رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

216

تحليل: بذور أحداث العراق وانعكاساتها الإقليمية

18 يونيو 2014 , 12:51م
alsharq
روما - وكالات

لاشك أن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" وقوى عراقية سنية يغلب عليها الطابع العشائري مؤخرا على أجزاء واسعة من شمالي وغربي العراق، كان أمراً مفاجئا للكثير من المراقبين السياسيين، نظرا للسرعة التي استطاع من خلالها ذلك التحالف التقدم في مناطق ينتشر بها الجيش العراقي الذي من المفترض أن يكون مجهزاً من حيث العدد والعتاد لصد مثل ذلك الهجوم.

لكن ما حدث في الحقيقة ليس مفاجئاً على الإطلاق، لأن بذوره كانت تنمو وعوامله تتفاعل منذ فترة ليست بالقصيرة.

المالكية الإيرانية

فبحسب قيادات سنية عراقية، فإن "السياسة الطائفية واللاديمقراطية التي اتبعها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والدعم الإيراني وربما الغربي لها، مقابل إهمال القوى السنية وإبعادها عن ساحة الفعل السياسي والعسكري، بل ومطاردة زعماء وقادة السنة وفبركة التهم ضدهم، إلى جانب زج الكثيرين منهم في السجون بتهم ملفقة ومختلفة، ومعاملة العراقيين السنة بتمييز طائفي في الحياة العامة"، كل ذلك أدى إلى نوع من التعاطف للشعبي السني مع أية حركة مقاومة تنهي السياسية "المالكية الإيرانية" في العراق، وخاصة في المناطق السنية التي كادت تصبح مناطق لشعب من الدرجة الثانية أوالثالثة مقارنة مع مناطق الشيعة التي تتركز في الجنوب.

وبسبب خلو الساحة السنية - بعكس الساحة الشيعية - من أي تنظيم عسكري قوي وفاعل قادر على مقاومة الميليشيات الشيعية المختلفة المنتشرة في أجزاء العراق، فقد قدم الكثير من العراقيين السنة دعما -ولو معنويا- لتنظيم داعش، بل وانضم إلى صفوف التنظيم الكثير من العراقيين السنة ممن أصابهم الإحباط مما يجري في العراق من إضعاف لهم سياسيا وعسكريا.

كما شكلت العشائر تنظيمات مسلحة، أملا في إحداث تغيير ما لسيطرة المالكي وأعوانه على العراق وتصرفهم فيه بدكتاتورية لم تعد مقبولة، خاصة مع السعي للتجديد للمالكي لفترة ثالثة.

يضاف إلى ذلك ما تقوم به الميليشيات الشيعية من تدخل فاضح في سوريا إلى جانب نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري، والذي أصبح واضحا من خلاله أن إيران تتبع سياسة واضحة وهي ماضية في توسيع نفوذها وسيطرتها على العراق وسوريا ولبنان من خلال تدخلها العسكري والسياسي في هذه الدول مباشرة وبواسطة أعوانها.

وهذا التدخل من قبل إيران استفاد من الصمت الأمريكي والغربي، بل وربما بشيء من الموافقة عليه من خلال عدم ممانعته، والدخول في مفاوضات مباشرة معها هي الأولى منذ ثورة الخميني، وما يشاع عن التقارب الإيراني الأمريكي والغربي، والذي يعود في أكثره إلى العداء الذي تكنه الولايات المتحدة للقاعدة، ورغبتها في تقوية الحركة الشيعية في العالم العربي لإحداث توازن قوة مع السنة، وتخلق لهم قوة مضادة تجعلهم يدخلون معها في صراع طويل، يحوّل اهتمام القاعدة من العداء للغرب إلى انشغال بمواجهة الحركة الشيعية التي تضع إيران معظم مواردها خلفها لتحقق من خلالها ماتحلم به من عودة للإمبراطورية الفارسية.

كذلك فإن الوضع الاقتصادي المتردي جعل الكثير من العراقيين السنة يصابون باليأس من أي أمل بإصلاح اقتصادي أو تغيير لـ"السياسات المالكية" التي يرون أن فسادها نخر الموارد الهائلة التي يجلبها النفط العراقي، والتي تذهب في معظمها إلى جيوب المالكي وأعوانه للمحافظة على سيطرته على البلاد.

قاسم سليماني

وقد كان لانسحاب القوات العراقية وهروبها من مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" أثرا كبيرا في كشف حقيقة جيش المالكي الذي جعله "جيشا تابعا لنظامه، وخطط له ليكون جيشا شيعيا يدين بالولاء له، وليس جيشا عراقيا يحمي البلاد ويوحد أبناءها، بحسب مراقبين وقيادات سنية.

