رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

8510

حدود غزة مع مصر.. نقطة ساخنة

20 فبراير 2014 , 12:14م
alsharq
القاهرة -بوابة الشرق

تعتبر الحدود المصرية مع قطاع غزة، نقطة ساخنة، وبؤرة توتر دائمة منذ عشرات السنين، لكن أهميتها وخطورتها زادت في أعقاب عزل الرئيس المصري محمد مرسي، بداية يوليو من العام المضي.

فالسلطات المصرية تتهم مسلحين من قطاع غزة، بالعبور إلى مصر وشن هجمات مسلحة داخلها، وهو ما تنفيه حركة حماس التي تحكم القطاع منذ منتصف عام 2007.

المنفذ الوحيد

ومما يزيد من أهمية المنطقة، احتواءها على معبر رفح، المنفذ الوحيد لقطاع غزة على العالم، بالإضافة إلى مئات الأنفاق التي كانت تستخدم في تهريب البضائع للقطاع.

وبتاريخ 28 يناير الماضي، ورد ذكر الشريط الحدودي بين مصر والقطاع على لسان النيابة العامة المصرية، في لائحة الاتهام الخاصة بقضية "اقتحام السجون" إبان ثورة 25 يناير 2014.

وقال ممثل النيابة في اللائحة بعد أن سرد أسماء 131 شخصا متهما، بينهم فلسطينيون إن المتهمين برفقة مجهولين من حركة حماس وحزب الله اللبناني( يزيد عددهم عن 800 شخص) وبعض الجهاديين التكفيريين من بدو سيناء ارتكبوا عمدا أفعالا تؤدى للمساس بإستقلال البلاد وسلامة أراضيها، تزامنا مع اندلاع تظاهرات 25 يناير 2011 ".

وأضاف إن المتهمين "أطلقوا قذائف وأعيرة نارية كثيفة في جميع المناطق الحدودية من الجهة الشرقية مع قطاع غزة، وفجروا الأكمنة الحدودية وأحد خطوط الغاز، وتسلل حينذاك عبر الأنفاق غير الشرعية المتهمون إلى داخل الأراضي المصرية، على هيئة مجموعات مستقلين سيارات دفع رباعي مدججة بأسلحة نارية ثقلية".

وأكمل ممثل النيابة المصرية:" تمكنوا (المسلحين) من السيطرة على الشريط الحدودي بطول 60 كيلو مترا، وخطفوا ثلاثة من ضباط الشرطة وأحد أمناءها، ودمروا المنشآت الحكومية والأمنية، وواصلوا زحفهم، وتوجه ثلاث مجموعات منهم صوب سجون المرج وأبوزعبل ووادي النطرون لتهريب العناصر الموالية لهم".

رفض حماس

وترفض حركة حماس التي تدير القطاع هذا الاتهام، بشكل كامل، وتعتبره "يبتعد عن المنطق".

ويقول طارق أبو هاشم، مدير جهاز الأمن الوطني في مدينة رفح، التابع لوزارة الداخلية بغزة:" الشريط الحدودي بين مصر والقطاع لا يتجاوز 12 كيلو متر فقط، وليس 60 كيلو متر كما تقول النيابة المصرية في اتهاماتها".

ويضيف:" قوات الأمن الوطني تسيطر على ما نسبته 9 كيلومتر فقط من الشريط، والمسافة المتبقية وتقدر بحوالي 3 كم، لا نسيطر عليها بسبب قربها من الحدود مع الجانب الإسرائيلي".

وذكر أن قواته المنتشرة على الحدود قوامها كتيبة كاملة، يتواجد أفرادها داخل 17 موقعا أمنيا على طول الشريط الحدودي.

وأكد أن الهدف من تواجدهم هو حفظ الأمن والسيطرة الكاملة على الحدود ومنع التهريب، أو أي شيء من هذا القبيل.

توقعات بالاختراق

أما اللواء جمال الجراح، مدير عام جهاز الأمن الوطني في قطاع غزة، فينفي بشدة أن تكون الحدود الفلسطينية المصرية قد تعرضت للاختراق من قبل أي جهة مسلحة سواء كانت تتبع للحكومة أو لفصيل أو جماعة أخرى إبان الثورة المصرية.

وقال الجراح: "نأسف على ما يحصل من قبل الإعلام المصري، الذي يحاول باستمرار شيطنة قطاع غزة والحكومة على مدار الساعة، بالوقت الذي نصرح فيه أن أمنّ غزة هو أمنّ مصر والعكس".

ونفى الجراح بشكل قاطع دخول عناصر من غزة لمصر بسيارات دفع رباعي، مشيراً إلى أن تلك الاتهامات المصرية لا أساس لها من الصحة.

واستدرك بالقول: "حتى في ظل ثورة 25 يناير الأمن المصري كان موجود والجيش المصري لم يفارق الحدود، بل على العكس كان هناك تعاونا بين الأمن الوطني الفلسطيني المنتشر على طول الحدود والجيش المصري، لضبط الأمن".

وجدد الجراح تشديده على أن قوات الأمن الوطني لم تسمح بدخول أو خروج أحد عبر الحدود، فهي مغلقة بالجدار، ومُحصنة بالقوات على مدار الساعة بالجانبين المصري والفلسطيني، ففي الجانب المصري يوجد جنود كل بضعة أمتار، وكذلك بالجانب الفلسطيني.

أما صبحي رضوان، رئيس بلدية رفح الفلسطينية فيوضح، إلى أن مدينة رفح هي مدينة حدودية تربط فلسطين بمصر، وكانت موحدة بعهد الدولة العثمانية حتى عام 1906م.

وبعد أن تعرضت مصر للاحتلال البريطاني الذي أرغم الدولة العثمانية على ترسيم الحدود بين مصر وفلسطين، تم تقسيم رفح لمدينة فلسطينية وأخرى مصرية.

وبقي هذا الوضع حتى جاء الاحتلال الإسرائيلي وأعيدت مدينة موحدة كما قبل 1906م، وسكان الرفحين هم من نفس العائلات.

وتابع "عاش الناس بأمن ووئام وتعاون وبقيت المدينة موحدة اجتماعيًا تجاريًا واقتصاديًا، حتى حدثت اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، وانسحب الجيش الإسرائيلي عام 1982م، وأعيد ترسيم الحدود".

ولفت رضوان إلى أن سكان رفح الفلسطينية 120 ألفًا بينهم 80% لاجئين، والحدود هي 13 كم، من البحر غربًا، وإسرائيل شرقَا، ومدينة خان يونس شمالاَ ومصر جنوبًا.

اتهام مصري

وتتهم السلطات المصرية حركة "حماس" التي تحكم القطاع بالتدخل بالشأن الداخلي المصري والمشاركة في تنفيذ "عمليات إرهابية وتفجيرات" في مصر، وهو ما تنفيه الحركة بشكل مستمر.

والعلاقة بين مصر وحركة حماس متوترة للغاية، حيث تشترك حماس وجماعة الإخوان المسلمين المصرية بالمرجعية الفكرية.

وفي أعقاب عزل الرئيس المصري محمد مرسي، أغلقت السلطات المصرية مئات الأنفاق التي كانت منتشرة على طول الشريط الحدودي، والمستخدمة في تهريب البضائع للقطاع.

كما أغلقت معبر رفح البري بشكل شبه كامل، حيث تفتحه بمعدل مرة كل أسبوعين لمرور الحالات الإنسانية فقط.

مساحة إعلانية