رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2004

طالبان تعود إلى كابول بعد 20 عاما... قطر تدعو لانتقال سلمي للسلطة في أفغانستان

16 أغسطس 2021 , 07:00ص
alsharq
قادة من طالبان في القصر الرئاسي الأفغاني
الدوحة - الشرق - ووكالات

دخلت قوات حركة طالبان مساء امس، العاصمة الافغانية كابول، في نهاية تطورات درامية بدأت الاسبوع الماضي بسيطرتها على مراكز الولايات في أفغانستان، وانتهت بمغادرة الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد.

وقالت حركة طالبان إنها أمرت مقاتليها بالدخول الى كابول منعا لحدوث فوضى وحالات سرقة بعد انسحاب قوات الأمن، في وقت أكد رئيس لجنة المصالحة الأفغانية عبدالله عبدالله أن الرئيس أشرف غني غادر البلاد. وأضافت الحركة في بيان أن الشرطة والمسؤولين في كابول لاذوا بالفرار مما يمثل مشكلة أمام حفظ القانون والنظام.

بدوره أكد رئيس لجنة المصالحة عبد الله عبد الله أن غني غادر البلاد وورطها وورط الشعب بهذه الحالة. وأضاف أن الشعب سيحكم على هذا الرئيس السابق وسيحاسبه الله، وبدوره، قال القائم بأعمال وزير الدفاع بسم الله خان محمدي إن غني "قيد أيدينا وراء ظهورنا وباع الوطن" وغادر البلاد.

وجاءت هذه التطورات بعد ساعات من نقل "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أفغاني رفيع قوله إن الحكومتين الأمريكية والأفغانية طلبتا من طالبان تأجيل دخول كابول إلى حين الاتفاق على حكومة انتقالية، وقال وزير الدفاع الأفغاني إن غني نقل جزءا من صلاحياته إلى وفد يتوقع أن يغادر للتفاوض مع طالبان في الدوحة. وأكد المسؤول الأفغاني وجود مفاوضات حاليا بين الحكومة وطالبان لاختيار رئيس حكومة انتقالية مقبول من الجميع، لكنه لا يعتقد أن الحركة ستقبل هذا العرض.

من جانب آخر، ذكرت رويترز أن الوفد الحكومي يضم المسؤول البارز عبد الله عبد الله، ويتوقع أن يصل الدوحة للقاء ممثلين عن طالبان لبحث مسألة تسليم السلطة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن بلاده ستدعم جهود المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وطالبان في الدوحة. وأضاف في مقابلة مع "إن بي سي" (NBC) أن لدى الولايات المتحدة فريقا بالدوحة يعمل مع الأمم المتحدة وقطر ودول أخرى لدعم تلك الجهود، ومعرفة إمكانية التوصل إلى تسوية سلمية لنقل السلطة، مشيرا إلى أن هذا سيجنب الشعب الافغاني إراقة المزيد من الدماء.

وأكد القائم بأعمال وزير الدفاع الأفغاني، في كلمة وجهها لسكان كابول، أن المدينة آمنة وأن قوات الأمن ملتزمة بالدفاع عنها، مشددا على أن القوات الدولية تساعد في تأمين المدينة. ومن جانبه قال عبد الستار ميرزاكوال القائم بأعمال وزير الداخلية إن كابول لن تتعرض للهجوم، مؤكدا أنه سيتم تسليم السلطة عبر إدارة مؤقتة وبصورة سلمية.

وكانت وسائل إعلام أفغانية أفادت بأن رئيس البرلمان الأفغاني وعددا من زعماء الأحزاب السياسية غادروا كابول إلى باكستان، مضيفة أن الرئيس السابق ووزير الخارجية الحالي طالبا الرئيس أشرف غني بالاستقالة لحل الصراع.

وكان مراسل الجزيرة نقل عن مصدر في حركة طالبان قوله إن جميع مقاتلي الحركة الذين دخلوا العاصمة كابول صباح امس انسحبوا منها بعد إصدار الحركة بيانا بعدم اقتحام المدينة، قبل أن يعودوا لدخول كابول مرة اخرى مساء بعد مغادرة الرئيس الافغاني. وكانت الحركة قالت إنها لا تريد دخول كابول بالقوة أو الحرب وإنها تفضل دخولها بسلام، وأضافت -في بيان- أنها أمرت مسلحيها بالوقوف على تخوم العاصمة كابول وتجنب محاولة دخولها. وقالت طالبان إن المفاوضات جارية لضمان عملية تسليم العاصمة كابول.

