رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

5526

اختصاصيون لـ الشرق: أسلوب التعامل مع العمالة المنزلية ينعكس على الأطفال

20 يناير 2022 , 07:00ص
alsharq
ملاك لعباشي

أكد اختصاصيون أن وجود عاملة النظافة في أغلب البيوت أصبح أمرا ضروريا باعتبار أن مهام المرأة تطورت ولم تعد فقط مقتصرة على تربية الأبناء وشؤون المنزل بل أصبحت المرأة موظفة ومسؤولة وأصبحت بحاجة إلى عاملة منزلية تساعدها في إدارة شؤون البيت لكنهم شددوا على ضرورة أن تعي العائلات أن مسؤولية تربية الأبناء لا تفوض لأي شخص غيرهم وأن يكونوا حريصين في طريقة تعاملهم مع الخادمة في المنزل.

وأكدوا لـ الشرق أن معاملة الخادمة بطريقة سيئة تعود بالضرر على الأبناء بالدرجة الأولى لعدة أسباب أهمها أن العاملة ترد الفعل على الأبناء أثناء تواجدهم بمفردهم في البيت بالضرب والتوبيخ والعقاب وقد تصل إلى ما لا يحمد عقباه في بعض الأحيان، ومن ناحية ثانية أكدوا أن الأطفال هم أكثر الفئات تأثرا بالأفعال اليومية التي يقوم بها الآخرون ونظرا لكون الوالدين محط التركيز الأساسي بالنسبة لأطفالهما، فإن لأفعالهما وقعا أعمق في نفوس أبنائهما عن الكلمات ومعاملة الخادمة بأسلوب سيئ يؤثر بشكل سلبي على تنشئة الأطفال نفسيا وسلوكيا وعاطفيا.

فايزة النعيمي: العاملة ترد الفعل في الأطفال

قالت فايزة النعيمي مدربة المهارات الحياتية إن موضوع المعاملة السيئة للعاملة وانعكاسها على الأنباء موضوع حساس جدا وفي غاية الخطورة، يجب في البداية أن نؤكد أن العاملة ليست مربية والطفل لا يستغني عن دور أمه والتربية لا يمكن أن نلقيها على عاملة غريبة، طريقة التعامل مع المعينة المنزلية تختلف بين سيدة وأخرى فهناك من تعاملها بقسوة وهناك من تفرط في منحها الثقة في التعامل مع أبنائها ما يجعلهم معرضين للخطر في حالة اللا مبالاة بهم، والاستعانة بالعاملة المنزلية يتطلب التدقيق في طريقة اختيارها منذ البداية ولا يجب تحميلها أعباء أكثر من طاقتها ويجب تسليمها راتبها في موعده وتشديد الرقابة عليها عن طريق كاميرات المراقبة لمراقبة أدائها في التعامل مع الأبناء، يجب تحديد أوقات عمل لها والأدوار المطالبة بها، يجب أن تأكل من نفس الأكل الذي تأكله الأسرة وليس البواقي، ويجب على سيدة المنزل أن تهتم بمظهرها لا أن تلبسها نفس زي البيت في الشارع، كما لا يجب أن تعاملها بطريقة سيئة لأن ذلك سينعكس على أبنائها وتضطر العاملة إلى أن تفرغ كل طاقتها السلبية في الطفل، ولا يوجد هناك أي طفل في العالم يولد بأمراض نفسية الأمراض النفسية يصاب بها الطفل في صغره من سوء معاملة الأسرة أو العاملة، في بعض الأحيان يكون تعامل الخادمة مع الأسرة جيدا لكن تعاملها مع الأطفال أثناء تواجدهم بمفردهم في المنزل يكون مختلفا تماما، فمن أكبر التصرفات الخاطئة للأم مع الخادمة هي إساءة معاملتها.

عبدالله اليافعي: الرحمة يقابلها التفاني في العمل

قال عبدالله علي اليافعي استشاري نفسي أسري: إذا كان هناك والدان يتعاملان مع الخدم معاملة حسنة فيها الرحمة والاحترام والتقدير وعدم الإهانة سينعكس هذا التعامل الجميل على الخدم بشكل إيجابي مما يجعل الخدم يتفانون في خدمة أهل البيت وخاصة تعاملهم مع الأبناء بشكل فيها اللطف والمودة والمحبة. فطبيعة البشر وفطرتهم إذا وجدوا في تعاملهم مع صاحب العمل الاحترام والتقدير والكرامة سينعكس ذلك على أدائهم في العمل بشكل إيجابي وأيضاً سينعكس على طريقة تعاملهم مع صاحب العمل وعلى كل من له صلة به، وهذه الفطرة البشرية سنجدها أيضاً في الخدم عندما يجدون تعامل الأب والأم معهم بشكل طيب فيها الرحمة والاحترام سنجدهم أيضاً يقومون بتأدية واجباتهم على أكمل وجه وخاصة تعاملهم مع الأبناء.

