رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

893

د. مارفن كارسون لـ الشرق: العام الثقافي القطري- الأمريكي يدعم التقارب الشعبي

17 يناير 2022 , 07:00ص
alsharq
واشنطن- زينب إبراهيم

انطلاقاً من الفعاليات والأحداث الثقافية التي تشهدها قطر خاصة في ظل معرض الكتاب الذي تستضيفه البلاد، وإعلان مكتبة قطر الوطنية عن استمرار معرض «المهاجرون العرب في الولايات المتحدة: السعي وراء الحلم الأمريكي» إلى 17 مارس المقبل، وذلك في إطار فعاليات الاحتفال بالعام الثقافي قطر الولايات المتحدة الأمريكية 2021؛ حيث تجسد هجرة العرب إلى الولايات المتحدة – وهي واحدة من كبرى حركات الهجرة في التاريخ مدى التكامل الناجح بين الأمتين بمرور السنين، ويقدم المعرض للمتتبع فهمًا أعمق وأشمل لإرث الأعمال الأدبية المستلهمة من تجربة الهجرة وجوانبها الثقافية ودور الصحافة العربية في الولايات المتحدة خلال القرن التاسع عشر، لتعرف مجتمعاتنا المزيد عن الرحلة التي بدأها بعض أسلافهم، وعن صراعهم ونضالهم في الحياة الجديدة، وكيف رسخوا وجودهم وهويتهم في المجتمع الأمريكي بالاجتهاد والالتزام والدأب والإصرار، يأتي ذلك انطلاقاً من دور المكتبة الوطنية في تعزيز القيم الثقافية بصورة باتت فيها الدوحة مركزاً للثقافة والفنون في المنطقة والعالم.

وفي هذا الإطار يقول د. مارفن كارسون، الخبير الأكاديمي في التراث والثقافة والناقد المخضرم في الأدب والتاريخ: إن دولة قطر تباشر سبل دعم كافة المنصات الثقافية التي تؤرخ الهوية وترصد تلاقي الثقافات المختلفة خاصة عبر تلك الفعاليات والعروض المهمة سواء في الداخل، أو بما عكسته الاستثمارات القطرية في عدد من المتاحف والأنشطة الثقافية لاسيما للاحتفاء بالإبداعات العربية في أمريكا، وبرز ذلك عبر دعمها أيضاً لعرض «القدوم إلى أمريكا» الذي ينظمه المتحف العربي الأمريكي القومي الذي يقع بمدينة ديربورن في ولاية ميتشغن الأمريكية والذي يعد المتحف الأول والفريد من نوعه في التركيز على تاريخ العرب في أمريكا وتجاربهم في الاندماج مع المجتمع الأمريكي وذلك منذ بداية تأسيسه في عام 2005 ويعد أيضا المتحف الأول بالعالم الذي يهتم بنشر ثقافة وتاريخ العرب في أمريكا، ويبرز ذلك في عرض «Coming to America» والذي تستقبلك فيه أصوات العرب الذين يروون تجاربهم باللغة الإنجليزية والعربية وقصة قدومهم إلى الولايات المتحدة والتي كان كثير منها يغلب عليه طابع إنساني حول الأوضاع غير المستقرة في الوطن العربي والتي دفعت أبناءه إلى الرحيل عنه خاصة من فلسطين ولبنان ودول عربية أخرى وكيف استقبلهم المجتمع الأمريكي ونجحوا في بناء حياة لهم وأبنائهم برغم كافة الصعوبات التي واجهوها.

