قطر تفوز برئاسة الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة

 

حصلت دولة قطر من خلال المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" على رئاسة الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة بالإجماع، وكان ذلك عقب جلسات اجتماع الجمعية العمومية الخامس للشبكة الدبلوماسية الدولية العامة، يوم أمس والذي تتواصل أعماله حتى اليوم الإثنين 19 نوفمبر 2018، وذلك بحضور سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام المؤسسة والبروفيسور شرف اتش رئيس الجمعية العمومية للشبكة الدبلوماسية الدولية العامة، رئيس معهد "يونس إمري"، والسيد درويش الشيباني مدير إدارة الشؤون الثقافية والتسويق في كتارا، وممثلي الدول الأعضاء وهي: "هنغاريا، الفلبين، نيجيريا، سنغافورا، تركيا، موزمبيق، تايوان، كوريا الجنوبية، المكسيك". وسيترأس سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي الشبكة ابتداء من يونيو 2019.

 

 

وبهذه المناسبة قال سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي: "بعد المنافسات القوية والتحديات الكبرى التي تناولتها الجلسات السرية لوفود الأعضاء المشاركين، استطعنا وبكل جدارة وبإجماع الأصوات الفوز برئاسة الشبكة، وهذا بالتأكيد لم يأت من فراغ، فلقد حققت كتارا نجاحات لافتة في مجال الدبلوماسية الثقافية، سيما ما يتعلق ببرامجها الثقافية المتنوعة التي تؤكد على الحوار بين الثقافات والانفتاح بين الشرق والغرب، وذلك انطلاقا من إيماننا بأن الدبلوماسية الثقافية هي الجسر الذي تعبر عليه جميع الفروقات والخلافات، وأن أساس هذا الجسر هو التعايش والتسامح وقبول الآخر واحترام ثقافته، لذلك نأمل أن تشهد الفترة القادمة، استقطاب المزيد من الدول الأعضاء، وإطلاق مشاريع ثقافية مشتركة، تعكس رسالة الثقافة التي تحملها كتارا ملتقى الثقافات والحضارات".

 

 

وأكدّ سعادته أنَّ مفهوم القوة الناعمة لا يقتصر على فتح قنوات للتبادل الثقافي والفني والمعرفي فحسب، بل يتعداها إلى تنفيذ مشاريع ثنائية وبرامج مشتركة خارج الحدود في تواصل مباشر مع الجمهور والفئات المستهدفة، وهو ما من شأنه أن يوطّد التعاون ويدعم العلاقات الدولية، ويسهم في تعميق التفاهم والتقارب والتواصل بين الشعوب والمجتمعات، وذلك من أجل تعزيز السلم عبر العالم.

 

وأشار إلى أن الاجتماع الذي يعقد في كتارا يسعى إلى فتح آفاق جديدة على صعيد الأفكار والرؤى للتوصل إلى فهم مشترك لأبعاد الدبلوماسية الثقافية، وما تحمله من فرص مهمة لفتح مسارات جديدة للحوار والتفاهم من أجل تعزيز الجسور التي تربط بين الثقافات والحضارات، وصولاً لواقع أكثر تطوراً وتقدماً.

مشاريع ثقافية

من جانبه بارك البروفيسور شرف اتش رئيس الجمعية العمومية للشبكة الدبلوماسية الدولية العامة، رئيس معهد "يونس إمري" حصول قطر على رئاسة الشبكة، مثنيا على المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا ودورها الرائد في مد جسور التواصل بين الثقافات والشعوب.

وأكدّ أن الاجتماع يسعى إلى تطوير العلاقات وتبادل المعلومات والخبرات في مجال الدبلوماسية الثقافية وطرح طرق ابتكارية لتعزيز الأمن والسلم الدوليين وتحقيق الازدهار.

وأضاف قائلاً: إن الاجتماع يعد فرصة لاكتشاف القدرات الكامنة للدول الأعضاء التي تقرب الدول الأعضاء وتحقق الإنجازات المطلوبة في هذا المجال.

