رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2942

قطر تقوم بدور محوري في دعم صمود غزة 

19 مايو 2021 , 07:00ص
alsharq
هاجر العرفاوي

تحرص قطر على تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية لتحسين الأوضاع المعيشية الصعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني في كل الأوقات، وخصوصا في زمن الحرب والعدوان، عبر مؤسساتها الرسمية والخيرية، وهي تقف في طليعة الدول الداعمة لصمود الشعب الفلسطيني. وفي هذا السياق جاءت مبادرة اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة في توزيع مساعدات إغاثية عاجلة لأهالي الشهداء والمهدمة منازلهم في القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل، وهي مساعدات تأتي ضمن جهود قطر لمساندة سكان القطاع والوقوف بجانبهم في ظل الظروف الراهنة. من جانبه، خصص الهلال الأحمر القطري مليون دولار أمريكي كاستجابة عاجلة للأحداث الأخيرة في فلسطين لتوفير الاحتياجات الأساسية. كما خصصت جمعية قطر الخيرية 5 ملايين دولار أمريكي لتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

ومن منطلق إيمانها وثبات موقفها وسياستها في دعم القضية الفلسطينية، بدأت قطر منذ سنوات طويلة تقديم دعمها الاقتصادي والإنساني للشعب الفلسطيني الشقيق بشكل عام ولسكان قطاع غزة المحاصر بشكل خاص، بسبب الحروب التي تشنها عليه قوات الاحتلال بين الحين والآخر. وتعاني غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، أوضاعاً اقتصادية ومعيشية متردية جراء الحصار الإسرائيلي المفروض عليها منذ 2006، الذي تسبّب في زيادة معدّلات البطالة ورفع نسبة الفقر ومضاعفة معاناة الفلسطينيين، بسبب تقليص الخدمات الصحية جراء نفاد الوقود المشغل للمولدات الكهربائية، ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية. وللتخفيف من هذه المعاناة، تساهم قطر بدعم سخي، في إعادة إعمار ما خلفه العدوان الإسرائيلي المتكرر والبنية التحتية وتطوير المراكز الصحية وبناء وحدات سكنية، فضلاً عن المساعدات المالية للأسر الفقيرة وإنشاء المدارس وتوفير الوقود من اجل تشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في غزة.

* حملة "أغث فلسطين"

وخصصت جمعية قطر الخيرية 5 ملايين دولار لتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، ضمن حملة "أغث فلسطين" التي نظمتها بالتزامن مع بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع. وخصصت هذه المساعدات لمعالجة مئات الجرحى ودعم عشرات الأسر التي باتت بلا مأوى ولا غذاء إثر تهدم منازلها أو تضررت ضررا كبيرا.

* استجابة عاجلة

وفي سياق متصل، أعلن الهلال الأحمر القطري، تخصيص مليون دولار من صندوق الكوارث كاستجابة عاجلة للأحداث الأخيرة لتوفير الاحتياجات الأساسية، كالأدوية والتجهيزات الطبية وتأمين سيارات إسعاف ومواد الوقاية من انتشار وباء كورونا، بالإضافة إلى المواد الغذائية وتصليح المنازل المتضررة بشكل جزئي. ومنذ 2010، نفذ الهلال الأحمر اكثر من 90 مشروعا صحيا في قطاع غزة بتكلفة إجمالية تجاوزت 110 ملايين دولار، بهدف التخفيف من تداعيات الحصار المفروض منذ ما يقارب 14 عاما. كما اعتمد الهلال الأحمر، حزمة من المشاريع الصحية عبر برنامج التعليم الطبي وتطوير المؤسسات الصحية، ضمن خطة النهوض بالقطاع الصحي في غزة، لعام 2016 - 2017. وتم تجهيز مختبرات متخصصة في مؤسسات التعليم الطبي تعنى بالتمريض وأبحاث السرطان والسموم وصيانة الأجهزة الطبية، وبناء قدرات الكوادر الطبية للتعامل مع الأزمات والكوارث المتكررة في قطاع غزة مثل الحروب.

