رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1260

تأييد فوعيد ثم تهديد..نبع السلام تكشف تضارب الموقف الأميركي حيال تركيا

16 أكتوبر 2019 , 01:36م
alsharq
بوابة الشرق_سماح الخلايلي

لم يكد يمر الأسبوع الأول على بدء تركيا عملية نبع السلام في شمالي سوريا ،بمباركة أميركية وضوء أخضر من الرئيس دونالد ترامب ،حتى انقلب الموقف  الأميركي من تأييد التدخل التركي الى التهديد بفرض عقوبات على أنقرة بهدف الضغط عليها لوقف عملياتها العسكرية.

وتمثل التأييد الأميركي بإصدار البيت الأبيض بيانا يعلن الانسحاب من شمال سوريا بعد أن تحدث ترامب مع أردوغان هاتفيا وأن تركيا ستمضي قدمًا في عمليتها التي خططت لها في شمال سوريا  لكن دون دعم  القوات المسلحة الأميركية أو انخراطها في العملية كونها  هزمت تنظيم الدولة الإسلامية.

لكن الولايات المتحدة سرعان ما بدأت تصدر رسائل  متضاربة حيال التعاطي مع تركيا  ،وبعد أن توافق رأي ترامب مع تصريحات وزير خارجيته مايك بومبيو" بأن تركيا لديها مخاوف أمنية مشروعة وهناك تهديد إرهابي لها من الجنوب، عاد  الرئبيس الأميركي بموقف مغاير بعد ذلك ليطالب أنقرة بوقف كل عملياتها العسكرية .

وأعلن البيت الأبيض أنّ نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس سيلتقي في أنقرة الخميس الرئيس التركي لبحث عملية نبع السلام وإقناعه بإعلان “وقف فوري لإطلاق النار” تحت طائلة تشديد العقوبات الاقتصادية على بلاده.

وأوضح ترامب  أنّ نائبه سيهدّد أردوغان بالمزيد من العقوبات الاقتصادية الأمريكية على تركيا إذا لم توافق على وقف إطلاق النار في شمال شرق سوريا.

وكان مايك بنس، نائب ترامب، قد قال إن الرئيس الأمريكي طلب من أردوغان في مكالمة هاتفية، وضع حد للعملية العسكرية التركية، وإعلان وقف لإطلاق النار، والدخول في مفاوضات مع القوات الكردية.

وفرض ترامب عقوبات على مسؤولين أتراك، الإثنين، وطالب أنقرة بوقف عمليتها العسكرية، وردَّت تركيا على العقوبات الأمريكية على لسان نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، الذي قال إن «أياً من التهديدات بالعقوبات ليس أكبر من التهديدات الإرهابية التي تتعرض لها تركيا من الجانب الآخر لحدودها الجنوبية»، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.

وتشمل العقوبات التي تعهدت واشنطن بفرضها وزارتي الدفاع والطاقة التركيتين إضافة لوزراء الطاقة والدفاع والداخلية، كما قرر ترامب وقف مفاوضات تجارية مع أنقرة حول اتفاقيات تجارية ضخمة، وتعهد بفرض 50% رسوما جمركية على واردات بلاده من الحديد التركي.

أردوغان يرفض مقترح الوساطة الأميركية

ورفض الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المقترح الأمريكي بخصوص عملية "نبع السلام"الذي  طالبت فيه بوقف إطلاق النار والوساطة من أجل التفاوض قائلا : "لا يمكننا الجلوس على طاولة واحدة مع تنظيم إرهابي".

وكشف  الرئيس التركي في تصريحات صحفية إنه أبلغ نظيره الأمريكي دونالد ترامب، بأن أنقرة لن تعلن أبداً وقفاً لإطلاق النار في شمالي سوريا، وأكد له أنه ليس قلقا من العقوبات الأمريكية على بلاده. وأن العملية مستمرة حتى تصل لأهدافها.

وجدد الرئيس التركي التأكيد على أن "هدف عملية نبع السلام واضح؛ وهو تطهير الحدود من كافة العناصر الإرهابية، والتمكن من إعادة اللاجئين إلى منازلهم بشكل آمن، ".وأضاف قائلا: يحاولون وضعنا تحت ضغط، أما نحن فنقول إن هذه العملية لا تستهدف سوى التنظيمات الإرهابية، والعملية مستمرة حتى تحقق أهدافها".

وأضاف  "هدفنا واضح وهو إخراج الإرهابيين إلى ما بعد 32 كم من الحدود، وتأمين هذا الخط من قبلنا بداية من نهر الفرات حتى الحدود العراقية. وكما قلت لترامب في الاتصال الهاتفي نحن لا نهدف لشن أي هجوم على عين العرب (كوباني) أو أي مكان آخر، ولا نستهدف الأكراد أو المدنيين، بل هدفنا منحهم الأمان"

وتابع قائلا: "وبهذا الخصوص أود لفت الانتباه إلى أمر متناقض، وهو أن الولايات المتحدة تنسحب من المنطقة، ولا ترغب في دخولنا إليها.. ولا شك أن نبع السلام سيكون لها إسهام كبير في عملية الحل السياسي بسوريا".

 مباحثات تركية روسية أميركية

وفي سياق متصل أشار أردوغان أن المباحثات مستمرة مع الولايات المتحدة وروسيا من أجل تنسيق التطورات الميدانية في  مدينتي عين العرب ومنبج في سوريا واعتبر أن دخول قوات النظام السوري إلى مدينة منبج في شمال البلاد ليس تطوّراً “سلبياً جداً” بالنسبة لأنقرة طالما أنّ السيطرة على هذه المدينة لم تعد بأيدي الوحدات الكردية

 وقال الكرملين في وقت متأخر اليوم الثلاثاء إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث هاتفيا مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان بشأن سوريا 

وكان مبعوث الكرملين الروسي، ألكسندر لافرنتييف قال إنه وفقاً لاتفاقات سابقة فإن بوسع الجيش التركي التوغل لمسافة تتراوح بين خمسة وعشرة كيلومترات داخل الأراضي السورية.

والاتفاق الذي تحدث عنه المسؤول الروسي يُعرف باسم «اتفاق أضنة«، الذي تم توقيعه بين سوريا وتركيا عام 1998، والذي يعطي لأنقرة حق «ملاحقة الإرهابيين» في الداخل السوري حتى عمق 5 كم، واتخاذ التدابير الأمنية اللازمة إذا تعرّض أمنها القومي للخطر.

وأعلن الكرملين، أمس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحث خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي التطورات في سوريا وبحثا أيضا الحاجة إلى تجنب حدوث مواجهات بين الجيشين التركي والسوري، اتفقا على ضمان سلامة الأراضي السورية وأضاف الكرملين أن بوتين وجه لأردوغان  دعوة لزيارة روسيا في الأيام القليلة المقبلة

قوات النظام السوري تدخل منبج 

وشهد الشمال السوري تطورات متسارعة منذ بدء العملية العسكرية التركية، حيث انتهزت قوات نظام بشار الأسد المدعومة من روسيا فرصة الانسحاب الأمريكي المفاجئ من سوريا، ودخلت قوات من جيش النظام الثلاثاء إلى مدينة منبج، الواقعة غرب نهر الفرات، والتي كانت تحت سيطرة القوات الكردية. 

ولطالما شكّلت هذه المدينة سجالاً بين تركيا وأمريكا، حيث أوقفت واشنطن مراراً جهود عملية عسكرية ضد المدينة التي كانت توجد فيها قوات أمريكية.

مساحة إعلانية