رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

419

"القرة داغي" يخطب عن علامات الحج المبرور

19 سبتمبر 2014 , 07:34م
alsharq
الدوحة - بوابة الشرق

أكد د. علي محي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن تحقيق الأخوة الإسلامية، تكون باجتماع المسلمين جميعاً بكل أجناسهم وبكل فئاتهم.

وقال إن قادة الحج كانوا يتناقشون في قضايا الأمة، والعلماء كانوا يجتمعون أيضاً كما يقول ابن كثير إنه في أيام الشيخ عبد القادر الجيلاني وحينما احتل القدس الشريف كان العلماء يتفقون في مشارق الأرض ومغاربها ليلتقوا في مكة لبحث إنقاذ بيت المقدس والمسجد الأقصى، وهذا هو المطلوب أن يجتمع القادة والشعوب ليتباحثوا وخاصة في أوقات المنى في قضايا الأمة ومستقبلها.

الإخوة هي الأساس

وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم بجامع السيدة عائشة -رضي الله عنها- بفريق كليب إن هذه الأخوة هي الأساس في الدين، وعلى أساسها بنيت الدولة الإسلامية الأولى، ولذلك أعداء المسلمين يحاولون بشتى الوسائل أن يمزقوا الأخوة الإيمانية مرة باسم القومية ومرة باسم الطائفية أو العنصرية أو العلمانية وغير العلمانية، والمؤامرات لا تنتهي، كماقال: قال الله -تعالى- (وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال).

ودعا فضيلته إلى التوكل الله والاتحاد ( والذين كفروا بعضهم أولياء بعض ) وهو الواقع ( إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) فالذين يقتلون بأيدي المسلمين يعادل أضعافا مضاعفة ما يقتل بأيدي غير المسلمين فكم استشهد في غزة ومئات الآلاف استشهد في الشام وكذلك في العراق، والفتنة في ليبيا، وكلها بأموال المسلمين وأموال الله التي هو نعمة فجعلوه نقمة، والصهوينية ماضية في مشاريعها في تهويد القدس وتدمير أرضنا، لذاك المطلوب اليوم من المسلمين أن يتحدوا وأن يتعاونوا على البر والتقوى.

النفوس تشتاق للحج

وأشار د القرة داغي إلى أنه كلما قرب وقت الحج ازداد حنين المسلمين والمسلمات إلى البيت العتيق، تطبيقاً واستجابة لدعاء سيدنا إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام، إذ يقول (واجعل أفئدة الناس تهوي إليهم) وتتجه إلى هذا البيت، وتحن إليه وتتمنى أن تتشرف بزيارته والطواف حوله وأن يتحقق له أو لها الحج أو العمرة، وذكر أن الحج الذي تهوي إليه النفوس جعله الله -سبحانه وتعالى- من أحد أهم أركان هذا الدين وربطه بمجموعة من المقاصد والغايات، التي يجب أن تتحقق فيمن يريد الحج ومن سبق له الحج أو العمرة، من هذه الغايات تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى وإلتزام بأوامره ونواهيه والخضوع له خضوعاً كاملاً.

وذكر أن قضية التقوى في الحج من أهم الغايات والمقاصد التي يريدها الله- سبحانه وتعالى- أن يتحقق في الحج، يقول الله -سبحانه وتعالى-(ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) ويقول سبحانه في مسائل الحج والذبح والهدي والأضاحي (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ)، فالذي يصلي إلى الله ليست هذه اللحوم ولا هذه الدماء التي تراق وإنما المقصود هو أن يتحقق في نفوس الناس التقوى والخوف من الله ومراقبته-سبحانه وتعالى- في كل الأعمال والتصرفات والحركات.

وأضاف: لذلك ربط الله هذه التقوى بعدم فعل المنكرات حتى بعدم فعل المكروهات، فمن كانت لديه هذه التقوى وهو يراقب الله ويعلم أن الله يراه ويراقبه على كل صغيرة وكبيرة فكيف يستطيع أن يفعل المنكرات، حيث يقول الله- سبحانه وتعالى- (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)

علامات الحج المبرور

وأكد فضيلته على أن من لم يتغير حاله بل تغير إلى الأسوأ، ويكذب ويغش ويأكل أموال الناس، فهذا حج شكلي، وليس حجاً مبرورا الذي يريده الله -سبجانه وتعالى، ومن لم يمتنع عن الجدال في الحج وآذى إخوانه في الحج فقد أفسد حجه، أكد أنه ليس هناك زاد أفضل من زاد التقوى (واتقون يا أولي الألباب).

إذاً أهم مقاصد الحج هو تحقيق هذه العبودية وتحقيق هذه الرقابة والتقوى في داخل النفوس، وتبقى معك بعد الحج، ويستغرب ممن يقدم على فعل المنكرات وهو يعلم بأن الله يرى، فتقوية هذا الجانب هو وقاية من الذنوب، وسمي بالتقوى لأنه فيه وقاية من الذنوب، وإذا وقاك هذا من الذنوب فيقيك من نار جهنم، لذك سماه الله التقوى: أي الوقاية من المنكرات للوقاية من النار بإذن الله- تعالى-، ثم بين الله -سبحانه- بعد هذه الغاية القصوى مجموعة كبيرة من المقاصد والحكم والغايات التي تتحقق للإنسان المسلم.

الحج يساوي الجميع

وأضاف أن للحج حكمة أخرى من قال: هي المساواة بين الناس، فلا فرق في الحج بين غني وفقير وأمير ومأمور وحاكم ومحكوم فكلهم في لباس واحد وكلهم يؤدون بنفس الطريقة، قال الرسول في أيام الشريق وفي خطبة الوداع إن أباكم واحد، وكلكم من آدم، وآدم من تراب، لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأسود على أبيض ولا لأبيض على أسود إلى آخره، ومقصد آخر من مقاصد الحج: تحقيق التربية المتوازنة بين الدنيا والآخرة، وليس هناك تعارض بين تقواك وذكرك وعبادتك وربانيتك وبين انشغالك بالدنيا بالخير والمباح، لذلك قال الله ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) وباتفاق المفسرين المقصود هنا التجارة، تجارة الحلال وليس استغلال الناس.

مساحة إعلانية