رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

5369

عبد الله النعمة: الذكر من أيسر العبادات يريح القلب ويزيل الوحشة

17 مارس 2018 , 07:52ص
alsharq
محمد دفع الله

في جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب .. لا عذر لمن تركه..

قال فضيلة الشيخ عبد الله النعمة إن ذكر الله من أيسر العبادات وأسهلها على المرء، وأجلها وأعظمها في الفضل، يحط الذنوب والخطايا ويذهبها، ويورث حياة القلوب وراحتها، ويزيل الوحشة التي تكون بين العبد وربه، ويطرد الشيطان ويقمعه، ويرضي الرحمن، ويعطي الله عليه من الأجور ما لا يعطي على ما سواه، فهو رأس الشكر، وسبب المحبة والموالاة، وأمان من النفاق.

وأوضح في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن العبد منذ استقرت قدماه في هذه الدنيا فهو مسافر فيها إلى ربه، ومدة سفره هي عمره الذي كتب له الى أجله، ثم قد جعلت الأيام والليالي مراحل ‏سفره، فكل يوم وليلة مرحلة من المراحل فلا يزال يطويها مرحلة بعد مرحلة حتى ينتهي السفر.

ووجه الخطيب عددا من الأسئلة: كم مضى من عمر الحياة؟ وكم سلف من العصور؟ وكم تقلب من الدهور؟ أمم على إثرها أمم، وأجيال تعقب أجيالا، ورجال على إثر رجال، أحوال متباينة، وصور متغايرة، وأمور تدار، والله يخلق ما يشاء ويختار، ‏ولكن الكيس الفطن من عمل لآخرته، وادخر عظيم الأجر والثواب ليوم الميعاد، فعمر واشتغل قبل أن يأتيه الأجل.

أعظم ميادين العمل

وقال إن من أعظم ميادين العمل والاجتهاد هو ذكر رب الأرباب، فإن الله تعالى آمرا عباده المؤمنين بذكره فقال: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا).

وأكد أن ذكر الله عبادة من أعظم العبادات، وطاعة من أجلِّ العبادات، وقربة من أنفع القربات، ينبه القلوب من نومتها، ويوقظ الأرواح من لهوها، ويبعد العبد عن أهل الغفلة، ويورثه محبة الله التي هي روح الإسلام، ومدار السعادة والنجاة في الدارين.

ذكر الله منزلة كبرى

وأضاف "إن ذكر الله تعالى هو منزلة القوم الكبرى التي منها يتزودون، وإليها دائماً يترددون، وهو قوت القلوب المؤمنة التي متى فارقتها صارت الأجساد لها قبوراً، يستدفعون بها الآفات، ويستكشفون به الكربات، وتهون عليهم المصيبات، إنه عبودية القلب واللسان، وجلاء القلوب وصفاؤها، ودواؤها إذا غشيها اعتلالها. {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.

وقال النعمة إن الله لم يفرض على عباده فريضة إلا جعل لها حدا معلوما، ثم عذر أهلها في حال عذر، غير الذكر، فإن الله لم يجعل له حدا ينتهي إليه، ولم يعذر أحدا في تركه، إلا مغلوبا على تركه، فقال: (فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم).

الذكر يعين على الطاعة

وقال خطيب جامع الإمام: إن ذكر الله أكبر معين للعبد على طاعة الله وشكره والقيام بحقه والإنابة إليه، فالذاكرون الله كثيراً والذاكرات أقرب الناس الى الطاعة، وأسرعهم إلى الإنابة، وأحقهم بالمراقبة، وأبعدهم عن الغفلة والمعصية والشيطان، ولا داوم عبد على ذكر الله وأكثر منه إلا أزال الله همه ونور قلبه وبسط له في رزقه ورفع له في ذكره وزاده مهابة وإيماناً وسعادةً ويقيناً ولذة واطمئناناً.

ولقد ثبت عن النبي — صلى الله عليه وسلم — أنه قال: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم وخيرٌ من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال:"ذكر الله")

وأكد النعمة أن ذكر الله يسهل الصعب، وييسر العسير، ويخفف المشاق فما ذكر الله على صعب إلا هان ولا على عسير إلا تيسر، ولا مشقة إلا خفت، ولا شدة إلا لانت وزالت، ولا كربة إلا سهلت وانفرجت.

ذكر الله يقوي الأبدان و يذيب قسوة القلوب

وقال فضيلة الشيخ النعمة إن غاية أمر الله وخلقه أن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر، وهو سبحانه ذاكر لمن ذكره، شاكر لمن شكره، وقد قال سبحانه وتعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ).

وذكر خطيب الجمعة أن ذكر الله حياة للقلوب، وقوت للأبدان وسعادة للأرواح، ونجاة من الأهوال، ونور في الظلمات، يفتح للعبد باب الدخول إلى الله، ويذيب قسوة القلوب، ويعالج الأرواح والأبدان، ويطرد الهموم والأحزان. عن عبدالله بن بسر — رضي الله عنه — أن رجلا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به. قال: (لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله تعالى).

وقال فضيلة الشيخ النعمة إن أفضل الذكر وأنفعه ما وطأ فيه القلب اللسان وكان من الأذكار النبوية، وشهد الذاكر معانيه ومقاصده. يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فاذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله تعالى خنس).

ويقول كعب بن مالك رضي الله عنه: (من أكثر من ذكر الله برئ من النفاق). فإن الله تعالى قال عن المنافقين: “إنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا“.

مساحة إعلانية