رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

4084

لمسرح حياته التي يحياها ليسعد جمهوره .. 

صالح المناعي لـ "الشرق": حرية الإبداع مكفولة للجميع دون وصاية من أحد

18 يوليو 2018 , 07:30ص
alsharq
حاورته هاجر بوغانمي 

العودة إلى أصل المسرح ليس إفلاسا ولكنه حالة جديدة للخروج من القاعة المغلقة إلى الشارع المفتوح 

العودة إلى التمثيل تتوقف على وجود الشخصية المناسبة التي أنفعل بها 

التفاعل والإعجاب الذي لمسته من جمهور "الكندري" هز مشاعري كممثل

أفتخر بالانتماء إلى فرقة الوطن المسرحية والتفاني في العمل من أجل نجاحها

لا يكاد الكاتب والمخرج والفنان المسرحي صالح المناعي يغيب قليلا عن فن المونودراما حتى يعود إليه مستلهما من كتابات المؤسسين أفكاره التي يعبر بها عن موقفه من بعض الظواهر الاجتماعية أو السلوكيات، أو من واقع عربي مصاب بالشيزوفرينيا! يعود المناعي محاطا بـ (الصوت الإنساني) لجان كوكتو، وبـ (قبل الإفطار) ليوجين أونيل، وبـ(شريط كراب الأخير) لصموئيل بيكيت، وبغيرها من الدرر الأدبية والمسرحية الخالدة والملهمة..

المتابع لمسرح صالح المناعي لا يمكن أن يجزم بتعريف آخر للمسرح غير أنه "الأداة التي تبدع الإنسان، عندما تمثله وتجعل من الوجود خلقا مستمرا" كما عرفه جان دوفينيو.. لذلك يواظب على تحقيق هذا الفعل وإن على مستوى الممثل الواحد أو مسرحية الفعل الواحد، أو المحوري (والعبارة لأرسطو). ومهما اختلفت الآراء حول أعمال الفنان صالح المناعي التي تنوعت بين المونودرما والمسرح التقليدي، فإنه يظل تجربة مميزة، وإحدى القامات التي يُعتد بها في المسرح القطري. 

في حوار خاص مع (الشرق)، تحدث الفنان صالح المناعي عن المسرحية التي شكلت عودته الى الخشبة بعد انقطاع دام ثلاثين عاما وهي مسرحية "الكندري"، كما تحدث عن مشروع مسرح الشارع مع فرقة الوطن المسرحية.. وعرج اللقاء على رأيه في الموسم المسرحي الفائت، وفي مصطلح "المسرح الاجتماعي"، وغيرها من المواضيع.. فكان التالي.. 

*ما جديد المؤلف والمخرج صالح المناعي، وهل سنشهد عودة الممثل مرة أخرى إلى الخشبة بعد "الكندري"؟

**الجديد هو مشروع مقدم إلى فرقة الوطن المسرحية لعمل دورة تدريبية في مسرح المونودراما في (التأليف، والتمثيل، والإخراج) في فترة زمنية تتراوح من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وهو مشروع فني يقوم بخدمة المسرح القطري، وإفراز أجيال جديدة من الشباب تكمل مسيرة التقدم، وتواصل الأجيال في فنون المسرح لوطننا العزيز. بالإضافة إلى مشاريع مسرحيات جديدة قاربت على الانتهاء منها، وعدة مسرحيات للأطفال منها مسرحية "بلقيس طائر السلام" التي تم تقديمها إلى لجنة الرقابة على المسرحيات لإجازتها، وكذلك المشاركة بها بمهرجان مسرح الدن في سلطنة عمان.

أما بالنسبة للعودة إلى التمثيل فهي تتوقف على وجود الشخصية المناسبة التي أنفعل بها وأقوم بأدائها. 

