رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

691

الموقف الأمريكي من الأزمة في كركوك.. والمحافظ يدعو الجميع إلى المساعدة

17 أكتوبر 2017 , 11:52م
alsharq
كركوك، بغداد، واشنطن - وكالات

بعد أن استعادت القوات العراقية السيطرة على كركوك ومناطق شاسعة جنوبي وغربي المدينة، خلال عملية عسكرية، يبذل قادة الجيش الأمريكي قصارى جهدهم من أجل وقف النزاع المتصاعد بين القوتين اللتين يتولى تسليحهما وتدريبهما، فيما يبدو أن هناك ثلاثة أو أربعة مواقف أمريكية في الأزمة وليس موقف واحد.

وخلال تمكنت القوات الموالية للحكومة المركزية في بغداد من السيطرة على معظم أنحاء المدينة، وتخلت القوات الكردية عن مواقعها بعد انسحابها إلى حقول النفط المجاورة، سعى البنتاجون إلى التخفيف من حدة المصادمات بين الطرفين

وحسب تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، أظهرت لقطات فيديو سيلاً من اللاجئين الأكراد وهم يغادرون كركوك في سياراتهم.

جاءت تلك الخطوة من جانب بغداد بعد ثلاثة أسابيع من إجراء الاستفتاء على استقلال كردستان الذي تضمن المدينة النفطية المتنوعة عرقياً – وهي خطوة مثيرة للنزاع اعتبرتها بغداد وسيلة لضم المدينة.

مكاسب عسكرية وسياسية

وأدى انسحاب قوات البيشمركة إلى منح بغداد مكاسب عسكرية وسياسية حاسمة وتوجيه ضربة ساحقة إلى الرئيس الفعلي للإقليم الكردي مسعود بارزاني، الذي خاطر بالكثير عند إجراء الاستفتاء الذي استغله لتوطيد دعائم الحكم الذاتي الكردستاني.

ووصف المتحدث الرسمي باسم البنتاجون الكولونيل روبرت ماننج عملية السيطرة على أرجاء المدينة باعتبارها "تحركات منسقة وليست اعتداءات"، وذكر أن تبادل إطلاق النار الذي أدى إلى العديد من الخسائر لم يكن سوى "حالة فردية".

وقال ماننج مشجعاً الطرفين على التركيز على الخطر المشترك لتنظيم داعش: "لم نر معدلات العنف الذي تشير إليه بعض التقارير الإعلامية. وهذا الأمر غير مفيد بالتأكيد ونحن نحث كلا الطرفين مجدداً على وقف الاقتتال".

وأضاف أن القادة الأمريكيين في المنطقة يسعون للوساطة بين الطرفين المتنازعين في المدينة.

وقال ماننج: "يشارك قادة التحالف على كافة المستويات مع نظرائهم بقوات الأمن العراقية في تشجيع الحوار والحد من التصعيد العسكري".

سيادة العراق في كركوك

وفي سياق متصل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متحدثاً من البيت الأبيض: "لا تروق لنا حقيقة المصادمات بين الطرفين ونحن لا ننحاز لأحد الطرفين ضد الطرف الآخر".

ومع ذلك، أعلنت السفارة الأمريكية في بغداد عن دعمها لإعادة تأكيد سيادة العراق في كركوك.

وذكر البيان الصادر عن السفارة: "نحن ندعم إعادة التأكيد السلمي على السلطة الفيدرالية بما يتفق مع الدستور العراقي في كافة المناطق المتنازع عليها".

وتعد المواجهة مع القوات الكردية تهديداً خطيراً للجهود الأمريكية الرامية إلى تركيز كافة مجهودات حلفائها تجاه تنظيم داعش، وهي الجهود التي تعتبر القوات الكردية من خلالها بمثابة الشريك الأكثر فعالية لواشنطن.

وسيطر الأكراد على مدينة كركوك في صيف 2014، بعد أن فرت القوات العراقية من مواقعها في أعقاب اعتداء تنظيم داعش على مدينة الموصل المجاورة. وفي ذلك الحين، هزمت وحدات البيشمركة مقاتلي داعش من أجل السيطرة على حقول النفط.

ومنذ ذلك الحين، تحاول أربيل تعزيز مطالبتها باستعادة المدينة، التي تضم الأكراد والعرب والتركمان وتعد محور إنتاج النفط بالإقليم. وقد مد المسؤولون الأكراد خط أنابيب من كركوك إلى تركيا يتم من خلاله بيع النفط الخام – وسط معارضة مريرة من جانب بغداد.

إدارة كركوك

ومع تطور الأحداث وفي ظل الموقف الأمريكي، قال محافظ كركوك بالوكالة راكان الجبوري، الثلاثاء، إنه يتولى إدارة المحافظة "وفق القانون"، داعيا الجميع إلى المساعدة لإنجاح عمله وتجاوز المرحلة الحالية بعد سيطرة القوات الاتحادية على مدينة كركوك مركز المحافظة (شمال).

وأوضح الجبوري: "نحن مكلفون وفق القانون بإدارة محافظة كركوك (كمحافظ بالوكالة)، ونحن لسنا بجديدين على المحافظة، ونتمنى من الجميع المساعدة لغرض تجاوز المرحلة الحالية"، دون تفاصيل عن الصيغة القانونية، ولكنه يشير إلى تكليفه بذلك من قبل الحكومة.

وقبل أسابيع، أقال البرلمان العراقي، محافظ كركوك، نجم الدين كريم (موال لإقليم شمال العراق)، على خلفية قراره برفع علم الإقليم بالمحافظة ودعمه لاستفتاء الانفصال، إلا أنه رفض الامتثال للقرار، قبل أن "يغادر إلى أربيل مع دخول القوات العراقية كركوك، وانسحاب قوات البيشمركة"، وفق مصادر متطابقة.

وعقب دخول القوات العراقية كركوك، كلفت الحكومة العراقية أمس الإثنين، راكان الجبوري بإدارة المحافظة بالوكالة، لأن تعيين محافظ جديد يتطلب اختياره من قبل مجلس المحافظة ثم المصادقة على ذلك من قبل رئيس البلاد.وأضاف الجبوري أنه "تم توجيه للمؤسسات الخدمية والأمنية بمواصلة عملها في كركوك".

وتابع: "رسالتنا إلى الأهالي الذين نزحوا من مدينة كركوك (لم يحدد عددهم) مع تقدم القوات الاتحادية، أن عليهم العودة إلى ديارهم، فكركوك هي لكل المكونات، ونحن هنا متعايشون، ولاتوجد أي مشاكل".

وأردف: "رسالتنا الأخرى إلى أهالي كركوك والكيانات السياسية والحزبية، أن يشدوا على أيدينا لعبور المرحلة بسلام".

وأكد أن "اتفاقا تم يوم أمس على أن تتولى قوات الشرطة ملف الأمن في المحافظة"، دون مزيد من التفاصيل عن الاتفاق.

واستعادت القوات العراقية السيطرة على كركوك ومناطق شاسعة جنوبي وغربي المدينة، خلال عملية عسكرية بدأتها منتصف ليلة الأحد/الإثنين، انسحبت خلالها البيشمركة من المنطقة دون مقاومة تذكر.

مساحة إعلانية