رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

82

أكثر من 25 فردًا من عائلته لا يزالون تحت الأنقاض..

3 صواريخ أفقدت محمد ذاكرته واغتالت عائلته

19 أكتوبر 2025 , 06:42ص
alsharq
محمد يجلس بالقرب من عائلته التي ما زالت تحت الأنقاض
❖ غزة- ريما محمد زنادة

شهور طويلة فقد فيها الذاكرة بعد الصاروخ الثالث الذي قصف منزله، ليستيقظ وعلامات الاستفهام تدور ما بين عقله وعينيه اللتين كانتا تحملان الحيرة والسؤال «أين أنا؟!».

هذا السؤال الذي حير الشاب محمد حجا «21 سنة»، وهو على سرير المستشفى فاقدا الوعي حيث قال لـ»الشرق»: «لم أتذكر شيئا كل الذي أذكره أنني كنت مع عائلتي في البيت، وبعد ذلك فقدت الوعي لشهور لا أعلم أي شيء وماذا حدث؟». وتابع في حديثه: «وجدت نفسي في المستشفى ولم أجد أي فرد من عائلتي لأسأل الطبيبة مباشرة ماذا حدث أين عائلتي لماذا أنا في المستشفى؟».

وبين، أن الطبيبة كان من الصعب عليها الإجابة والأصعب حينما أجابته بأن جميع أفراد عائلته استشهدوا، وتبقت فقط شقيقته المصابة. وأضاف:» كانت الإجابة ثقيلة جدا على قلبي فقد استشهد كل أفراد عائلتي الكبيرة فقدت دفعة واحدة أكثر من ستين شهيدا من أفراد عائلتي بينهم أمي وأبي وأشقائي وشقيقاتي».

صمت قليلا عن الحديث لكن عينيه كانتا تحملان الكثير من الوجع وهما تنظران إلى الركام الذي شهد أسفله مجزرة عائلته التي ما زالت تحت الأنقاض... حيث قال: «ما زال25 فردا من عائلتي تحت الأنقاض منذ ما يقارب العامين».

وذكر، أن وجع الفقد كان كبيرا على قلبه وقلب شقيقته وزاد ذلك من الحيرة في البحث عن مأوى، لينتقل بهما الحال من مكان لمكان ومن نزوح لآخر وسط مجاعة كان من الصعب تجاوزها.

ولفت، إلى أن المجاعة جعلته يذهب للمناطق الخطرة لإحضار الطحين رغم علمه المسبق أنه قد يرجع لشقيقته جثمانه بدل الطحين لكن شدة المجاعة وعدم قدرته على شراء الطعام جعلاه لا يجد بديلا عن الذهاب للأماكن الخطرة حتى وإن كان الثمن حياته.

وبين، أن شقيقته ما زالت بحاجة إلى العلاج بعد إصابتها، لكن الإمكانية الطبية في الحرب كانت خجولة أمام إصابتها.

وأكد، أنه رغم هذا الفقد الكبير لعائلته، وحاجته الماسة لمأوى إلا أنه يرفض الهجرة من غزة؛ بل إنه يحمل الكثير من الطموحات، والتي من بينها أن تكون له عائلة جديدة وينجب أطفالا يحملون أسماء شهداء عائلته.

مساحة إعلانية