رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

848

د. إبراهيم الكعبي رئيس فريق الدراسة الخاصة بأوضاعهم: تماسك المجتمع القطري يوفر الحماية للأيتام

19 أغسطس 2024 , 07:00ص
alsharq
❖ محمد الجعبري

أولت دولة قطر الأيتام عناية كبيرة، ووفرت كل سبل الرعاية والحماية لهم، ومن ذلك توفير شراكات واسعة لمساهمة مؤسسات المجتمع الرسمي والمدني لتحقيق أفضل سبل الرعاية من منطلق الدين الإسلامي الذي يحث على رعاية اليتيم وتلبية احتياجاته.

وقد صدرت الأيام الماضية دراسة عن مركز «دريمة» التابع لوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، تتناول أوضاع الأيتام في قطر والأسر الحاضنة لهم، حيث كان على رأس مجموعة البحث الاستاذ الدكتور إبراهيم الكعبي، والذي أوضح أن مركز دريمة يقدم خدماته لأكثر من 800 مستفيد، وذلك حسب بعض المصادر، هذا بخلاف الأيتام الذين يتلقون رعاية من الاسر الطبيعية ولا يلجؤون للمؤسسات، مشيراً إلى أن تماسك المجتمع القطري يساهم في احتواء هذه المشكلة وفقا لتعاليم الأديان، وتولي دولة قطر اهتماما رسميا وغير رسمي للتعامل مع هذه المشكلة.

وتعليقا على الدراسة  أوضح د. الكعبي أن الأسر الحاضنة تعاني من تحديات مرحلة المراهقة وما فيها من مصاعب تربوية جمة، حيث تكون المشكلات أكبر في حال التأخر في اطلاع الطفل على وضعه الأسري ونسبه، حيث يمثل اطلاع الطفل على حقيقة وضعه تحديا ليس فقط للأسر الحاضنة ولكن أيضا للاختصاصيين والعاملين مع هؤلاء الأطفال.

كما أشار إلى أن الايتام يعانون من مشكلات متنوعة صحية ونفسية واجتماعية ومادية، مؤكداً أن الحل يكمن في مساعدة الطفل اليتيم او المتبنى على تعديل انماط سلوكه السلبي واكسابه السلوكيات الاجتماعية السليمة نحو نفسه ونحو الاخرين،... وإلى نص الحوار:

- كم عدد الأيتام الذين تم تبنيهم في قطر؟

  اشارت بعض المصادر الى ان دريمة تقدم خدماتها لأكثر من 800 مستفيد هذا بخلاف الايتام الذين يتلقون رعاية من الاسر الطبيعية ولا يلجؤون للمؤسسات، فتماسك المجتمع القطري يساهم في احتواء هذه المشكلة وفقا لتعاليم الأديان، وتولي دولة قطر اهتماما رسميا وغير رسمي للتعامل مع هذه المشكلة.

- ما أهمية الدراسة وانعكاسها في حل جميع التحديات التي تواجه قضية التبني؟

 نتيجة الكثير من المشكلات والعقبات التي تواجهها هذه الفئة في حياتهم، فإن الجهود يجب أن تتضافر لتعويضهم عن الحرمان من الرعاية الأسرية، ولمساعدتهم على التكيف في مجتمعاتهم، وإن كانت الرعاية من خلال الأسر الحاضنة هي الأسلوب الأمثل في رعاية تلك الفئة لتحقيق جو قريب من أسرهم الأصلية يجنبهم الكثير من الاضطرابات والأمراض النفسية والاجتماعية، ويعمل على تنشئتهم تنشئة صالحة، ليصبحوا أعضاء فاعلين في مجتمعهم، وهذا ما سعت اليه الدراسة والتي كانت بعنوان:

«مدى وعي الاسر الحاضنة ورضاها بأبعاد احتضان اليتيم : «بين الواقع والمأمول» والحد من ظاهرة تخلي الاسر الحاضنة عن الابناء المحتضنين خاصة عند سن المراهقة».

- كم عدد الأسر الذين قاموا باحتضان أيتام في قطر؟

 العدد الإجمالي لأطفال دريمة يبلغ ٨٨ طفلاً وطفلة بمن فيهم أطفال الأسر الحاضنة، ومنهم ١٨ يقيمون الآن في دار الإيواء، وكثير من الأسر تقدمت بطلبات لاحتضان الأيتام. وفقاً لشروط ومعايير تراعي ضرورة توفير ما يناسب الطفل والبيئة التي سيعيش فيها.

والمركز لا يعتمد نظام الأولوية في تقديم طلب الاحتضان، بل إن الموافقة بناء على تطابق الشروط، مع الأخذ في الاعتبار المعايير الاجتماعية والاقتصادية، كما أن المركز يعتمد نظام رخصة الحضانة والتي تتطلب إخضاع الأسر الحاضنة لدورات تأهيلية.

واسترجاع الطفل من الأسرة الحاضنة يتم في حالة حدوث عدم التوافق المطلوب.

ومن المؤكد ان هذا العدد قد يزيد عن هذا الحد في 2024، مما يستوجب تكثيف الجهود مع اسر التبني وكذلك الأطفال لضمان رعاية متكاملة لهم.

- ما أهم مشكلات وتحديات قضية التبني؟

 توصلت الدراسة الى ان أكثر المشكلات وقوعا تكون مع الأطفال من الاعمار في سن المراهقة، وهذه مرحلة عصية وصعبة بشكل عام ويكون فيها الطفل في حالة نماء وتواصل مع العالم الخارجي وبناء شخصيته المستقلة. وهذه الاستقلالية قد تظهر أحيانا على شكل تذمر او تمرد على القواعد السلوكية التي يضعها الوالدان، ولذلك تعاني الاسر الحاضنة من تحديات مرحلة المراهقة وما فيها من مصاعب تربوية جمة.

