رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

850

مستشفى حمد في غزة يغير مجرى حياة طفل فلسطيني

19 يونيو 2022 , 07:00ص
alsharq
الطفل يعد للحياة الطبيعية
غزة - حنان مطير

ولد الطفل محمد شبات في بيت حانون شمال شرق قطاع غزة، فتعالت الزغاريد وابتهج البيت بقدومه بعد ست بنات جميلات، فقد كان حلما منتظرا لوالديه، ولطالما تمنيا أن يرزقهما الله بصبي يحمل اسم العائلة.

لكن مشكلة لم تكن تخطر على البال نغصت على الأسرة فرحتها حين بلغ محمد الأربعة أشهر، تروي أم الطفل محمد "للشرق": "اكتشفت بالصدفة أن صغيري لا ينتبه للأصوات، وعند الفحص شخص الأطباء أنه فاقد للسمع، كانت صدمتنا كبيرة فلم يسبق أن عانت واحدة من طفلاتي من هذه المشكلة ولا حتى من أقاربنا لكن قدر الله شاء ورضينا به".

وتوضح: "قام الأطباء بتزويده بسماعات في أذنيه لكن لم يتحس ولم يستجب لها أبدا، بل كان يزداد عصبية كلما أراد شيئا ولا نفهمه، إلى أن علمت عن مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية التي غيرت حياة صغير وحياتنا جميعا للأفضل وجعلتها طبيعية".

وتحكي: "كم من ليلة مرت علي وأنا أبكي على حاله، وأتخيل كيف يكون مستقبله، وأسأل نفسي كيف سيكبر دون أن يسمع أو ينطق؟ كيف سيتعامل مع الناس؟ هل سيدخل المدرسة أم لا؟ هل سيتحدث بلغة الإشارة؟ حتى اهتديت لمستشفى حمد وقرر أطباؤها أنه بحاجة لزراعة قوقعة، فانبثق نور الأمل من تلك المستشفى أمام عيني رغم خوفي من عدم نجاحها، إنه وحيدي وقلبي متعلق به، وكنت أخشى أن يمسه أي سوء".

وتقول: "تردد زوجي كثيرا من التوقيع على إجراء العملية، بينما أنا كنت مصممة على إجرائها، فقد كنت تواقة لسماع كلمة ماما، رافضة لأن يعيش صغيري أصما أبكما".

وتضيف: "قام الوفد القطري بزراعة القوقعة لمحمد، ويا لفرحتي حينها، كل الابتسامات التي ملأت وجهي لم تكف للتعبير عن سعادتي حين حرك رأسه لسماع أول صوت في حياته".

وتستمر: "منذ ذلك الحين صرت أنادي عليه مرات عديدة في اليوم ليمتلئ قلبي فرحا بانتباهه لصوتي، فأحتضنه وأشعر كأنني ولدت من جديد، ولم تكن تتوقف كلمة "الحمد لله" عن لساني".

إلى ذلك الحين كان محمد يسمع والدته فقط لكنه لم يكن ينطق، ويراقب الأطفال يلعبون ولا يشاركهم، ورغم طمأنة الأطباء لها بأنه بحاجة لوقت وأن المتابعة في تقديم العلاج له ستؤتي أكلها بإذن الله، إلا أنها كانت تحلم بذلك اليوم الذي يناديها ماما "كنت مشتاقة أن أسمعه ينطقها كباقي الأطفال في أقرب وقت".

لم يخب أمل أم محمد ورجاؤها، فمع المتابعة في مستشفى حمد الممول من صندوق قطر للتنمية واتخاذ كافة الإجراءات الصحية اللازمة من قبل الأطباء، نطق محمد وقال ماما وبابا، وغيرها من الكلمات.

توضح: "كنت أسعد امرأة حينها، فقد صار محمد طبيعيا لا ينقصه شيء، يسمع ويلتفت ويضحك ويشاغب وينطق ويكون الجمل، بل دخل بستان ورياض الأطفال، وتعلم القراءة والكتابة والنشيد، وكلما عاد من روضته يخبرني أنه أخذ حرفا جديدا من حروف اللغة العربية احتضنته وقبلته وحمدت الله كثيرا على كرمه".

وتواصل: "إنه يقوم بكل شيء، ويفعل كل ما أطلبه منه، يذهب للبقالة ويشتري لي ما أريد، يلعب مع أخواته ومع أولاد الجيران، فلا يحتاج مساعدة أحد، إنه كرم من الله تعالى، وعطاء عظيم من قطر".

وتصف: كنت كمن يعيش في قاع البئر وانتشلني مستشفى حمد، لذلك تجدني لا أبخل بالدعاء لكل من أسمعني كلمة ماما، وكل من وقف بجانب ابني".

مساحة إعلانية