رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

486

حسنة: جامعة قطر تعزز قيم الحضارة في التعليم

15 نوفمبر 2015 , 07:26م
alsharq
مأمون عياش

قال د. مازن حسنة نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية في جامعة قطر إن الجامعة أخذت على عاتقها العمل الجاد والبناء من اجل الدفع قدما لخدمة رسالة الجامعة في الحفاظ على التراث الوطني لدولة قطر وتعزيز القيم والهوية العربية والاسلامية، حيث أضحى تعزيز قيم الحضارة الإسلامية خيارا استراتيجيا في المنظومة التعليمية والثقافية لدولة قطر، والدولة ما فتئت تبذل الغالي والنفيس في نشر قيمها في الداخل والخارج.

جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر الدولي "الظاهرة الجمالية في الإسلام"، الاحد، بتنظيم من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وحضور عدد كبير من الضيوف من جامعات عربية وعالمية، وأعضاء هيئة التدريس بالكلية والمهتمين بموضوع المؤتمر وذلك في قاعة ابن خلدون بجامعة قطر.

ويهدف المؤتمر الذي يختتم اليوم الاثنين الى ترسيخ قيمة الجمال في الاسلام بوصفه تجليا متميزا من تجليات المعرفة الإسلامية، وتأكيد قيم الألوهية الإسلامية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة والأبداع والجمال المعنوي والمادي في آن واحد، بالإضافة الى الإسهام في أحياء قيمة الجمال الإسلامي ونشره، والتأكيد كذلك على أهمية تطوير الإحساس بالجمال والابداع في شتي المجالات.

وقال د. مازن حسنة: ادراكا من جامعة قطر بالرسالة الحضارية التي نهضت بها وتعريفا برؤيتها، وتوثيقا لمعالمها، يأتي ملتقى كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، ليؤكد بأن جامعة قطر في سعيها الدؤوب لمواكبة ركب التقدم والتطور، لم يغب عنها أن لها في تراثها الزاخر المرتبط بعروبتها واسلامها ما ينبغي ان تحافظ عليه وعلى مميزاته لتعرفها الأجيال الحاضرة والقادمة.

واضاف: "ان ملتقانا العامر هذا لا ينطلق من فراغ ، فالقران الكريم والسنة النبوية الشريفة أوليا عناية فائقة بالذوق الجمالي كقيمة دينية وحضارية، وروح تنساب في نسيج الوجود كله، فأضحى تذوق الجمال سموا ورقيا وعبادة، لأن الله جميل ويحب الجمال، ومن أجل ذلك فإن اختيار موضوع الظاهرة الجمالية في الإسلام، يأتي في وقته، فالجمال طبع أصيل ومقصد في الإسلام جليل، تهفو إليه النفوس، وتحن إليه الأرواح، وما إن أشرب المسلمون رحيق الجمال، وارتوت به أرواحهم، حتى شاد الزمان للحضارة الإسلامية من بناء وعمران يحكي جمال الإتقان، بيد أن دوام الحال، اذ سرعان ما راجعت ثقافة الجمال وانسحبت من ساحة واقعنا المعاصر حين طالها التسيب والإهمال، وحل محلها التشدد والانغلاق، مما أخلى الطريق أمام التطرف الديني ليلقي بلهيبه الذي لا يبقى ولا يذر، والأمل معقود عليكم أيها العلماء الأفاضل بعد الله، في نفض الغبار عن ثقافتنا الإسلامية الناصعة البياض، ومحاربة الفكر المتطرف الذي ينهش في جسد الأمة وكشف عواره وفضح أصحابه، ومن غيركم معشر الأساتذة الأفاضل يستطيع أن يتعهد غرس الذوق الجمالي في النفوس بالحفظ والرعاية، وأن يسقي هذا الغرس لينمو أكثر في تحقيق أهدافه النبيلة، فالجمال يمنح الحياة مغزى، ويكسب في القلب طمأنينة، ويبعث في النفس الثبات."

من جانبه قال د. يوسف الصديقي عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية: ان وعي الأمة بذاتها واعتزازها بتراثها وحضارتها يجعل من واجبنا التنويه بحضارتنا واسهاماتنا في الحضارة الإنسانية، ها نحن اليوم نلقي الفهم على جانب مهم من جوانب حضارتنا "الظاهرة الجمالية في الإسلام" والتي تعد قيمة من القيم الإسلامية الرفيعة المنزلة والمكانة لما تهفو اليها النفوس الصافية النقية والفطرة، وعلومنا ومعارفنا تزهو في النظر للقيمة الجمالية، وحقيقة تتجاذب الأمم والحضارات أطراف التفاخر والاعتزاز والمباهاة بمقدار ما لديها من قمم وقيم جمالية وتراثية، وآثار تركت بصماتها على الثقافة والحضارة والتاريخ، والأمة الإسلامية بحضارتها غنية بتراثها وتاريخها الجمالي ورجالها وأعلامها الأفذاذ الذين أخذوا من الحياة الإنسانية ما أعادوه أكثر إثراء وتجديدا وجمالا، وأروع تأثيرا وامتداد، لقد فتح العالم الإسلامي عقله وصدره لكل وافد من الفكر والحضارة، فكان ذلك بجانب ما لدينا من قيم دينية ثابتة بمثابة الشرارة التي أشعلت الطاقات، وظهرت الثمرات الإسلامية يانعة في جميع فروع الفكر والثقافة والتشريع والحضارة والجمال وفن الإبداع.

