رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1771

فايز السراج: تحولنا من الدفاع إلى الهجوم ولن نسمح بظهور ديكتاتور في ليبيا

20 يونيو 2020 , 03:55م
alsharq
فايز السراج - الجزيرة
الدوحة - الشرق:

بعد الإنتصارات المتتالية التي حققتها قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا وتمكنها من طرد مليشيات خليفة حفتر المدعوم إماراتيا من الغرب الليبي، أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج أن حكومته تحولت الآن من وضع الدفاع إلى الهجوم ولن تتوقف حتى تعود جميع بقايا ما وصفها بـ"المليشيات الشريرة" إلى المكان الذي أتت منه، وبالمقابل يجد الليبيون الفرصة التي يستحقونها في الإزدهار في سياق ديموقراطي.

 وفي مقاله الذي نشرته صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية، ونقلته الجزيرة نت، حث السراج الأطراف التي "استأجرت حفتر" على أن "تفكر في نواياه وتعارض طبيعته القمعية" وأن "تعيد النظر في الحقائق والتاريخ وألا تتجاهل حقائق جرائم مليشياته المكونة في الغالب من مستضعفين وأطفال وطماعين في المال". كما دعا المواطنين من هذه القوات لإلقاء السلاح والعودة إلى منازلهم وعائلاتهم ودعم ليبيا في المضي إلى الأمام، مؤكدا قدرة ليبيا على التراحم والتسامح والتعافي من هذه الأحداث المؤسفة.

وقال إن حكومته خاضت معركة طويلة للدفاع عن طرابلس ولن تستسلم ولن تسمح لأي دكتاتور بالظهور في ليبيا " في إشارة لخليفة حفتر". كما أبدى تقديره لدور تركيا في صد العدوان مثمنا العلاقات التاريخية طويلة الأمد مع كل من إيطاليا ومالطا.

وإسترجع السراج المرحلة العصيبة التي مرت بها ليبيا والتي شهدها كل العالم في الشهور الفائتة، حيث قال إن الاستبداد الذي واجهته العاصمة الليبية والمنطقة الغربية من البلاد والهجوم الغير قانوني والغير أخلاقي الذي تم بقيادة "جنرال مارق" قد مر عليه أكثر من 14 شهرا، مضيفا أنه خلال هذه الفترة شهدت ليبيا والعالم الفظائع التي تجلبها حرب تتم دون اعتبار للأخلاق ومليئة بجرائم يرتكبها فرد هدفه الوحيد رؤية ليبيا تقع تحت حكم شمولي ودكتاتورية بدون محاسبة".

ولم يغفل السراج القصف العشوائي وترويع حياة الشعب الليبي وضرب أمنه وأستقراره جراء هجمات مليشيات حفتر غير القانونية ، فقال "لقد رأينا مؤسسات الدولة تقصف ومدارسنا ومستشفياتنا تستهدف بشكل عشوائي، وهدد سكاننا المدنيون وقتلوا وهدمت منازلهم وشرد أكثر من 200 ألف شخص بريء".

واستخف السراج بالدعاية والرواية التي يحاول بها الطرف المعتدي تبرير هذا السلوك -حسب وصفه- والتي تقول إن طرابلس عاصمة للإرهاب أو مركز للتطرف، موضحا أن "الشعب الليبي والمجتمع الدولي يدرك تماما دور حكومتنا الناجح في مكافحة الإرهاب من خلال مبادراتنا المشتركة لمكافحة الإرهاب مع حلفائنا الدوليين لوضع حد لمثل هذا النشاط في ليبيا".

السراج  فند مزاعم حفتر بالدليل القاطع حيال ممارسات مليشياته في ليبيا، حيث قال إن مليشيا المعتدي كانت تغض الطرف عن تنظيم الدولة الإسلامية في درنة، مظهرة استخفافها التام بمكافحة الإرهاب وسلامة الشعب الليبي، كما أن الهجوم الذي أطلقته في 4 أبريل 2019 "لم يدفع النشاط الإرهابي في جميع أنحاء ليبيا بل يغذيه ويسهم في زعزعة الاستقرار".

واستدعى السراج في مقاله بالصحيفة الإيطالية الذي نشرته الجزيرة نت، أحداث ثورات الربيع العربي ، حيث أكد ان حكومته استوحت من جيرانها وأقاربها خلال الربيع العربي لإنهاء الاستبداد ، مشددا على أن ليبيا لن تستسلم ولن تسمح لأي دكتاتورية بالظهور في ليبيا، وقال "شعبنا حارب بعزم عام 2011.

ودعا السراج الدول الغربية والاتحاد الأوروبي لدعم حكومته في تحقيق هذه الرؤية، وطلب من الأمم المتحدة أن تواصل دعمها لتوحيد الليبيين والعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي كما فعلت من قبل.

