رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

989

رئيس لجنة الاستخبارات في البرلمان التركي..

د. أمر الله إيشلر لـ "الشرق": أردوغان حسم ملفات المنطقة خلال لقاء ترامب

17 مايو 2017 , 08:22م
alsharq
أجرى الحوار- عبد الحميد قطب

اعتبر العلاقات المتميزة بين قطر وتركيا لا يوجد نظير لها في العالم

التعديلات أقرت محاكمة ومحاسبة رئيس الجمهورية على أي تقصير

أول تطبيق للتعديلات تقليص أعضاء مجلس القضاء من 22 إلى 13 عضواً

تركيا كانت نائمة والرئيس أردوغان أيقظها لتصبح دولة عملاقة

التعديلات الدستورية أزعجت الأوروبيين فحاولوا تعطيل الاستفتاء عليها

الأوروبيون حاولوا إسقاط تركيا أكثر من مرة بدعم المنظمات الإرهابية

قواسم كثيرة تجمع الرئيسين أردوغان وترامب أهمها صراحتهما

تركيا ترفض تقسيم سوريا وجميع البلاد العربية والإسلامية وتسعى لحل مشاكلها

انفصال كردستان سيفاقم مشاكل المنطقة ويزعزع استقرارها أكثر

رد الشعب التركي على المحاولة الانقلابية سيمنع أي محاولة أخرى

قال أمر الله ايشلر رئيس لجنة الاستخبارات في البرلمان التركي أن الرئيس أردوغان حسم جميع ملفات المنطقة أثناء لقاء الرئيس الأمريكي ترامب، لافتاً إلى أن الرئيس التركي طلب تسليم فتح الله غولن، وبحث إيجاد حل للملف السوري، وكذلك الملف اليمني والليبي.

وأشاد اشلر في حواره مع "الشرق" بالعلاقات المتميزة بين قطر وتركيا والتي لا يوجد نظير لها في العالم.. بحسب قوله.

ونفى اشلر أن تكون التعديلات الدستورية قد منحت الرئيس التركي صلاحيات ديكتاتورية، مؤكداً أنها سمحت بمحاكمة ومحاسبة رئيس الجمهورية على أي تقصير، وأن أول تطبيق لها سيكون تقليص أعضاء مجلس القضاء من 22 إلى 13 عضوا ً.

وإلى نص الحوار...

ما أهم الملفات التي ناقشها الرئيس أردوغان أثناء لقاء الرئيس ترامب أمس؟

لقد ناقش الرئيسان ملفات هامة في المنطقة، وبالطبع كان في المقدمة ملف مكافحة الإرهاب، بما فيه مكافحة داعش و بي كا كا، وتسليم زعيم منظمة "فتح الله غولن" لتركيا، والملف السوري وإيجاد الحل له نوقش بالتفصيل، وكذلك الملفان اليمني والليبي كانا على طاولة المباحثات أيضا. ولقد صرح ترامب بأن أمريكا ستقدم الأسلحة التي طلبتها تركيا من أمريكا، كما صرح بأنه لا يستطيع أحد تقويض العلاقة الإستراتيجية بين البلدين. ووجه السيد أردوغان انتقاداته لأمريكا أمام الكاميرات وفي وجه ترامب بسبب تقديم النظام الأمريكي أسلحة ثقيلة لمنظمة بي واي جي الامتداد السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية. وبالتالي لقد كانت الزيارة موفقة وستترتب عليها نتائج إيجابية في القريب العاجل.

غموض في العلاقات

لكن نوعا من الغموض في العلاقات سبق هذا اللقاء، فبينما تعلن الإدارة الأمريكية توافقها مع تركيا نجدها تسلح البي واي دي بأسلحة ثقيلة مما يعد تناقضا في الموقف الأمريكي.. هل لك أن تفسر لنا ذلك؟

لقد التقى الرئيس أردوغان بنظيره الأمريكي، وسبق هذا اللقاء محادثات هاتفية" ايجابية"، وقبل هذا اللقاء زار عدد من الوزراء الأتراك أمريكا وكذلك زارنا مسؤولون ووزراء أمريكيون.

وقد صرح الرئيس أردوغان بأن لقاءه بالرئيس الأمريكي لن يكون عابرا، بل لابد أن يحسم فيه جميع الملفات، خاصة الملف السوري وإمكانية حله، ودعم الولايات المتحدة للمسلحين الأكراد هناك، الذين هم امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أمريكا باعتباره منظمة إرهابية، وهذا ما حدث بالفعل.

وأنا شخصيا متفائل من علاقة الرئيس أردوغان بترامب، خاصة أن هناك قواسم كثيرة تجمع الرئيسين، فالرئيس أردوغان جاء من القطاع الخاص وليس من الدوائر البيروقراطية وكذلك ترامب، والرئيس أردوغان يفضل الصراحة في كلامه وكذلك ترامب، كما أن الشعب الأمريكي اختار ترامب رغم وقوف الإعلام والدولة العميقة ضده، وهو ما حدث مع الرئيس أردوغان في بداية حكمه أيضا، لذلك أعتقد أن هناك تقاربا كبيرا في وجهتي النظر بين الرئيس أردوغان وترامب.

