رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2764

موسم الندوات.. حراك جديد لوزارة الثقافة لتعزيز الهوية ومكافحة التعصب الفكري

18 مارس 2022 , 06:12م
alsharq
الدوحة - موقع الشرق

أطلقت وزارة الثقافة أمس "موسم الندوات" الأول من نوعه في قطر، لطرح قضايا فكرية تتعلق بالتراث والحاضر وتعزيز هوية المجتمع وإثراء الحراك الثقافي المجتمعي والتأكيد على أهمية تنوع الآراء وتقبل الآخر دون تعصب.

وجاءت باكورة الفعاليات بعنوان "الهويات إنسانية أم محلية؟ الثقافة وتعدد الهويات في الخليج"، وذلك في مقر معهد الدوحة للدراسات العليا بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.

وأقيمت الندوة الأولى بحضور سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، الذي أكد أن من أهداف موسم الندوات ترسيخ ثقافة تقبل الاختلاف في وجهات النظر لإثراء الحياة الثقافية، وأن وزارة الثقافة تدون هذه الأفكار والمرئيات لأخذها بعين الاعتبار.

كلمة وزير الثقافة عنونت الهدف الرئيسي لموسم الندوات عندما قال إننا قصدنا من وراء موسم الندوات إتاحة الفرصة للإثراء باختلاف وجهات النظر، لترسيخ ثقافة تقبل وجهات النظر الأخرى، مؤكداً أن مثل هذه النقاشات ستثري مجتمعنا باختلاف وجهات النظر، وباختلاف الآراء.

وحاضر في أولى فعاليات "موسم الندوات" كل من الكاتب عبدالعزيز الخاطر، والدكتور حيدر سعيد رئيس قسم الأبحاث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والدكتورة أمل غزال عميدة كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، وأدارها الإعلامي حسن الساعي، وسط حضور كبير.

"الهويات إنسانية أم محلية؟ الثقافة وتعدد الهويات" وهي أولى الندوات تضمنت العديد من الرؤى حول الموضوع الذي شهد مداخلات ثرية ومتنوعة من المحاضرين والحضور، فالكاتب عبدالعزيز الخاطر رأى أن الهوية الإنسانية موجودة بـ"القوة"، وتتنزل كـ"فعل" حسب ظروف هذا الواقع ومستجداته.

واعتبر أنه لا يمكن طرح الهوية دون تناول موضوع الحرية، إذ لا يمكن الفصل بينهما، وأنه طالما يولد الإنسان أولا ثم يكتسب حريته، فإن الأخيرة تأتي هنا قبل الهوية، ما يجعل الأصالة هنا للماهية (الحرية).

ولفت إلى أن خصائص الشخصية المحلية التي وصفها بـ"الضيقة" تكمن في 3 جوانب، هى التمسك بالهوية على حساب الحرية، وأنها تأسيس مستمر، وليست استئنافًا للتعايش، وفي المقابل فإن خصائص الهوية الإنسانية تكمن في الماهية، والإمكان، والاستئناف.

وشدد في ختام مداخلته على أهمية الدور التوعوي للمؤسسات الثقافية والأفراد، وتجنب تصنيف البشر حسب أصولهم، وإتباع البنية الأفقية، حيث العلاقة المباشرة بين الناس، وهى العلاقة المبنية على التنوع المجتمعي، واعتبار أن كل فرد جزء من الآخر.

أما د. حيدر سعيد، فتناول منبع الهوية الخليجية وتشكلها، ومدى الوعي بها، معتبراً أن الهوية الخليجية شأت في سياقات محددة، حيث يجري إبراز أحد جوانب هذه الهوية على حساب الجوانب الأخرى فتنشأ حركة تستند إلى هذه الهوية والمثال الكلاسيكي هو الهوية العربية في القرن التاسع عشر، على حد قوله.

ولفت إلى أن الهوية العربية ظلت حاضرة بقوة وذلك نتاج ما تضمه من نخب، ما جعلها تعويضًا أو بديلًا عن الهويات الوطنية. مؤكدًا أن الهوية مُعطى تاريخي، وهي شيء مركب ولها منبع معين، وأنه ليست هناك هوية واحدة، سواء للأفراد أو الجماعات، ما يشير إلى أن الإنسان قد تكون له عدة هويات.