من جهته، قال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد إن الحركة لا تريد حالة حرب في العاصمة. وأضاف -في تغريدة عبر تويتر- أن طالبان لن تمس الممتلكات والبنوك في كابول وستتخذ خطوات جادة لحمايتها، حسب تعبيره. كما نقلت وكالة رويترز عن قيادي من طالبان أن الحركة أمرت المقاتلين بالإحجام عن العنف في كابول، والسماح بالعبور الآمن لأي شخص يختار الخروج، وطلبت من النساء التوجه إلى أماكن آمنة. بدوره، قال متحدث باسم طالبان لرويترز "ندعو المدنيين الأفغان للبقاء في بلدهم وألا يغادروه نتيجة الخوف، لا ننوي الانتقام من أحد وسنصفح عن كل من خدم في الحكومة أو قواتها". ونقلت رويترز عن متحدث باسم طالبان قوله إن سياسة الحركة ستقوم على ترك العقوبات كالإعدام والرجم وقطع الأعضاء للمحاكم للبت فيها، مضيفا أنه سيسمح لوسائل الإعلام بانتقاد من تريد لكن من دون تشهير. وأكد المتحدث أنه سيسمح للمرأة بمغادرة المنزل وحدها دون مرافق، وأن حقوق المرأة ستحترم وسيسمح لها بالتعليم والعمل على أن ترتدي الحجاب.

*مؤامرة وتسليم

وفي سياق تسارع التطورات الميدانية، قال قائد القوات الموالية للحكومة إن مؤامرة أدّت إلى تسليم مدينة مزار شريف مركز ولاية "بلخ" إلى قوات طالبان، في حين غادرت أعداد كبيرة من القوات الحكومية ومسؤولون محليون نحو المعبر الحدودي بين ولاية بلخ وأوزبكستان.

وجاء ذلك بعد معارك محتدمة وحصار للمدينة التي تعد أكبر مدن الشمال الأفغاني، وتقع بالقرب من 3 جمهوريات في آسيا الوسطى هي تركمانستان وطاجيكستان وأوزبكستان. وأكد مصدر أمني أفغاني للجزيرة أن مسلحي طالبان سيطروا على معبر "طورخم" بولاية ننغرهار على الحدود مع باكستان. وأعلنت وزارة الداخلية في باكستان إغلاق المعبر إغلاقا كاملا بعد سيطرة حركة طالبان عليه. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولين أن حركة طالبان باتت تسيطر على جميع المعابر الحدودية في أفغانستان.

*خوست وباغرام

وفي تطور آخر، قالت حركة طالبان إن مسلحيها يسيطرون على مقر ولاية خوست جنوب شرقي أفغانستان، كما قال مصدر أمني أفغاني إن مسلحي الحركة يسيطرون على السجن المركزي في الولاية ويطلقون سراح جميع المعتقلين.

في هذه الأثناء، قال مصدر أمني أفغاني للجزيرة إن ما لا يقل عن 35 مسلحا من حركة طالبان قتلوا بغارات جوية نفذتها القوات الأمريكية في 3 ولايات أفغانية. وقال مصدر أمني للجزيرة إن عبد الرشيد دستم -النائب الأول السابق للرئيس الأفغاني- ورئيس الجمعية الإسلامية "قائد الانتفاضة الشعبية" عطاء محمد نور فرّا السبت إلى أوزبكستان. وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لما قالوا إنها لحظة اقتحام مسلحي حركة طالبان منزل الجنرال عبد الرشيد دستم شمالي أفغانستان.

*دخول جلال آباد

وإلى الشرق من البلاد، أعلنت حركة طالبان دخول مسلحيها إلى مدينة جلال آباد عاصمة ولاية ننغرهار، وأكد مصدر أمني للجزيرة أن الحركة سيطرت على مقر الشرطة داخل المدينة. كما قال مسؤول أفغاني في جلال آباد لرويترز إنه لا توجد اشتباكات حاليا في المدينة لأن الحاكم استسلم لطالبان، وأوضح أن فتح المجال أمام مرور طالبان كان السبيل الوحيد لإنقاذ حياة المدنيين.

وكان مقاتلو طالبان دخلوا مشارف جلال آباد ليلا. وقال نائب برلماني أفغاني للجزيرة في وقت سابق إن مفاوضات تجري بوساطة زعماء القبائل في ولاية ننغرهار بين السلطات المحلية ومسلحي حركة طالبان، من أجل تسليم المدينة.

وكانت أفغانستان شهدت تطورات درامية، حيث تمكنت طالبان خلال اسبوع واحد من أن تبسط سيطرتها على عدد كبير من مراكز الولايات في البلاد وجميع المنافذ الحدودية مع دول الجوار الافغاني.

مساحة إعلانية