وتابع: أما إذا كان هناك أب وأم تعاملهما سيئ مع الخدم، تعامل فيه الإهانة والتحقير، الشتم، الضرب أو الحرمان من النوم أو نومهم بشكل غير كافٍ أو قلة الأكل أو أكل غير جيد أو عمل لساعات طويلة كل هذه التصرفات إن وجدت وتكررت بشكل شبه يومي عندها سينمو عند الخدم فكرة الانتقام بأي طريقة، وهنا سيكون الانتقام إما على موجودات المنزل بالسرقة، الكسر، التخريب، أو سيكون الانتقام على الأفراد في المنزل وخاصة الأبناء وهنا صور الانتقام عديدة منها سوء التعامل مع الأبناء أو ضربهم وقد يصل إلى القتل أحياناً.

لذا أنصح كل أب وأم بحسن التعامل مع الخدم من باب التعامل الحسن وفقا للأخلاق الفاضلة لديننا الحنيف. وأيضا نصيحتي إذا أردنا أن نؤثر على الخدم بشكل كبير وسريع عليكم أيها الوالدين بالجلوس معهم والاستماع والإنصات لمشاكلهم الشخصية والأسرية، وإرشادهم لحل هذه المشاكل قدر الإمكان، وهذا السلوك له تأثير كبير وفعال في زرع الثقة والراحة النفسية عند الخدم مما ينعكس على سلوك الخدم بشكل إيجابي كبير، مما يزيل عنهم الحسد والحقد والأحكام والاعتقادات السلبية عن الوالدين، ويجعلهم يؤدون عملهم المنزلي بكل حب وتفانٍ وإتقان وخاصة تعاملهم مع الأبناء بكل حب ومودة.

إبراهيم الفقيه: تلبية احتياجاتهن تنعكس إيجابا على الأسرة

قال إبراهيم الفقيه أخصائي نفسي إن استقطاب واستقدام الخادمات يعد من الظواهر الخطيرة في المجتمع لما لها من تأثير سلبي على تربية وتنشئة الأبناء وذلك بسبب اختلاف ثقافة الخادمات عن ثقافة المجتمع، حيث قد تضيع هوية وشخصية الطفل. ومن السلوكيات الخطيرة عند بعض الأسر معاملة الخادمات بشكل سيئ مثل الضرب والشتم والإهانة وتأخر المستحقات المادية وكثرة الأعباء مما ينعكس سلبًا على الأسرة وخاصة الأطفال ويكون سببًا في قيام الخادمات بسلوكيات وتصرفات سلبية مع الأطفال منها الاعتداء على الأطفال بالضرب والسب والشتم، وعدم تلبية الاحتياجات والمتطلبات الرئيسية للأطفال في ظل غياب الوالدين للعمل ومتطلبات الحياة المختلفة، والتعامل بقسوة وشدة مع الأطفال مما يؤثر بشكل سلبي على تنشئة الأطفال نفسيًا وسلوكيًا وعاطفيًا. فيجب علينا معاملة الخادمات معاملة حسنة (التعامل معهن بكل احترام ورأفة ورحمة، وتلبية احتياجاتهن الرئيسية، لكون الوالدين محط التركيز الأساسي بالنسبة لأطفالهما، فإن لأفعالهما وقعا أعمق كثيرًا من كلماتهما في نفوس أبنائهما)، وقد يكون سببًا في عطف وحنان الخادمات على الأطفال وهذه الآداب والأخلاق الفاضلة التي ربانا عليها الإسلام في التعامل الإنساني الراقي مع الضعفاء والبسطاء، ومنهم الخادمات.

محمد الشاعر: المعاملة الحسنة تحفظ الحقوق

أكد محمد الشاعر أخصائي نفسي أن الأدب في التعامل مع الخدم لا يقف عند إطعامهم وتقديم الأجر العادل لهم والتعامل الكريم معهم، بل يتجاوز كل ذلك ليوفر لهم الحماية من كل صور الاستغلال والإهانة فكل البشر في ميزان الإسلام سواسية لا فرق بين غني وفقير ومخدوم وخادم فلا فضل لإنسان على آخر إلا بالتقوى. إذا كان الدين الإسلامي قد كفل للضعفاء ومنهم الخدم حقوقاً لابد من الوفاء بها ونظم العلاقة بين المخدوم والخادم بما يحفظ حقوق الطرفين، فإن إنسانية المسلم مع خادمه يجب أن تتجاوز الحقوق المادية بحيث يشعر الخادم في كل لحظة يقضيها في بيت مخدومه بإنسانيته. يجب التأدب في التعامل مع الخدم خاصة في ظل شكوى هؤلاء من المعاملة الجافة والقاسية للمخدومين، لقد كثرت شكاوى الخدم من التجاوز معهم وإهدار حقوقهم وفي مقابل هذا السلوك القاسي نقرأ كل يوم ونسمع عن جرائم متكررة ارتكبها بعض الخدم انتقاماً لأنفسهم. لابد أن نعترف أن كثيراً من الذين يستعينون بالخدم في عالمنا العربي لا يعرفون حقوقهم فالبعض يتعامل معهم على أنهم فئة متدنية من البشر فيستهين بهم وبما يعملون ويستغلهم نفسيا وبدنيا استغلالاً سيئا.

مساحة إعلانية