دعم إيجابي

ولفت د. مارفن كارسون إلى أن قطر تحرص على أن تكون على رأس قائمة الدول المانحة لأنشطة دعم الثقافة والموسيقى والفنون في أمريكا، وتواصل المؤسسات الثقافية القطرية دورها في الدعم والتنسيق المشترك، وهو ما أثرته فعاليات العام الثقافي بين قطر وأمريكا والذي شمل شراكات اقتصادية مهمة لدعم مؤسسات حفظ التراث مثل مؤسسة «سميثسونيان» للتنمية التي يعد المتحف العربي الأمريكي القومي جزءا من الامتداد الثقافي لها، كما دعمت قطر جهود المتحف في الحصول على عدد من الشهادات الاعتمادية كمتحف عالمي لينضم إلى متاحف الصفوة التي تقدر بـ 1000 متحف فقط من المتاحف الصغيرة والكبيرة والتراثية والثقافية من إجمالي 36 ألف متحف في مختلف الولايات الأمريكية، وتكتسب فعاليات الهجرة إلى أمريكا التي تنظمها مكتبة قطر وعرض «القدوم لأمريكا» بالمتحف أهمية مشتركة في التعريف بالتراث والثقافة ودعم البلدين لتجارب اندماج الثقافات والبحث الإيجابي عن الهوية، وتوثيق مرجع حقيقي ليس فقط لحكايات المهاجرين وقصص نجاحهم في الولايات المتحدة ولكن أيضاً تقديم ثقافة عرب أمريكا أو الثقافة العربية إلى الجمهور الأمريكي وتميزها على مدار التاريخ من خلال مساهمتها في كافة العلوم والمجالات، ليكون ذلك حلقة وصل مع إنجازات عرب أمريكا التي استطاعوا أن يحققوها بداخل الولايات المتحدة.

مبادرات ثقافية

وأوضح د. كارسون: أن مبادرات الثقافة العربية الأمريكية استضافت العديد من الطلاب العرب والأجانب من المجتمع الأمريكي ذلك للتقارب أكثر مع الهوية العربية عبر استعراض تاريخ وإنجازات العرب وأبرز إنجازات العلماء في كافة المجالات والتعريف بأسمائهم وإعداد دراسات علمية حول مدى إضافتهم للمعرفة البشرية، وفيما تنعكس فلسفة الثقافة والتصميم القطرية على احتضان التراث وإعادة إحيائه بعناية في التصميمات المختلفة والمتاحف والمكتبات التي توثق التاريخ وتحتفي بالفن العربي ببصماته المميزة في الداخل، ساهمت قطر في أمريكا في دعم وحدة التراث بعدد من المتاحف العربية الأمريكية في واشنطن وميتشغان وذلك من أجل تقديم ألوان مختلفة من الفنون والإبداعات ومنها الصناعات العربية في النسيج والمشغولات اليدوية وصناعة الخزف حيث تعرض العديد من الأطباق والأواني ذات الطابع العربي الواضح والمميز لها كتعبير على الإبداع في هذا الفن، وأيضا ثقافة جمع الهوية الإسلامية العربية في أكثر من فعالية مختلفة وتبرز مساهمات قطر ووافدين لأمريكا من جنسيات عربية وتجارب الإندماج وتنظيم فعاليات للطلاب المسلمين والعرب والمبتعثين من قطر ومختلف الجنسيات العربية، في هذا الصدد، وتحظى المساهمات القطرية الثقافية بتقدير كبير في أمريكا من أجل إثراء المساهمات الثقافية وحفظ هوية التراث العربي في التصاميم ذات الطابع المميز.

الصورة الثقافية

واختتم د. مارفن تصريحاته: بكل تأكيد تعمل تلك المبادرات المهمة التي تدعمها قطر بقوة من أجل أهمية مفهوم تغيير الصورة الذهنية التي بحاجة أن يتم تغييرها عن العرب والتي قد تصعب من حياة كثيرين من خلال النظرة المختلفة التي قد ينظرها بعض المواطنين في أمريكا إلى بعض ممن ينتمون إلى أصول عربية أو إسلامية، خاصة إن عددا ليس بقليل من الأفلام الأمريكية حاولت أن ترسخ صورة بها كثير من الدموية والعنف فيما يتعلق بالعرب والإسلام ولذلك كان هناك حرص إيجابي على دعم كافة المبادرات من أجل أن يتم تعريف المجتمع الغربي بما لا يعرفونه عن الثقافة العربية وعن الإسلام.

 

مساحة إعلانية