافة الأعمال العدوانية التي اقترفتها وفقا للاتفاقيات الدولية وبخاصة اتفاقيات جنيف الأربع.

تهديد للإستقرار

ونبه سعادة الدكتور العطية إلى أنه لم يعد من المقبول أن تشن إسرائيل العدوان متى شاءت وأن تنسحب متى شاءت، داعيا المجتمع الدولي لتحمل المسؤولية بوقف العدوان الإسرائيلي لما يمثله استمرار هذا العدوان من تهديد للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأسرها والعالم أجمع.

كما دعا المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية وتقديم المساعدات اللازمة للشعب الفلسطيني ورفع الحصار الجائر المفروض على غزة والأهل هناك وتمكين الشعب الفلسطيني من حرية التنقل والسماح بإعادة إعمار وبناء القطاع وفق ضمانات دولية وذلك بتهيئة المناخ لعملية سياسية جادة.

وكان سعادة وزير الخارجية قد رحب في مستهل بيانه بالأمين العام للأمم المتحدة وشكره على الجهود التي يقوم بها لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

من جانبه أشاد سعادة السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة بالجهود التي يبذلها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لوقف نزيف الدم.. واصفا لقاءه مساء اليوم مع سموه بالبناء.. و قال "إن قطر تلعب دورا أساسيا للوصول إلى السلام".

تنديد بمجزرة الشجاعية

وندد السيد مون في بيان أدلى به للصحفيين بالدوحة بالمجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية اليوم في حي الشجاعية بقطاع غزة.. داعيا إسرائيل إلى ضبط النفس وحماية المدنيين في القطاع.. وقال "هناك أشخاص لقوا حتفهم بمنطقة الشجاعية وأنا أندد بهذا الاعتداء الفظيع وإسرائيل يجب أن تضبط النفس إلى الحد الأقصى وتحمي المدنيين في قطاع غزة".

وقال "جئت إلى الشرق الأوسط وقلبي ينفطر على أناس يلقون حتفهم بينهم أطفال ونساء وهم ضحايا الاعتداءات البشعة وهناك أناس يعيشون في خوف ورعب بسبب الصواريخ والغارات".

وكرر الأمين العام للأمم المتحدة مطالبته جميع الأطراف الالتزام بالقانون الإنساني الدولي.. كما دعا إلى "وقف العنف فورا".. مضيفا "أنا لست هنا للحديث عن شيء آخر سوى التضامن والوصول إلى السلام".

وتابع "يجب علينا وقف نزيف الدم الآن وسأستمر بالمطالبة بوقف إطلاق النار فورا ووقف العملية العسكرية الإسرائيلية وإطلاق الصواريخ من حماس والجهاد".

وأكد أنه يتعين عقب وقف إطلاق النار "أن نصل إلى السلام وليس العودة إلى المربع الأول فمن الحماقة أن نعود إلى المربع الأول".

وقال "يجب علينا أن ننهي العنف ونرفع الحصار عن غزة لأنه ليس مستداما ومعالجة جذور وأسباب العنف "، مطالبا بالعودة إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى حل الدولتين.

وأضاف "الإسرائيليون والفلسطينيون يجب أن يشعروا بالأمن وأن يروا أملا في الأفق.. والطرفان يجب أن ينظرا في القانون الدولي الإنساني وأن هناك مساءلة للجرائم التي يرتكبها أي طرف".

وأشار السيد بان كي مون إلى أنه سيلتقي الليلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أن يستأنف جولته في المنطقة .