رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1621

صيادون لـ الشرق: من ينقذنا من شباك الوسطاء؟

18 مارس 2021 , 07:00ص
alsharq
هشام يس

دعا صيادون ومختصون وزارة البلدية والبيئة إلى إعادة النظر في قرار إزالة الحضور ومنع استخدامها في الصيد. وأكدوا أن الحضور تعتبر مهنة تراثية لصيد الأسماك توارثها الآباء والأبناء عن الاجداد ولا تشكل اي ضرر بيئي ولا تؤثر على الثروة السمكية للبلاد.

وأوضح اصحاب حضور في الشمال خلال جولة لـ"الشرق"، أن رموز الدولة عندما زاروا الشمال أكدوا للصيادين أهمية الحفاظ على التراث القطري في هذا الشأن. وشددوا على أن اي قرار يصدر بشأن الحضور يجب أن يتواكب مع توجهات الدولة بشأن حماية تراثنا، خاصة وان الحضور تدرس في المدارس باعتبارها مهنة تراثية عريقة.

ونبهوا إلى أن مهنة الصيد بـ"الحضرة" تعد مهنة تراثية لا يمارسها إلا المواطنون وتمثل مصدر رزق اساسيا للعديد منهم. وشددوا على أن الصيادين يعانون بشدة واصبحوا هم الحلقة الأضعف في السوق الذي يسيطر عليه الوسطاء الذين ليس من بينهم واحد من أهل المهنة التراثية.

ناصر الكبيسي: تجب استشارة أهل الخبرة

أكد السيد ناصر بن حسن الكبيسي عضو المجلس البلدي المركزي عن الشمال الدائرة 29 أهمية الحضرة في صيد الأسماك باعتبارها وسيلة صيد تراثية تستحق الاهتمام بها بدلا من منعها، ولفت إلى ان عدد الصيادين الذين يستخدمون هذه الوسيلة في الشمال لا يتجاوز عشرة اشخاص وتعتبر بالنسبة لهم مصدر رزق أساسيا.

وقال: "لا يستخدم هذه الوسيلة إلا المواطنون ومنعها من شانه أن يحرم بعضهم من مصدر رزق لهم". وأضاف: "مطالب اصحاب الحضور تعتبر محدودة للغاية ولا تمثل اي ضرر للبيئة أو للثروة السمكية أو الشعب المرجانية".

وتابع: "اصحاب الحضور يطالبون بعدم منع استخدامها.. وهم على استعداد للتوقيع على كافة الوثائق التي تراها وزارة البلدية والبيئة". وأوضح الكبيسي أن اصحاب الحضور يبغون فقط الحصول على السماح لهم بحيازتها دون تملكها.

وأشار إلى أنه تواصل مع البيئة والثروة السمكية للتأكد من عدم وجود أي تأثير سلبي لتلك الحضور على البيئة أو الثروة السمكية الأمر الذي يوضح أن السماح لهم باستمرار الانتفاع بها لن يكون له اي اثار سلبية.

ودعا الجهات المختصة في الدولة إلى استشارة اصحاب الخبرة والمعنيين بالأمر قبل إصدار اي قرارات تتعلق بفئة معينة من المواطنين.

واشار إلى أن البعض تكون لديه افكار قادمة من الخارج ولكنها في الحقيقة غير مناسبة للتطبيق في بعض المناطق.

صالح السادة: تدرس في المدارس وتجسم بالفعاليات التراثية

أوضح السيد صالح هاشم السادة أحد اصحاب الحضور أن الحضرة هي احدى أدوات الصيد، مثلها مثل الشبك، ولكنها وسيلة ثابتة بالقرب من الساحل، مشيراً إلى أن تاريخها يرجع إلى عشرات السنين وربما منذ فترة العشرينات في القرن الماضي.

وقال: "توضع الحضور بالقرب من السواحل في أماكن ثابتة ويتم تغيير الشباك الخاصة بها مرة في العام".