*ماذا عن مشروع مسرح الشارع الذي طرحته على فرقة الوطن المسرحية، ومتى سيبدأ تنفيذه؟

**مشروع مسرح الشارع الذي طرحت فكرته لفرقة الوطن المسرحية مازال تحت الدراسة وتجميع الآراء من المتخصصين في جميع الجوانب العلمية، والتجهيز للعناصر المطلوبة حتى يظهر للجمهور بصورة مبهرة، وسوف يبدأ إن شاء الله حين الانتهاء من التجهيزات اللازمة للمشروع، علما بأنني تقدمت بنصين للجنة الرقابة على المسرحيات وتم الرفض، علما بأن مسرح الشارع يعتمد على الارتجال في كثير من المواقف وقدرة الممثل على مجاراة الجمهور.

*هل هي ثورة على القالب المسرحي الكلاسيكي، وأعني بذلك قاعة العرض والخشبة، أم هو رد على تذمر بعض المسرحيين من قلة وجود مسارح في البلد؟

**منذ بداية فكرة المسرح في العصور القديمة كانت البداية في الشارع من خلال الحكواتي أو جوقة من الممثلين يؤدون المشاهد المسرحية في الشارع وحولهم جمهور العامة. فالشارع هو أصل المسرح، وهو البداية الحقيقية للتواصل بين الفنان التلقائي البسيط وبين الجمهور الذي يستمتع ويضحك ويتعلم منهم الكثير. فالعودة إلى أصل المسرح ليس إفلاسا ولكنه حالة جديدة للمشاهد في هذا العصر للخروج من القاعة المغلقة إلى الشارع المفتوح. 

*فاجأت الجمهور في قطر والخليج بعودتك إلى الخشبة من خلال مونودراما "سقاي الماي" أو "الكندري". ما سر هذه العودة، وكيف استيقظ الممثل فيك بعد طول غياب؟

**سر هذه العودة هو تأثري بتركيبة شخصيات المسرحية التي استهوتني وأعجبتني واستفزت الممثل من داخلي للقيام بالتمثيل في الكندري الشخصية التراثية العميقة التي تؤرخ فترة زمنية في تاريخنا الاجتماعي.

*كيف تصف هذه التجربة مقارنة بالأعمال السابقة، وهل نجحت في أن تقنع الجمهور بهذا الشكل المسرحي الجديد؟

**بالنسبة للجمهور القطري بطبعه يحب التعرف دائما على الجديد، ويعرف صالح المناعي كمؤلف ومخرج... لكن كثيرا من جمهور الشباب لم يره كممثل، فكانت حالة من التشويق لرؤية المؤلف والمخرج الذي يعرفونه من خلال أعماله، مجسدا أمامهم وهو يمثل على خشبة المسرح، وكان لقاء حارا فيه الكثير من التفاعل والإعجاب الذي هز مشاعري كممثل، وهذا هو النجاح الذي ينتظره الممثل من جمهوره. 

*إلى ماذا كنت ترمي باستحضارك شخصية (الكندري) وتناولها من منظور فيه الكثير من الرمزية؟

**الكندري... سقاي الماء هو إحدى الشخصيات الهامة في مورثنا الشعبي، وبحكم مهنته التي يتعامل فيها مع كل أنواع البشر يشاهد الكثير من السلوكيات الاجتماعية كمعاملة الجار للجار، والأخ لأخيه، ورؤيته للمفارقات والتناقضات التي تسود العلاقات بين أفراد المجتمع، ومع أحداث المسرحية نشاهد حكمته في عرض الأحداث، وتلمح للأوضاع التي يعيشها العالم العربي والإسلامي في هذه المرحلة وما يعتريها من سلبيات وإيجابيات. من هنا جاء الرمز.

*الوفاء لم يقتصر على الذاكرة الشعبية فحسب، بل تعداها ليشمل المكان أيضا، أعني بذلك فرقة الوطن المسرحية. هل هو الانتماء؟ 

**فرقة الوطن المسرحية تعتبر بيتي الثاني، فلقد بدأت مع الفرقة منذ أن كانت فكرة حتى أصبحت حقيقة واقعة لفرقة شامخة تقدم أرقى الأعمال والمشاريع الفنية في قطر، وأتشرف وأفتخر بالانتماء إليها والتفاني في العمل من أجل نجاحها أكثر وأكثر. 

