رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

402

من الفلوجة إلى المغرب.. انتشار جديد للقاعدة

17 يناير 2014 , 01:54م
alsharq
لندن

بعد أكثر من عامين على مقتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، ساعدت الاضطرابات التي أعقبت انتفاضات "الربيع العربي" تنظيمه، أو بالأحرى التنظيمات المنبثقة عنه والتي استلهمت فكره على إحراز تقدم.

عودة القاعدة

منذ أسبوعين، سيطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، التابع للقاعدة على معظم مدينة الفلوجة بوسط العراق، لينتصر بعد هزيمته على أيدي القوات الأمريكية ومقاتلي العشائر المحلية منذ نحو 10 أعوام.

ويخشى مسؤولون غربيون، من أن تقتطع الجماعات المرتبطة بالتنظيم ملاذات لنفسها في ليبيا وسوريا وغرب إفريقيا وربما أفغانستان حين تنسحب قوات حلف شمال الأطلسي.

لكن خبراء ومسؤولين أمنيين يقولون، إن الجيل الجديد يختلف كثيرا عن الجماعة المحكمة التي خططت لهجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.

والجماعات مثل الدولة الإسلامية في العراق والشام وحركة الشباب الصومالية، أو القاعدة في المغرب الإسلامي، لديها في الأساس أهداف محلية وهي أقل اهتماما "بالعدو البعيد" الغربي.

وفي تسجيل فيديو نشر على موقع يوتيوب في 17 ديسمبر تدرسه أجهزة المخابرات الغربية، يظهر رجل ملثم يحمل مسدسا وبلكنة بريطانية يدعو المسلمين البريطانيين للانضمام له في سوريا "أرض الجهاد".

لكن الرجل الذي لم تعرف هويته، لا يذكر مهاجمة الغرب ولو مرة، بل أن غضبه ينصب على قوات الرئيس السوري، بشار الأسد والجيش السوري الحر المعارض، المدعوم من الغرب.

وقال ريتشارد باريت، الذي رأس فريقا للأمم المتحدة لمتابعة القاعدة وطالبان حتى العام الماضي، ويعمل حاليا في مجموعة سوفان للاستشارات، "عدد الذين يقاتلون تحت لواء القاعدة الآن اكبر من أي وقت مضى على الأرجح.. لكن هذا لا يعني بالضرورة أنهم يقاتلون من أجل الشيء نفسه أو حتى في نفس الجانب".

وعلى الرغم من أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام رفع رايته في مدينة الفلوجة العراقية الشهر الماضي، فإن جماعات إسلامية منها جبهة النصرة وهي إحدى خصومه، أجبرته على الانسحاب من مقره في حلب ثاني اكبر مدينة في سوريا.

توسع التنظيم

وكشفت خطابات، عثر عليها في مكان إقامة بن لادن عام 2011 أنه كان يسعى جاهدا للسيطرة على التنظيمات التابعة للقاعدة، وشعر بالقلق من أن تنظيم القاعدة في العراق المعروف حاليا باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، يقتل الكثير من المدنيين مما يؤثر سلبا على الرأي العام للمسلمين.

وجاء خليفته أيمن الظواهري، ليفتح تنظيم القاعدة أكثر ليحتضن جماعات مثل الشباب الصومالية، ويواجه حاليا نفس النوعية من المشاكل.

وفي خطاب له العام الماضي، دعا الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى ترك سوريا لجبهة النصرة وهو الطلب الذي تجاهله التنظيم.

وقالت نيللي لحود، الباحثة في مركز الأكاديمية العسكرية الأمريكية لمكافحة الإرهاب، التي فحصت وثائق بن لادن، "معظم من يعلنون الآن انتماءهم للقاعدة ما كان سيسمح لهم بالانضمام للحركة قبل 11 سبتمبر".

وقال جون سويرز، رئيس جهاز المخابرات البريطاني "إم.آي.6" أمام لجنة برلمانية في نوفمبر، "علينا أن نتعامل مع ظهور وتضاعف القاعدة في عدد من الدول الجديدة.. لا شك أن التهديد يتزايد".

ويقول جهاز المخابرات الداخلية البريطاني "إم.آي.5" إن أكثر من نصف 34 مخططا أحبطها بين تفجيرات لندن، التي وقعت في السابع من يوليو تموز 2005 وهجوم وولويتش، انطوت على أشخاص داخل البلاد.

وكان مايكل أديبولاجو، وهو أحد رجلين بريطانيين من أصل نيجيري قتلا الجندي لي ريجبي، قد اعتقل في كينيا عام 2010 للاشتباه في سفره للتدريب مع مقاتلي حركة الشباب في الصومال.

ويقول نايجل انكستر، النائب السابق لرئيس جهاز "إم.آي.6" ويرأس حاليا وحدة التهديدات الدولية بالمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، "الجميع يسألون أنفسهم نفس السؤال: هل لايزال الحديث عن القاعدة باعتباره تنظيما وحيدا له معنى؟ وإن لم يكن ما الذي نتعامل معه؟".

وثبتت فعالية الدعم اللوجستي والمخابراتي الأمريكي نسبيا في هزيمة القاعدة في جزيرة العرب في اليمن وحركة الشباب في الصومال، واشتمل الدعم في بعض الأحيان على هجمات بطائرات بلا طيار، وفي مالي تعاونت واشنطن مع قوات فرنسية وإقليمية لإجبار تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على الانسحاب من أجزاء من البلاد.

كما أن هناك معارضة متزايدة للإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة من هذا النوع، ومن غير المرجح فيما يبدو، أن يسمح الرئيس السوري الأسد، بطلعات لطائرات بلا طيار في بلاده، بينما يبدو أن باكستان وليبيا تعارضان تحركا أمريكيا منفردا على نحو متزايد.

مساحة إعلانية