رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1676

القرة داغي: لا يجوز تكفير من ينتمي إلى المذاهب الإسلامية

19 يونيو 2016 , 01:30م
alsharq

الكتاب : العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد

المؤلف : أ . د . علي محيى الدين القره داغي

الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

الحلقة : الخامسة عشر

شغلت قضية العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد ، الفكر الإسلامي طويلا، ماذا يريد الإسلام أن تكون عليه هذه العلاقة؟ وما هي كيفيتها، وما الذي يحدد أطرها؟ الإسلام يريد أن تكون هذه العلاقة قائمة على أساس المحبة المتبادلة، وما يترتب عليها من حقوق وواجبات، وهذه المحبة تنبثق من الإيمان والاخوة الإيمانية، وتترتب عليها حقوق وواجبات، وأما أساس العلاقة فهو العقد الذي بموجبه يعطي الشعب أو ممثلوه البيعة للحاكم، حيث قد يكون هذا العقد مشافهة ـ كما كان في السابق ـ أو مكتوباً من خلال الدستور الذي اختاره الشعب أو ممثلوه الحقيقيون، والذي يُحدد الحقوق والواجبات، أو من خلال عقد مكتوب ..

حول هذه القضايا ومشكلات تلك العلاقة بين الراعي والرعية وما يجب أن تكون عليه وعن الأسس والمبادئ التي تنظم هذه العلاقة في ظل الحكم الرشيد في ضوء الكتاب والسنة ومقاصد الشريعة وفقه الميزان، والمآلات، وتحقيق المناط ورعاية الواحب والواقع، والمتوقع، يدور أحدث أبحاث فضيلة الشيخ في رمضان المبارك التي خص بها دوحة الصائم، وفيما يلي الحلقة الخامسة عشر:

صدرت قرارات من المجامع الفقهية ، ومن عدة مؤتمرات تضم علماء الأمة ، تنص على قبول جميع المذاهب الفقهية الإسلامية ، وأنه لا يجوز تكفير من ينتمي إلى المذاهب الإسلامية إلا إذا صدر منه كفر بواح ، وحينئذ يقتصر تكفيره على صاحبه إذا ثبت الكفر ، ومع ذلك فليس من وظيفة الدعاة الحكم بالكفر ، وإنما رسالتهم هي نشر الرحمة بين العالمين ( فنحن دعاة لا قضاة).

وقد تمخضت هذه القرارات في رسالة عمَّان شهر رمضان المبارك 1425 هـ ــ نوفمبر تشرين الثاني 2005 م ، التي تعالج هذه المسألة بشكل إسلامي حضاري ، والتي ننقلها بنصها كوثيقة في آخر البحث لأهميتها مع بعض الملاحق المهمة الأخرى.

الطائفية :

الطائفية نسبة إلى الطائفة ، وأصلها من : طاف حوله ، وبه ، وعليه ، وفيه طوفاً وطوافاً ، وتطوف بمعنى : دار وحام ، وطوَّف به مبالغة في طاف ، وتطوف ويقال : طاف الخيال وغيره به ، أو عليه أي : ألمَّ ، والطواف شرعاً هو الدوران حول الكعبة ، والطوفان هو ما فاض من المياه و نحوها ويطغى على غيره ، والطائف هو الذي يطوف حول شيء ، ويطلق على العاسّ الذي يدور حول البيوت ونحوها ليحرسها ، وبخاصة في الليل ، وفي القرآن الكريم (إنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ) أي إذا ألمَّ بهم لمم من الشيطان من وسوسة ، أو غضب أو غيرهما يصدهم عن واجب حق الله عليهم تذكروا عقاب الله وثوابه ... ، وقرئ " طيف " قال الطبري :" واختلف أهل العلم بكلام العرب في فرق ما بين " الطائف "و " الطيف " فقال بعض البصريين : هما سواء ، وهو ما كان كالخيال والشيء يلم بك ، وقال بعض الكوفيين : الطائف ما طاف بك من وسوسة الشيطان ، وأما الطيف فإنما هو من اللمم والمس " .

والطائفة هي الجماعة ، والفرقة فقال تعالى (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ) أي جماعتان ويطلق لفظ " الطائفية في عصرنا الحاضر على المتعصب لجماعته الدينية ، بحيث لا يرى الحق إلا لهم.