في ظل التصريحات الإيجابية التي أعلنها ترامب.. هل تعتقد أن الدعم الأمريكي الذي قدم لـ (بي واي دي) جاء بدون علم الرئيس الأمريكي؟

لا أعتقد ذلك، فأمريكا دولة كبيرة، وبالتالي أستبعد أن يكون هناك تناقض في الموقف الأمريكي تجاه تركيا، كما أننا أيضا نتعامل مع جميع الملفات بكل وضوح وشفافية، والرئيس أردوغان يعتمد الصراحة بكل أفعاله وأقواله.

أما بالنسبة للوضع في سوريا فالكل يعلم أنها أصبحت بؤرة للمنظمات الإرهابية مثل داعش والـ(بي واي دي)، بسبب بقاء النظام السوري، لذلك يجب على الإدارة الأمريكية أن تكافح هذه المنظمات، كما تكافحها تركيا بكل شجاعة وتفان.

التعديلات الدستورية

بعد إقرار التعديلات الدستورية.. ما ردكم على الادعاءات الأوروبية بأن عملية الاستفتاء عليها كانت غير نزيهة؟

نحن لا يعنينا الادعاءات الأوروبية، فقد أقرت المفوضية العليا للانتخابات بالنتيجة، وكذلك أحزاب المعارضة التي كانت موجودة أثناء الاستفتاء، وكان لها مندوبون في اللجان، وهو ما صرح به أيضا رئيس حزب الشعب الجمهوري بأنه لم يُفقد أي صوت في الاستفتاء.

لكن البعض يعتبر أن التعديلات تمنح الرئيس التركي صلاحيات أكثر وتجعله بمثابة ديكتاتور بدعم من الدستور؟

هذا غير صحيح، فالتعديلات وضعت منصب الرئيس التركي أمام المسؤولية والمحاسبة من قبل الشعب ومؤسسات الدولة، فبقدر منحه الصلاحيات بقدر ما جعلته أمام المحاسبة والمسؤولية.

كما أن التعديلات هذه من اقتراح دولت بهجلي زعيم "حزب الحركة القومية" وهو رابع حزب في البرلمان من حيث الأعضاء، وكان دافعه في ذلك أن رئيس الجمهورية طالما أن الشعب انتخبه، فيجب منحه الصلاحية الكاملة، وفي المقابل تكون هناك آليات واضحة لمحاسبته ومساءلته على أي تقصير، بل ومحاكمته في حال تجاوز للقانون والدستور، كأي مسؤول آخر.

تقليص المجلس الأعلى للقضاء

لقد أقرت التعديلات بنسبة أكثر من 51% من جملة أصوات الناخبين الأتراك.. ما أول إجراء ستتخذونه بعد إقرارها؟

أول إجراء سيكون هو تقليص أعضاء المجلس الأعلى للقضاء من 22 إلى 13 عضوا وتم انتخاب 7 منهم في البرلمان يوم الثلاثاء.

لماذا هذا التدخل الأوروبي المعلن في الاستفتاء والطعن في نتيجته؟

في الحقيقة لأول مرة نجد الدول الأوروبية تتدخل بهذا الشكل السافر في الشأن التركي، رغم أننا أجرينا 12 استحقاقا انتخابيا منذ عام 2002، ومع ذلك لم تتدخل أوروبا في جميع الاستحقاقات الماضية، لكن يبدو أن هذا الاستفتاء أزعجهم بشكل غريب، فأعلنوا رفضهم له بشكل واضح ومعلن.

فقد منعوا الدعاية للاستفتاء في دولهم، رغم أنها خاصة بالجاليات التركية، وفي المقابل سمحوا للمعترضين على التعديلات بنشر وإقامة الفعاليات لدعايتهم، والسبب في ذلك أن تركيا بالنسبة لأوروبا كانت دولة نائمة والرئيس أرودغان أيقظها، ومضى بها إلى أن تصبح دولة عملاقة، تنافس دولا أوروبية كثيرة، والتعديل الدستوري سيجعل تركيا تسير بخطى سريعة في طريق التقدم، وهذا ما يزعج الأوروبيين ويجعلهم يقفون في وجه التجربة التركية.

