رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1550

قطر والجزائر.. شراكة إستراتيجية واعدة

16 يوليو 2023 , 07:00ص
alsharq
الدوحة - الشرق

تجمع بين دولة قطر والجمهورية الجزائرية علاقات متينة متجذرة تتميز بالود والاحترام والتشاور الدائم، ويشهد التعاون بين البلدين تطورا مستمرا على جميع الأصعدة والمستويات، كما تؤكد الزيارات المتبادلة أن البلدين قطعا شوطا كبيرا في مسيرة العمل المشترك وانتقلا إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية الواعدة. أما على المستوى السياسي تجمع بين البلدين رؤى واحدة ومواقف مشتركة ومبادئ راسخة تجاه المصالح الثنائية والقومية والقضايا العربية والدولية والأمن والسلام الدوليين.

وفي إطار الزخم المتبادل بين البلدين، زار حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الجزائر لحضور حفل افتتاح الدورة الـ 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط «وهران 2022» بمدينة وهران الجزائرية في يونيو الماضي، وأيضا لقاء سموه مع أخيه فخامة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، حيث جرى خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها، كما جرى مناقشة عدد من القضايا والمستجدات ذات الاهتمام المشترك.

وقد سبق ذلك زيارة الدولة التي قام بها فخامة الرئيس عبد المجيد تبون إلى قطر في فبراير الماضي، حيث عقد صاحب السمو أمير البلاد المفدى وأخوه فخامة الرئيس الجزائري محادثات ثنائية موسعة، ركزت على العلاقات بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة، وتبادل الجانبان وجهات النظر حول المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، وأكدا العمل على تنسيق مواقفهما بما يخدم مصالحهما ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وقد عكست هذه المباحثات عمق العلاقات الثنائية، وتطابق وجهات نظر البلدين على المستوى الثنائي.

وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للتشاور والتنسيق بين البلدين، وتطلعهما إلى تعزيزهما على كافة المستويات، كما أثنيا على علاقات التعاون المتميزة، وإلى الارتقاء بها في جميع المجالات، لا سيما الاقتصادية والتجارية وقطاع الغاز. وتؤكد هذه الزيارات المتبادلة ومثيلاتها التي يقوم بها الوزراء وكبار المسؤولين من البلدين الحرص الكبير على رعاية هذه العلاقات، والارتقاء بها وتعزيزها في القطاعات كافة، وهو ما عكسته نتائج اجتماع الدورة الخامسة للجنة المشتركة العليا القطرية - الجزائرية التي انعقدت خلال نوفمبر 2014 بالدوحة.

تعزيز العلاقات

تجمع بين قطر والجزائر العديد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم والبروتوكولات، التي تشمل التعاون في مجالات: الاقتصاد، والتجارة، والصناعة، والطاقة، والمناجم، والاستثمار، والزراعة، والسياحة، والصحة، والرياضة، والجمارك، والنقل البحري، والفلاحة، والتعاون العسكري، فضلا عن قطاعات الثقافة والإعلام والرياضة، والتخطيط العمراني، إلى جانب التعاون في المجالات القانونية والقضائية، والرقابة الاقتصادية، ومكافحة الغش التجاري، وتجنب الازدواج الضريبي، والصيد البحري، والموارد المائية، والمحميات الطبيعية. وعززت هذه الاتفاقيات العلاقات الأخوية بين البلدين، ورسختها وارتقت بها من مرحلة التعاون الثنائي إلى الشراكة الاستراتيجية الطموحة الواثقة بتحقيق أهدافها ونجاح مشروعاتها.

وتعتبر الجزائر من الوجهات الاستثمارية التي تلقى اهتمام رجال الأعمال القطريين، فقد تم خلال السنوات الأخيرة إنشاء عدد من المشروعات الاستثمارية القطرية في الجزائر، كان أبرزها الشركة الجزائرية - القطرية للصلب (مشروع بلارة الجزائري – القطري للصلب» بولاية جيجل، الواقعة شمال شرقي الجزائر العاصمة، على مساحة تبلغ حوالي 216 هكتارا، وبتكلفة ملياري دولار تقريبا، وبطاقة إنتاجية تقدر بـ 4 ملايين طن من الصلب، وهو معد لإنتاج نوعية نقية من الحديد بتقنية الاختزال المباشر النادرة عالميا، والتي تعتمد على الغاز، ما جعل المصنع يحظى بسمعة عالمية، ويبرم اتفاقيات مع شركات دولية للتصدير.

ويعد المشروع من أهم مشاريع الشراكة الاستراتيجية في المجال الاقتصادي بين البلدين الشقيقين، فضلا عن استثمارات مجموعة «أريد» الرائدة في قطاع الاتصالات، التي حققت وتحقق نجاحا معتبرا في الجزائر. إلى جانب توقيع اتفاقية استثمارية تقضي بتعزيز التعاون والاستثمار في تطوير وإدارة 73 فندقا تابعا لمجمع سياحة، فندقة وحمامات معدنية في مختلف أنحاء الولايات الجزائرية. إلى جانب وضع حجر الأساس للمستشفى الجزائري القطري الألماني الذي تبلغ قدرته الاستيعابية 400 سرير و20 غرفة عمليات حديثة، حيث ينتظر أن يعزز هذا الصرح الطبي الكبير المنظومة الصحية القائمة في الجزائر ويتكفل بمعظم الحالات المرضية والعمليات الجراحية الدقيقة.

وهناك العديد من الاستثمارات المهمة لرجال أعمال قطريين في عدة ميادين كالزراعة والسياحة والخدمات والبيئة وغيرها من المجالات، وتعتبر قطر من أكبر المستثمرين في السوق الجزائرية؛ كونها سوقا واعدة وتزخر بالكثير من الفرص التي تجذب أي مستثمر.وقد أسهمت جهود غرفتي البلدين في فتح مجالات تعاون جديدة بين القطاع الخاص، بما يؤسس لشراكات وتحالفات تخدم اقتصادي البلدين، وكان الاجتماع الأول لمجلس الأعمال القطري - الجزائري خلال أبريل الماضي حدثا مهما، من شأنه أن ينعكس بشكل إيجابي على حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.

مساحة إعلانية