* دعم تنموي

وفي مطلع العام الجاري، وجّه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بتقديم منحة مالية لقطاع غزة بقيمة 360 مليون دولار تُصرف على مدار العام، ابتداءً من يناير2021، في إطار دعم الجهود التنموية في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان وغيرها من القطاعات الحيوية، تعزيزا لصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال. والهدف من خلال هذه المنحة، هو الحد من تفاقم الأوضاع المعيشية الصعبة في القطاع ودفع رواتب الموظفين وتقديم المساعدات المالية للأسر المُتعففة وتشغيل محطات الكهرباء.

* جائحة كورونا

وسبق أن وجه حضرة صاحب السمو، العام الماضي، دعما ماليا للقطاع بقيمة 150 مليون دولار على مدى 6 أشهر، استكمالاً لجهود الدوحة في التخفيف من معاناة الفلسطينيين ودعماً لبرامج الأمم المتحدة الإغاثية والإنسانية في غزة. وشملت المساعدات مراكز الحجر الصحي وتوفير الوجبات والأجهزة الكهربائية الأساسية، والأثاث اللازم، وطرود غذائية لأسر بعض المحجورين، علاوة على تأمين كميات الوقود اللازمة لتوفير التيار الكهربائي لمراكز الحجر، في إطار دعم أهالي غزة في محاربة انتشار كورونا ومساهمة من قطر في الجهود الدولية الساعية للحد من تفشي الجائحة.

* المنح القطرية

وتواصل قطر منذ أكثر من عامين، توزيع مساعدات مالية للأسر الفقيرة في غزة شملت مئات الآلاف من الأسر، للتخفيف من معاناتهم الاقتصادية والإنسانية. وتندرج المشاريع القطرية الإغاثية ضمن منحة حضرة صاحب السمو، والتي تتجاوز نصف مليار دولار. وفي وقت سابق، تم تخصيص مبلغ 180 مليون دولار لتقديم الدعم الإغاثي العاجل لقطاع غزة، بالإضافة إلى تعزيز برامج الأمم المتحدة في فلسطين وخدمات الكهرباء. كما تم تخصيص 300 مليون دولار على شكل منح وقروض لدعم موازنة قطاعي الصحة والتعليم لدى السلطة الفلسطينية. وناهزت قيمة المنح القطرية لقطاع غزة، مليار ونصف المليار دولار منذ 2014. وتضاف هذه المنحة إلى سلسلة منح وعطاءات قطرية شملت كافة مستويات الحياة في فلسطين بصفة عامة وأحدثت طفرة في حياة سكان غزة وشغلت آلاف العاطلين.

وفي يوليو 2016، أعلنت قطر أنها ستدفع إجمالي رواتب الشهر للموظفين بغزة في ظل الضائقة المالية الخانقة جراء الحصار، وبلغ حجم الرواتب نحو 31 مليون دولار. وإبان العدوان الذي شنته إسرائيل في يوليو 2014 على غزة، الذي استمر 51 يوما وقتل خلاله أكثر من ألفي فلسطيني ودمرت عشرات آلاف الوحدات السكنية، تعهدت قطر بتقديم عشرات الملايين من الدولارات لإعمار القطاع. وتبرعت بنحو 407 ملايين دولار عبر تنفيذ مشاريع حيوية في القطاع، من بينها بناء مدينة سكنية، في أكتوبر 2012، تحمل اسم سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتضم نحو 2500 شقة سكنية.

* أزمة الكهرباء والرواتب

تلعب قطر دوراً محورياً في دعم صمود سكان القطاع أمام الحصار الجائر الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي، وهي تحرص على معالجة مشكلة كهرباء قطاع غزة التي تشكل عقبة رئيسية، حيث ظلت تزود محطة الكهرباء باستمرار بالوقود اللازم للتشغيل، وآخر جهودها هو إعلان رئيس الحكومة الفلسطينية محمد أشتية عن مشروع إنشاء خطوط ناقلة للغاز إلى قطاع غزة، بتمويل قطري أوروبي، وهو الأمر الذي يمثل بارقة أمل لمليوني فلسطيني يعانون أزمة كهرباء مستعصية منذ فرض إسرائيل حصارها المشدد على القطاع الساحلي في عام 2006.

