رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1537

معارك جنوب السودان ونقطة اللاعودة

19 يناير 2014 , 05:53م
alsharq
نيروبي

يبدو أن النزاع المسلح الذي يجتاح جنوب السودان منذ أكثر من شهر آخذ في الاتساع كل يوم، ما يثير مخاوف محللين ودبلوماسيين من أنه قد يكون فات أوان وقف الحرب بمجرد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.

وتحاول دول شرق إفريقيا منذ أسابيع دفع حكومة جوبا وحركة التمرد التي يقوده النائب السابق للرئيس رياك مشار إلى وقف إطلاق النار لإنهاء المعارك التي أوقعت آلاف القتلى وأدت إلى نزوح نحو نصف مليون شخص.

وتدعم جهود هذه الدول الأمم المتحدة والولايات المتحدة راعيتا استقلال جنوب السودان في يوليو 2011.

لكن النزاع القائم على خلفية خصومة بين الرئيس سيلفا كير ونائبه السابق رياك مشار الذي أقيل في يوليو 2013، اتسع إلى حد الإفلات من سيطرة طرفيه، كما يخشى مراقبون.

وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية ليندا توماس-جرينفيلد "كل يوم يمر على النزاع يفاقم مخاطر قيام حرب أهلية شاملة".

وأضافت أن "التوترات الإثنية تتزايد ومن كانوا يقفون على هامش النزاع ينجذبون إليه".

الأزمة السياسية التي كانت مصدر النزاع مع اتهام كير لمشار بمحاولة الانقلاب عليه، الأمر الذي ينفيه الأخير متهما الأول بالسعي إلى التخلص من منافسيه، تصاحبها مجازر إثنية حيث تتهم كل من قبائل الدينكا (كير) وقبائل النوير (مشار) بارتكاب فظاعات.

ويرى كثيرون أن المواجهات أصبحت أشبه بحرب أهلية يتواجه فيها الجيش مع تحالف يضم عسكريين متمردين ومليشيات إثنية، في معارك ضارية للسيطرة على مدن استراتيجية.

وتمكنت القوات الحكومية مدعومة بقوات أوغندية، السبت من استعادة مدينة بور كبرى مدن ولاية جونقلي.

والجمعة اعتبر الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ايفان سيمونوفيتش أنه "يمكننا الآن اعتبار النزاع نزاعا مسلحا داخليا" مع إمكانية حدوث "جرائم حرب".

وفي مذكرة سرية حذرت كينيا، التي نشرت مثل أوغندا قوات في جنوب السودان رسميا لإجلاء مواطنيهما، من مخاطر "تدويل" النزاع.

وأشارت معلومات أيضا إلى وجود متمردين سودانيين ينشطون عادة في دارفور (السودان)، في المناطق الحدودية النفطية.

ويتطور الوضع على الميدان بشكل أسرع من مباحثات السلام بين الفريقين التي تنظم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وقال مجلس كنائس جنوب السودان "ما يمزقنا هو رؤية مشكلة محض سياسية في الأصل تنزلق باتجاه مشكلة إثنية على نطاق مفزع".

وتعود أعمال العنف إلى خصومات قديمة بين متمردين سابقين أصبحوا قادة في السلطة تتغذى من عداوات تعود إلى الحرب الأهلية الطويلة بين جنوب السودان وشماله قبل استقلال جنوب السودان في 2011.

ويخشى كثيرون أنه حتى إن تم توقيع اتفاق لوقف إطلاق نار، يبدو وشيكا بحسب جوبا، فإن النزاع بين قبائل الدينكا وقبائل النوير بلغ نقطة اللاعودة.

وقال ديفيد دينج واليزابيث دينج وهما من وجوه المجتمع المدني الجنوب سوداني "إن المصافحات والبسمات ومجرد اتفاق سياسي بين الجانبين، لن تعيد جنوب السودان إلى درب الحقيقة والسلم الدائم والديمقراطية ودولة القانون"، مضيفين "يتعين إجبار الطرفين على الخضوع مع داعميهم لتحقيق مستقل بشأن الجرائم المرتكبة".

ورأى برنسيتون ليمان المبعوث الخاص السابق للولايات المتحدة إلى السودان وجنوب السودان، ان مباحثات السلام لا يمكن ان تكتفي ب "مجرد العودة إلى الأمر الواقع السابق" للنزاع.

وأضاف في مقال "من أجل سلام دائم يجب على المفاوضين والوسطاء أن يصلوا إلى ما هو أبعد من النخب السياسية الوطنية".

وعلى الميدان يبدو الوضع أشبه بالفترة التي سبقت توقيع اتفاق السلام بين الحكومة السودانية والمتمردين الجنوبيين في 2005 الذي فتح المجال أمام استقلال جنوب السودان حيث كانت حكومة الخرطوم تسيطر على المدن لكن الجماعات المتمردة العديدة كانت تعلن سيطرتها على مناطق ريفية كاملة.

وقال سيمون تون المدرس الشاب الذي فر من مدينة بور مع امرأته الحامل قبل استعادة القوات الحكومية المدينة، "نحن نحلم بالسلام لكن ها نحن نجد أنفسنا مجددا في (أتون) الحرب".

مساحة إعلانية