رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

530

مؤتمر عالمي بجامعة قطر يوصي بتفعيل البعد الجمالي في التدريس

17 نوفمبر 2015 , 06:24م
alsharq
مأمون عياش

اختتم في جامعة قطر المؤتمر الدولي الظاهرة الجمالية في الإسلام والذي نظمته كلية الشريعة والدراسات على مدار يومين، وهدف الى ترسيخ قيمة الجمال في الاسلام بوصفه تجليا متميزا من تجليات المعرفة الإسلامية، وتأكيد قيم الألوهية الإسلامية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة والأبداع والجمال المعنوي والمادي في آن واحد، بالإضافة الى الإسهام في أحياء قيمة الجمال الإسلامي ونشره، والتأكيد كذلك على أهمية تطوير الإحساس بالجمال والابداع في شتي المجالات.

وخلص المؤتمر في ختامه إلى عدد من التوصيات من بينها أن التأسيس والتأصيل لعلم متكامل الأركان والعناصر، كان له نصيب في أدبيات الفكر الإسلامي ونظره، وفي واقع المسلمين وقت إذ كان المسلمون أصحاب الشهود الحضاري والفعل الحضاري، وكانوا صانعين للحدث، ألا وأنّ هذا العلم هو "علم الجمال"، ثم الانتقال إلى تطبيقه ومعايشته في الواقع الراهن لتقليل الفجوة بين التنظير والتنزيل.

كما أوصى بإظهار وتفعيل البعد الجمالي في التدريس والبحث العلمي، والجدال والنقاش والتداول لمفردات الدراسات الشرعية ومباحثها المتنوعة، ليكتمل جمال المخبر بجمال المظهر، وينتهي الفصام النكد بين المبنى والمعنى، والسر والعلن والظاهر والباطن.

وأوصى المؤتمر بتبني تكامل العلاقة وتعزيزها بين المبدأ الأخلاقي والمبدأ الجمالي، وأنه لا تعارض بينهما، وفي حالة التعارض يعتمد المبدأ الأخلاقي على الجمالي دون العكس لرسوخ الأول وثباته دونه الثاني، الى جانب السعي في نشر وتعزيز ثقافة الجمال وتذوقه بين الأبناء والأسرة والأجيال الصاعدة، وفي المؤتمرات والندوات والمحافل الدولية، وقنوات التواصل الاجتماعي والتواصل الجماهيري، وفي كل مناسبة تسمح بذلك بغية الفهم الصحيح للدين والتدين، والوقوف على حقيقة الإسلام وقدرته على اختراق الحدود والنفوس بالقناعة والحجة وجمال نظامه ونظمه.

اضافة الى وضع قوالب مرنة المعالم للدعاة المعاصرين، تعينهم على صياغة وسائل الدعوة في إطار معلوم، يحقق الجمال المنشود، ويمكِّنهم من قياس تحققه، وتقييمه بما يضمن استمرارية تطويره، وضرورة اعتناء الدعوة والدعاة بالجمال المعنوي في كونه منطلقاً تأسيسياً في عملية الدعوة والتبليغ؛ فذلك مما يعمل على تحريك قلوب المدعوين وجذبهم إلى أعماق الجمال في الرسالة كما يضفي على الدعاة من نسيم الرسالة ورونقها.

وأوصى المؤتمر بضرورة صيانة الآثار من خلال دعم المؤسسات الوطنية المعنية وتوجيه تصاميم المباني والحدائق العامة والمطارات والمنازل، وكافة المرافق العامة بما يعكس الجمال ويتفق معه وفق نظرة الإسلام ومبادئه، والدعوة إلى مشروع نقد الأعمال الفنية المخلة بنظرية الجمال في التصور الإسلامي، وإعادة الأمل إلى الحياة وتقديم تصور وسط ورؤية متزنة بعيدة عن التدمير والتخريب، والتقتيل والتشريد والترحيل، وذلك من خلال إضفاء الجمال ولمساته على مفاصل الحياة ومرافقها ضرورة أن يصطبغ الإخراج والإنتاج والفعل والعمل بالأحسن والأجود والأفضل، ولا يبلع مداه ذلك إلاّ وهو قد نال من الجمال كله قلبه وقالبه.

دعوة للبناء

من جهته قال الدكتور علي محيي الدين القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: نشكر القائمين على هذا المؤتمر المتميز في نوعه وفي عنوانه وكذلك في موضوعاته، ولا سيما في ظل هذه الظروف المتوترة في عالمنا الإسلامي الذي ساد فيه مسائل الإرهاب والتكفير والتهجير وكل المعالم التي تتعارض مع مفهوم الجمال؛ رغم أن الإسلام يعتني بالحياة بشكل عام، فقال : “ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ “، فهدفنا نحن بصفتنا مسلمين صناعة الحياة وليس صناعة الموت، وهذا المؤتمر هو جزء من صناعة الحياة والتي قامت عليها حضارتنا الإسلامية.

