رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

498

سلطنة عمان تحتفل غداً بالعيد الوطني الرابع والأربعين

17 نوفمبر 2014 , 10:34م
alsharq
مسقط - قنا:

تحتفل سلطنة عمان غداً الثلاثاء بالعيد الوطني الرابع والأربعين لتعود الى الأذهان ذكرى ميلاد النهضة العمانية الحديثة التي انطلقت قبل أربعة وأربعين عاماً الى آفاق التقدم والإزدهار والإنفتاح على محيطها الاقليمي والدولي ولتمديد الصداقة والسلام الى مختلف دول العالم بمرتكزات سياسية تستمد ثوابتها من هويتها العمانية الهادئة وثقافتها المنبثقة من ارثها الاسلامي وقيمها العربية الاصيلة الضاربة جذورها في اعماق الحضارة الانسانية مهتدية بالرؤية السامية التي أرساها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان .

وكان السلطان قابوس بن سعيد وهو يرسم خطط البناء والتعمير حريصاً أن يسابق الزمن فانطلقت مسيرة النهضة العُمانية لتكون مزيجاً من الأصالة والمعاصرة تأخذ من الآخر ما يصلح لها وتترك ما يتناقض مع مبادئها وأسسها وكان الإنسان العُماني هو المحرك الأول لهذه النهضة بما يمثله من قيم وسلوكيات ناصعة مثله في ذلك باني مسيرته المظفرة السلطان قابوس بن سعيد الذي امتلك رؤية واضحة لما يتمناه لعُمان الوطن والشعب الدولة والمجتمع وتحمل مسؤولية إحياء حضارة الإنسان العُماني واستعادة أمجاده وربطه رباطًا وثيقًا بالأرض ليشعر بعمق الوطنية ومدى التجاذب بينه وبين أرضه الطيبة.

وقد استقت السياسة الخارجية العُمانية أصولها ومنابعها من النهج العقلاني الذي ينتهجه السلطان قابوس بن سعيد في نظرته إلى الأمور وتقييمها بحكمة وموضوعية بعيدًا عن الإنفعال أو الإستعجال إزاء ما يستجد أو يستفحل من الأحداث السياسية سواء كان الحدث محليًا أو عربيًا أو على المستوى العالمي.

وفي تعبير عميق عن مبادئ وأسس السياسة الداخلية للسلطنة وسياستها الخارجية قال السلطان قابوس بن سعيد في كلمته خلال ترؤسه الانعقاد السنوي للفترة الخامسة لمجلس عُمان لعام 2012م: إن سياستنا الداخلية كما عهدتموها دائما قائمة على العمل البناء لما فيه الصالح العام مواكبين تطورات العصر مع المحافظة على هويتنا وثوابتنا وقيمنا التي نعتز بها.. أما سياستنا الخارجة فأساسها الدعوة إلى السلام والوئام والتعاون الوثيق بين سائر الأمم والالتزام بمبادىء الحق والعدل والإنصاف وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير وفض المنازعات بالطرق السلمية وبما يحفظ للبشرية جمعاء أمنها واستقرارها ورخاءها وازدهارها .

وبهذه الرؤية الواضحة والعميقة أسست سلطنة عمان علاقاتها مع الأشقاء والأصدقاء كدولة سلام تسعى دومًا إلى حل الخلافات بالحوار الإيجابي وبالطرق السلمية وإلى بذل كل ما تستطيع من أجل تعزيز السلام والأمن والاستقرار في محيطها ولأنها كسبت صداقة وثقة وتقدير الآخرين كقيادة ودولة فإن جهودها الخيرة ومساعيها كثيرًا ما نجحت في تقريب المواقف وتجاوز الخلافات بين الأشقاء والأصدقاء في المنطقة وخارجها وهو ما أكسب السلطنة مزيدًا من التقدير على كافة المستويات.

وقد تمكنت السلطنة خلال السنوات الماضية من بناء علاقات وثيقة ومتطورة مع الدول والشعوب الأخرى وتمكنت بما اتسمت به من هدوء وصراحة ووضوح في التعامل مع الآخرين من طرح مواقفها والتعبير عنها بثقة تامة بالنفس مع الحرص على بذل كل ما هو ممكن لدعم أي تحركات خيرة في اتجاه تحقيق الأمن والاستقرار والطمأنينة والحد من التوتر إقليميًا ودوليًا.

فعلى الصعيد الخليجي وانطلاقًا من الايمان العميق بأهمية وضرورة تعزيز التعاون والتكامل مع الدول الشقيقة اضطلعت السلطنة على امتداد السنوات الماضية ولا تزال بدور ايجابي ونشط لتفعيل وتطوير التعاون والتكامل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية .. فمنذ ما قبل انشاء المجلس وبعد انشائه وهي تسعى جاهدة من أجل تفعيل وتطوير أداء المجلس ليتجاوب مع تطلعات دول وشعوب المجلس وما تفرضه مصالحها المشتركة والمتبادلة من ناحية وبما يحقق المواطنة الخليجية بشكل عملي ويهيئ لمزيد من التعاون والتنسيق بين دول المجلس والجمهورية اليمنية الشقيقة من ناحية ثانية وكذلك بين دول المجلس وإيران وعلى نحو يعزز الاستقرار والطمأنينة والازدهار لكل دول وشعوب المنطقة.

وقد حرص السلطان قابوس بن سعيد دوماً على الالتقاء بإخوانه وأشقائه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس للتشاور في كل ما يخدم شعوب المنطقة.

