رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

464

السوريون يجازفون بحياتهم للوصول إلى أوروبا

17 أغسطس 2015 , 06:58م
alsharq
كوس - وكالات

تقول السورية ندى، التي كانت مع زوجها وبناتها الثلاث ضمن الأشخاص الـ124 ألفا الذين وصلوا إلى اليونان هذا العام "لما قمت بالرحلة البحرية لو لم يكن لدي أولاد".

وقبل 5 أيام قاموا بهذه الرحلة البحرية الخطيرة على متن زورق مطاطي أبحر من تركيا إلى اليونان، وقبل شهر غادرت الأسرة مدينة حلب حيث كانت تقيم.

وقالت وهي تنظر إلى بناتها يلهون على الشاطىء: "لقد جازفنا بكل شيء لنؤمن لهن مستقبلا أفضل".

معاملة المهاجرين

ولم يكن الاستقبال على جزيرة كوس جيدا بعد أن التقطت صور الأسبوع الماضي لعناصر من الشرطة يسيئون معاملة مهاجرين.

فرحة المهاجرين بقطع الخطوة الأولى من "رحلة الأمل"

وستنام ندى مع أسرتها في خيمة بانتظار الانتقال إلى أثينا ومنها إلى شمال أوروبا.

لكن الوالدين في غاية السرور لكون الأسوأ بات وراءهم.

وأضافت الأم "حتى اليوم يبكين ويصرخن في كل مرة يسمعن ضجة قوية. يخشون أن يكون ذلك قصفا".

وتابعت: "لكن الابتسامة عادت إلى وجوههن، على الأقل باتت الحرب من الماضي".

وتقول إحدى الفتيات واسمها نسرين إنها تريد أن تصبح طبيبة أما شقيقتها فيان فتريد أن تحترف الرقص.

وقالت ندى: "أريد تحقيق أحلامهن، في سوريا لم يكن ذلك ممكنا".

وحتى الآن وحدها فيان تتذكر كوابيسها "في إحدى الليالي عندما كنا في حلب حلمت بان الجيش اقتحم منزلنا وخطفنا".

ورأت منظمة سيف ذي شيلدرن الخيرية أن هؤلاء الأولاد سيحتاجون إلى وقت للعودة إلى حياة طبيعية.

وقالت سارة تايلر المتحدثة باسم المنظمة: "الأطفال أقوياء ويمكنهم العودة إلى حياة طبيعية بسرعة".

وأضافت "على هؤلاء الأطفال أن يشعروا بأن الأوضاع عادية" مع تخصيص أماكن لهم للهو والتعليم.

وتابعت: "يحتاجون أيضا إلى دعم نفسي لأن بعضهم أصبحوا عدائيين في حين يشعر آخرون بأنهم يحتاجون إلى التعبير عن مشاعرهم".

مخيمات المهاجرين في اليونان

لكن مع أسر تتنقل باستمرار من مكان لآخر واستقبال السلطات اليونانية للمهاجرين بتقشف، لم يحصل الأطفال إلا على بعض الألعاب وكتب وأقلام تلوين وزعها عليهم سياح وسكان.

آثار نفسية

وتقول نسرين، التي وصلت إلى كوس من حلب عبر تركيا مع زوجها وولديهما وهما في السادسة والرابعة من العمر، إن الحرب كان لها آثار نفسية فظيعة على الصبيين.

وأضافت "أصبحت الحرب الآن في دمهم فهم لا يمارسون سوى لعبة الحرب، كان علي إخراجهما من سوريا واتيت إلى أوروبا من أجلهما".

وهي قلقة للهوهما بملاعق صغيرة وأقلام فيما يقلدان أصوات الرشاشات والانفجارات.

وذكرت أن "طباعهما باتت عدائية وصعبة. ويسألانني لماذا لم نعد نسمع دوي القصف".

كل ما ترغب فيه نسرين اليوم هو "الاستقرار"، وقالت "لم ننم جيدا في حلب طوال ثلاث سنوات، أود أن يتمكن ولداي من الاسترخاء واللعب والذهاب إلى المدرسة كسائر الأولاد"، وأضافت "احتاج أيضا لأن أشعر بالأمان لاؤمن لهما ما يحتاجان إليه".

وبحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة فان نصف الأشخاص الأربعة ملايين الذين فروا من سوريا في السنوات الأخيرة قاصرون.

مساحة إعلانية