إذ أن المالكي، وفقا للمراقبين والقيادات السنية، جعل الجيش العراقي "جيشا طائفيا" تماما كجيش النظام السوري، ليحمي الحاكم ويأتمر بأمره، وليس جيشا وطنيا يضم جميع أبناء الوطن ويوحد ولاءهم وانتماءهم ويحمي الوطن من التهديدات الخارجية، ووضع الكثيرين من أعوانه في صفوف قادته وضباطه ذوي الرتب العالية، وقد تبين أن هذا الجيش ليس إلا فرقة تأتمر بأمر حاكمها التابع لإيران بعد الأنباء التي وردت عن قيام قاسم سليماني قائد فليق القدس الإيراني بقيادة المعارك بعد سيطرة داعش على الموصل وغيرها.

إن تأثير ماحدث في العراق يتعدى حدوده، لأنه يعتبر جزءا مما يجري في المنطقة ويؤثر عليها.

فتنظيم "داعش" في سوريا استفاد كثيراً من الأسلحة التي غنمها من الجيش العراقي فكثف هجماته على خصومه في دير الزور "شرق" وريف حلب "شمال" وسيطر على مناطق كان قد طرد منها خلال الأشهر القليلة الماضية.

وقال ناشطون سوريون، الأسبوع الماضي، إن تنظيم داعش، قام بإدخال عربات مصفحة وأسلحة غنمها من الجيش العراقي عبر الحدود بين البلدين "العراق وسوريا" وذلك لدعم مقاتليه في سوريا.

الموقف الأمريكي

كما أن معنويات أعضاء التنظيم ارتفعت بتصدّر الأخير المشهد العراقي، الأمر الذي ينبئ بانضمام عناصر جدد كثر ممن أصبحوا يرون فيه قوة قادرة على مقاومة المخططات الإيرانية ودعمها للنظام السوري، وكذلك الوقوف في وجه الميليشيات الشيعية التي تحارب في سوريا إلى جانب نظام بشار الأسد.

إن ما حدث في العراق جزء لا يتجزأ مما يجري في المنطقة، وتتحمل الولايات المتحدة وإيران وبعض دول المنطقة المسؤولية عنه، فإيران تتدخل مباشرة عسكريا من خلال الحرس الثوري وميليشياتها، وماليا من خلال تقديم الدعم المادي لنظام بشار الأسد، وسياسيا من خلال الضغط على حلفائها في العراق لتثبيت المالكي ودعم سياساته الكارثية للعراق وشعبه من جهة، وللمنطقة من جهة أخرى.

أما الولايات المتحدة فإن سلبيتها حيال الثورة السورية، بل وقوفها ضد تسليح الثوار السوريين أدى بشكل أو بآخر إلى تقوية تنظيمات متطرفة في إيديولوجياتها وفي تصرفاتها على الأرض.

كما أدى خروجها من ساحة الفعل السياسة والعسكرية إلى دخول أطراف أخرى ما كانت لتدخل الساحة لولا ذلك الفراغ الذي خلفته سلبية الولايات المتحدة وصمتها وقبولها بالرعونة الإيرانية والروسية.

أما الدول الأخرى في المنطقة، والتي أربكها الموقف الأمريكي وعدم قدرته على تحليل الواقع بشكل صحيح لمعرفة مصالحها الذاتية دون الأخذ بالاعتبار الأوامر والنصائح الخارجية، فقد ساهمت في تأجيج الوضع في العراق وسورية وسقوطه في هوة ستزداد اتساعا وسيصبح من الصعب في المستقبل ردمها، وبالتالي ستصعب إعادة الاستقرار والأمن والسلم إلى المنطقة.

اقرأ المزيد

alsharq منها البطارية والزيت.. 6 نصائح ذهبية للحفاظ على سلامة سيارتك في فصل الصيف

مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف بشكل متزايد، تتعرض السيارات لضغوط تضاعف من خطر تعطلها، مما يتطلب... اقرأ المزيد

2808

| 06 يوليو 2025

alsharq للمسافرين.. تعرف على الوقت المناسب لحجز أرخص تذاكر الطيران

مع بدء موسم إجازات المدارس والسفر لقضاء العطلات الصيفية يزداد البحث عن أرخص تذاكر الطيران لتقليل التكلفة خاصة... اقرأ المزيد

6078

| 05 يوليو 2025

alsharq المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في إشبيلية.. خارطة طريق ومسارات جديدة

تنطلق في مدينة إشبيلية الإسبانية غدا الإثنين أعمال المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية وتستمر إلى الخميس المقبل، في... اقرأ المزيد

468

| 29 يونيو 2025

مساحة إعلانية