وتابع: "الآباء والأجداد كانوا يعتمدون عليها بشكل كبير في الصيد قبل اختراع الوسائل الحديثة"، وأضاف السادة: "هذه الوسيلة تدرس في المدارس وتكون ضمن الفعاليات التراثية التي تقام في كتارا للتعريف بالتراث القطري".

واعتبر أن قرار عدم السماح باستخدامها لا يوجد له مبرر، لافتا إلى أن هذه الوسيلة لا تؤثر على البيئة ولا توضع في اماكن ممنوعة.

ولفت إلى ان عددا من اصحاب الحضور حاولوا التواصل مع موظفين بالبلدية للتعرف على اسباب قرار ازالة الحضور، مشيرا إلى أن موظفي البلدية لم يقدموا مبررا واضحا مقنعا لهم بشأن منع استخدامها.

وأضاف السادة: "لو كان للحضور تأثير على البيئة لكنا نحن أول من اوقف استخدامها حفاظا على بلادنا"، وتابع: "مهنة الصيد بالحضور، ولو كان لها اي تأثير سلبي لما اقبل الاجداد عليها وما كانت وصلت إلينا".

وأوضح قائلا: "اصحاب الحضور لن يعترضوا على إزالتها إذا كان السبب تشييد مشروع وطني تستفيد منه الدولة ولكن هذا لم يحدث".

وتابع السادة: "الصيادون يعانون بالرغم من أن كلهم من ابناء البلد واصبحنا الحلقة الأضعف بالنسبة لهذا السوق الذي يسيطر عليه الوسطاء".

ودعا سعادة وزير البلدية والبيئة إلى الاجتماع مع 3 أو 4 من اصحاب الحضور للتعرف على مطالبهم ويشرح لهم اسباب اتخاذ قرار ازالتها، كما يتعرف على رأي ومشورة اصحاب الخبرة من الصيادين في هذا الشأن".

ولفت صالح هاشم السادة إلى أن الشمال له طابع خاص في البحر وطرق الصيد وبه العديد من الأمور التي لا يعرفها إلا أهل الشمال ولا يمكن لأي خبير من الخارج أن يفهمها بسهولة لأنها نتاج خبرات الاجداد والاباء.

وشدد على أن بعض المشروعات التي يتم إنشاؤها على الساحل تعد خطرة على البيئة وليس الحضور.

واوضح أن الرمال التي تخرج من تلك المشروعات تردم الحشائش البحرية مما يؤدي إلى تدميرها كليا، لافتا إلى أن لذلك تأثيره السلبي على الثروة السمكية والبيئة البحرية وكان من الأولى التصدي له.

وبشأن المساكر التي كانت تستخدم قديما في الصيد ويعاني عدد منها من الاهمال حالياً أكد ان بعض الصيادين على استعداد لإعادة تجديد العمل فيها ووضع انتاجها سبيلا لوجه الله.

وقال: "هامش ربح الصياد دائما منخفض في حين يحصل الوسيط على النسبة الكبرى من الربح، وفي نفس الوقت يعتقد المستهلكون أن الصيادين هم من يرفعون اسعار الاسماك".

واضاف: "كنا ننتظر من الجهات المختصة توفير الدعم للصياد القطري والحفاظ على تراث هذه المهنة وتشجيع الابناء على الاحتفاظ بالحضور باعتبارها من وسائل الصيد التراثية".

وأوضح قائلا: "في كتارا ينظمون فعاليات عن الحضور وعن مهنة الصيد بينما نحن نعاني والحضور مهددة بالإزالة".

عيسى النعيمي: مهنتنا الأساسية ومصدر دخلنا

اوضح السيد عيسى راشد النعيمي أحد الصيادين وصاحب احد الحضور إلى أن الصيد بالحضرة تعد المهنة الاساسية له ومصدر دخل مهما وفي حالة الاصرار على منعها فإن ذلك يعني جلوسه في المنزل بلا عمل.