النموذج التركي

هل يعني ذلك أن الأوروبيين يسعون لإسقاط النموذج التركي بعدما فشلوا في إسقاطه بالمحاولة الانقلابية السابقة؟

بالطبع.. والمحاولات مستمرة ولم تنقطع، فقد حاولوا فعل ذلك أكثر من مرة ولم ينجحوا، فمرة في أحداث "جزي" منتصف سنة 2013، قبل وقوع الانقلاب العسكري في مصر، بعد ذلك بـ6 أشهر حاولوا الانقلاب من خلال جماعة فتح الله غولن، من خلال محاولة قضائية وأمنية، ثم حاولوا إسقاط حكومة السيد أردوغان من خلال دعم المنظمات الإرهابية مثل داعش والـ بي كاكا التي تقوم بعمليات تفجيرية داخل الأراضي التركية منذ عام 2015 إلى الآن، إلى أن جاءت المحاولة الانقلابية الأخيرة لجماعة فتح الله غولن، ولكن بحمد الله تخلصنا من جميع المحاولات الانقلابية، بعد إزاحة جماعة غولن من داخل مؤسسات الدولة واتخاذنا إجراءات رادعة في مكافحة الإرهاب.

الملف السوري

ما رؤية تركيا في موضوع الملف السوري خاصة أن هناك اتجاها غربيا لتقسيمها؟

بالنسبة للموضوع السوري، فتركيا ترفض تقسيم أي بلد عربي أو إسلامي، فأي تقسيم في المنطقة سيفاقم مشاكلها، التي أوجدها الغرب، وبالتالي تركيا تسعى لحل مشاكل المنطقة بالتعاون مع أشقائها، لأن تركيا تدرك أن مشاكلنا لن تحل إلا بأيدينا وليس من خلال الغرب.

لكن البعض يعتبر أن المناطق الآمنة التي وافقت عليها تركيا بداية لتقسيم سوريا؟

هذا غير صحيح، فالمناطق الآمنة ستؤدي إلى عودة اللاجئين إلى بلادهم لكي يعيشوا حياة طبيعية في أوطانهم لذلك أصرت تركيا منذ بداية الأزمة على إقامة تلك المناطق الآمنة لكي لا يلجأ المتضررون من الحرب إلى بلاد مجاورة، ولكن مع الأسف فضل المجتمع الدولي عدم تحريك أي ساكن في هذا الأمر.

ماذا عن علاقتكم بالحكومة المركزية في العراق.. وهل تقبلون بانفصال كردستان العراق؟

نحن تربطنا علاقة سياسية جيدة بالحكومة العراقية، وهذه العلاقة محكومة بالدستور العراقي، أما بالنسبة لموضوع انفصال إقليم كردستان، فأعتقد أن هذا الأمر سيفاقم مشاكل المنطقة، ويزيدها تعقيداً.

ومع ذلك فعلاقتنا مع حكومة الإقليم جيدة، وهناك تقاطع مصالح بيننا، وهي من جهتها تقاتل داعش والبي كا كا.

انفصال كردستان

لكن في حال انفصلت كردستان عن العراق.. هل يؤدي ذلك لزعزعة الاستقرار التركي خاصة أن عناصر البي كا كا موجودة في الإقليم؟

كما قلت انفصال كردستان سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأسرها الذي هو غير موجود أصلا.

هل تعتقد أن هذا الأمر من الممكن أن يشجع أكراد تركيا على الانفصال؟

تركيا دولة ديمقراطية وأكرادها مع الدولة، وشعب المناطق الكردية لا يشعر بالتفرقة بينه وبين باقي المناطق التركية الأخرى، وهناك استطلاعات للرأي أجريت في المناطق الكردية وبين المواطنين الأكراد عن هذا الأمر، وكانت إجابة الأغلبية برفض الانفصال، بل إن معظمهم قال إنه يفضل العيش في اسطنبول وأنقرة عن ديار بكر مثلا، وبالتالي أستبعد مطالبتهم بالانفصال.

هل نستطيع أن نقول إن تبعات المحاولة الانقلابية انتهت إلى غير رجعة؟

بكل تأكيد، فالانقلابيون لن يعاودوا المحاولة مرة أخرى، خاصة بعد أن رأوا ردة فعل الشعب التركي، وبعد أن تم إبعاد قادتهم عن المناصب العسكرية، وأغلبهم ما بين مسجون ومطارد، كما أن تركيا الآن من الناحية الديمقراطية أقوى من قبل.

ثم إن إقرار التعديلات الدستورية خلص تركيا من الوصاية السابقة، خاصة الوصاية العسكرية والبيروقراطية والقضائية، وأصبحت الوصاية الحقيقية على تركيا وقيادتها وقراراتها هي .. وصاية الشعب التركي.

لكن حزب الشعب الجمهوري تراجع عن دعم الحكومة التركية كما كان في السابق وانتقد التعديلات الدستورية .. لماذا تغير موقفه من الحكومة التركية؟

تأييد حزب الشعب للحكومة التركية بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة كان إجباريا، لأنه لم يكن لديه خيار آخر غير ذلك.

العلاقات القطرية التركية

كيف تنظر للعلاقات القطرية التركية؟

أنا اعتبر أن العلاقات القطرية التركية مميزة جداً، ولا يوجد علاقات مثالية بين بلدين في العالم مثلما هي العلاقات القطرية التركية، ولو كانت هناك علاقات مماثلة في المنطقة كما العلاقات القطرية التركية لاستطعنا التخلص من جميع مشاكلنا.

مساحة إعلانية