كما تطرق السيد اتش إلى أجندة الاجتماع والتي تناولت عددا من البنود، أهمها بحث عملية تفعيل تبادل الزيارات وتنظيم الأفلام والمؤتمرات والمهرجانات والمشاريع الثقافية والعلمية، بالإضافة إلى مناقشة الوضع النهائي لتحظى بعض الدول بالعضوية الكاملة في الشبكة والعمل على وضع اللمسات الأخيرة لتسليم الرئاسة القادمة خلال الستة أشهر القادمة لمؤسسة جديدة.

572 فعالية لكتارا

 

وأوضح السيد درويش الشيباني أن الفترة القادمة تعتبر مرحلة انتقالية لحين تسلم المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا الرئاسة في منتصف عام 2019، مبينًا أن المداولات والمناقشات كانت على أعلى مستوى، ولكنها انتهت بفوز قطر عبر المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا.

وقدم الشيباني عرضا تناول فيه أهم ماتقوم به كتارا وأهدافها ورسالتها، قائلاً: إن كل ماتقدمه كتارا من فعاليات متنوعة يمثل تماما الدبلوماسية الثقافية، فمن أهدافها الرئيسية بناء القدرات البشرية والتي عملت عليها كتارا منذ نشأتها ولم تفرق في ذلك بين القطريين والجنسيات الأخرى، فنحن ننظر للإنسان دون تمييز لجنسه أو عرقه".

 

مؤكدًا أن دور كتارا هو اكتشاف وتدريب ودعم المواهب، وأشار إلى أنه وقبل سنوات كان هناك 4 من الفنانين الذين يقدمون انشطتهم في كتارا وقد وصل العدد في عام2017 إلى 247 فنانًا. وأوضح ان العمل على بناء قدرات الإنسان يحظى باهتمام وعناية شديدة في قطر بشكل عام وكتارا على وجه الخصوص، والمئات من الأنشطة الثقافية التي تقدمها كتارا خير دليل على ذلك. حيث وصل عدد الفعاليات في عام 2017 إلى 572 فعالية تنوعت بين فعاليات دولية وتراثية محلية. مبينا أنه تعيش على أرض قطر ما يقارب 150 جنسية تتحدث لغات مختلفة والرابط الوحيد بينها هو الثقافة.

 

كما أشار السيد درويش إلى شراكات كتارا مع العديد من المنظمات الدولية مثل اليونسكو والألكسو وغيرهما من المنظمات الثقافية الدولية.

وعن مسؤوليتها الاجتماعية قال: تعتبر كتارا من أهم 5 مؤسسات في دولة قطر في مجال المسؤولية الاجتماعية إن لم تكن على رأسها، مؤكداً ان كتارا تقود عملية تقديم الخدمات لكافة المؤسسات والوزارات والجهات في الدولة، وهي تضع كافة مرافقها بشكل مجاني، بالإضافة إلى تقديم خدماتها اللوجيستية والإعلامية لدعم أنشطة وفعاليات هذه المؤسسات.

الشبكة الدبلوماسية

وتجدر الإشارة إلى أنّ الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة تأسست من قبل المؤسسات العامة والثقافية في تسع دول (الفلبين والسويد وكوريا وتايوان ونيجيريا وبولندا والبرتغال وسنغافورة وتركيا)، فضلا عن معهد يونس إمري، في العاصمة الكورية الجنوبية سول عام 2014. وتمّ إنشاء الشبكة في 23 أكتوبر 2014، وحصلت دولة قطر على عضوية الشبكة في عام 2017، وتهدف الشبكة إلى تمكين تبادل المعرفة في المجالات النظرية والعملية، وإقامة مشاريع ثنائية أو متعددة الأطراف بين المؤسسات الثقافية والدبلوماسية العامة في جميع أنحاء العالم. وأن رئاسة الجمعية العمومية للشبكة الدبلوماسية الدولية العامة يمثلها حاليا السيد شرف اتش رئيس "معهد يونس إمري".