وشكر الدكتور الصديقي رئيس الجامعة على رعايته لهذا المؤتمر كما شكر نائب الرئيس للشئون الاكاديمية على حضوره ، وكذلك زملاءه العمداء الذين حضروا .

وفي كلمة له قال ا.د. داتو محمد أمين رئيس جامعة ملايا وضيف شرف المؤتمر: إنَّ الفرَحَ لَيَغْمُرني لكوني هنا اليوم، وإنِّي لأشكُركم غايةَ الشُّكرِ، لدَعوَتكمْ إيَّايَ لإلقاء كلمةٍ في هذا المؤتمر القيِّم، أمام هذا الجمْع الكريم، من المتخصِّصين في مجال الجماليَّة في الإسلام. واسْمحُوا لي أنْ أقتَبِسَ لكمْ من أنوار الذِّكر الحكيم، قوله تعالى: "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"، معترفا بعجزي عن التَّعبير عن عُمق المعاني الكامنة في هذه الآية الوجيزة، هذا، ومن فهومات هذه الآية الكريمة: أنْ نسعى لتصحيح الفهم الخاطئ في بعض الأذهان، عن أنَّ المسلمَ ينبغي أن يكون بحالةٍ رثَّة؛ دفْعًا للرِّياء، إنَّ مفهوم هذه الآية الكريمة، أسْمَى وأجْمَلُ وأبْهى من هذا الفهم القاصِر.. إنَّ المطلوبَ من المسلم، أن يكونَ في أبْهى مظاهره، دون رياءٍ أو إسراف.. جماليَّةٌ في المظهر والـمَخْبَر، فالنَّظافةُ من الإيمان، وهي من أبجديَّات الصِّحة البدنيَّة، كما تُقرِّرها الأبحاثُ الطبيَّةُ في نظافة الأسنان وغيرها.

وأضاف ا.د. داتو: بِوَصْفي رئيسَ جامعةِ ملايا، يُسْعدُني أن أرحِّبَ بكم جميعًا، للتَّعاوُنِ مع جامعة ملايا في برامجِ تبادُلِ الطَّلبة والموظَّفين، وإجراءِ الأبحاث المشْتَركة حول موضوع هذا المؤتمر القيِّم، وغيره من القضايا، ونُؤكِّد لكم، وجودَ استثمارٍ جيِّدٍ لدى الجامعة في هذا المجال على المدى البعيد، ولعلمكم، فإنَّ جامعة ملايا تحتلُّ المرتبةَ الأولى في الجوْدَةِ في ماليزيا، والثَّالثةَ في دُول مجموعة آسيانْ، والتَّاسعةَ والعشرين في آسيا، و(146) في تصنيف أرقى الجامعات في العالَم. وهي جامعةٌ حكوميَّة بحثيَّة، في كوالالمبور العاصمة، وتُعدُّ أقْدَمَ جامعة في ماليزيا، أنْشِئتْ منذ (110) عامًا، ولا تزال أهمَّ جامعةٍ ماليزيَّة، وكان اختصارُ اسمها إلى "ملايا" في فترة ما قبل استقلال البلاد، وحاليًّا، يبلغ تِعْدادَ طلابِ الجامعة (25.000) طالب، وتتساوى نسبةُ طلبةِ الدِّراسات العليا بالطَّلبة الجامعيِّين، وسوف تتغير هذه النِّسبةُ، لتبلُغَ نسبةُ طلبةِ الدِّراساتِ العليا ضِعْفَ نسبة الطَّلبة الجامعيِّين بحلول عام (2020م). كما ارتفعتْ نسبةُ الطَّلبة الدُّوَليِّين بها من (10%) في عام (2005م) إلى (27%) في الوقت الحالي.

واشتمل المؤتمر على عرض ثمانية عشر ورقة لباحثين وباحثات من مختلف البلاد العربية والإسلامية منها: ماليزيا والسعودية والجزائر والمغرب ومصر والأردن، مقسمة على جلسات المؤتمر التي رُتبت تبعاً لمحاوره وكانت الجلسات في اليوم الأول كالتالي: الجلسة الأولى: وتضمنت المحاور التالية الجمال في القرآن الكريم عقيدةً وشريعةً وأخلاقاً، الفن الإسلامي مصطلحا ورؤية، الجمال في الإسلام "فلسفته ومعاييره، كما ناقشت الجلسة الثاني المحاور التالية: فعالية برنامج ارشادي (قيمي جمالي) في خفض السلوك العدواني لدى طلبة الحلقة الثانية بسلطنة عمان خصائص الجمال، رؤية إسلامية، المظاهر الجمالية في التشريعات الإسلامية مقارنة بالتشريعات اليهودية، أما الجلسة الثالثة فناقشت المحاور التالية: جمالية اللغة في الخطاب القرآني الصورة المشهدية أنموذجا، أبعاد الجماليّة للخطّ العربيّ وروافدها في الحضارة العربيّة والإسلاميّة، جمالية البيئة من منظور إسلامي، الجماليات في الخطّ العربي، ودراسة تطبيقية تحليلية.

مساحة إعلانية