عربي ودولي

241

انطلاق مؤتمر العلاقات العربية البلقانية بالدوحة

انطلقت هنا اليوم، الأربعاء، أعمال مؤتمر العلاقات العربية البلقانية الذي ينظمه منتدى العلاقات العربية والدولية بالحي الثقافي (كتارا) على مدار يومين.

واستهلت فعاليات الجلسة الافتتاحية بكلمة لمدير المؤتمر الدكتور محمد الأرناؤوط، بين فيها أهمية انعقاد مؤتمر العلاقات العربية البلقانية، مشيراً إلى الجهود الحثيثة التي بذلت في سبيل إقامته.

ولفت إلى أن المؤتمر يهدف إلى الوقوف على أهم المفاصل الرئيسية في تاريخ العلاقات العربية البلقانية، وذلك من خلال دراسة مختلف جوانبها السياسية والاقتصادية والثقافية، منوهاً بأن المشاركين في فعاليات المؤتمر سيقومون على مدار يومين باكتشاف أسباب ومظاهر تطور العلاقات في العقدين الأخيرين بغية رسم صورة مستقبلية لهذه العلاقات.

وأوضح الدكتور محمد الأحمري، مدير منتدى العلاقات العربية والدولية، محورية العلاقات العربية البلقانية وضرورة تناولها بالبحث والتحليل، بهدف استشراف مستقبلها، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يعد فرصة رائعة للتلاقي بين جارين مهمين في العالم، سيما في مجال العلم والمعرفة.

أما الدكتور خالد إبراهيم السليطي، مدير "كتارا" فقد نوّه السليطي بأهمية انعقاد مثل هذا النوع من المؤتمرات والتي تسلط الضوء على أهمية العلاقات الوطيدة التي تجمع الدول العربية بصديقاتها من دول العالم المختلفة، مشددا في الوقت نفسه على عمق العلاقات بين الجانبين العربي والبلقاني.

وقد اختتمت الجلسة الافتتاحية بكلمة لفخامة الرئيس البوسني السابق حارث سيلاجيتش، تحدث فيها عن وقوف دولة قطر بجانب شعب البوسنة والهرسك أيام الشدة والدمار، متقدماً بالشكر الجزيل لدولة قطر على احتضانها هذا المؤتمر.

وشدد في الشأن نفسه على أهمية هذا النوع من المؤتمرات، لأنه يؤدي إلى معرفة الحقيقة في عصر غلبت عليه السرعة، حتى يمكن وصفه بأنه عصر الشعارات، متناولاً في معرض حديثه نموذج التعدد في الجزر البلقانية باعتباره نموذجاً حياً للتعدد الذي تفتقده أوروبا.

وتلت جلسة الافتتاح الجلسة الأولى من المؤتمر وتضمنت عدة أوراق، تناولت الورقة الأولى موضوع "العلاقات العربية البلقانية مع تركيز خاص على دول الخليج: نحو شراكات جديدة"، وقدمها الدكتور عمار جفال.

وبعد ذلك تناولت الورقة الثانية موضوع "العلاقات الخليجية الكوسوفية في القرن لــ21" قدمها الدكتور أحمد محمد طاهر، فيما بيّنت الورقة الثالثة والتي قدمها الاستاذ مصطفى ياهيش، إسهام قطر في ترميم المنشآت التاريخية والثقافية في البوسنة.

ويكتسي هذا المؤتمر أهمية بالغة ـ بحسب القائمين على المنتدى ـ حيث يرصد تطور العلاقات العربية البلقانية التي امتدت عبر ثلاثة آلاف عام، وقد شهدت تطورات عديدة في مراحل تاريخية مختلفة، وتعززت بفعل العوامل الدينية، والسياسية، والتاريخية.

وتضمنت فعاليات المؤتمر في يومه الأول عرض فيلم وثائقي عن محمد علي باشا ونقاشاً مع المخرج داردان إسلامي.

ويناقش المؤتمر على مدار يومين عدة محاور منها المحور الأول: المحور التاريخي، ويجلي صورة العرب في الثقافة البلقانية، مستعرضا الدور الثقافي للحج إلى المقدسات – القدس ومكة المكرمة - من البلقان، إلى جانب الوقوف على حجم الوجود العربي في البلقان خلال الحقبة العثمانية، وعن الوجود البلقاني في المنطقة العربية.

أما المحور الثاني فيدور حول المحور السياسي والاقتصادي، حيث يغوص في العلاقات العربية البلقانية عبر عدة أوراق منها ما يناقش العلاقات بين المنطقتين في وقتنا الحاضر، وتتناول الورقة الثانية العلاقات العربية البلقانية بعد الحرب الباردة، أما الورقة الثالثة فهي دراسة حالة تتناول العلاقات الخليجية البلقانية في القرن العشرين.

ثم يأتي المحور الثقافي: والذي يرسم تجليات العلاقات العربية البلقانية في الآداب والترجمات في ورقة أولى، ثم يرصد المساعدات العربية لدول البلقان في المجال الثقافي وتجلياتها، وتتولى ورقة ثالثة تقديم رؤية مستقبلية للعلاقات البلقانية العربية، كما ستتناول ورقة أخرى التعاون القائم بين الدول العربية ودول البلقان، ويختتم المحور الثقافي بورقة تناقش المصالح المشتركة، السياسية، والاقتصادية، والثقافية.

وعلى هامش المؤتمر ستعقد في اليوم الأخير جلسة نقاش مفتوحة حول مسيرة الرئيس الأسبق علي عزت بيجوفيتش، يشارك فيها نخبة من المثقفين والباحثين.

يذكر أن منتدى العلاقات العربية والدولية يهدف إلى المساهمة في دعم التنمية الثقافية والسياسية وتعزيز آليات الحوار الإيجابي بين الأطراف الفكرية المختلفة في الوطن العربي وخارجه، كما يهدف إلى نشر الآراء والمواقف التي تسعى إلى تعزيز وتطوير القدرة لدى فئات المجتمع وصناع القرار على فهم وجهات النظر المختلفة لدى كل فئة والارتقاء بآليات الحوار للمشاركة في تحقيق أفضل الحلول للقضايا المحلية والإقليمية والدولية.

ويعمل المنتدى، ومقره الحي الثقافي كتارا ، على تنظيم الندوات الحوارية والمؤتمرات المتعلقة بأهداف المنتدى، وإجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بأهدافه، وإصدارها ونشرها، بجانب التعاون مع المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية التي تعنى بالمجالات المماثلة وإصدار الدوريات والكتب في هذه المجالات.