وأوصى القرة داغي الشباب قائلا: لابد أن يعود الشباب إلى البناء لأن الله خلقنا للتعمير، والتعمير لا يتحقق بالتدمير، وهو جزء من الجماليات؛ فالفنون الإسلامية كلها تتركز على مسائل التعمير في جماليات المسجد والعمران والخط العربي وغيره؛ لذلك، أدعو شبابنا إلى العودة إلى البناء والحضارة والحياة ومنها إلى الجمال.

وفي تصريح له قال الدكتور فضل مراد أستاذ مشارك بقسم الدعوة والإعلام بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية: هدف المؤتمر إلى إبراز جمال الإسلام الذي كاد أن يختفي بسبب ترويج الكثير للجانب المشوه من المجتمعات الإسلامية، والإسلام كله جمال؛ ولذلك قال تعالى: "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" وقال أيضا "يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ" وغيرها من النصوص التي تحث على التزين والتجمل. فالإسلام فيه جمال الظاهر وجمال الباطن، وفيه جمال لكل الحياة حيث يتضمن الجمال الاجتماعي والجمال السياسي والجمال الإعلامي وغيره، فالقرآن وتراتيله والشعر كلامه، والإسلام يراعي أيضا جمال الروح والأخلاق والسلوك، وهذا نربد إظهاره اليوم من خلال هذا المؤتمر، وجزى الله كل القائمين عليه والمنظمين له.

وقال الدكتور موسى الزهراني عضو هيئة التدريس بالكلية تنوعت المواضيع التي تطرق إليها المشاركون في المؤتمر والتي من ضمنها مفهوم الجمال في الإسلام وفلسفته ومعاييره وهناك أوراق عمل تمحورت في هذا الموضوع الجمال ومنها الجمال في القرآن الكريم و الجمال في الفن الإسلامي ومعايير الجمال في الإسلام وفلسفته، وهناك أيضا المظاهر الجمالية في التشريعات الإسلامية مقارنة بالتشريعات اليهودية وقد هناك أيضا مشاركات من قبل الضيوف الذين أتوا من مختلف الجامعات في المنطقة.

اوراق العمل

واشتمل المؤتمر على عرض ثمانية عشر ورقة لباحثين وباحثات من مختلف البلاد العربية والإسلامية: حيث عرض أ.د. عبد الملك بومنجل من جامعة محمد لمين دباغين ورقة عمل بعنوان: الفنُّ الإسلاميُّ؛ مصطلحا ورؤية، وأبرز ما جاء فيها : أن مصطلح "الفن الإسلامي" هو من المصطلحات الحديثة التي تجابه هذا اللون من التشكيك والاعتراض من هذه الفئة أو تلك، وكان الهدف من الورقة هو الدفاع عن أطروحة العلاقةِ المشروعة، المتميزة، والحميمة، بين الإسلام والفن، ومشروعيةِ وجود مصطلح يختص بنسبة الفن إلى الإسلام، ويتضمن الرؤية الإسلامية الخاصة المتميزة للفن، وهي أطروحة خاطب الباحث بها الفئتين معا: فئة المعترضين على المصطلح حرصا على ما يعتقدونه، تحريرا للفن من هيمنة الدين، وفئة المعترضين، أو المتحفظين على الأقل، حرصا على ما يظنونه، تنـزيها للإسلام عن الارتباط بمصطلح كثرت دلالته على ألوان من الأهواء البشرية تتخذ من دعوى الإبداع والحرية والجمال والمتعة سبيلا للإسفاف والعبث والإفساد في الأرض.

من جانبه قدم د. رمضان خميس زكي الغريب أستاذ التفسير وعلوم القرآن المشارك بالكلية ورقة عمل بعنوان: منهج القرآن في غرس قيم الجمال في الإنسان، جاء فيها: ان القرآن الكريم عني بإقامة الإنسان السوي الذي يعي الحياة ويتعامل معها، ويحسن توظيفها وتكييفها بالصورة السوية الملائمة، وفي سبيل هذا حرَص القرآن أن تكتمل رؤية هذا الإنسان لكل ما حوله، فيدرك الجمال، ويتذوقه ويتأثر به، حتى يدله الجمال على الجميل، وينتقل من الكون إلى المكون ومن الصنعة إلى الصانع، ومن الأثر إلى المؤثر، ولا يكون كحمار الرحى ينتقل من مكان إلى مكان والذي انتقل منه هو الذي رحل إليه، بل ينتقل من الأثر إلى المؤثر، وبدت هذه العناية في مناحي متعددة من أبرزها شمول القرآن على منهجية واضحة المعالم بيِّنة القسمات قيمة الجمال في الإنسان.

مساحة إعلانية