رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2216

الأزمة الأوكرانية تهيمن على أعمال اليوم الثاني لمؤتمر ميونخ للأمن

19 فبراير 2022 , 06:16م
alsharq
منتدى ميونخ للأمن 2022
ميونخ - قنا

هيمنت الأزمة الأوكرانية على أعمال اليوم الثاني من مؤتمر ميونخ للأمن، في دورته الـ58، الذي تزامن مع وقوع اشتباكات في إقليم "دونباس" بين القوات الانفصالية الموالية لروسيا، والقوات الأوكرانية.

وركزت كلمات المسؤولين الغربيين المشاركين في المؤتمر، الذي يعد أهم اجتماع على مستوى العالم للخبراء في شؤون السياسة الأمنية، على التحذير من غزو روسي محتمل لأوكرانيا، والتلويح بعقوبات هائلة على موسكو في حال أقدمت على تلك الخطوة.

وفي هذا السياق، حذر السيد أولاف شولتس المستشار الألماني بشدة من هجوم روسي متوقع على أوكرانيا، داعيا إلى إجراء مفاوضات مع موسكو.

وأعرب، في كلمته بالمؤتمر، عن اعتقاده بأن نذر الحرب تلوح في سماء أوروبا مجددا، مشيرا إلى أن نشر ما يزيد على 100 ألف جندي روسي حول أوكرانيا لا يمكن تبريره بأي شيء.

وقال شولتس: "العدوان العسكري على أوكرانيا سيكون خطأ فادحا، ونحن لا نريد أن يحدث ذلك، لهذا أقول: نعم، نحن مستعدون للتفاوض"، مشددا على ضرورة التمييز بين المطالب الروسية التي لا يمكن الدفاع عنها والمصالح الأمنية المشروعة.

وبدورها، قالت السيدة كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي، في كلمتها ضمن أعمال المؤتمر، إن حلف شمال الأطلسي "الناتو" سيعزز قوته في أوروبا الشرقية في حال غزت روسيا أوكرانيا ، مشيرة إلى انفتاح الولايات المتحدة وحلفائها في "الناتو" على الحوار مع روسيا، بشأن الأزمة الأوكرانية.

وحذرت نائبة الرئيس الأمريكي من أن واشنطن ستفرض، في حال غزت روسيا أوكرانيا، عقوبات هائلة وغير مسبوقة على المشاركين في هذا الغزو والمحرضين عليه.

ومن جانبه، قال السيد بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني، إن الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية سيشكل صدمة للعالم.

وأضاف، في كلمة بالمؤتمر، أنه ينبغي للجميع أن يكون صريحا بشأن خطورة اللحظة التي يعيشها العالم بسبب الوضع في أوكرانيا وعدم التقليل من خطورتها، لافتا إلى أنه لا يعرف طبيعة نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إزاء أوكرانيا، لكن "الصورة والإشارات (الواردة من هناك) قاتمة"، رغم الأمل في أن تنجح الجهود الدبلوماسية والحوار في حل الأزمة.

وجدد جونسون التحذير من أن بريطانيا ستواجه أي غزو روسي لأوكرانيا بعقوبات قاسية على الشركات والأفراد الروس.

وبدوره، قال السيد ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، إنه لا يوجد حتى الآن دليل موثوق به، على انسحاب قوات روسية من المنطقة الحدودية مع أوكرانيا.

وأضاف، في كلمته بالمؤتمر: "على الرغم من مزاعم موسكو، لا يوجد لدينا أي مؤشر على انسحاب أو خفض التصعيد حتى الآن، وعلى عكس ذلك، فإن الحشود الروسية مستمرة، ومازلنا نراقب الوضع عن كثب للغاية".

وفي بكين، وصف السيد وانغ يي وزير الخارجية الصيني، الذي تحدث إلى مؤتمر ميونخ عن طريق الفيديو، اتفاقيات "مينسك" للسلام في شرق أوكرانيا بأنها "المخرج الوحيد" لحل لأزمة الأوكرانية الحالية، قائلا إن "أوكرانيا يجب ألا تكون جبهة للتنافس بين القوى الكبرى".

وأضاف أن جميع الأطراف يجب أن تجلس لمناقشة الأزمة ثم تخرج بخارطة طريق وجدول زمني لتطبيق اتفاقيات "مينسك"، مشيرا إلى أن "سيادة واستقلال ووحدة أراضي أي دولة يجب أن تبقى محترمة ومصانة".

وبالإضافة إلى الأزمة الأوكرانية، كان الاتفاق النووي الإيراني حاضرا في أعمال مؤتمر ميونخ للأمن، فقد قال السيد أولاف شولتس المستشار الألماني، في كلمته بالمؤتمر، الفرصة قائمة الآن للتوصل إلى اتفاق يسمح برفع العقوبات عن إيران، لكن إذا لم تنجح الأطراف المعنية في التوصل لاتفاق بسرعة كبيرة، فإن المفاوضات قد تفشل.. مضيفا "المسؤولون الإيرانيون لديهم خيار. الآن لحظة الحقيقة".

ومن المتوقع أن يناقش مؤتمر ميونخ للأمن، الذي يختتم غدا "الأحد"، عدة قضايا أخرى، من بينها جائحة فيروس كورونا "كوفيد-19"، وأزمات المناخ والطاقة، بالإضافة إلى بنية النظم الأمنية في العالم، والوضع الأمني في منطقة الساحل في إفريقيا.

وتصاعدت منذ أسابيع حدة الصراع بين العواصم الغربية وروسيا بشأن الأزمة الأوكرانية، حيث توجه أصابع الاتهام لموسكو بتخطيطها لغزو البلد الجار، غير أن السلطات الروسية تنفي هذه التهم، معتبرة إياها "غير منطقية، ومجانبة للصواب".

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت روسيا سقوط قذيفة أطلقت من أوكرانيا في مقاطعة "روستوف" الروسية الحدودية، في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الأوكراني مقتل أحد جنوده في قصف نفذه انفصاليون موالون لروسيا في شرق أوكرانيا. وتزيد هذه الاشتباكات والقصف المتبادل بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا مخاوف الغرب من أن تكون بداية لغزو روسي شامل لأوكرانيا.

 

مساحة إعلانية