رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

4368

أزمة المهاجرين.. هل ينتهي هاجس العبور إلى أوروبا؟

19 نوفمبر 2021 , 07:00ص
alsharq
هاجر العرفاوي

 تصاعدت الضغوط على بيلاروسيا لإنهاء أزمة طالبي اللجوء على الحدود مع بولندا، حيث طالبت مجموعة السبع مينسك فورا بوضع حد للأزمة، في حين يواصل هؤلاء المهاجرون إصرارهم على العبور نحو أوروبا، رغم الظروف السيئة وموجات البرد الشديد. وقالت المجموعة، في بيان أمس "ندعو النظام البيلاروسي إلى الوقف الفوري لحملته العدوانية والاستغلالية لتنسيق الهجرة غير النظامية عبر حدوده مع بولندا، لتجنب المزيد من الوفيات والمعاناة". كما شددت على ضرورة إتاحة الوصول الفوري للمنظمات الدولية "دون عوائق" لتقديم المساعدة الإنسانية للعالقين. وأعربت المجموعة والاتحاد الأوروبي عن تضامنهما مع بولندا وليتوانيا ولاتفيا، التي "استهدفها الاستخدام الاستفزازي للهجرة غير النظامية"، وسط إشادة بـ"الإجراءات التي يتخذها الاتحاد، الذي يعمل بشكل وثيق مع بلدان منشأ المهاجرين وبلدان العبور، "لوضع حد لأعمال نظام بيلاروسيا". وأكدت مجموعة السبع أنها ستواصل العمل مع الاتحاد الأوروبي "لمحاسبة المسؤولين، ودعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان في بيلاروسيا".

وفي الاثناء، اقترح الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن يفتح الاتحاد الأوروبي ممرا لعبور ألفي لاجئ إلى أوروبا، بحسب ما أعلنته الرئاسة البيلاروسية. وكانت بيلاروسيا قد أشارت الى أنها بصدد اجراء مفاوضات مع الاتحاد، سعيا لحل الأزمة، وتبين لاحقا أنها محادثات تقنية حول عمليات إعادة العالقين الى بلدانهم بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة وبيلاروسيا، بحسب المفوضية الأوروبية.

حلم العبوروتتواصل محاولات عبور الحدود بين البلدين، منذ حوالي 10 أيام، حيث يأمل المهاجرون في وضع حد لمعاناتهم بمجرد العبور الى الجانب الشرقي من دول أوروبا، بينما تواصل القوات البولندية المنتشرة بكثافة على الحدود منع دخول أي من اللاجئين العالقين، وشهدت الأيام الماضية مواجهات بين الطرفين. وأعلنت الاجهزة البولندية اعتقال نحو مئة مهاجر ليل الأربعاء - الخميس. ومنذ الـ8 من نوفمبر الحالي، تم تسجيل أكثر من 500 محاولة اختراق للحدود البولندية. ورغم برودة الطقس حيث تصل درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، ينتظر المهاجرون في منطقة بروزجي الحدودية بمدينة غرودنو في بيلاروسيا، أملا في العبور نحو أوروبا، في حين يخيم نحو ألفي شخص بينهم أطفال ونساء داخل خيم قرب الحدود البولندية في ظروف سيئة، و تنتشرمجموعات أخرى في المناطق الحرجية، ويقيم بعضهم في المركز البيلاروسي اللوجستي المغلق الذي يقع على الحدود مع بولندا. وينتشر حوالي 7 آلاف لاجئ على أراضي بلاروسيا بينهم ألفي لاجئ على حدود بولندا، بينما يتهم الاتحاد الأوروبي روسيا البيضاء بالوقوف وراء هذه الأزمة، ردا على العقوبات الأوروبية المفروضة عليها.

وفي السياق، بدأت الحكومة العراقية، في اجلاء رعاياها العالقين على الحدود بين بيلاروسيا ودول الاتحاد الأوروبي، حيث أقلعت أمس طائرة تابعة للخطوط العراقية، في رحلة طارئة، في اتجاه مطار مينسك. وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف في بيان، إن "430 مهاجراً عراقياً تم توثيق سفرهم إلى العراق على متن رحلة الإجلاء التي ستكون هذا اليوم"، مضيفا أن "فرق القنصلية المقيمة في بيلاروسيا مستمرة بتسجيل أسماء 50 آخرين". وبدوره، فرض لبنان قيودا على السفر إلى بيلاروسيا، في محاولة للحد من أزمة المهاجرين على الحدود مع بولندا، وذلك عقب وصول العديد من المسافرين مؤخرا إلى مينسك من بيروت، واتضح أن غايتهم عبور الحدود نحو بولندا "بالتعاون مع شبكات تهريب".

صراع سياسي

ومن جهتها، قالت وزيرة الهجرة والمهجرين في الحكومة العراقية إفان فائق، إن الصراع السياسي بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا يقع ضحيته اللاجئون العراقيون المتواجدون على الحدود والذين يتعرضون لأقسى أنواع التعامل البعيد عن المعايير الإنسانية والدولية". وأكدت الوزيرة، أن العراق أوقف جميع الرحلات المباشرة إلى بيلاروسيا حفاظاً على سلامة العراقيين الذين قد يقعوا "ضحية لجشع المهربين".

ويرى الكاتب الفلسطيني باسم برهوم، أن اللاجئين "مجرد ورقة في صراع الدول الأوروبية"، وحذر من أن "مثل هكذا أزمة يسيطر عليها العناد واللامسؤولية يمكن أن تنفجر في أية لحظة وتتحول إلى صراع مسلح دامٍ". وقال الكاتب في صحيفة الحياة الجديدة، إن المتورطين بهذه الجريمة هم مجموعة كبيرة من الدول تتصارع على النفوذ وتستخدم هؤلاء اللاجئين كورقة ضغط ورسائل فيما بينها. وقال إن "الرئيس البيلاروسي يحاول أن يضغط على دول الاتحاد الأوروبي بهدف دفعها للاعتراف بشخصيته كرئيس والتحدث معه وإنهاء العقوبات التي فرضها الاتحاد على بلاده". وأشار الى أن اللاجئين قد "فروا من بلادهم بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية".

مساحة إعلانية