رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1149

عقوبات أوروبية على قائد مرتزقة فاغنر

16 أكتوبر 2020 , 07:00ص
alsharq
الدوحة - الشرق

فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مسؤولين روس كبار، وأفاد الاتحاد في تقارير نشرها موقع الجزيرة نت ومواقع اخبارية أن رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوجين، الذي يطلق عليه لقب "طباخ بوتين" نظرا إلى أن شركة المطاعم التي يديرها عملت لحساب الكرملين، يقوّض السلم في ليبيا عبر دعمه شركة "فاغنر" الخاصة التي تقوم بأنشطة عسكرية.

وذكرت الجريدة الرسمية للاتحاد أن التكتل استهدف 6 من الروس ومركزا للأبحاث العلمية الحكومية لدورهم في تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني في أغسطس.

وأعلنت الحكومة البريطانية امس أنها ستطبق العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على مقرّبين من بوتين.

وذكر بيان الخارجية البريطانية أن لندن "ستطبق العقوبات التي أعلنها الاتحاد الأوروبي ضد 6 أفراد وكيانات على صلة بتسميم ومحاولة قتل نافالني بموجب نظام الاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات (على استخدام) الأسلحة الكيميائية".

وفي أول رد لها على تلك العقوبات، حذّرت موسكو امس من أن الاتحاد الأوروبي أضر بعلاقاته معها بفرضه عقوبات على مقرّبين من الرئيس بوتين على خلفية عملية تسميم نافالني والحرب في ليبيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين "الاتحاد الأوروبي أضر عبر هذه الخطوة بالعلاقات مع بلادنا" واصفا إجراءات التكتل بأنها "خطوة غير ودية" من جهة الاتحاد، متعهدا بأن روسيا سترد.

أنشطة سيئة السمعة

كانت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية ذكرت أن يفغيني بريغوجين، الرجل الذي يقف وراء النفوذ الروسي في أفريقيا، نجح بفضل علاقته في الانتقال من بيع النقانق إلى جمع ثروة طائلة، وليصبح رجل أنشطة الكرملين.

ويتحدر بريغوجين من مدينة لينينغراد وقضى تسع سنوات في السجن، بعدما أدانته محكمة سوفييتية بالسرقة وجرائم أخرى. ولدى خروجه، قرر الدخول في عالم الأعمال، ليبدأ كبائع للنقانق، ومن ثم يمتلك مطعماً راقياً.

ولقيت تجربة الرجل بافتتاح مطعم على قارب النجاح، ليقوم عام 2001 بتقديم خدماته شخصياً لزائرين توقفا لتناول العشاء لديه: رئيس روسيا الجديد بوتين، ورئيس الوزراء الياباني يوشيرو موري. وسرعان ما أصبح بريغوجين يعمل على توصيل طلبات الطعام وخدمات الضيافة لحفلات الكرملين.

ونجح بريغوجين في بناء علاقات طيبة مع القيادات الروسية وتوسيع نفوذه. وتمكن من اكتساب عقود حكومية لتوفير الطعام للمدارس الروسية وللجيش أيضاً. ومع المزيد من الأموال، تبدل نمط حياته، فأصبح يمتلك قصراً في سانت بطرسبورغ ويختاً وطائرة خاصة، ومهبطاً للطائرات المروحية.

لكن أنشطة بريغوجين منحته سمعة سيئة. فوفقاً للمحقق الأمريكي روبرت مولر، تدخل "مصنع المتصيدين" أو "الترولز" في الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية عام 2016. وتدين الولايات المتحدة شركات بريغوجين لتنفيذ هذه العمليات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتضع شركته، "كونكور كيترينغ"، على قائمة العقوبات.

كما يسود اعتقاد بأن بيرغوجين يمول مليشيات "فاغنر" الخاصة. وتشمل هذه المليشيات المئات من المرتزقة الروس، الذين قتل عدد منهم خلال صدام مع القوات الأمريكية عندما جرت محاولة فاشلة للسيطرة على مصفاة للنفط في سورية في فبراير 2018، كما تم الإبلاغ عن نشاط المجموعة في أوكرانيا أيضاً.

وطبقا لموقع اورينت ظهرت الشركات العسكرية الروسية، المتورطة في ليبيا وفي كثير من البلدان الأفريقية جنوب الصحراء. وترتكز الأنظار بصفة خاصة على مجموعة “فاغنر” الغامضة التي يقودها يفغيني بريغوجين خاصة أن هذا الكيان ذا الملامح غير الواضحة يُنشر لأغراض مختلفة وفقا للوضعيات والبلدان.

وجاء وصول بريغوجين وهياكله إلى ليبيا في أعقاب لقاء نظم بموسكو في نوفمبر/ 2018، بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ووفد من كبار المسؤولين العسكريين الليبيين بقيادة الجنرال خليفة حفتر. وقد شارك بريغوجين في هذا اللقاء. ولكي نفهم وصوله إلى المسرح الليبي يجب التذكير أولا بأن دور موسكو في هذا الملف محدود جدا مقارنة بالجبهة السورية. فعلى عكس ما يحصل في سوريا، ليس هناك وجود عسكري روسي كبير في ليبيا. فاستثمار موسكو في حل الأزمة الليبية يرتكز أساسا على تنفيذ دبلوماسية موازية عبر القناة الشيشانية أو من خلال رجل الأعمال ليف دينغوف، رئيس مجموعة الاتصال الروسية حول ليبيا ورئيس غرفة التجارة الروسية الليبية التي أنشئت عام 2017. وإذا كانت موسكو تدعم رسميا على السواء حكومة فايز السراج في طرابلس والمشير حفتر، فإن هذا الأخير يحظى بتفضيل من الكرملين، وهو دعم آخر يحظى به رجل طبرق القوي إلى جانب مساندين آخرين، وفي المقدمة مصر.

وشارك مقاتلو “فاغنر” في الهجمات التي شنها المشير حفتر في ربيع وخريف 2019 في محاولة الاستيلاء على طرابلس كما أظهرت ذلك تحاليل فريق “كونفليكت انتلجنس تايم” التابع لمجموعة من المدونين الروس، وهو فريق أنشئ أصلا في 2014 لتوثيق وإدانة التدخل العسكري الروسي في الدونباس. هناك اختلاف في تقدير عدد عناصر “فاغنر” الذين شاركوا إلى جانب الجيش الوطني لحفتر. وتتكلم الصحافة الاستقصائية الروسية عن بعض مئات من المقاتلين في حين ندد الرئيس التركي في ديسمبر 2019 بوجود 2000 مرتزق روسي. ويبدو أن الحقيقة أقرب إلى التقدير الأول. ومهما يكن فإن وجود المقاتلين الروس في ليبيا - والمعترف به ضمنا من طرف فلاديمير بوتين عندما صرح في يناير الماضي بأنه “إذا كان هناك مواطنون روس موجودون فإنهم لا يمثلون مصالح الدولة الروسية ولا يتلقون أموالا من الدولة الروسية”- لم يكن ولن يكون ممكنا أن يكون له دور حاسم في مشروع المشير حفتر.

مساحة إعلانية