فقد عرف معجم أكسفورد : الطائفي بأنه : الشخص الذي يتبع بشكل متعنت طائفة معينة ، أي أنه يرفض الطوائف الأخرى ، أو يغبنها حقوقها ، ويتعصب ضدها ، ولم يكن وجود طائفة دينية ، أو مذهبية مشكلة أو أزمة في ظل الحضارة الإسلامية وسلطتها ، لأنها تنشد العدل للجميع وتمنح الحرية الدينية والمذهبية لكل فرد.

وكانت تطلق على الطوائف الدينية مثل اليهود ، والمسيحيين ، أوالهندوس داخل العالم الإسلامي ، ولا سيما إذا انحازت إلى دول أخرى للاستقواء بها . كما أن الطائفية ظهرت أساساً في أوروبا في العصور الوسطى بين الكاثوليك والبروتستانت ، والأرثوذكس حيث استمرت عدة قرون دمرت أوروبا وزادتها تخلفاً وتفرقاً.

كما ظهرت بشكل جلي في الصفويين الذين ظهروا في بيئة معظمها من السنة ، ولكنهم اضطهدوهم وقتلوهم وخيَّروهم بين تبني المذهب الشيعي الإمامي ، أو القتل أو النفي ، ثم حدثت معارك بينهم وبين العثمانيين أدت إلى عرقلة تقدم الأخير في أوروبا.

ثم ظهرت في العقود الأخيرة ، وبالخاصة منذ الاحتلال الأمريكي للعراق ، حيث طغت الطائفية بشكل واضح أدت إلى تدمير العراق ، ثم ازدادت ضراوة في سوريا ، وأخيراً اليمن.

والطائفية على مر تاريخها الأوروبي والإسلامي شر مستطير ، وفتنة خطيرة تدمر البلاد والعباد ، وتقضي على جميع الوشائج الإسلامية والإنسانية ، وحتى القومية والقبلية والأسرية ..

ولذلك يجب على الجميع سنة وشيعة محاربة هذا الفكر الخطير المدمر ، وإلا فسيكون مصيرنا كمصير أوروبا في القرون الوسطى ( والله المستعان) .

وقد عقد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في عام 2007 م مؤتمراً لمعالجة هذه القضية الخطيرة جمع فيه معظم رموز السنة والشيعة من العلماء وبعض المسؤولين ، فطرحنا فيه وثائق بأن أعداء الإسلام والمسلمين يريدون إشعال نار فتنة كبرى وهي فتنة الطائفية لإشغال الأمة بها عدة قرون ولنأكل الأخضر واليابس لتحقيق عدة أهداف :

1 - تحقيق المشروع الصهيوني اليميني المتطرف

2 - الهيمنة على ثرواتنا وسيادتنا وإرادتنا

3 - تحقيق البعد الاستراتيجي للسيطرة وهي الفوضى الخلاقة يكون المستفيد الوحيد أعداءنا والخاسر الوحيد : المسلمين

4 - إبقاء أمتنا متخلفة بعيدة عن التقدم العلمي والتنمية الشاملة

وقد طرحنا ثمانية مبادئ نلتزم بها جميعاً من أهمها:

1- احترام المقدسات التي يؤمن بها الطرف الآخر

2 - عدم إظهار سب أمهات المؤمنين والصحابة ( رضي الله عنهم أجمعين) .

علماً بأن أهل السنة يضعون آل البيت الكرام ( صلى الله على النبي وآله وسلم ) فوق الرؤوس ويصلون ويسلمون عليه مع النبي الكريم في صلواتهم والناصبي الذي يبغضهم ليس من أهل السنة ولا من المسلمين الحقيقيين.

3 - عدم قيام أي طرف بتغيير مذهب الآخر من خلال دعوات منظمة وتخطيط كما يحدث اليوم حركة التشييع في إفريقيا والعالم الإسلامي ، وطلبنا منهم أن يوجهوا حركة التشييع إلى خارج العالم الإسلامي ، أو بين غير المسلمين ، كما فعل العثمانيون حيث وسعوا جغرافية العالم الإسلامي ففتحوا البلاد غير الإسلامية ، ولم يتجهوا إلى العالم الإسلامي إلا بعد استفحال خطر الصفويين الذين احتلوا بغداد ، وهددوهم من الظهر

4 - إيقاف حركة الهيمنة في العراق ، وقتل السنة وتشريدهم من مناطقهم ، وتحقيق مصالحة حقيقية .. ولكن مع الأسف الشديد لم نجد لصوت المؤتمر وصرخاته آذاناً صاغية إلى الآن.

مساحة إعلانية