وقال إن الليبيين يتطلعون إلى الغرب وقيمه السياسية والاجتماعية الأساسية، كالحرية والمساواة بين الجميع، داعيا كل الدول التي تتمتع بهذه الحريات أن تتمنى نفس الشيء لليبيا، وطالبا من الدول الأفريقية والاتحاد الأفريقي تقديم دعمه الأخوي لصد الظلم والتمييز.

ونقل السرج تطلعات الشعب الليبي وطموحاته مؤكدا أنهم يتطلعون لمستقبل لا توجد فيه مخاوف من الاعتقال غير القانوني ولا من التعذيب والقتل خارج القانون -كالذي قام به أعضاء مختلفون من مليشيا حفتر- مستطردا بالقول إن هذا هو الذي جعلهم يقابلون قوات خليفة حفتر بعزم لا يتزعزع للدفاع عن طرابلس وبمثابرة قوية لتحرير المناطق التي تحاول هذه القوى السيطرة عليها بشكل غير عادل".

وعدد الانتصارات التي حققتها حكومة الوفاق الوطني حيث أنها حررت كل المناطق كمدينة غريان والمدن الساحلية الغربية سورمان وصبراتة حتى الحدود مع تونس، وتبع ذلك بسرعة تحرير قاعدة الوطية قبل أن تتحول الجهود نحو مناطق جنوب طرابلس ومطارها الدولي مع انتصار سريع آخر للجيش الليبي الحقيقي الوحيد، بتحرير ترهونة وإنهاء التهديد الأخير لعاصمتنا الحبيبة".

وأعلن السراج في بعد هذه الإنتصارات ، فشل محاولة انقلاب خليفة حفتر رسميا و"نحن نواصل تكريم أولئك الذين لقوا حتفهم في قضيتنا النبيلة، ثابتين في سعينا من أجل العدالة والمساواة والديمقراطية، ومثل هذا الحكم القمعي لن يرى النور أبدا".

وذكر السراج بالتوقيت الذي انطلق فيه الهجوم على طرابلس، وهي تؤوي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أجل تقديم الدعم وإلهام الثقة في المؤتمر الوطني الذي تقوده الأمم المتحدة، مشيرا إلى أنه رسالة واضحة من اللواء المتقاعد مفادها أنه لم يكن هناك أي نية أبدا للسعي إلى السلام ولا المصالحة ولا السماح للديمقراطية بالبقاء في ليبيا.

كما ذكر بالمبادرة التي أطلقها بتاريخ 16 يونيو 2019 والتي كان من شأنها أن تجمع ممثلين من كل ليبيا في إطار منتدى ليبي للعمل من أجل حل سياسي، يبدأ بوضع قواعد دستورية ومبادئ توجيهية مناسبة لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة، مقدرا الاستجابة التي حصلت عليها من الليبيين وأعضاء المجتمع الدولي.

وذكر السراج الأمم المتحدة بـ "التزام حكومتنا بالعقوبات المفروضة علينا منذ تأسيسنا" بشهادة المبعوث الخاص السابق غسان سلامة، وذلك رغم دعم بعض البلدان لحفتر بالأسلحة وأنواع أخرى من المساعدة العسكرية لأكثر من أربع سنوات، في انتهاك مباشر لحظر توريد الأسلحة.

السراج أكد أن الدعم الغير قانوني لخليفة حفتر بالأسلحة كان سببا في أن ترسل طلبات رسمية في ديسمبر 2019 إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإيطاليا وتركيا والجزائر "لتفعيل اتفاقياتنا الأمنية المختلفة التي تم أبرمت منذ أن توليت منصبي" مضيفا "أود أن أسلط الضوء على تقديرنا العميق وامتناننا لتركيا التي قامت بخطوات عملية ضد العدوان".

وحول اعتراض البعض على الاتفاق البحري بين طرابلس وأنقرة قال السراج إن ليبيا دولة ذات سيادة تحتفظ بالحق في إبرام أي اتفاقيات مع أي دولة ترغب فيها، خاصة إذا كانت هذه الاتفاقات تتماشى مع القانون الدولي.

وختم السراج مقاله المنشور في صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية بإعتقاده الجازم أنه بعد جرائم الحرب التي ارتكبها خليفة حفتر أصبح من واجب المجتمع الدولي ومسؤوليته الكاملة القيام بمحاسبة أولئك الذين ينتهكون حظر الأسلحة والقانون الإنساني الدولي، لافتا إلى أن الوقت قد حان لرؤية سيادة القانون الدولي لتستعيد ليبيا الثقة في مهمة دعم الأمم المتحدة.

وطلب السراج ،بصفته رئيس الحكومة الشرعية والمعترف بها دوليا ، من المجتمع الدولي وجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة دعم بلاده "بأي وسيلة ضرورية ضد أي عدوان إضافي من الكيانات المارقة".

مساحة إعلانية