وأشار إلى أن عدد العاملين بهذه المهنة في الشمال لا يتجاوز 10 اشخاص كلهم من المواطنين".

وقال: "انها مهنة تراثية لا يمارسها الا قطري وكمية الاسماك التي يتم صيدها بالحضور تعتبر قليلة كما انها موسمية اي تكثر في مواسم وتختفي في مواسم اخرى".

وتابع: "عندما يكون لدينا كميات تصلح للبيع في الأسواق فإن الوسطاء يشترونها بأسعار زهيدة ثم يعاودون بيعها للتجار والمستهلكين بأسعار مرتفعة".

ولفت إلى أن رموز الدولة عندما يزورون الشمال يوجهون بأهمية حماية تراثنا والحفاظ عليه خاصة فيما يتعلق بالصيد، وأضاف: "على الجهات المسؤولة أن تتواكب قراراتها مع التوجهات العامة للدولة بالحفاظ على التراث القطري وحمايته".

وقال: "الحضور ممنوع نقلها من مكانها كما انه لا يمكن للمنتفع منها التنازل عنها للغير او تأجيرها من الباطن".

وأوضح أن الابناء فقط هم من كان يحق لهم الاستمرار في الانتفاع بها.

وبشأن تأجيرها من الباطن أضاف: "هي لا تحقق ارباحا حتى يتم تأجيرها من الباطن".

يوسف السادة: الحضرة ستختفي تلقائيا

أكد السيد يوسف محمد السادة، استعداد أصحاب الحضور على التوقيع على اي أوراق تتطلبها الوزارة بشأن عدم ملكيتهم للحضور.

ولفت إلى أن وضع الحضور مثل وضع العزب فهي تابعة للوزارة أما ما بها من محتويات فهي ملك للمنتفع بها.

وقال: "انا لا استطيع قانونا أخذ حضرة من أحد الاشخاص واجددها، ولكن باستطاعة ابن المنتفع منها تجديد حضرة والده واستخدامها".

ونبه إلى أن الابناء حالياً يرفضون العمل بالصيد بوجه عام بسبب مصاعبه وضعف العائد منه، مشيرا إلى أن الحضرة ستختفي خلال فترة وجيزة بدون ان تمنعها وزارة البلدية.

وبشأن وجود حضور في بعض دول الجوار لفت إلى أنها موجودة في المدن الرئيسية في الدول المجاورة ويتم نصبها بمناطق حيوية على الساحل باعتبارها جزءا غير ضار بالبيئة.

جاسم بوحمد: مزيد من الخسائر للصيادين

أكد السيد جاسم بوحمد الذي يعمل في مهنة الصيد، ان الصيادين يعانون من الكثير من الأزمات التي دفعت العديد منهم إلى ترك المهنة.

واعتبر أن قرار إزالة الحضور من السواحل في الشمال جزء من سلسلة القرارات التي تزيد من معاناة الصيادين وتسبب لهم المزيد من الخسائر.

وأوضح أن الصيادين مواطنون يعملون ويتعرضون للمخاطر بشكل يومي ومع ذلك لا يجدون أي دعم من الجهات المختصة.

وتساءل عن الخطر الذي يمكن ان تسببه الحضور على البيئة وعلى الثروة السمكية، وقال: "يعمل اجدادنا بالحضور منذ عشرات السنين، ولم نسمع ان الثروة السمكية تأثرت بها أو انها لها تأثير سلبي على البيئة".

واضاف: "ما يلوث البيئة ويقضي على الاسماك المشروعات التي ترمي مخلفاتها بالقرب من السواحل".

ولفت إلى أهمية حماية الصيادين على كافة المستويات خاصة من الدخلاء والوسطاء.

وأضاف: "ما لا يعرفه المستهلكون هو اننا نبيع انتاجنا بأسعار زهيدة لا تساوي المخاطر والمصروفات التي نتحملها جراء القيام بعملية الصيد في حين يبيع الوسيط الاسماك بأضعاف مضاعفة".

مساحة إعلانية