وتساهم قطر بتوفير 60 مليون دولار، بينما تعهدت دول الاتحاد الأوروبي بتوفير 20 مليون يورو (حوالي 24.2 مليون دولار) لتمويل المشروع. وقال رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية ظافر ملحم إن من شأن إيصال الغاز لغزة "حل مشكلة الكهرباء بشكل جذري"، وأوضح ملحم أن المشروع سيوفر فرصة لتوسيع محطة التوليد في غزة وتطويرها، لتصبح قادرة على إنتاج 560 ميغاوات، لكنه استدرك أن الوصول إلى هذه الغاية سيمر بمرحلتين، الأولى تنتج خلالها المحطة 300 ميغاوات، وفي الثانية ستنتج 400 ميغاوات.

* مشاريع حيوية

تنفذ اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، منذ سنوات، عشرات المشاريع الحيوية في القطاع، إضافة لتوزيع مساعدات مالية شهرية مخصصة لإعانة الفقراء. ووضعت اللجنة، حجر الأساس لمشروع إنشاء وتجهيز مركز لغسل الكلى شمال قطاع غزة، في 24 أغسطس 2019. وسيقام المشروع على أرض بمساحة 550 متراً مربعاً مكون من 3 طوابق، بتكلفة إجمالية بلغت 1.7 مليون دولار أمريكي.

كما وقعت اللجنة، على ثلاثة مشاريع عام 2016، تقدر تكلفتها بنحو 20 مليون دولار، وشملت إنشاء 8 عمارات سكنية ومركز إصلاح وتأهيل، وتوريد وتركيب معدات وأجهزة طبية، وتأثيث مبنى مستشفى سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، للتأهيل والأطراف الصناعية ومدارس سموه التي بنيت في خان يونس جنوبي القطاع. ووقعت اللجنة أيضا، في العام نفسه، عقود مشاريع في القطاع، بقيمة 40 مليون دولار ضمن منحة بقيمة 407 ملايين دولار قدمتها الدوحة. وانجزت 56 مشروعا بأكثر من 67 مليون دولار، عام 2015، في حين بلغ عدد المشاريع قيد التنفيذ 37 مشروعا بنحو 243 مليون دولار، بالإضافة إلى مشروعين قيد الطرح بنحو 16 مليون دولار، كما رصدت 131 مليون دولار لمشاريع معدة للطرح. واستهدفت المشاريع القطرية بغزة قطاعات الإنشاء والزراعة والصيد، إلى جانب دعم القطاعات التي شارفت على الانهيار، مما سمح بتوفير آلاف فرص العمل، في مجتمع تبلغ فيه نسبة البطالة نحو 40 % وفق إحصاءات رسمية.

* دعم الأونروا

لا تزال قطر في طليعة الدول الداعمة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، من اجل تمكينها للقيام بولايتها وتعزيز قدرتها لتنفيذ أنشطتها على نحو أكثر فعالية. وتعد قطر الأولى عربيا في تقديم الدعم للموارد الأساسية للأونروا، للسنتين 2019 - 2020، حيث قدمت من خلال صندوق قطر للتنمية منذ عام 2015 وحتى 2020 ما يفوق 100 مليون دولار أمريكي. ويبلغ الدعم المقدم من قطر للوكالة في العام الماضي، إجمالاً 11,2 مليون دولار، وذلك بموجب الاتفاقية الموقعة في ديسمبر 2019 على هامش منتدى الدوحة بين قطر و"الأونروا"، وبعد حرب عام 2014، قامت مؤسسة التعليم فوق الجميع وبالتعاون مع المنظمات الأممية مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة وبدعم من صندوق قطر للتنمية، بإعادة بناء المدارس والمرافق لـ 93 منشأة تعليمية في قطاع غزة لتعزيز تعليم الأطفال، والتي ولسوء الحظ تضررت بالفعل مرة أخرى بسبب الهجمات الإسرائيلية.

مساحة إعلانية