*لديك وجهة نظر تجاه مصطلح "المسرح الاجتماعي"، وتعتبر أن المسرح لا يحتاج إلى وصاية من أحد لأنه أبو الفنون. كيف تشرح لنا وجهة نظرك تلك، وما الذي يخشاه الفنان صالح المناعي على المسرح؟

**مع احترامي وتقديري لآراء أصدقائي الأدباء والنقاد والفنانين عن الفن المسرحي. أولا لا يجب أن نحدد ونقول المسرح الاجتماعي، لأن المشاهد يشاهد جميع الأعمال المختلفة سواء كانت تخص المجتمع بشكل خاص، أو تتناول شكلا من الأشكال الأخرى، والمسرح حالة اجتماع، من خلال الاتصال المباشر بالفنانين المسرحيين والجمهور الذي هو في حقيقة الأمر جزء من المجتمع الذي نعيش فيه، وبالتالي، هذا المسرح بكل فنونه وأشكاله خاضع لملكية الشعب، ولأن المسرح يقدم أنواعا كثيرة من الأشكال المسرحية التي تهم المجتمع من حيث المواضيع والأفكار التي تعبر عنه، أو معلومات هامة تضاف لثقافته أو تاريخه (كلاسيك)، يقوم بإعطاء الناس جرعة من الثقافات المختلفة في الأدب العالمي مثل (الكوميدي، والمونودراما، والملحمي، والحكواتي، والغنائي، والشعري، والتاريخي، والكلاسيكي، الخ)...

في النهاية المسرح هو أبو الفنون لأنه يستطيع أن يجمع كل الفنون في عرض مسرحي واحد، وهو حالة إبداعية للمسرحيين الذين يجاهدون من أجل إسعاد الجمهور والارتقاء بالثقافة والمعرفة التي تهمه، بجانب الترفيه ورسم البسمة على وجوه المشاهدين، وليس قاصرا على أشخاص يقومون بأدوار الأوصياء على ما يقدمه المسرحيون في هذا الفن الراقي العظيم ويرفضون التنوع، لكن خلاصة الأمر، حرية الإبداع مكفولة للجميع دون وصاية من أحد.

حالة مسرحية

*كيف تقيم الموسم المسرحي الفائت في ظل غياب مهرجان الدوحة المسرحي، وهل عاد الجمهور حقًا إلى المسرح؟

**المسرح القطري لم يتوقف لكي يعود مرة ثانية، وما يحدث الآن في الساحة المسرحية مجرد أزمة تحدث في بلاد كثيرة متأثرة بالظروف السياسية والاجتماعية بالإضافة إلى تأثير غياب مهرجانات المسرح وبخاصة مهرجان الدوحة المسرحي، وقلة الأعمال الفنية المتجددة والتي تجذب الجمهور.. فلا ننكر أن هناك حالة من الفتور عند الجمهور للذهاب إلى المسرح، ولكن أنا شخصية متفائلة وإن شاء الله سوف يعود المسرح إلى أفضل حالاته في ظل التغير وتماسك صفوف الفنانين القطريين المخلصين لهذا الوطن.

تجارب

*بين"أم حمار" و"الكندري" مسافات فنية تتشابك وتتباعد، وبين تجربة وأخرى في مشوارك الفني تفاوت وتقارب. كيف تصف علاقتك بجملة الأعمال التي كنت فيه ممثلا، ومؤلفا، ومخرجا؟

** بين التمثيل والتأليف والإخراج أجد نفسى جزءا من منظومة الإبداع المسرحي، وهو يشكل جزءا كبيرا في حياتي الفنية، وتفرغي للكتابة المسرحية والإخراج جعلني أقوم بتحويل كتاباتي وأفكاري المسرحية إلى صورة حية تعبر وتجسد وجهة نظري الفنية التي أحاول توصيلها لجمهوري القطري والعربي، والذى أشعر بمسؤوليتي تجاهه، وفي نفس الوقت إذا وجدت نصا مسرحيا هز مشاعري كممثل لا أتردد في القيام به، وفي النهاية، المسرح هو حياتي التي أحيا بها لكي أسعد جمهوري القطري والعربي العزيز.

 

مساحة إعلانية