وتناولت د. أمل غزال،  البعد البحري في الهوية الخليجية كموضوع تاريخي متجذر ومصدر فخر واعتزاز في بعض المجتمعات الخليجية ومنها المجتمع القطري حيث أصبح الغوص على اللؤلؤ جزءًا من تجليات الهوية المحلية ويحظى بثقافة خاصة، مؤكدة أن هناك ترابطاً بين مستويات الهوية بين المحلي وطنياً والإقليمي خليجياً أو عربياً أو إسلامياً والإنساني عالمياً، لافتة إلى أن لكل من الثقافة والهوية محدداتهما، سواء الواقعية أو المتخيلة.

وقالت إن الهوية الخليجية تتجلى بهويات محلية متعددة تنتمي لهذا التاريخ المشترك، وأنه لا فرق بين هوية خليجية وأخرى خليجية، إذ المقصود جمعيا، هو الهوية الثقافية بكل ما تحمله من أبعاد وتمثيلات وتجليات.

وتابعت: إنه بين البحر والصحراء، تلتقي الهويات الخليجية فيما بينها وتتقاطع مع هويات ثقافية ودينية أخرى، وهى تقاطعات أنتجتها البحار والرياح الموسمية والهجرات والتجارة بشتى أنواعها، وتغيرات المناخ وغيرها من العوامل. لافتة إلى أحد روافد الهوية الخليجية، وهو الرافد الاقتصادي، الذي اعتبرته ناشئًا عن اقتصادات النفط والغاز وأتاح تثبيت دعائم الدولة الحديثة في الخليج من حيث القدرة على التحديث وإنشاء البنى التحتية اللازمة لتحديد وتثبيت هوية وطنية.

تطور المجتمع:

الكاتب عبدالعزيز الخاطر الذي كان أحد المحاضرين في الندوة الأولى قال في تصريحات تلفزيوينة إن طرح الآراء بشكل مباشر ومتنوع يفيد تطور المجتمع بشكل كبير وأول ندوة تكلمنا عن الهوية وهل هي إنسانية أم محلية؟  ودور الثقافة فيها ولاقينا تجاوب كبير من الناس وهناك تفاصيل كُشفت اليوم ما كان لنحصل عليها من الكتب نتيجة أن التفاعل الحي في المجتمع يخلق تنوع ورأياً آخر متمنياً أن تستمر هذه الظاهرة وأن تتكرر سنوياً.

- الهوية ووسائل التواصل الاجتماعي:

من جانبه جدد سعادة السيد خالد بن غانم المعاضيد عضو مجلس الشورى التأكيد في تصريح إعلامي على أهمية قضية الهوية في مجتمع صغير تأتي وسائل التواصل الاجتماعي التي نشهدها اليوم التي تقرب البعيد وتجعل كل شيئاً قريباً فيتأثر المجتمع تأثر كامل بها إذا لم يُناقش مثل هذه المواضيع مناقشة جادة وتنتشر بين فئات المجتمع المختلفة.

- نظرة مختلفة:

وأشاد سعادة السيد مصطفى كوكصو سفير تركيا لدى قطر بـ"موسم الثقافات"، قائلاً إن هذه الندوات تعطي نظرة مختلفة من مختلف الأكاديمين ونتمنى أن تستمر إلى مدة طويلة حتى يستفيد منها الشعب القطري والمقيمين في الدولة.

ويهدف موسم الندوات الذي تنظمه وزارة الثقافة بالشراكة مع جامعة قطر، والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، إلى إثراء النقاش والحوار حول القضايا الثقافية والفكرية والفنية.

ومن المقرر إقامة 8 فعاليات خلال موسم الندوات، خلال الفترة من 17 إلى 31 مارس الجاري، ويشارك فيه أكثر من 30 باحثاً وأستاذاً جامعياً، بالإضافة إلى عدد من الإعلاميين والمختصين.

ويهدف موسم الندوات إلى نشر ثقافة التنوع ومنح نخب المجتمع من المفكرين والمثقفين والخريجين فرص تعزيز البيئة الفكرية، إذ تسعى وزارة الثقافة من خلال هذا الموسم إلى تأسيس بيئة فكرية تعزز دور الثقافة والمثقفين في خدمة المجتمع، وإبراز محاورين ومتحدثين في عدد من المجالات، ودعم الأنشطة الثقافية والفكرية، فضلاً عن بناء جسور من التواصل بين أجيال المثقفين، وزيادة التقارب مع الجمهور والمؤسسات لمناقشة القضايا التي تشغلهم وفتح آفاق جديدة للإبداع ليصل المبدع إلى العالمية من خلال نقاشات حيوية تكمل فكرته في المجالات الثقافية المختلفة، والتركيز على الفعاليات التي تلامس قضايا المجتمع الجوهرية، وتأمين نقاشات ومشاركات مثرية بين كل الأطراف.

مساحة إعلانية