وتكون المشكلات أكبر في حال التأخر في اطلاع الطفل على وضعه الاسري ونسبه.

- كما تظهر المشكلات بشكل أكبر في حالة اطلاع الطفل على حالته وهو كبير في العمر تقريبا، ويمثل اطلاع الطفل على حقيقة وضعه تحديا ليس فقط للأسر الحاضنة ولكن أيضا للاختصاصيين والعاملين مع هؤلاء الأطفال. وهو كما الحال مع الأطباء في حالة الرغبة في ابلاغ المرضى بحالتهم الصعبة. وعادة ما يتردد المختص في كيفية الإبلاغ متوقعا ردود فعل سلبية وربما تكون صارخة وقد تؤدي الى صدمات نفسية واستجابات سلوكية خطيرة».

- بشكل عام فإن الاسر تتقبل الأطفال الذين تحتضنهم وتحافظ عليهم ولا تتخلى عنهم بسهولة. وفي حالات قليلة طلبت اسرة التخلي عن طفل، ولكن بعد فترة عادت وطالبت به. «وتبين للمركز ان سبب طلب التخلي ناتج عن قصور في معرفة الاسر لأساسيات التعامل مع الأطفال وكيفية تربيتهم». وهذا امر مهم كما يبدو من كثير من الدراسات والتجارب الواقعية. فالتربية عملية تحد كبير للوالدين وللأطفال بل وللمجتمع أيضا.

- ما أهم المشكلات التي يواجهها الأيتام؟

 يواجه الايتام مشكلات متنوعة صحية ونفسية واجتماعية ومادية ايضا، مما يتطلب الرعاية المتكاملة من فريق العمل الذي يتكون من الاخصائي الاجتماعي والنفسي والقانوني واخصائيي الأنشطة والتأهيل، ولعل مؤسسة دريمة تسعى الى ذلك، ولكن الامر يحتاج الى زيادة الكوادر المهنية، وصقل مهاراتها في العمل مع الايتام، ولعل برنامج الخدمة الاجتماعية يستطيع المساهمة في تنمية مهارات فريق العمل بمؤسسات رعاية الايتام بقطر.

     حلول مشكلات التبني

- ما الحلول «من وجهة نظرك» لحل جميع مشكلات قضية التبني والايتام؟

 - القيام بمساعدة الطفل اليتيم او المتبنى على تعديل انماط سلوكه السلبي واكسابه السلوكيات الاجتماعية السليمة نحو نفسه ونحو الاخرين مثل (الاعتناء بالذات - احترام الاخرين - التفكير الايجابي - العمل المنتج - التحصيل الدراسي).

 - مساعدة اليتيم او المتبنى على تقبل اقرانه والتوافق معهم.

 - مساعدة الاطفال اليتامى والمتبنين الذين يعانون من مشكلات صحية ونفسية مثل (التبول اللاإرادي، الانطواء، السلوك العدواني، لانانية، تخريب الممتلكات العامة).

 - مساعدة الطفل اليتيم او المتبنى علي مواجهة المشكلات المرتبطة بالتعليم كالتأخر الدراسي او بطئ التعلم... الخ.

 - مساعدة الطفل اليتيم او المتبنى علي التوافق مع الاسرة البديلة.

 - مساعدة الطفل اليتيم او المتبنى على اتباع نظام المؤسسة والاستجابة للتعليمات.

 - يساعد الطفل اليتيم على الاندماج ج في الجماعات وتكوين علاقات اجتماعية مع الاخرين.

 - اكساب الاطفال اليتامى المهارات الاجتماعية التي تساهم في تكامل الشخصية ومنها (مهارة الاستماع والانصات ومهارة ادارة الوقت ومهارة العمل الجماعي والتعاوني).

 - اكساب اليتيم سمات المواطن الصالح من خلال مشاركته في البرامج والانشطة الجماعية كالرحلات وبرامج الخدمة العامة والمشاركة في الفعاليات والمناسبات الوطنية.

 - تنمية القيم الاجتماعية والدينية من خلال انشطة الجماعات «كالتعاون والمسئولية والصدق والانجازوالاحترام... الخ».

   الأسر راضية عن الخدمات

- هل ترى أن الأيتام يتم معاملتهم بشكل جيد من قبل الأسر الذين قاموا باحتضانهم؟

 كما اكدت نتائج الدراسة أن مستوى رضا الاسر عن الإجراءات والخدمات المقدمة في مرحلة الاحتضان مرتفع، ومؤشرات ذلك: حصول الاسر على معلومات كافية عن تربية الأطفال من موظفي المركز وتوفر فرص تدريب وتوعية بشكل مستمر للأسر الحاضنة لتطوير مهاراتهم التربوية، ثم عمل المركز على توفير فرص تبادل الخبرات مع اسر حاضنة أخرى، وكفاية الاجتماعات المنعقدة من قبل المركز للأسر الحاضنة في مرحلة الاحتضان.

- واظهرت نتائج الدراسة أيضا أن مستوى رضا الاسر عن إجراءات المتابعة ما بعد الاحتضان مرتفع، وذلك من حيث ارتفاع مستوى التواصل بين العاملين في المركز والاسر الحاضنة، واستفادتهم منه، والتواصل باستمرار عبر الهاتف مع الاخصائي الاجتماعي من مركز دريمة. كما أن التواصل متاح مع الاختصاصي من المركز في أي وقت للدعم، وبصورة اقل حضور الاختصاصي الاجتماعي لزيارة الاسر بشكل دوري لتفقد أحوال الاسر.

مساحة إعلانية