وتحظى سياسات السلطنة ومواقفها على الصعيد العربي بتقدير واسع نظراً للإسهام الإيجابي والمتزايد الذي تقوم به السلطنة تجاه مختلف القضايا العربية وكذلك في تطوير علاقاتها الثنائية مع كافة الدول العربية وبما يخدم الأهداف والمصالح المشتركة والمتبادلة بينها جميعاً .

وتنطلق السلطنة في جهودها ومساعيها الخيرة من إيمان عميق بأهمية وضرورة تعزيز العمل العربي المشترك وتوسيع نطاق التعاون بين الأشقاء واستثمار الإمكانات المتاحة لتحقيق حياة أفضل للشعوب العربية كافة .

وتؤيد السلطنة باستمرار جهود تطوير جامعة الدول العربية وآليات عملها وأجهزتها المختلفة ومؤسسات العمل العربي المشترك بشكل عام بما يستجيب لتطلعات الشعوب العربية في تحقيق نهضة عربية شاملة في مختلف المجالات .

وفي شأن عملية السلام في الشرق الأوسط فإن السلطنة تدعم الجهود الرامية إلى التوصل إلى تسوية دائمة وشاملة وعادلة تحقق السلام وتكفل التعايش السلمي بين الدول العربية واسرائيل وتنهي الاحتلال للأراضي العربية الأخرى المحتلة في سوريا ولبنان.

وتأكيداً لانتمائها العربي تحرص السلطنة بصورة دائمة على المشاركة في القمم العربية ولا تدخر وسعاً في بذل جهودها الخيّرة لرأب الصدع في العلاقات العربية إيمانا منها بأهمية هذا الدور في دعم العلاقات العربية وتقويتها بما يخدم الأهداف والمصالح العربية المشتركة ويجسد التلاحم العربي .

ولم يقتصر الاهتمام والإسهام العُماني الإيجابي والنشط على ما يتصل بالقضايا الخليجية والعربية ولكنه امتد أيضا إلى الإطار الدولي الأوسع عبر أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا و(المنظمات الدولية والاقليمية التي تشارك السلطنة في عضويتها) انطلاقًا من إدراكها العميق لأهمية الترابط الوثيق بين دول العالم وشعوبها والتعاون فيما بينها ومن أن السلام والأمن والاستقرار في المنطقة يتأثر بما يجري في مناطق أخرى في العالم.

وفي الوقت الذي تدعم فيه السلطنة أنشطة الأمم المتحدة وهيئاتها ومختلف المنظمات المتخصصة التابعة لها ومنها على سبيل المثال منظمة اليونسكو ومنظمة العمل الدولية والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وغيرها، وذلك تعزيزًا للسلام والتفاهم ودعمًا لجسور الحوار بين الشعوب والحضارات على امتداد العالم فإن السلطنة تسعى دومًا إلى تطوير وتعميق علاقاتها الطيبة مع مختلف الدول الصديقة بامتداد العالم من حولها على المستوى الثنائي .

فعلى الصعيد الآسيوي اتسمت العلاقات العُمانية الآسيوية بالديناميكية والنشاط المتزايد في العديد من المجالات ومع العديد من الدول الآسيوية أيضًا تحقيقا للمصالح المشتركة والمتبادلة خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية التي تستند كلها إلى علاقات سياسية قوية وراسخة.

وعلى الصعيد الأفريقي تشهد العلاقات العُمانية / الافريقية تطورًا ملحوظًا استمدت قوتها من الإرث الثقافي والحضاري الذي أسسه العُمانيون قديماً في شرق أفريقيا على وجه التحديد والذي أدى بدوره إلى إثراء الحضارة الإسلامية - الافريقية كان من ثمارها تلك المكانة اللائقة التي تتحلى بها السلطنة.

وتتسم العلاقات العُمانية مع الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الإتحاد الأوروبي الأخرى وروسيا ودول الأمريكيتين بأنها علاقات وطيدة ومتنامية في جميع المجالات فيما يتمتع السلطان قابوس بن سعيد بتقدير رفيع المستوى من جانب قيادات وشعوب تلك الدول الصديقة.

ففي مجال الإتفاقيات الإقليمية والدولية ومذكرات التفاهم انضمت السلطنة إلى عدد من الاتفاقيات منها اتفاقية التدابير التي تتخذها دول الميناء لمنع الصيد غير القانوني دون إبلاغ ودون تنظيم وردعه والقضاء عليه بالمرسوم السلطاني رقم (26/2013)، وإتفاقية الأمان النووي بالمرسوم السلطاني رقم (30/2013) والاتفاقية المشتركة بشأن أمان التصرف في الوقود المستهلك وأمان التصرف في النفايات المشعة بالمرسوم سلطاني رقم (27/2013) وإتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد بالمرسوم سلطاني رقم (64/2013) مع التحفظ على نص الفقرة (2) من المادة ( 66 ( .

كما صادقت السلطنة على اتفاقية المقر الدائم لوحدة الدعم السمكي بين السلطنة ورابطة الدول المطلة على المحيط الهندي للتعاون الاقليمي بالمرسوم السلطاني رقم (37/2013) والاتفاقية الإطارية للتعاون الإقتصادي والتجاري والإستثماري والفني بين الولايات المتحدة والبيرو والخليج العربي بالمرسوم السلطاني رقم (2/2014) وغيرها من الاتفاقيات.

مساحة إعلانية